عربي21:
2025-12-04@03:41:42 GMT

الخيانة موقف

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

خيانة إبليس وزلل آدم

من يقرأ إرادة الله في الحكم على موقف إبليس وحكمه تنزه عن كل نقص على آدم؛ سيتبادر لذهنه أن هنالك عصيانا قوبل بحكم قاطع حول إبليس إلى شيطان رجيم وتساهل مع آدم حينما علمه كلمات الاستغفار ليتوب عليه، مع قليل من العمق سيجد المتأمل أن هنالك فرقا كبيرا بين سلوك إبليس وبين فعل آدم.

إبليس اتخذ موقفا بدافع الأنا وكبرياء نفسه فخالف عهده مع الله بالعبودية لله وطاعة أمره، فكانت النتيجة أن خان الهوية والكينونة التي بني عليها ليتخذ موقفا ضد إرادة الله تكبرا وعنادا فشط ليكون شيطانا، تماما كمن يزعم أنه مسلم وهو يتخذ موقفا ضد مسلمين، ويتهمهم ويثبطهم وهم يردون الظلم ويناصر الظالم، أو من يناصر الظالم من أجل المال أو كراهية للمظلوم كما كره إبليس آدم وهو لم يك ليؤذيه لهذا كان الحكم بعقوبته مباشرا.



أما آدم فهو خُدع لانه لم يستخدم منظومته العقلية ونسي الاستفادة من المعلومة والتفكر بها ونسي أن هذا الشيطان قد رفض السجود له مخالفا أمر الله. ولسنا هنا بصدد معنى السجود لآدم وهو السجود لبديع الخلق وليس كالسجود لله وبيان الأفضلية في التكوين، فاضطرب آدم ولم يعد يعلم كيف يصحح خطأه فعلمه ربه الكلمات.

العزيمة والإرادة عند آدم وإبليس:

بعد أن نظرنا إلى الفرق بين الموقف والغفلة لا بد من النظر إلى عواملها، فإبليس كان ذا عزيمة بالشر عندما فكر وقرر ونظر أنه الأفضل وفق هواه فتصرف بأناه رافضا كارها هذا المخلوق الجديد، وكان ذا إرادة عندما أغوى آدم وعن سبق إصرار وقرار ومكر؛ فالتفكير والمكر والقرار هو العزيمة وتنفيد هذا القرار هو الإرادة، وهكذا تتحد العزيمة والإرادة لتشكل الموقف عند كل شيطان يخون عهده، فهو موقف يستوجب الإبعاد والعقاب كذلك فعل الرب.

أما آدم فكان ناسيا أن هذا المخلوق عدوه وتصور أنه فعلا ينصحه ورغم أنه يمتلك المعرفة لكنه لم يدر محتواها ليعلم الطريق الصائبة والقرار الحصيف، فلم تك له عزيمة كذلك قال الله "لم نجد له عزما"؛ ونسي، كذلك قال الله إنه نسي، أما إرادته فبفقدان فاعلية المنظومة العقلية تحل الغفلة فسار مع غرائزه وفاعلية حب البقاء عندما صور له الشيطان أن هذا الشطط هو الصواب وأن هذه الطريق هي طريق الخلود، تولدت الإرادة في التنفيد ولحب حواء له كذلك خلقت تؤيده كما تؤيد أي امرأة زوجها عندما تحبه حتى في زمننا الحالي.

فآدم علمه ربه كلمات التوبة تصويبا لعزيمته، وعاقبه على سوء استخدامه لمنظومته العقلية عندما لم يصر على الخطأ فلم يصبح من شياطين الإنس، كذلك البشرية اليوم في اختبار المواقف والسلوك والقرار وتفعيل المنظومة العقلية أساسا، فمن اتبع غريزته في حب البقاء وفعل منظومته العقلية في نقض العهد فقد اتخذ موقفا شيطانيا إن استمر يدعي الانتماء لقومه وأن من يخالفوه هم الشياطين، أو اتخذ موقف التحول إلى طرف آخر وتبرأ من قومه، عندها هو له رأيه وقراره في مصيره وخياراته، فالخيانة موقف وانتماء ونفاق وعرضة للحساب إن لم يتحول بقناعة إلى صف المخالف عندها يأخذ حكمهم ووضعهم عند الله وعباد الله والله من يحاسبه لا البشر.

خيانة الأمة موقف أيضا:

نحن اليوم في فترة عصيبة تحتاج أن نميز المواقف، عندما نكتشف أن أمتنا غثاء وان أسياد قومهم ليسوا إلا في موقف لا يتصورون أنه موقف خيانة في حالة من الغفلة والازدواج ما بين الفعل الإبليسي والغفلة الآدمية، وكيف يرضى سادة القوم أن يكونوا أتباعا في ظن ديمومتهم على سيادة قومهم، كذلك ظن آدم الخلود..

بقاؤك أيها القائد على الانتماء لقومك وأنت تعمل ضدهم هو الخيانة، يخلصك منها إعلانك الانفصال عن قومك وما يؤمنون به، أما الانتماء للكرسي والمنصب فهو انتماء غريزي يمكن أن يستديم مع تغيير السيد ليكون الشعب وبما يرضي الله، فالتوجه للخارج ذلة وثمن باهظ والسيد بين قومه قائد أو زعيم.

الموقف هو تولد قناعة واستعداد لعمل من أجل الموقف، فالإخلاص موقف، كذلك الخيانة موقف، وكلا الحالتين تحتاج عزيمة وإرادة، لكن لتتخلص من وضعك الشاذ أيها الخائن، أعد تعريف نفسك فتكون من القوم الذين وقفت معهم عندها لك حقوق ومسؤوليات لها تعريف، أما اتهام الآخرين الذين فرض انتماؤهم عليهم عملا وتسفيههم ونصرة أعدائهم فهذا موقف خيانة والتحول لجانب عدوهم رسميا يضعك موضع الإنسان براي آخر وحساب آخر وشروط أخرى.

درس وعبرة

لا يحق لي القول إن الحاخامات ومن تجمع معهم في الكنيس يدعون على حماس ويطلبون النصر فهذا معتقدهم بل تمام الإيمان والإخلاص له، ولأن مثلهم في الطرف الآخر كل يدعو ما يظن أنه وعد إلهي له، ولكن من يتشفى أهله في ظنه أن هذا رزقه فيه وحياته في إرضاء من يرى نصر عدوه غاية وليس نصرة للحق، وحينما سيطرت غرائزه وحاجاته على منظومته العقلية فهو كإبليس شيطان خائن.

فيا أيها الناس كائنا من كنتم، لينظر كل إلى موقعه أهو إبليس أم آدم وكيف يحافظ على الآدمية فيه أو كيف يكون شيطانا بموقف خيانة العهد، ودوما هنالك كلمات ربك لمن تاب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الخيانة الخيانة أبليس ادم مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن هذا

إقرأ أيضاً:

الثاني من ديسمبر نافذة الوعي في ظلام الخيانة

طوفان الجنيد

ربّ ضارّة نافعة؛ لله الأمر من قبل ومن بعد، ومهما علا الظلم وتجبر واستفحل داؤه، واستحكمت حلقاته، واستطاع أن يتستر ويتقنّع بكل أنواع الأقنعة الوطنية واللّاعيب السياسيّة المخادعة، إلّا أنّه في نهاية المطاف لا بدّ أن يأتي يوم ويضمحل وينتهي، ويُزال عنه القناع، وينجلي ليله بصبحٍ مُسفرٍ وضّاء.
لأكثر من ثلاثة عقود عاش الشعب اليمني في حالة بؤسٍ وآلامٍ ومعاناة، يرزح تحت نظامٍ فاسدٍ وعميلٍ وخائنٍ لله والدين والوطن؛ النظام البائد العفاشي الخبيث.
ولأنّه شعبٌ طيب، فقد عاش مخدوعاً بهذا النظام رغم فساده وخيانته، صامتاً يقدّم له الولاء والاحترام والطاعة… حتى أتت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، وخرج الشعب عن صمته مطالباً بحريته واستقلاله.
وبعد أن حقّق الشعب رغبته، وشنّ تحالف الإجرام الصهيو-أمريكي-البريطاني-السعودي-الإماراتي عدوانه عليه لأنه تحرر وقطع يد الوصاية الخارجية، قام الشعب يتصدّى ويدافع عن نفسه.
لكنّ النظام الخائن لم يكن ليعجبه ذلك، وما يزال غارقاً في عمالته وخيانته، يلهث وراء مصالحه.
دبّر مَكيدته وأعلن وقوفه ضدّ العدوان في ظاهر الأمر، وعقد تحالفاً مع الأحرار فقبلوا به وصدقوه وغفروا له ما قد سلف… حتى جاء اليوم المشؤوم: الثاني من ديسمبر، ليُعلن هذا النظام العفاشي على الملأ خيانته وانقلابه على المعاهدات والشراكات والمبادئ والقيم والإنسانية، داعياً حزبه وميليشياته إلى الانتفاضة والانقلاب والفوضى والاقتتال بين أبناء الشعب اليمني، ومُمدّاً يد العمالة للعدوان ليتصالح معه، خائناً دماء الشهداء التي سفكها هذا العدو الذي ادّعى في البداية أنه ضده؛ يريد العودة إلى كرسي الحكم عن طريق المكر والخديعة… لكنّ الله والأحرار كانوا له بالمرصاد.

مرارة الألم وقسوة الخيانة :

يظلّ الثاني من ديسمبر ذكرى ذات طابعٍ مزدوج؛ فقد جمع بين مرارة الألم وقسوة الخيانة، وبين إشراقة الوعي وانبلاج البصيرة.
ورغم الظلام الذي لفّ اليمن في منعطفات تاريخه العصيبة، إلّا أنّ هذا اليوم قد فتح نافذةً من نور الحقيقة، أظهرت ما طُمِس وكشفت الخيانات المتعددة وجوهها وأقنعتها.
الظلام والألم… ثمن الخيانة :
لقد عانى اليمن، عبر سنوات الحرب، من ويلاتٍ لا تُحصى:
تشتّت الأسر، انهيار البنى التحتية، وضياع أحلام الأجيال.
لكن أعظم هذه الآلام كان صدمة الاكتشاف المتكرر بأنّ بعض من كان يفترض أنهم حماة الوطن وسدّاده، كانوا في الواقع يدبّرون مؤامرات الخيانة تحت عباءة الوطنية.
وهنا تحوّل الألم الجسدي والمادي إلى جرحٍ نفسيّ عميق، إلى سؤالٍ وجودي عن معنى الانتماء والوطنية في زمن الابتلاء.
وفي خضم هذا الظلام، جاء الثاني من ديسمبر ليس مجرد حدثٍ أليم، بل نقطة تحوّل في الوعي الجمعي للشعب اليمني؛ فبعد أن كانت الخيانات تُحاك في الخفاء وتسوّق تحت شعارات براقّة، أصبح هذا اليوم بمثابة الشاشة التي عُرضت عليها الحقائق بكل وضوح.
أدرك اليمنيون أن الخيانة العظمى لا تكون فقط بتسليم الأرض للغزاة، بل أيضاً بالتفريط في السيادة، و التلاعب بمشاعر الشعب ومقدّراته، و شرعنة التدخلات الخارجية تحت مسمّيات متعددة.
وتعلّم اليمنيون من خلال هذه المحن أن الخيانة تأتي أحياناً ممن يرفعون الشعارات الوطنية، وأنّ الولاء الحقيقي لا يُقاس بالخطب الحماسية، بل بالمواقف الثابتة في لحظات الاختيار المصيري.
هذا الوعي الذي اكتسبوه جاء نتيجة تجربة عاشوها على أرض الواقع، ودفعوا ثمنها من دمائهم وأمنهم ومستقبلهم.
وها هم اليوم يحملون في وعيهم الجمعي وبصيرتهم الإيمانية دروساً لا تُمحى:
أن الحرية والكرامة والسيادة الوطنية خطوط حمراء لا تقبل القسمة ولا المساومة.
أن الخيانة مهما تعددت ألوانها، تبقى جريمة في حق الأجيال.
أن الوعي الشعبي هو الحصن الحقيقي ضد الاختراقات الداخلية والخارجية.
وأن الوعي الذي انبلج من هذه المحن يشكل رأس مالٍ وطنيّ لا يُقدّر بثمن، يحوّل التجارب المريرة إلى حكمة جماعية، والانكسارات إلى إرادة صلبة للبناء.

الخاتمة :
لم يعد الثاني من ديسمبر مجرد تاريخٍ في التقويم، بل علامة فارقة في الذاكرة الوطنية اليمنية؛ نافذة أطلّ منها الشعب على حقيقة أعدائه، مهما حاول الخونة والعملاء تجميل ذلك اليوم وإعادة تغليفه والترويج له على أنه “ثورة”.
لكنّ الأحرار لم يعد ينطلي عليهم الزيف والخداع، وسيواصلون المضيّ على درب التحرر والاستقلال، تحت قيادة ربانية حكيمة تعمل وفق إرادة الله القوي القهار، ولا تخشى إلا الله.

مقالات مشابهة

  • البعثة الأممية إلى الجنوب السبت وبرودة في موقف حزب الله يعلنها قاسم غداً
  • الثاني من ديسمبر نافذة الوعي في ظلام الخيانة
  • مثلث برمودا.. لغز البحار بين العلم والأسطورة وعرش إبليس
  • الثاني من ديسمبر.. نافذةُ الوعي في ظلام الخيانة
  • 8 سنوات حبسا لـ3 أشقّاء وآخر حولوا محلا لبيع الخضر لوكر للمتاجرة بالمؤثرات العقلية والمخدرات بالعاشور
  • ماذا قال القرآن الكريم عن الخيانة؟
  • إيديكس .. خبير عسكري: مصر أثبتت قدرتها كذلك على تنظيم فعاليات كبرى
  • الإرتزاق من الدين
  • شرطة العاصمة تطيح بعصابة تتاجر في المخدرات والمؤثرات العقلية
  • طالب سعودي يروي تفاصيل إنقاذه فتاة تعرضت لمحاولة اغتصاب في إنجلترا وسط تفاعل