الآن نغزوهم ولا يغزوننا …
أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ الحربي عقب غزوة الأحزاب والتي يطلق عليها أيضا غزوة الخندق.
والمعلوم أن غزوة الخندق إنتهت بالتدخل الإلهي بعد أن بذل المسلمون مافي وسعهم من ناحية التكتيك الدفاعي وهو حفر الخندق.
ولأن التدخل الإلهي كان معجزة فقد نزلت فيه آية في سورة الأحزاب لتظل مخلدة إلى يوم الدين.
قال الله تعالى : ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَآءَتۡكُمۡ جُنُودٞ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا وَجُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا) (الأحزاب /9).
والحروب بين المسلمين والمشركين قبلها كانت غزوات تغزوها القوات المعادية من مكة إلى المسلمين في عقر دارهم في المدينة المنورة : غزوة بدر وغزوة أحد.
كانت هناك سرايا عديدة أرسلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن السرايا غير الغزوات فالسرية لم يكن من أهدافها السيطرة على الأرض وهي كانت تشابه ما نسميه اليوم أعمال الكوماندوز أو قوات العمل الخاص.
ومعركتي بدر وأحد كانت معارك دفاعية لأن المسلمين كانوا قلة وعلى ضعف وحتى ولكن بعد غزوة الأحزاب أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم : الآن نغزوهم ولا يغزوننا ، فكان فتح مكة سنة 8هجرية ، ثم كانت غزوة تبوك.
والغزو هو الذي يدخل الرهبة في قلوب الأعداء ، وبالمختصر المفيد طالما أن العدو يغزوك في عقر دارك فأنت مهزوم إستراتيجيا مهما نجحت في صده مرات ومرات.
السيطرة على الأرض لا تكون إلا بالغزو والبقاء فيها مبدئيا بواسطة المقاتلين ولاحقا باستجلاب المستوطنين ، وهذا ماحدث في تاريخ الفتوحات الإسلامية حين أمر سيدنا أبو بكر الصديق القبائل اليمنية بالهجرة فهاجروا من اليمن إلى العراق شرقا ومصر غربا وكونوا حواضن مجتمعية في أوطانها الجديدة للجيوش الإسلامية والغزوات الجديدة.
ونجاح هذه الإستراتيجية في الغزو والإستيطان ليست حكرا على المسلمين بل هي سنة كونية إنسانية كل من يستخدمها ينجح ، ولذلك نجح الأنجلوساكسون والفرنسيس حين غزوا الأرض الجديدة واستجلبت طلائعهم المقاتلة المستوطنين الجدد للقارة الجديدة الشمالية فكانت كندا والولايات المتحدة وكذلك فعلت طلائع الغزاة من شبه الجزيرة الإيبيرية حين استجلبوا مستوطنيهم للقارة الجديد الجنوبية فكانت الأرجنتين برتغالية والمكسيك إسبانية وهكذا دواليك.
ولهذا جاء التدخل الرباني في غزوة الأحزاب آية ومعجزة لحفظ الرسالة وحاملي الرسالة وهم يواجهون أخطر تحالف لأنهم كانوا يقاتلون تحت راية واضحة لا إبهام فيها ولا غموض ولا تدليس.
#كمال_حامد ????
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مسجد باريس الكبير قلق من "وصم" المسلمين بسبب "الإخوان"
أعرب عميد مسجد باريس الكبير، شمس الدين حافظ، الخميس، عن قلقه من "وصم" المسلمين في فرنسا باسم مكافحة الإسلام السياسي خدمة لما اعتبرها أجندات سياسية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن عميد المسجد الكبير قوله في بيان إن "المسجد دافع دائما عن رؤية للإسلام تتوافق مع نص وروح مبادئ الجمهورية" الفرنسية و"رفض السماح بإساءة استخدام الإسلام لأغراض سياسية تهدف إلى شق صفوف المجتمع الوطني".
وجاء في البيان: "يرفض المسجد السماح للنضال المشروع ضد الإسلام السياسي بأن يصبح ذريعة لوصم المسلمين وخدمة أجندات سياسية معينة"، مستنكرا "بناء مشكلة إسلامية والتطور الخبيث لخطاب تمييزي غير مقيد".
وكان حافظ يرد على تقرير حول الإسلام السياسي قدم لمجلس الدفاع، الأربعاء، وحذر من التسلل "من القاعدة إلى القمة" على المستوين المحلي والمجتمعي بقيادة تنظيم "الإخوان".
ويستهدف التقرير خصوصا منظمة مسلمي فرنسا (MF) التي خلفت اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (UOIF) عام 2017، وتُقدم على أنها "الفرع الوطني" لجماعة الإخوان.
وبشأن هذا "الحوار"، أكد شمس الدين حافظ أن "السلطات العامة هي التي اختارت أن تجعل من اتحاد المنظمات الإسلامية الفرنسية أولا، ثم من المسلمين في فرنسا، لاعبا مهما في الإسلام في فرنسا، ودعوته إلى طاولة الجمهورية".
وفي عام 2020، كان مسلمو فرنسا من بين الهيئات التي استقبلها الرئيس إيمانويل ماكرون لتشكيل مجلس وطني مستقبلي للأئمة المسؤولين عن اعتماد تدريبهم.
وأضاف عميد مسجد باريس "من المستغرب أن نفاجأ بأن يكون المسجد الكبير في باريس أحد المحاورين الذي شرعته المؤسسات الجمهورية منذ سنوات"، و"دعا المسؤولين السياسيين إلى إظهار تماسك" محذرا من أي "مزايدة سياسية" في النقاش.
وجاء في إعلان للرئاسة الفرنسية، الأربعاء، "نظرا إلى أهمية المسألة وخطورة الوقائع التي تم التحقق منها، طلب من الحكومة وضع مقترحات ستجري دراستها في اجتماع مجلس الدفاع المقبل مطلع يونيو".