طفلة في الثامنة تصبح أفضل لاعبة شطرنج أوروبية
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
دخلت تلميذة بريطانية تاريخ لعبة الشطرنج من أوسع أبوابه بعد فوزها بجائزة في بطولة قارية، قبل أن تتجاوز 8 سنوات من عمرها.
حصلت الطفلة بودهانا سيفاناندان، من هارو في شمال غرب لندن، على لقب أفضل لاعبة في بطولة أوروبا للشطرنج التي أقيمت في زغرب، كرواتيا.
بدأت بودهانا لعب الشطرنج عندما كانت في الخامسة من عمرها فقط، أثناء الوباء، وتقول إنها تريد أن تصبح أصغر لاعبة إنجليزية تفوز بميدالية ذهبية أولمبية، وأن تفوز في النهاية بلقب عالمي.
تغلبت بودهانا على أول لاعبة دولية كانت مدربة منتخب إنجلترا للسيدات، وتدعى لورين دكوستا وتبلغ من العمر 39 عاماً، في الجولة قبل الأخيرة، قبل أن تتعادل مع بطلة رومانيا فلاديسلاف نيفدنيتشي، البالغة من العمر 54 عاماً، في الجولة الأخيرة.
وقالت إيرينا بولماجا، الأستاذة الدولية الرومانية والمعلمة الكبرى التي شاركت أيضاً في المسابقة، إن النتائج مدهشة لطفلة في مثل هذا العمر.
من جهته، كتب لورانس ترينت، معلق الشطرنج والأستاذ الدولي، على موقع "إكس": “إن بودهانا سيفاناندان من أعظم المواهب التي شهدتها في الذاكرة الحديثة. إنها تلعب بنضج، إنها مذهلة حقاً”.
وأضاف: "ليس لدي أدنى شك في أنها ستكون أعظم لاعبة في إنجلترا، وعلى الأرجح واحدة من أعظم اللاعبات في تاريخ الشطرنج".
وامتدح دومينيك لوسون، رئيس الاتحاد الإنجليزي للشطرنج، في تصريح لصحيفة التايمز، أداء الطفلة السريع، ووصفها بأنها ظاهرة في عالم الشطرنج.
وقال والد الطفلة متحدثاً عن تجربتها: "لقد بدأت لعبة الشطرنج بالصدفة، وكانت فضولية ومهتمة لذلك بدأت بأخذها في جولة إلى اتحاد الشطرنج الإنجليزي، ومن هناك بدأنا الذهاب إلى العديد من البطولات، إنها تحب ذلك وتحب السفر أيضاً".
يذكر بأن بودهانا لبت دعوة إلى “داونينغ ستريت” هذا الصيف، وشوهدت وهي تلعب الشطرنج مع ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني، وفق ما أوردت صحيفة ديلي ميل البريطانية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الأطفال الشطرنج
إقرأ أيضاً:
ّإنها سنة.. فالطغاة يعتم عليهم
في سجلات التاريخ الطويلة، تتكرر ظاهرة لا تخطئها عين: الطغاة لا يرون هزيمتهم القادمة، ولا يعترفون بها حتى وهم يجرّون أذيالها. إنهم يسيرون بثقة العُميان نحو نهايتهم المحتومة، وقد غشاهم الغرور وسكروا بقوة زائفة.
قد يتساءل البعض: لماذا لا يرى محمد بن زايد هزيمته الواضحة في السودان، رغم فشل مليشياته، وسقوط خططه، وتغير موازين القوى؟
لكن الجواب بسيط: هذه سنة الطغاة، فهم لا يبصرون إلا وهج نارهم، ولا يسمعون إلا صدى أصواتهم.
قال الله تعالى:
> “سنستدرجهم من حيث لا يعلمون، وأملي لهم إن كيدي متين”
(الأعراف: 182-183)
فرعون، مع كل ما أوتي من قوة، رأى بعينيه البحر ينشق لسيدنا موسى ومن معه، ولم يمنعه ذلك من الإقدام على دخول البحر خلفهم، وهو يظن أنه سينتصر!
أي عقل هذا الذي لا يدرك أن من يشق البحر بعصاه لن يُهزم؟
قال تعالى:
> “فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم. وأضل فرعون قومه وما هدى”
(طه: 78-79)
هتلر، أحرق أوروبا بناره، ورغم انكساراته المتتالية، ظل يحشد الجنود ويؤمن بالنصر حتى آخر لحظة، فكانت نهايته في قبو معزول وهو يبتلع السم.
جنكيز خان، رغم انتصاراته المدوية، قاده طغيانه إلى بطش لا حدود له، فتحول اسمه من رمز قوة إلى لعنة على الشعوب، وانهارت إمبراطوريته بعد موته بسنوات.
قال تعالى:
> “حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون”
(الأنعام: 44)
الحجاج بن يوسف الثقفي، أشهر ولاة بني أمية، سفك الدماء، وأرهق العباد، حتى صار اسمه مرادفًا للبطش والظلم. ظن أن جبروته سيخلّد مُلك الأمويين، فإذا بهم يسقطون بعده بزمن وجيز، وتتبخر دولتهم التي بنيت على السيف لا العدل.
قال ابن خلدون:
> “الظلم مؤذن بخراب العمران.”
وهكذا، فإن محمد بن زايد ليس استثناءً، بل هو حلقة جديدة في سلسلة الطغاة الذين أعماهم الكبرياء، وأغرتهم القوة الزائلة.
لا يرون إلا ما يريدون رؤيته، ويظنون أن عجلة الزمن ستتوقف لهم، لكنها تمضي، وتسحقهم كما سحقت من قبلهم.
سنة الله التي لا تتبدل
هذه السنن ليست عبثًا، بل هي وعد رباني لا يتبدل:
> “فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها، وبئر معطلة وقصر مشيد”
(الحج: 45)
خاتمة:
الطغاة مشروع جثث مؤجلة
الذين لا يتعلمون من التاريخ، محكوم عليهم أن يكرروه.
وكل طاغية هو مشروع جثة مؤجلة، يمشي نحو قبره مختالاً، بينما تحفر سنن الله العادلة مصيره بأناة وصبر.
إنها سنة.. فالطغاة يُعتم عليهم حتى يأتيهم اليقين.
وهم لا يستيقظون إلا بعد فوات الأوان، حين لا يُجدي ندم، ولا يُنفع نداء.
بقلم وليد محمدالمبارك احمد
إنضم لقناة النيلين على واتساب