أعيد انتخاب وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ (84 عاما)، اليوم الأربعاء، رئيسا لمعهد العالم العربي للمرة الرابعة، والمعهد هو مركز ثقافي وواجهة دبلوماسية يديرها لانغ منذ 2013 ويقع على ضفة نهر السين في باريس.

وقال مجلس إدارة المعهد -الذي أنشئ عام 1987 نتيجة شراكة بين فرنسا ودول الجامعة العربية- في بيان إنه تمت المصادقة بالإجماع على هذا القرار، بعد أشهر من التكهنات، مؤكدا أن "رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون أكد بذلك ثقته بجاك لانغ".

ويعرف لانغ بمواقفه المنفتحة على الثقافة العربية والداعمة لحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال وإنشاء دولته، وفي حوار سابق قال لانغ إن اللغة العربية "لغة كونية ولغة القرآن ولغة حضارة كبيرة. كما أن فرنسا لها علاقات كبيرة وتاريخية مع العالم العربي، وهذا الأمر يستدعي الاعتناء باللغة العربية وتعليمها لأبنائنا في فرنسا".

وأضاف في لقائه مع الجزيرة نت "أنا فخور لأن المعهد يولي أهمية كبيرة للغة العربية وتعليمها للصغار والكبار من خلال برنامج تعليمي ذي جودة عالية"، معتبرا أن "الدين الإسلامي دين تسامح وتعايش، وعلى الحكومة الفرنسية أن تحفظ وتصون أماكن العبادة الخاصة بالمسلمين وتحميهم وتوفر لهم الظروف المواتية للقيام بشعائرهم في ظروف حسنة".

ولا ينص النظام الأساسي لمعهد العالم العربي على عمر محدد ولا على عدد الولايات لرئاسته خلافا لمؤسسات ثقافية أخرى.

وشغل لانغ منصب وزير الثقافة بين عامي 1981 و1986، ثم بين عامي 1988 و1993، ثم أضاف إلى مهامه حقيبة التعليم في الوزارة بين العامين 1991 و1993، قبل أن يتفرغ للتعليم بين 2000 و2002. لكنه فشل في يونيو/حزيران الماضي في الحفاظ على مقعده النيابي.

الفن العربي في الغرب

وقال جاك لانغ في أعقاب فوزه لوكالة الصحافة الفرنسية إن لديه "الطموح" بجعل المعهد "أهم متحف للفن العربي الحديث والمعاصر في الغرب، مع الحفاظ على وفائه لمهمته الأساسية وهي اكتشاف التاريخ واللغة والثقافة العربية".

وسيسعى لانغ لـ"تعزيز انتقال المعارض والأعمال الفنية في فرنسا والخارج" مستندا إلى هبة فنية من جامع الفنون اللبناني كلود لومان عام 2018، مما أتاح حصول المتحف التابع للمعهد على أكثر من 1800 عمل وتحفة فنية.

ومن جانب آخر، قدمت وزارة الثقافة الفرنسية منحة استثنائية من 6 ملايين يورو يفترض أن تسهم في إنجاز أعمال صيانة بالمتحف والمعهد لدعم موازنته المحدودة البالغة 26 مليون يورو. ومع ذلك لا ينافس المعهد -التابع لوزارة الخارجية الفرنسية- المتاحف الباريسية الكبرى المعروفة بميزانياتها الضخمة.

وجاك لانغ -الذي اختاره الرئيس السابق فرانسوا هولاند لخلافة سلفه في رئاسة المعهد رينو موسيلييه- عمل على دعم مؤسسة كانت تتراجع، مستندا على إقامة معارض دينامية مربحة كما وسياسة ورعاية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وفي 2017 أعلنت السعودية أنها ستسهم في تحديث المؤسسة بمبلغ قدره 5 ملايين يورو.

وعلى صعيد مشاركة الجمهور تجاوز الحضور وعدد الزوار 600 ألف شخص في 2022، ويراهن المعهد على "ارتفاع بنسبة 15% تقريبا" لعام 2023.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العالم العربی

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يدعو إلى منح قضية غزة الأولوية في وسائل الإعلام العربية

شدد شيخ الأزهر أحمد الطيب، على ضرورة أن يكون قطاع غزة محور اهتمام وسائل الإعلام العربية في ظل تواصل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد ساكنيه، مشيرا إلى أن "الكارثة" في غزة أسقطت القناع عن الأنظمة والسياسات المعاصرة.

وقال شيخ الأزهر في كلمة له على هامش مشاركته في قمة الإعلام العربي بدورته الثالثة والعشرين في دبي بالإمارات، الاثنين، "تتواجد الآن قوانين وأنظمة وسياسات معاصرة طالما تغنى بها واضعوها، وعيَّرونا بافتقادها، وما إن جاءت كارثة شعب غزة حتى انكشف الغطاء وسقط القناع، وما خَفِيَ كان أعظم وأطم".

تتواجد الآن قوانين وأنظمة وسياسات معاصرة طالما تغنَّى بها واضعوها، وعيَّرونا بافتقادها، وما إن جاءت كارثة شعب غزة حتى انكشف الغطاء وسقط القناع، وما خَفِيَ كان أعظم وأطم..

من كلمة #شـيخ_الأزهر في: #قمة_الإعلام_العربي بدورته الثالثة والعشرين بدبي.. pic.twitter.com/xiHkNq7ofl — الأزهر الشريف (@AlAzhar) May 27, 2025
وأضاف الطيب "ما أظن أن منصفا في الشرق أو في الغرب، يتمارى في أن القضية التي يجب أن تدور عليها ماكينة الإعلام العربي صباح مساء، هي: قضية غزة وما نزل بساحتها من حروب ودمار، وما صاحبها من انتهاكات بشعة أنكرتها شعوب العالم ولا زالت تنكرها وتزدريها وعلى مدى تسعة عشر شهرا متواصلة".

وشدد شيخ الأزهر على أن "الاستهداف الممنهج للصحفيين في غزة يهدف إلى إسكات صوت الحقيقة، ومنع الصورة الشاهدة والفاضحة لبشاعة العدوان، وطمس الأدلة وتضليل العدالة والحيلولة دون توثيق الجرائم التي ترتكب آناء الليل وأطراف النهار".

كما دعا إلى "تبني إستراتيجية إعلامية عربية قابلة للتطبيق تصون الحقيقة وتدافع عن القيم، وتعبر عن قضايا الأمة وتحفظ هويتها"، وتحمي الشباب من الوقوع فريسة لمنصات رقمية تتحكم في توجيه مشاعره وعواطفه، وتعمل جاهدةً على تغييبِه عن واقع أمته ومواجهة تحدياتها".


وقبل أيام قليلة، قال شيخ الأزهر خلال استقباله وفد الكلية الملكية لدراسات الدفاع بالمملكة المتحدة، إن "ما نراه من جرائم وحشية في غزة على مدار أكثر من عام ونصف لم نكن نتخيَّل وقوعها حتى في القرون الوسطى، فأصبحت تحدث يوميا في عالمنا على مرأى ومسمع من العالم أجمع، بل وفي عصر التقدم العلمي التكنولوجي، وانتشار شعارات حقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الرنانة، التي أثبتت هذه الحرب أنه لا طائل منها ولا جدوى من ورائها".

وفجر 18 آذار/ مارس الماضي، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، عبر شن سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع الفلسطيني، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.

وأثار استئناف العدوان الذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين في صفوف المدنيين الفلسطينيين، موجة من الاحتجاجات المناصرة للشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف فوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي في العديد من المدن حول العالم.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر يدعو إلى منح قضية غزة الأولوية في وسائل الإعلام العربية
  • صدور تقرير معهد البحوث الصناعية عن العام 2024
  • متحدث العدالة والتنمية: إعادة انتخاب أردوغان أولويتنا القصوى
  • إعادة انتخاب قاليباف رئيساً للبرلمان الإيراني
  • إيران تندد بالدعوى الفرنسية ضدها أمام العدل الدولية
  • تحدي القراءة العربي يتوج محمد أحمد الحسانين بطلاً لدورته التاسعة على مستوى الأزهر الشريف
  • حزب العدالة والتنمية التركي يأمل في إعادة انتخاب أردوغان لولاية رئاسية جديدة
  • عاجل | عمدة موسكو: الدفاع الجوي أسقط مسيرة أوكرانية رابعة هاجمت العاصمة
  • حين تتحرك العلمانية الفرنسية لسحق خصومها
  • العربية للتنمية الزراعية تنظم ورشة عمل لتطوير التعداد الزراعي العربي