مسبار باركر يستعد لـ”لمس الشمس” في رحلته التاريخية نحو نجمنا
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
الولايات المتحدة – يستعد مسبار باركر الشمسي التابع لوكالة “ناسا” للاقتراب من الشمس بشكل لم يسبقه فيه أي مسبار فضائي، في لحظات تاريخية في استكشاف الفضاء.
وتقول ناسا إن المسبار، الذي أُطلق في 12 أغسطس 2018، من المقرر أن يحلق بالقرب من الشمس بسرعة 195 كيلومترا في الثانية (أو 435 ألف ميل في الساعة)، في 24 ديسمبر 2024، ويصل إلى مسافة تزيد قليلا عن 6 ملايين كيلومتر من الشمس، وهي أقرب مسافة حققتها أي مركبة فضائية سابقة.
وتصف وكالة ناسا المهمة على موقعها الإلكتروني بأنها مهمة “لمس الشمس”، بهدف الحصول على “أول عينة على الإطلاق من الغلاف الجوي للنجم”.
وقالت نور روافي، العالمة المشاركة في المشروع، في تصريح لشبكة “بي بي سي”: “نحن على وشك الهبوط على نجم. سيكون هذا إنجازا هائلا للبشرية جمعاء. وهذا يعادل الهبوط على سطح القمر عام 1969”.
وتوضح ناسا أن المهمة تهدف إلى مساعدتنا في الحصول على فهم أعمق للشمس، حيث يدور المسبار بالقرب من سطح الشمس أكثر من أي وقت مضى وداخل مدار عطارد.
ويجمع المسبار القياسات والصور لمساعدة العلماء على معرفة المزيد حول مصدر الرياح الشمسية وكيفية تطورها، وهو أمر سيصبح ذا أهمية متزايدة مع اقتراب نجمنا من الوصول إلى الحد الأقصى للطاقة الشمسية في عام 2025.
كما أنه يقدم “مساهمات حاسمة في التنبؤ بالتغيرات في بيئة الفضاء التي تؤثر على الحياة والتكنولوجيا على الأرض”.
وسيواجه المسبار حرارة وإشعاعا شديدين خلال رحلته، وسيطير “على مسافة أقرب إلى الشمس بأكثر من سبع مرات من أي مركبة فضائية”.
وأوضحت الدكتورة نيكي فوكس، رئيسة العلوم في ناسا أن العلماء “لا يعرفون” ما سيجدونه من خلال المهمة، “لكننا سنبحث عن موجات في الرياح الشمسية المرتبطة بالتدفئة”.
وأضافت: “أظن أننا سنستشعر الكثير من أنواع الموجات المختلفة التي قد تشير إلى مزيج من العمليات التي ظل الناس يتجادلون حولها لسنوات”.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
تهاني عامر مهندسة مصرية في وكالة ناسا
تهاني عامر، مهندسة وخبيرة مصرية في علوم الفضاء والطيران، ولدت عام 1965 بالعاصمة المصرية القاهرة، وفيها بدأت مسيرتها العلمية، وقادها طموحها إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث أصبحت المديرة التنفيذية في شعبة علوم الأرض في الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء المعروفة اختصارا بـ"وكالة ناسا".
في مسيرتها المهنية طورت تقنيات مبتكرة وحصلت على براءتي اختراع، وساهمت في العديد من المشاريع العلمية الكبرى. وكرمتها الحكومة الأميركية بجائزة الخدمة العامة عام 2014، تقديرا لإسهاماتها في دعم النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة.
كما حصلت على جوائز أكاديمية ومهنية عدة مقابل إنجازاتها في وكالة "ناسا". وظهرت في العديد من الفعاليات العلمية والمبادرات الدولية وشاركت في مؤتمرات وندوات علمية حول العالم.
في بيئة عمل دولية تنافسية، حافظت على التزامها بحجابها وقيمها الدينية، كما نجحت في إيجاد توازن دقيق بين حياتها المهنية والأسرية، وشرحت في أكثر من مناسبة كيف تخطت التحديات التي واجهتها بصفتها امرأة عربية مسلمة تعمل في مجال علمي وتقني.
المولد والنشأةوُلدت تهاني عامر عام 1965 في القاهرة، وتزوجت في سن السابعة عشر، ثم انتقلت مع زوجها إلى الولايات المتحدة، وهي أم لأربعة أطفال.
نشأت في أسرة مصرية تقليدية تقدر التعليم مع الحفاظ على القيم العائلية والدينية، وتقول إن مفتاح نجاحها يكمن في معادلة شخصية أسمتها "معادلة عامر للنجاح"، تجمع بين الخيال والعاطفة والمثابرة والتخطيط وبناء العلاقات.
وتعتبر "دائرة الدعم المجتمعية" المكونة من أسرتها وزملائها أحد أسرار نجاحها، كما عُرفت بانخراطها في الأنشطة المجتمعية في الولايات المتحدة، إذ تطوّعت معلمة في المسجد مرة كل أسبوع على مدار سنوات، وقالت إن هذه التجربة ساهمت في الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية لأبنائها.
إعلانوتمكنت أيضا من تحقيق التوازن بين الأمومة ومسيرتها الأكاديمية، حتى إنها اضطرت إلى أن تحول منزلها إلى مقر عمل لاستقبال زملائها بينما كانت ترعى رضيعتها.
نشأت في بيئة عائلية مشجعة على التفوق الدراسي والفضول العلمي. تأثرت منذ صغرها بعمل والدها، المهندس رفعت أيوب، الذي كان مسؤولا عن مشاريع المياه المرتبطة بنهر النيل.
وفي هذه الأجواء الداعمة للعلم والمعرفة، نما شغفها بالهندسة والميكانيكا، إذ شاركت والدها منذ طفولتها في إصلاح السيارات، وأظهرت ميولا واضحة نحو الرياضيات والعلوم الدقيقة.
كانت طفلة مميزة، ففي حين كانت شقيقاتها يطلبن فساتين جديدة، كانت تفضل أن تطلب دراجة هوائية، وبينما كانت الفتيات في سنها يفضلن اللعب، كانت هي تستمتع بمساعدة والدها في إصلاح السيارات، وتجد متعة في تفكيك المحركات وإعادة تركيبها.
منذ سن مبكرة أصبحت الأرقام الحسابية لعبتها المفضلة. تقول تهاني "كنت أحب الأرقام، وكانت المسائل الرياضية تسليني مثل لعبة ذهنية، لم يكن والدي يرى أن البنات أقل قدرة في الرياضيات، بل كان يضع أمامي مسائل وألغازا لأحلها".
تلقت تهاني تعليمها في المدارس الحكومية المصرية، وأظهرت تفوقا ملحوظا في مدرسة السلام الثانوية للبنات بالقاهرة، خاصة في مادتي الرياضيات والميكانيكا.
لم يكن حبها للمادة ناتجا عن رغبتها في النجاح فقط، بل لأنها كانت ترى في النماذج الرياضية طرقا مبتكرة لفهم العالم وحل مشكلاته، مما أسهم في رسم مسارها المهني نحو الهندسة الميكانيكية وعلوم الفضاء، مستفيدة من دعم معلميها ووالدها.
تفوقها في الثانوية العامة أهلها للدراسة في كلية الطب، لكن قبل أن تبدأ مشوارها الجامعي في مصر، تزوجت وهاجرت إلى الولايات المتحدة عام 1983، واشترطت على زوجها أن تكمل تعليمها.
إعلانكانت البداية صعبة، لم تكن تتحدث الإنجليزية بطلاقة، ومع ذلك التحقت بفصل متقدم في الرياضيات وتفوقت فيه، وبدأت مسارها الأكاديمي بالحصول على شهادة الزمالة في العلوم، مما مكنها من متابعة دراستها في جامعة أولد دومينيون بولاية فرجينيا.
حصلت على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، ثم الماجستير في هندسة الطيران عام 1994، وفي عام 2011 عادت لتحصل على الدكتوراه في الهندسة والإدارة الهندسية، والتحقت ببرنامج كلية وارتون للتعليم التنفيذي في جامعة بنسلفانيا، حيث حصلت على شهادة التسويق الإستراتيجي.
التحقت كذلك ببرنامج "إكسل" التابع لوكالة ناسا لكبار الزملاء التنفيذيين في جامعة هارفارد، وحصلت أيضا على شهادة الماجستير في برنامج "سيكس سيكما" من جامعة فيلانوفا، وهي شهادة تخصصية تعنى بتحليل البيانات وتحسين العمليات.
بدأت علاقتها المهنية مع ناسا عام 1992 بدعم من اتحاد فرجينيا لمنح الفضاء، إذ كانت أول امرأة يتم اختيارها للبرنامج، وتعاونت مع الوكالة بصفتها طالبة جامعية في مشروع بحث التخرج، عبر انضمامها إلى قسم ديناميكيات السوائل الحسابية في ناسا.
بعد تخرجها تلقت عروض عمل من عدة منظمات، لكنها تقدمت بطلبات إلى عشرة مكاتب مختلفة داخل "ناسا" وقوبلت بالرفض لعدم حصولها على شهادة الدكتوراه، ومع ذلك حصلت على فرصة للانضمام إلى مشروع أنفاق الرياح التابع للوكالة، واختارت الوظيفة رغم العرض المالي الأقل، بسبب قيمتها العلمية العالية.
في بداياتها عملت مهندسة في فرع قياس الحركة الهوائية لتطوير أدوات استشعار لتصميم طائرات جديدة، وفي عام 2011 عادت إلى الجامعة لاستكمال دراستها العليا في هندسة الفضاء الجوي، بينما استمرت في العمل بنظام خاص مع ناسا.
وفي 2012 انضمت إلى فريق القيادة مديرة لهيئة الرقابة وتقييم البرامج ومسؤولة عن تقييم الأداء وضمان الجودة في المشاريع العلمية والهندسية، ولاحقا تم استدعاؤها للعمل في مركز مختص بأنظمة التشغيل.
إعلانفي عام 2016 تولت منصب كبير التقنيين، وأشرفت على مشاريع تقنية مهمة، وكانت مستشارة لمدير التخطيط والتكامل الإستراتيجي المشرف على إدارة ميزانية بعثة التكنولوجيا البالغة 250 مليون دولار.
وعملت في المكتب المستقل لتقييم البرامج، وهو جهة تابعة لمكتب التقييم العام في ناسا.، ولاحقا شغلت منصب المدير التنفيذي للبرامج في شعبة قسم علوم الأرض.
التحقت بهيئة التدريس المساعدة في كلية فويلاند للهندسة والعمارة، وكانت تُدرّس برنامج إدارة الهندسة والتكنولوجيا التابع لجامعة واشنطن، وهو من أوائل البرامج المهنية عن بُعد في الولايات المتحدة.
في عام 1992 بدأت تهاني عامر تعاونها العلمي مع ناسا عبر فترة تدريب في ديناميكيات السوائل الحاسوبية، مما أتاح لها العمل مع نخبة من العلماء وأسس لمسيرتها المهنية الناجحة داخل الوكالة.
وبعد انضمامها رسميا إلى ناسا، عملت مهندسة متخصصة في إعداد أجهزة القياس والتحكم واستخداماتها التطبيقية، وجمعت في هذه التجربة بين العمل النظري والتطبيقي عبر برمجة أنظمة الحوسبة لمحاكاة السوائل والصعود إلى أسطح أنفاق الرياح لتركيب أجهزة قياس السرعة والضغط.
وشاركت كذلك في تطوير تقنيات اختبار الطلاءات الحساسة للحرارة المستخدمة في أبحاث الديناميكا الهوائية والطيران.
في عام 2001 حصلت على براءة اختراع لنظام قياس التوصيل الحراري للأغشية الرقيقة، المستخدم في حسابات مشروع أنفاق الرياح في ناسا، وبين عامي 2001 و2011، واصلت تطوير أدوات وتقنيات قياس تدفق الهواء وتأثيرات الحرارة على الهياكل الفضائية، مما دعم مشاريع أبحاث الطيران والفضاء في ناسا.
في عام 2012 عملت في هيئة الرقابة والتقييم، وقادت فرقا مستقلة لمراقبة وتقييم البرامج والأداء في ناسا، بما في ذلك اختبارات أنفاق الرياح وبرامج تطوير المركبات الفضائية، ولاحقا تم كلفتها الوكالة بتطوير أنظمة تشغيل تكنولوجية متقدمة لدعم المهمات الفضائية.
إعلانفي عام 2013 سجلت براءة اختراع لجهاز يقيس التوصيل الحراري للرقائق، مع تطبيقات مهمة في "الترانزستورات" الدقيقة والطلاءات الضوئية وتحويل الطاقة الكهروحرارية، وفي عام 2016، ساهمت في إدارة ميزانية تكنولوجية ضخمة بلغت 250 مليون دولار لدعم المشاريع الابتكارية في ناسا.
بعد ذلك أصبحت نائبة للمدير المساعد للبرامج في مديرية البعثات العلمية بمقر ناسا، وتشرف على أكثر من 150 برنامجا ومشروعا، كما قادت مهندسي الوكالة في تطوير وتنفيذ عمليات البعثات بصفتها مديرة مشاركة بالإنابة لبرامج الطيران في قسم الفيزياء الفلكية، وخبيرة تقنية وبرنامجية لدعم برامج الوكالة المعقدة.
وعملت أيضا في قسم علوم الكواكب بمشروع تلقي العينات، الذي يهدف إلى إرسال مركبات فضائية لجمع عينات من الفضاء وإعادتها إلى الأرض للدراسة، وكانت جزءا من ثلاث بعثات مهمة في علوم الأرض، وهي:
مرصد دورة الكربون الثابت لمراقبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان. إجراء أول مسح عالمي للمياه السطحية للأرض لتقييم موارد المياه العذبة واكتشاف ميزات جديدة للمحيطات. نظام مراقبة الغلاف الجوي لتحليل مكونات الجو وتأثيرها على المناخ.
وتعمل تهاني على مشروع علمي حساس لدراسة ظاهرة الاحتباس الحراري ومراقبة الإجراءات الممكنة للتخفيف من آثار التغير المناخي، مع تفاصيل محاطة بالسرية بسبب طبيعته المتقدمة
كما تدير مكتبا علميا يشرف على أكثر من 17 مهمة فضائية بالتعاون مع فرق من أوروبا والهند ودول أخرى عبر العالم، استعدادا لإطلاق مشاريع في 2025 و2030 و2040.
من بين مشاريعها المستقبلية، تساهم تهاني في تطوير تكنولوجيا قياس فضائية وتشارك في التحضيرات لتلسكوب "نانسي غريس رومان" لدراسة المادة المظلمة وطاقة النجوم.
في عملها بوكالة ناسا، قالت إنها تقود تحديات العمل في مشاريع متعددة عبر مناطق زمنية مختلفة وأجزاء متفرقة من العالم، بهدف تعزيز المعرفة العلمية حول كوكب الأرض. وتؤكد أن أجمل لحظات يومها هي عندما تحل مشكلة تقنية معقدة أو تتوصل مع فريقها إلى اتفاق علمي حول أفضل المسارات البحثية.
الجوائز والتكريمات في أبريل/نيسان 2022 كرمتها السفارة الأميركية في القاهرة باعتبارها واحدة من الشخصيات العربية الأميركية الملهمة في مجال العلوم والهندسة، وذلك ضمن فعاليات "شهر التاريخ الأميركي العربي". وفي العام نفسه حصلت على "جائزة الإنجاز المتميز" من المجلس الأميركي للمنظمات الإسلامية لمساهماتها العلمية البارزة. في 2016 تم تكريمها في احتفالية خاصة نظمتها ميشيل أوباما، السيدة الأولى للولايات المتحدة آنذاك، احتفاء بالنساء الرائدات في مجالات العلوم. في عام 2014 حصلت على جائزة ناسا للخدمة العامة، تقديرا لجهودها في تحسين الوعي العام حول الوكالة وتشجيع الأشخاص من الفئات المهمشة تاريخيا على المشاركة في العلوم. عملت متطوعة في عدة برامج تابعة لوكالة ناسا مثل "يوم الرعاية" و"أسبوع الهندسة" و"مكتب المتحدثين" و"يوم التنوع" و"نوادي العلوم بعد المدرسة". إعلان