بوابة الوفد:
2025-05-11@07:30:59 GMT

الحرب الضارية

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

مضت إسرائيل فى غلوائها وصعدت عملياتها العسكرية فى قطاع غزة لتغتال المدنيين الفلسطينيين. الحرب دخلت شهرها الرابع.. الضحايا بالآلاف. إنها الحرب الضارية التى تعتمد فيها إسرائيل على جيشها الذى يصنف على مستوى العالم بأنه الجيش الذى لا يقهر. إسرائيل تعول فى عملياتها العسكرية على دعم الولايات المتحدة واحتضانها لها بوصفها الحليف الأقرب لها.

منذ اشتعال هذه الحرب على غزة المحاصرة، وطبقًا لما نشرته «وول ستريت جورنال»، و«لوس أنجلوس تايمز» قامت الولايات المتحدة بإمداد إسرائيل بأكثر من عشرة آلاف طن من الأسلحة من خلال جسر جوى شمل أحدث العربات المصفحة، والمدافع الحديثة. هذا فضلا عن أجهزة تحديث للقبة الحديدية، والأجهزة الوقائية، بالإضافة إلى مدها بآلاف القنابل زنة 2000 رطل، والتى يمكنها اختراق الخرسانة المسلحة، والوصول إلى الأنفاق والمخابئ وتدميرها.

وعوضًا عن أمريكا أسهمت دول أوروبية أخرى فى دعم إسرائيل، فبادرت المملكة المتحدة بإرسال قطع الغيار وكثير من الأجزاء الضرورية اللازمة لطائرات إف 35 التى تستخدمها إسرائيل فى قصف غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، بالإضافة إلى اللوازم الضرورية لسلاح الطيران الإسرائيلى. وأسهمت ألمانيا أيضاً بالدعم فأرسلت الكثير من الأسلحة ولكن بطريقة مستترة. وقد أكد ذلك المستشار الألمانى منذ بداية الحرب عندما قال: (ألمانيا تقوم بإمداد إسرائيل بشحنات من الأسلحة الضرورية، وهى لا تقف إلا مع جانب واحد وهو الجانب الإسرائيلى، لأن مسئوليتنا التاريخية النابعة من مسئوليتنا عن الهولوكوست تحتم علينا الوقوف الأبدى مع إسرائيل وأمنها).

كذلك أسهمت إيطاليا بمد إسرائيل بطائرات تدريب، وطائرات هليكوبتر، إضافة إلى أسلحة فتاكة. أكثر من هذا تولت الدول الغربية عملية أخطر من الإمداد بالسلاح ألا وهى قيامها بالتجسس لحساب إسرائيل، وتحديد أماكن وجود المقاومة الفلسطينية ورصدها، وتحديد أماكن الأنفاق من خلال طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار. وهو ما ساعد إسرائيل على أن تقصف قطاع غزة بلا هوادة، ودون خشية من نقص ونفاد الذخائر نتيجة للقصف المستمر الذى أدى إلى تدمير غالبية المنازل والبنية التحتية تدميرًا كاملًا، بل وإحداث دمار شامل صنفه الخبراء على أنه يفوق الدمار الذى أحدثته الحرب العالمية الثانية. كما قام الغرب أيضاً بإرسال المعونات الاقتصادية التى من شأنها تعويض أى خلل فى الاقتصاد الإسرائيلى. ويدرج فى ذلك الـ14 مليار دولار التى أقرتها الولايات المتحدة فور إعلانها من الرئيس «جو بايدن»، وفضلًا عن هذا رأينا كيف أن أمريكا وقفت داعمة للكيان الصهيونى فى مجلس الأمن، وذلك عندما بادرت باستخدام «الفيتو» ضد وقف إطلاق النار تماهيًا مع إسرائيل، وإمعانًا فى منحها الوقت الكافى فى حربها على غزة للقضاء المبرم على الفلسطينيين وتدمير بنيتهم التحتية، وبذلك تتمكن إسرائيل من تحقيق الاستراتيجية التى رسمتها، وحددت عبرها أهدافها.

جاءت تصريحات وزير الدفاع الأمريكى لتؤكد الدعم الكامل لإسرائيل فى كل توجهاتها عندما قال: (أمريكا لن تسمح أبدا بهزيمة استراتيجية لإسرائيل فى غزة)، ولهذا بادر البيت الأبيض فطالب بضرورة المد المستدام من الذخائر والقنابل والصواريخ لإسرائيل لتحقيق ضمان استدامة القصف على مدار الساعة، وحتى تسوى غزة بالأرض، ويؤول الفلسطينيون إلى عالم مجهول بعد أن يتحولوا إلى جثامين. الأمر الذى لن يضير الغرب المريض، إذ إن المهم لديه هو دعم إسرائيل الحليف الأبدى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سناء السعيد غزة ل الحرب إسرائیل فى

إقرأ أيضاً:

متلازمة غزة.. اضطرابات ما بعد الصدمة تضرب إسرائيل وجنودها

وعرض فيلم "متلازمة غزة" -ضمن سلسلة وثائقية بعنوان "ثمن الحرب على إسرائيل"- شهادات وروايات لجنود في صفوف جيش الاحتلال عما حدث في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تلاه من حرب غير مسبوقة.

وتستضيف السلسلة الوثائقية -التي أنتجت خلال حرب الإبادة على غزة- جنودا وشخصيات أمنية ونخبا إسرائيلية، للحديث عما وصفوه بـ"الفشل الاستخباراتي في غزة"، وكذلك رووا سرديتهم حول الحرب وتداعياتها على المجتمع الإسرائيلي.

‏وتعرض السلسلة أيضا شهادات جنود عائدين من الميدان ودراسات أخصائيين نفسيين تكشف حجم الألم النفسي الذي يشعر به مواطنو إسرائيل، وذلك عقب الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.

وفي دلالة على فداحة الضريبة التي تدفعها إسرائيل وجيشها، قال أحد الجنود إنه يتبول في ثيابه ليلا بسبب اضطرابات ما بعد الصدمة، في حين أكد آخر أنه لا يمكنه النوم في غرفته "إن لم يشرب الكحول".

وكذلك، يرتجف إسرائيليون -بينهم جنود- عندما يسمعون صوت دراجة أو سيارة إسعاف ظنا منهم أنها صفارات الإنذار، معتقدين بأن الصواريخ والقذائف قادمة إليهم.

ويُعتقد انتشار "متلازمة ما بعد الصدمة" على نطاق واسع في إسرائيل، وسط حديث بعض الإسرائيليين بأن الجميع مصاب بها، لكنها "لم تنفجر ولم تخرج للعلن بعد".

إعلان

وعرض الفيلم تصريحات جندي إسرائيلي أكد فيها أنه رأى زملاءه "يحترقون في الميدان"، في حين روى آخر حجم الصدمة التي رآها في غزة، إذ وصف أنفاق المقاومة بـ"الضخمة والمفخخة بكيلوغرامات من المتفجرات"، مما تسبب بمقتل عدد من رفاقه وإصابة آخرين وبتر أطرافهم.

بدورها، قالت أشيرا درويش، وهي متخصصة في معالجة الصدمات النفسية، إن إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على الغزيين واقتحام بيوتهم وإحراقها يتم بشكل مبرمج من قبل الجيش وقيادته.

وأشارت درويش إلى أن هؤلاء الجنود يتوجهون -بعد انتهاء معاركهم في غزة- إلى الهند ودول أميركا اللاتينية بحثا عن علاجات، مؤكدة وجود أعداد كبيرة من الانتحار والإدمان في صفوف الجيش الإسرائيلي.

ووفق المتحدثة، فإن هناك "أثرا نفسيا على من يمارس الإبادة على شعب أعزل، وهو يضحك ولا يبالي فيما يحدث".

من جانبه، أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى معاناة آلاف الجنود الإسرائيليين نفسيا بسبب الحرب على غزة، لكنه أشار إلى أن "توحش هذه الحرب جعل كثيرا من الجنود لا يشعرون بأي تأنيب ضمير على انتهاكات القانون الدولي".

وخلصت إلى أن هذه الأفعال تدل على "انحدار أخلاقي كبير جدا في المجتمع الإسرائيلي".

وفي فبراير/شباط الماضي، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن جنود احتياط الجيش الذين أنهوا أشهرا من الخدمة العسكرية، يطلبون المساعدة بشكل متزايد للحصول على علاج للصحة النفسية.

وأشارت الصحيفة إلى إقبال كبير من جنود الاحتياط على العلاج النفسي منذ إطلاق برنامج يتيح لهم هذا الحق، وذكرت أن 170 ألف جندي قد سجلوا في البرنامج للاستفادة من خدمات العلاج النفسي.

وفي السياق ذاته، أكد موقع "زمان إسرائيل" أن الحرب على غزة أثرت تأثيرا كبيرا على الصحة النفسية لسكان إسرائيل.

وأدت الحرب -وفق الموقع- إلى وضع غير مسبوق، إذ أصبحت نسبة كبيرة جدا من السكان معرضة لخطر الإصابة باضطرابات نفسية مختلفة، بما فيها اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، والاكتئاب، والإدمان.

إعلان 8/5/2025-|آخر تحديث: 23:50 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • «العقاقير الطبية».. تتحول لمحل بقالة ومشروع للتربح على حساب المواطن
  • خوفا من حرب نووية ..إجراء مهم من جيش كوريا الشمالية
  • “العفو الدولية”: الدعم السريع السوداني يستخدم أسلحة وفرتها الإمارات
  • متلازمة غزة.. اضطرابات ما بعد الصدمة تضرب إسرائيل وجنودها
  • غزة - إسرائيل ألقت 100 ألف طن متفجرات منذ بدء الحرب
  • الأمم المتحدة تستعد لتصويت حاسم بشأن حظر الأسلحة على جنوب السودان
  • أمنستي: الإمارات قدمت أسلحة صينية متطورة لقوات الدعم السريع
  • رئيس شين فين الأيرلندي يطالب بحظر الأسلحة وعقوبات شاملة على إسرائيل
  • غارديان: ناجون من الحرب العالمية الثانية يتحدثون عن ذكرياتهم
  • تجويع غزة.. عندما تستخدم إسرائيل أكثر الأسلحة خسة في التاريخ