شفق نيوز:
2025-05-15@22:56:41 GMT

في البصرة.. حرب مختلفة تُهجّر السكان

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

في البصرة.. حرب مختلفة تُهجّر السكان

شفق نيوز/ أجبرت "حرب المياه" التي تشنها "الطبيعة" ودول المنبع التي تزود العراق بمصادر المياه، على مغادرة قرابة ألف عائلة مناطق سكنها في محافظة البصرة جنوبي العراق، والنزوح نحو المدن للعمل في مهن أخرى غير الزراعة وتربية الحيوانات بسبب الجفاف وندرة المياه.

ويعاني العراق منذ القرن الماضي من تزايد مستوى الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن تراجع المسطحات المائية وتناقص الأمطار وشح المياه بشكل عام، رافق ذلك سوء إدارة الحكومات المتعاقبة لأزمة المياه، وعدم اتخاذ إجراءات تتصدى لإنشاء دول المنبع، مثل تركيا وإيران، سدوداً أثرت بشكل واضح في الخزين المائي، ومن ثم في الخطة الزراعية التي تعتمد جذرياً على الوفرة المائية.

وأصبح العراق خلال السنوات القليلة الماضية من أكثر خمس دول تأثراً بتغير المناخ في العالم، وفق الأمم المتحدة، نتيجة جفاف 70 بالمائة من الأراضي الزراعية، ونزوح سكانها إلى مناطق حضرية للعيش، كما جفت الأهوار وتراجعت مناسيب الأمطار، فيما أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في آذار/مارس الماضي، أن سبعة ملايين عراقي تضرروا بسبب التغير المناخي.

نزوح 950 عائلة في البصرة

وسجلت دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة البصرة، نزوح 950 عائلة من المناطق الريفية إلى مركز المدينة أو إلى المحافظات الأخرى خلال عام 2023،

بحسب الممثل عن العائلات النازحة في البصرة، حسين فرج محمد. وأكد محمد خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "أعداد النازحين في ارتفاع مستمر، خاصة من قريتي السويب والروطة، لكن الأكثر من منطقة نهر العز الواقعة شمالي المحافظة، حتى باتت هذه المنطقة شبه خالية من السكان"، مضيفاً أن "مزارعي تلك المناطق فقدوا مصادر رزقهم من تربية الحيوانات والثروة السمكية والأراضي الزراعية بسبب التصحر والجفاف، لذلك نزحوا إلى المدن وسكنوا في التجاوزات، وأنا واحد منهم".

وأشار إلى أن "أغلب النازحين يعملون بالبناء وليس لديهم رواتب، ونناشد الحكومة المحلية في البصرة والحكومة المركزية في بغداد بتعويض هؤلاء الذين تركوا منازلهم بحثاً عن مصادر أخرى للعيش لإعالة أسرهم".

نزوح 7 آلاف عائلة بـ3 محافظات

وكان المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين، علي عباس جهاكير، قال في (تشرين الثاني 2023)، إن "العراق ضمن الدول التي تأثرت بظاهرة التصحر، فضلاً عن قلّة الموارد المائية من دول الجوار لحوضي نهري دجلة والفرات، وكان الضرر الأكبر من نصيب المناطق الجنوبية وبعض مناطق الفرات الأوسط".

وأوضح جهاكير في تصريح سابق لوكالة شفق نيوز، أن "ظاهرة التصحر نتج عنها نزوح أعداداً كبيرة من العوائل التي كانت تعتاش على الزراعة والرعي، وما مُسجّل في قاعدة البيانات من أسماء يتجاوز 7 آلاف عائلة من محافظات (البصرة، وذي قار، وميسان)، وهؤلاء نزحوا مضطرين إلى مناطق قريبة من المدن".

غياب الدعم الحكومي

من جهته، أكد أمين سر اتحاد الجمعيات الفلاحية في محافظة البصرة، توفيق علي، ارتفاع هجرة الريف إلى المدينة بسبب شحة المياه وملوحتها والتي أدت إلى تراجع إنتاج المحاصيل الزراعة من (الحنطة والشعير والذرة الصفراء والبيضاء والتمور) عن المستويات السابقة.

وبحسب علي، الذي تحدث للوكالة، فقد تراجعت أيضاً المحاصيل العلفية بالنسبة للجت والبرسيم، أما التمور فإن قلّت أغلب الأصناف النادرة والممتازة مثل الخضراوي والشويثي والديري، وإذا لم تعاد زراعة فسائل جديدة فسوف تنقرض هذه الأصناف".

ويوجد في العراق أكثر من 600 إلى 650 صنف تمور، لكن المتوفر حالياً نحو 70 صنفاً فقط، وهذه لا تكفي حتى للاستهلاك المحلي، وفق أمين سر اتحاد الجمعيات الفلاحية.

وما أثر على الفلاح بصورة مباشرة "توقف الدعم الحكومي للأسمدة الكيماوية بنسبة 50 بالمائة عن مستخدمي الري السيحي الذي يعتمد على المضخات، واقتصار الدعم لمستخدمي تقنيات الري الحديثة، أي الري المحوري للحنطة والشعير".

وخلص علي إلى القول إن "سعر الأسمدة المدعومة كانت ما بين 325 ألف دينار إلى 350 ألف دينار للطن، لكن انتهى هذا الدعم في كانون الأول 2023، وسعره حالياً 650 ألف دينار للطن".

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي البصرة الجفاف في العراق فی البصرة

إقرأ أيضاً:

أزمة ديموغرافية في بلغاريا: عشرات القرى المهجورة وموجة نزوح نحو المدن الكبرى

عشرات القرى والتجمعات السكنية في بلغاريا باتت خالية من سكانها. يعيش فيها عدد قليل جدا من أهلها، ولا ينكرون خوفهم بعدما صارت خاوية. اعلان

أدّى تناقص السكان في بلغاريا إلى خلو 199 مستوطنة من السكان، حيث فرغت تماما. ويبدو الفارق كبيرا بين المدن والقرى، حيث يعيش في ”ليولين“ - أكبر أحياء العاصمة صوفيا - أكثر من عدد سكان مستوطنتي فيدين وغابروفو مجتمعتين.

أما أصغر بلدية في بلغاريا، وهي تريكليانو في منطقة كيوستندل، فلا يتجاوز عدد سكانها 522 نسمة، وفق أحدث البيانات الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء.

وتتفاقم المشكلة بسبب الاتجاه المستمر لانتقال السكان من المستوطنات الصغيرة إلى المدن الكبيرة.

وفي حين أن الخريطة الإدارية لبلغاريا لم تتغير، إلا أنّ تناقص عدد السكان يدفعالحكومة إلى النظر في إعادة هيكلة مخطّطاتها العمرانيّة، خصوصا وأنّ عدد السكان في بعضها انخفض إلى ما دون الحد الأدنى اللازم للتخطيط الفعّال.

ووفقًا لأحدث البيانات، يوجد في بلغاريا حاليًا 6 مناطق تخطيط، و28 مقاطعة، و265 بلدية، و5,256 مستوطنة في المجموع، منها 4,999 قرية.

فقرية بوغدانوفتسي التي كانت يومًا ما موطنًا لأكبر قاعدة احتياطية لقوات البناء، أصبحت الآن رسميا واحدة من 9 قرى في ضواحي صوفيا لا يوجد بها سكان.  

وتقع القرية على بعد 50 دقيقة فقط من العاصمة، لكن الطريق المعبّدة تنتهي قبل الوصول إليها بثلاثة كيلومترات، ولا توجد أي علامة مرئية تدل على وجود تجمع سكاني في محيطها، وكأنّ الطبيعة محت تقريباً آخر آثار الناس والمركبات.

Relatedهكذا تتم إعادة تأهيل الدببة المعنّفة في بلغاريارئيس بلغاريا يؤيد تنظيم استفتاء حول الانضمام إلى منطقة اليوروبلغاريا: ثاني حملة مقاطعة للمتاجر الكبرى احتجاجًا على ارتفاع الأسعار

وبالعودة إلى الطريق الرئيسي، توجد كنيسة صغيرة يعتني بها فلاديمير فيليوفا البالغ من العمر 78 عامًا، وهو سائق حافلة وعسكري سابق أحيل على التقاعد. ويعدُّ هو وزوجته وأحد جيرانه السكان الوحيدين الباقين في قرية صغيرة مجاورة.

وقال فيليوف ، "أخشى الذهاب إلى صوفيا الآن. هذا الرجل يتخطاك من جهة، وذاك من جهة أخرى، ويقطعون عليك الطريق".

وأضاف: "عملت في النقل العام لمدة 10 سنوات، ولكن لم يكن هناك ازدحام مروري كبير في ذلك الوقت. كانت تلك هي السنوات الجيدة".

آخر الأشخاص الذين عاشوا في بوغدانوفتسي هم أقاربه. كما أنّه واحد من آخر الأشخاص الأحياء الذين ما زالوا يتذكرون اسم الطريق غير المعبد هناك: طريق بوغدانوف.

ويعرب فيليوف عن قلقه بسبب خلو القرى من السكان فيقول: "قبل عيد الفصح مباشرةً، أمسكت بثلاثة أشخاص يخلعون هذا الباب، والآن قررت وضع كاميرا هنا بسبب هؤلاء اللصوص".

وقد لاحظ باحثون من أكاديمية العلوم البلغارية ارتفاع عدد التجمعات غير المأهولة. فمنطقة غابروغو مثلا الواقعة في قلب البلاد تضم 64 قرية مهجورة تماما. أما بيوت الضيافة القليلة المتبقية، فلا تقدم سوى القليل من الدعم للاقتصاد المحلي.

وتشهد المنطقة تناقصا في عدد السكان، ومعظم العقارات يشتريها الأجانب الأثرياء. إذ لم يبق حي يرزق في قرى مثل سيكوفتسي وكوزي روغ.

اعلان

وتشير الدكتورة ألكسندرا رافناتشكا من الأكاديمية البلغارية للعلوم، إلى أنّ عدد السكان في 23% من القرى فيالبلاد"يتراوح بين 1 و49 شخصاً" وتتوقع أن القادم أسوء فتقول: "هذا الاتجاه سيتعمق في المستقبل، خاصة في المنطقة الشمالية الوسطى وعلى طول المناطق الحدودية".

يرى أحدهم أن السكن في القرى كان مرتبطا بالمصانع الكبيرة وكان الناس يحصلون على رزقهم منها. وتقول إحدى المواطنات ممن بقين في القرى المهجورة، إن "الشركات الكبرى فقط هي التي تعيش الآن، وتنجح في البقاء على قيد الحياة. نحن، الشركات الصغيرة، مثل متجر قريتي، نعاني من البيروقراطية".

وفي خضم الهدوء والسكون، ينتظر فلاديمير في قرية بوغدانوفتسي شهر حزيران / يونيو، عندما يعيد التجمّع السنوي لأهالي القرية الحياة من جديد إلى المكان، ولو ليوم واحد فقط حول الكنيسة الصغيرة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الزبير: شرارة الاستقلال تُشعل صراع النفوذ في قلب البصرة
  • السوداني:زيارة ترامب لدول الخليج أثرت على مؤتمر قمة بغداد والمشاريع الاقتصادية التي ينفذها العراق هي لخدمة إيران
  • هذه الحرب مختلفة عن كل الحروبات التي عرفها السودان والسودانيون
  • أزمة ديموغرافية في بلغاريا: عشرات القرى المهجورة وموجة نزوح نحو المدن الكبرى
  • وزير الصناعة يضع حجر الأساس لأكبر مشروع كيمياوي جنوبي العراق
  • حالة طقس العراق للأيام المقبلة: أمطار وتصاعد للغبار ودرجات حرارة متغيرة
  • [ كلما جاءت ثلة مجرمة حاكمة قلدت أختها التي سبقتها ]
  • في ختام ورشة عمل حول الكوليرا… الصحة تحضر لخطة وطنية لمكافحة الأمراض التي تنتقل عبر المياه
  • العراق يواجه أزمة شح المياه والموارد المائية تحذر من تفاقم الأزمة
  • انقطاع المياه في مناطق بالبحيرة والجيزة..اليوم