لاتفيا تطرد متقاعدا من سكانها عمره 82 عاما إلى روسيا
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
ستساعد سلطات مقاطعة بسكوف، المتقاعد العسكري الروسي بوريس كاتكوف البالغ من العمر 82 عاما، والذي تم ترحيله قسرا من لاتفيا بذريعة تهديد الأمن القومي.
أعلن ذلك حاكم المقاطعة الروسية ميخائيل فيديرنيكوف، وقال: "تم استقبال بوريس غريغوريفيتش عند الحدود ذاتها، وتمت إحاطته بالاهتمام والرعاية. اليوم سنناقش خطط المستقبل وسنقدم كل ما يلزم من المساعدة والدعم".
يوم أمس، أعربت السفارة الروسية في لاتفيا عن غضبها إزاء الترحيل القسري للمتقاعد العسكري الروسي الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية التعاون اللاتفية- الروسية بوريس كاتكوف، ودعت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان إلى تقييم تصرفات السلطات اللاتفية.
إقرأ المزيدفي وقت سابق، صدر عن وزارة داخلية لاتفيا، قرار اعتبر أن كاتكوف يشكل تهديدا لأمن الجمهورية القومي و"حكم عليه" بالترحيل من لاتفيا لأجل غير مسمى. ولم تقدم الوزارة وقائع تدل على "ذنب" المتقاعد العجوز. وظلت زوجة وأطفاله وأحفاده في لاتفيا. في أوائل شهر يناير، أعلن مكتب شؤون المواطنة والهجرة في لاتفيا أن الترحيل قد يمس 1167 مواطنا روسيا، 789 منهم تزيد أعمارهم عن 60 عاما.
من جانبه، أعلن بوريس كاتكوف، أنه قرر التوجه إلى مقاطعة كالينينغراد للإقامة هناك.
وقال فيديرنيكوف: "بعد قضاء الليل والاستراحة في بسكوف، قرر بوريس كاتكوف، الذي تم ترحيله من لاتفيا، الذهاب إلى كالينينغراد. قال إنه من هناك ويريد العودة إلى موطنه الأصلي".
وأشار فيديرنيكوف إلى أنه، ناقش نوايا المتقاعد مع حاكم منطقة كالينينغراد أنطون عليخانوف الذي أكد على أنه سيتم توفير كل سبل الإقامة المريحة لكاتكوف في كالينينغراد.
المصدر: نوفوستي
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الاتحاد السوفييتي حقوق الانسان دول البلطيق كالينينغراد
إقرأ أيضاً:
قصة السنغالي مالك جوب.. أفارقة جندوا في الحرب الروسية الأوكرانية
لم يكن والد مالك جوب يتخيل، أن رحلة ابنه إلى روسيا للدراسة ستنتهي بمقطع فيديو صادم نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيه محتجزًا من الجيش الأوكراني على جبهة دونيتسك.
وُلد مالك جوب عام 2000 في قرية كير مادومبي بمنطقة كافرين، وسط السنغال، التي تبعد عن العاصمة دكار 260 كيلومترًا. كان طالبًا متميزًا منذ صغره، حيث تابع تعليمه في المدارس القرآنية، ثم في النظام الفرنسي، ونجح في امتحانات الشهادة الإعدادية والثانوية.
التحق بجامعة عليون ديوب في بامبي، فدرس القانون وحقق نتائج متميزة أهلته للحصول على منحة دراسية إلى روسيا.
عند وصوله إلى روسيا، اصطدم مالك بعقبة معادلة الشهادات، واضطر لإعادة دراسته من الصفر. رغم ذلك، تفوّق من جديد ونال إشادات من أساتذته الروس.
وقد ظهر في مقطع فيديو وهو يُكرَّم من أحد أساتذته، ما شكّل مصدر فخر لعائلته في السنغال.
لكن في فبراير/شباط 2025، اتخذ مالك قرارًا مفاجئًا وهو الالتحاق بالجيش الروسي. والده، الحاج سيت ديوب، قال إنه تلقى مكالمة من ابنه يخبره بنيته الانضمام إلى صفوف القوات الروسية، تحت ضغط الظروف. وأضاف "كنت مترددًا، حذرته من المخاطر، لكنه أقنعني في النهاية، فباركت له قراره… وأنا نادم اليوم".
في منتصف مارس/آذار الماضي، ورد آخر اتصال من مالك، أخبر فيه والده بأن الاتصال سيكون محدودًا بسبب نقله إلى منطقة عسكرية. بعدها، انقطعت أخباره، إلى أن ظهر لاحقًا في فيديو تداوله الإعلام، وهو أسير لدى القوات الأوكرانية.
إعلانيقول والده "ابني ذهب لطلب العلم، لا ليُقاتل في حرب لا تعنيه"، ويضيف "هذه لم تعد مسألة عائلية. إنها قضية تهم الدولة السنغالية، التي نناشدها التحرك لإعادته حيًّا".
منظومة تجنيد غير معلنةلكن ما حدث مع مالك ليس حالة معزولة. وفق شهادة خادم كوليبالي إنيان، وهو طالب سنغالي في سانت بطرسبورغ، فإن هناك منظومة شبه سرّية تستهدف الأفارقة المقيمين في روسيا، خصوصًا أولئك الذين يعيشون في وضع إداري هش أو دون وثائق قانونية.
يقول تيونغان "كثير من هؤلاء يُجندون طواعية أو تحت التهديد، خاصة عندما تنتهي صلاحية تأشيراتهم. يُعرض عليهم راتبٌ شهريٌّ يقارب 400 ألف روبل (نحو 2.9 مليون فرنك إفريقي) مقابل الانضمام إلى الجيش. بعضهم يُخيَّر بين التجنيد أو الترحيل القسري، أو حتى السجن".
وأضاف أن "وفيات كثيرة سُجلت في صفوف شباب الجالية السنغالية، دون تغطية إعلامية أو تحرك دبلوماسي. لدينا مجموعة واتساب نتداول فيها أسماء وصور من ماتوا أو اختفوا. مالك ليس أولهم، ولن يكون الأخير إن استمر الصمت".
ساحة حرب بديلة للمهاجرينوليس السنغاليون وحدهم من وجدوا أنفسهم في أتون هذه الحرب. ففي أبريل/نيسان الماضي، تحدثت الصحافة التوغولية عن الطالب دوسيه كوليكباتو، الذي سافر إلى روسيا لدراسة الطب، لينتهي به المطاف أسيرًا وجريحًا في أوكرانيا، بعدما أُرسل إلى الجبهة دون دعم فعلي من القيادة العسكرية الروسية.
مثل هذه القصص، التي تتكرر بصمت، تؤكد الحاجة الملحة لتدخل دبلوماسي وإنساني، لا لحماية صورة الدول الإفريقية فقط، بل لحماية أرواح شبابها، الذين يجدون أنفسهم وقودًا في صراعات لا علاقة لهم بها.
أرقام وتحذيراترئيس منظمة "رؤية بلا حدود"، بوبكر سي، عبّر عن قلقه العميق بعد أسر مالك جوب، قائلاً "منذ اندلاع هذه الحرب، تم تسجيل أكثر من 2000 مقاتل أجنبي في منطقة دونباس، 75% منهم يقاتلون إلى جانب القوات الروسية".
إعلانوأضاف "أكثر من 3000 أجنبي حصلوا على الجنسية الروسية منذ بداية 2024 بعد انضمامهم للقتال. هؤلاء الشباب يُخدَعون بوعود واهية، لكنهم يغامرون بحياتهم في حرب لا تعنيهم".
وطالبت المنظمة من الطرفين المتنازعين، روسيا وأوكرانيا، إطلاق سراح المقاتلين الأجانب، لا سيما الأفارقة والسنغاليين، للتخفيف من معاناة عائلاتهم.
صرخة من كير مادومبيفي قرية كير مادومبي، ما زالت والدة مالك جوب ترفض تصديق الخبر، بينما يواصل والده الظهور الإعلامي في محاولة لإثارة الضغط، وسط مطالبات متزايدة بفتح تحقيق رسمي ومعالجة هذا الملف من جذوره.
القضية لم تعد فقط مأساة عائلة، بل إنذارًا لدولة بأكملها، بل ولمنظومة الهجرة والتعليم التي تضع شبابًا في مسارات خطِرة، تبدأ بالأمل، وتنتهي بالأسر، وربما بما هو أسوأ.