بوابة الوفد:
2025-05-09@22:36:35 GMT

سلام الاستعمار!

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

مشهد الهجوم العنيف على اليمن الذى شنته القوات الأمريكية البريطانية ومن يواليهم تحت مسمى «تحالف الازدهار»، هو أحد مشاهد فيلم «سلام الاستعمار»، سلام المصالح والمطامع وقطع الرقاب، سلام استباحة الأوطان وسفك الدماء، سلام استعمارى بغيض مغلف بعبارات رنانة، تطرب أصحاب الهوى فى خنادق الخوف وسراديب العبودية، سلام يدق طبوله مجرمو عمليات الإبادة الجماعية والضمائر الميتة، سلام يرقص على أنغامه مرتادو جزيرة الشيطان الأمريكى «جيفرى إبستين»، ويرفع رايته المتورطون فى فضائح الاعتداء على قاصرات، هذا السلام لا يمكن قبوله أو الرضوخ له.

هذا الفيلم «سلام الاستعمار» تتسارع أحداثه أكثر وأكبر مما نظن، ويتصارع أبطاله تحت خيط درامى منسوج بدقة عالية على جبهات متعددة، كان أحدثها تجديد محاولات «إثيوبيا» البائسة وغير الشرعية لوضع أقدامها فى البحر الأحمر جنوبًا، ثم رفع السرية عن آلاف الوثائق فى قضية جزيرة «إبستين»، وفضح أبناء الطقوس الشيطانية وجرائم الاعتداء على أطفال قُصر، فى مقدمتهم الرئيس الأمريكى الأسبق «بيل كلينتون» والسابق «دونالد ترامب» وصولًا إلى المحامى الذى اختارته إسرائيل للدفاع عنها أمام محكمة العدل الدولية فى قضية ارتكاب عملية الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى.

تلك القضية التى رفعتها «جنوب إفريقيا»، هذه الدولة التى شربت من كأس مرارة التمييز العنصرى لسنوات طوال تحت مسمى نظام «الأبارتيد»، وهيمنت من خلاله الأقلية البيضاء ذات الأصول الأوروبية «الأفريكانز» على مقدرات البلاد الاقتصادية والسياسية أكثر من نصف قرن.

ثم تزداد الأحداث غموضًا وتشويقًا بعد اكتشاف نفق سرى غير قانونى أسفل كنيس يهودى فى نيويورك لحركة «حاباد لوبافيتش» أكبر منظمة يهودية فى العالم، ولا أحد يعرف  حل لغز هذا النفق ولماذا تم حفره؟! تلك الجماعة المتطرفة استقبل «أوباما» وفدًا منها فى البيت الأبيض 27 أبريل 2015، وبعد الاحتفالات وتبادل التبريكات، قدم الوفد للرئيس شمعدانًا يحمل نقشًا يقول: «سيدى الرئيس، إنكم تمثلون الشعلة الوسطى التى تقف على مستوى أعلى، مكرسة لخدمة الآخرين والصالح العام، وتحمل على كتفيك أحلام وتطلعات أمة بأكملها».. ولا أحد يحتاج هنا فك شفرات أو مضامين سرية ليعرف من المقصود بتلك الأمة وما تعنيه تلك الأحلام!!

هذه الأحداث المتلاحقة من هذا الفيلم البغيض تحتاج مشهدًا من مشاهد استدعاء الماضى «فيد باك»، ليكتمل السياق الدرامى أمام المشاهدين، وتكون عملية التوقعات القادمة للأحداث أكثر دقة، وهو مشهد الهجوم الذى شنته إسرائيل على  سفينة التجسس الأمريكية «ليبرتي» فى شرق المتوسط أثناء حرب يونيو 1967، وأودى بحياة 34 بحارًا وإصابة العشرات من طاقم السفينة، وكانت النتيجة قبول الولايات المتحدة اعتذار إسرائيل عن هذا الهجوم المتعمد فى وضح النهار، وكأن شيئًا لم يكن!

وبعد أيام من تلك الحادثة المليئة بالغموض والأسرار، وتحديدًا فى 8 يونيو حسب ما ذكره محمد حسنين هيكل فى كتاب «الانفجار 1967»، أن السفير السوفيتى فى القاهرة طلب موعدًا عاجلًا مع الرئيس جمال عبدالناصر ليقدم إليه رسالة بعث بها إليه رئيس الوزراء السوفيتى «أليكسى كوسيجين» تقول: «السيد الرئيس، تلقينا الآن من رئيس الولايات المتحدة رسالة طلب إلينا تبليغها إليكم، ونصها كالتالى: إلى الرئيس «كوسيجين» رجاء التفضل بإبلاغ الرئيس عبدالناصر أن قوات إسرائيلية هاجمت عن طريق الخطأ سفينة أمريكية فى شرق البحر المتوسط وقدموا إلينا اعتذارهم عن الحادث».

وفى نهاية لقاء السفير والرئيس، عقب عبدالناصر بكلمة أخيرة قال فيها: «إنه كان يتمنى ألا تصل إليه هذه الرسالة من «جونسون» عن طريق «كوسيجين»، كان يجب أن تروا أنهم يضحكون عليكم وعلينا، ولكنهم يريدون وضعكم فى هذا الموضع وأنتم تقبلون، ومع ذلك فنحن لا نلقى عليكم بالمسئولية وإنما نتحملها وحدنا!».

فى النهاية ومع تسارع مشاهد «الأكشن» فى هذا الفيلم، يبقى السؤال: ماذا يحدث لو توسعت ظلال الحرب وتمددت نيرانها، وقرر الجميع أن يضغط على الزناد، وأصبحنا أمام حرب عالمية مقرها قلب الشرق الأوسط، ماذا سنفعل؟ وإلى أى الجبهات سوف ننتمى؟ رجاء الاستعداد للإجابة لأننا سنتحمل المسئولية وحدنا!

 

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب مشهد الهجوم القوات الأمريكية البريطانية

إقرأ أيضاً:

فرنسا تفتح أبواب أوروبا أمام الرئيس الشرع: ماذا في المقابل؟

فرنسا – أعطت زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى فرنسا زخما كبيرا لمساعي الحكومة السورية الجديدة في انتزاع اعتراف دولي لشرعيتها لا يزال يتأرجح على زئبق المصالح الدولية وتناقضاتها.

وإذا كانت واشنطن قد أمعنت في إملاء شروطها على الحكم الجديد الذي أبدى انفتاحه على مناقشة كل الملفات الجدلية والحساسة العالقة فإن زيارة الشرع إلى فرنسا قد تفتح أمامه أبواب أوروبا دون إغفال لحزمة الشروط التي لوحت بها فرنسا قبيل الزيارة وأعاد رئيسها ماكرون ترديدها على مسامع الرئيس الضيف.

زيارة وبصرف النظر عن الملاحظات التي أحاطت بها على مستوى الشكل والبروتوكول ودعوة البعض إلى عدم تحميلها ما لا تحتمل من مفاعيل إيجابية ربطا بكونها بالون اختبار ليس إلا فإنها سجلت نقطة هامة في رصيد دمشق، فالثقل الاستراتيجي الذي تتمتع به فرنسا دولياً وأوروبا قد يشجع دولا غربية أخرى على سلوك المسار نفسه خاصة إذا ما نجحت دمشق بالإيفاء بوعودها للغرب أو الوصول معه إلى تسويات بشأنها تعزز الثقة وتؤسس لمسار مختلف.

الشرع يغتنم الموقف الفرنسي

يرى المحلل السياسي فهد العمري أن استقبال رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع في فرنسا جاء استكمالاً لما بدأته باريس من مسار الانفتاح السياسي على دمشق والذي بدأ مع إرسال وزير خارجيتها جان نويل بارو رفقة نظيرته الألمانية إلى العاصمة السورية حيث كانت فرنسا من أوائل الدول الأوروبية التي اعتقدت بوجوب الرهان على الحكم الجديد وانتظار ما يمكن البناء عليه من مرونة سياسية طبعت أداءه السياسي خلال المرحلة الماضية.

وفي تصريح ل “RT” أكد العمري أن باريس تأخذ على محمل الجد رغبة وقدرة الحكومة السورية الجديدة على بناء منظومة علاقات دولية تقطع مع كل مسببات العزلة التي فرضتها سياسة النظام السابق وهي تضع نصب عينيها رفع العقوبات المفروضة عليها من خلال ولوج البوابة الفرنسية التي قد تختصر عليها الطريق إلى بناء الشراكة الحقيقية مع الغرب من خلال التزكية الفرنسية المنتظرة بعد اجتياز امتحان الشروط التي تواضع الغرب على وضعها كمجاز لمرحلة بناء الثقة مشيرا إلى أن النظام الحاكم في دمشق اليوم أمام فرصة يجب اغتنامها لجهة استغلال الغزل الفرنسي الحالي به وإن كان مشروطا في مسألة رفع العقوبات والتعافي المبكر وإعادة الإعمار واستقبال المساعدات والهبات التي تحتاجها سوريا اليوم أكثر من أي وقت مضى.

ووفقاً للعمري فإن رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع قد نجح من على المنبر الفرنسي الهام في الإسهاب بشرح المخاطر الكبيرة التي قد تحيط بالمجتمع الدولي إذا تمنع عن لعب دور جدي في إسناد الحكومة السورية التي عرفت كيف تسوق للأمر من باب النصيحة المسؤولة لا التهديد الضمني مشيرا إلى أن دمشق اليوم أحوج ما تكون إلى دعم دولي في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد وهي قد تجد في باريس ضمانتها الحقيقية في إلزام تل أبيب بوقف اعتداءاتها على سوريا بعد طمأنة هذه الأخيرة بشأن نواياها الإيجابية تجاه الدولة العبرية التي تقضم في الجنوب وتعربد في السماء السورية.

هذا ما تريده فرنسا

واستدل المحلل السياسي على تلاقي المصالح الحالية بين دمشق وباريس من خلال سعي هذه الأخيرة لإحياء دورها التاريخي المنكفئ في الشرق الأوسط عبر بوابة كل من سوريا ولبنان ولعل هذا ما يفسر مسارعة ماكرون إلى تهنئه الرئيس الشرع بانتخابه وإعادة افتتاح السفارة الفرنسية في دمشق وتعيين قائم بالأعمال الفرنسي هناك واحتضان المؤتمر الدولي حول سوريا الذي عقد في شباط الماضي بمشاركة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني فيما بدا أنه مسعى أوروبي بقيادة فرنسا لرعاية عملية القطيعة النهائية لسوريا مع الاستبداد والإرهاب.

وقلل العمري من خطورة الحديث الفرنسي عن الشروط المسبقة التي قد تمهد لعودة سوريا إلى لعب دورها المنشود على المستوى الدولي من قبيل عدم التمييز بين مكونات المجتمع السوري ومشاركة جميع الأقليات الدينية والعرقية في حكم البلاد ووقف الانتهاكات التي حصلت بحق العلويين والدروز وإقصاء المقاتلين الأجانب عن المراكز القيادية في الجيش والمؤسسات الأمنية مشيرا إلى أنها لزوم تمرير الزيارة بعيداً عن الصخب الإعلامي الذي لا زال يبحث في تاريخ جهادي منسي عند قيادة سورية قررت القطيعة مع الماضي والأخذ بالأسباب التي تجعل منها دولة مدنية متحضرة في حين أن دولة كفرنسا تفخر بأنها بلد الحرية لا يمكنها أن تسقط من الزيارة عناوين العدالة والمساواة بين السوريين في حين أنها تعلم أن قرار الانفتاح على دمشق قد اتخذ وبصرف النظر عن السرديات الكلاسيكية المتعلقة بمعاني العدالة والحرية التي تفخر بها عاصمة النور الفرنسية.

وشدد المحلل السياسي السوري على أن فرنسا تدرك خطورة نشاط “داعش” على الساحة السورية وهذا ما دفعها لحث الشرع على التعاضد مع قوات سوريا الديمقراطية في قتال التنظيم التكفيري بعد اشراكها الفعلي في الحكومة السورية كما أن باريس تخشى من عودة النفوذ الإيراني إلى سوريا و تجتهد في إبقاء سوريا بعيدة عن روسيا ولهذا فإنها تحرص على استقطاب الشرع الذي لم يظهر مواقف متشددة تجاه موسكو على النحو الذي يتمناه الغرب.

وختم العمري حديثه لموقعنا بالإشارة إلى أن فرنسا ترغب في أن يكون لها دور اقتصادي بارز في سوريا من خلال المشاركة الكبيرة للشركات الفرنسية في مرحلة إعادة الإعمار المرتقبة وقد بدأت بالفعل في جني ثمار سياستها السورية هذه من خلال العقد الذي وقعته” الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية” مع شركة “سي إم إيه سي جي إم” الفرنسية لمدة ثلاثين عاما ويقضي بقيام الشركة الفرنسية بتطوير وتشغيل ميناء اللاذقية بقيمة 230 مليون يورو الأمر الذي يجعل من استقرار سوريا حاجة فرنسية ملحة على مختلف الأوجه السياسية والأمنية والاقتصادية.

الخطة البديلة

من جانبه يرى المحلل السياسي قتيبة العلي أن فرنسا تبدو جادة في إعطاء الرئيس الشرع الفرصة تجاه الإبقاء بتعهداته على المستويين الداخلي والخارجي لكن ذلك يبقى مرهونا بقدرته على التنفيذ.

وفي حديثه لـ”RT” لفت العلي إلى أن الفرصة قد لا تبقى مشرعة أمام الحكومة السورية الحالية خاصة إذا ما بقي الشرع عاجزاً عن طي صفحة الخلاف مع بقية المكونات السورية التي ترغب فرنسا في اشراكها بالحكم على نحو أكثر شمولا وإلا فإنها ستجد نفسها مضطرة لاستعمال خياراتها البديلة المرتبطة بعلاقاتها التاريخية مع هذه المكونات السورية كل على حدة. بعيدا عن مركزية العلاقة مع دمشق.

وأضاف بأن أوراق فرنسا المؤثرة في المشهد السوري كثيرة وهي ترتبط بعلاقتها القوية مع “قسد” في شمال شرقي البلاد في ظل أحاديث ملحة عن انسحاب أمريكي وشيك من هناك وملاحظة الدور الكبير الذي اضطلع به وزير الخارجية الفرنسي في إبرام المصالحة الكردية – الكردية من خلال زياراته المتكررة لمناطق الإدارة الذاتية وأربيل كما أن هناك علاقات تاريخية تربط ما بين فرنسا وأبناء الساحل السوري الذي تضغط باريس من أجل محاكمة قادة الفصائل المرتبطة بدمشق والذين ارتكبوا جرائم فيه .

وختم العلي حديثه لموقعنا بالإشارة إلى أن التعاطي الفرنسي مع الأقليات السورية في ظل ما تعتقد أنه مظلومية لحقت ولا تزال بها قد يكون البديل عن التعاطي مع الحكومة في حال لم يستطع الشرع فرض سياسة متوازنة تضمن الاستقرار في سوريا وهو الأمر الذي تفضله فرنسا وتدفع لتحقيقه لكنها قد لا تملك ترف الانتظار في ظل أطماع تركية وإسرائيلية تريد أن تأخذ الحصة الكبرى من الكعكة السورية دون أن تبقي لفرنسا ما يليق بتاريخها في المنطقة التي سيطرت عليها لعقود طويلة.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • ناصر منسي يسجل هدف الزمالك الأول أمام سيراميكا كليوباترا في الدوري
  • فرنسا تفتح أبواب أوروبا أمام الرئيس الشرع: ماذا في المقابل؟
  • «جارناتشو» في الهجوم.. تشكيل مانشستر يونايتد أمام أتلتيك بلباو بالدوري الأوروبي
  • تبون: الجزائر لا تنسى.. وتحذيرات من التناسي المتعمد لجرائم الاستعمار النووية
  • الأرشيف الوطني ينظم معرضا حول جرائم الاستعمار الفرنسي بالجزائر 1830-1962
  • الدويري: هذا أقصى ما يصل إليه التصعيد بين الهند وباكستان
  • مدبولي: سيتم الإفصاح عما تصل إليه التحقيقات بشأن البنزين
  • عُمان والجزائر.. رفقاء التاريخ والمسيرة
  • سلام : لبنان عاد للعرب ويتطلع لعودة السياح العرب إليه
  • سلام يقول إن لبنان عاد للعرب ويتطلع لعودة السياح العرب إليه