بوابة الوفد:
2025-05-09@21:50:20 GMT

أعظم رحلة تكريم فى تاريخ الإنسانية

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

لا شك أن رحلة الإسراء والمعراج هى أعظم رحلة فى تاريخ البشرية، وباسمها سميت سورة الإسراء، حيث يقول رب العزة (عز وجل) فى مفتتحها: «سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ».

وقد تعلمنا من الإسراء والمعراج أن مع العسر يسرًا وبعد الشدة فرجًا، ولا يغلب عسر يسرين، فحين تداعى أهل الأرض على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولقى من قومه وأهل الطائف ما لقى فتحت له السماوات العلا أبوابها فى أعظم رحلة تكريم فى تاريخ الإنسانية، حيث يقول الحق سبحانه: «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى» (النجم: 1-10).

ولا شك أن رحلة الإسراء والمعراج جاءت تكريمًا لخاتم الأنبياء والمرسلين، وتسرية عنه (صلى الله عليه وسلم) بعد أن أصابه من أذى قومه وغيرهم ما أصابه، ذلك أنه (صلى الله عليه وسلم) بعد أن لقى من مشركى مكة فى سبيل إبلاغ دعوة الله (عز وجل) ورسالته ما لقى من الأذى، خرج إلى الطائف لعله يجد عند أهلها النخوة أو النصرة، فكانوا أشد أذى وقسوة عليه (صلى الله عليه وسلم) من بنى قومه، ذلك أنهم سلطوا عليه عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفتين، وتوجه (صلى الله عليه وسلم) إلى ربه (عز وجل) بدعائه الذى سجله التاريخ فى سطور من نور: «اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِى عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِى أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِى غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك».

هذا الدعاء الذى يحمل كل معانى العبودية والانكسار لله وحده لا لأحد سواه، ذلك أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) كانت حركاته وسكناته خالصة لله (عز وجل) حيث يقول الحق سبحانه وتعالى مخاطبًا إياه: «قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» (الأنعام: 162)، فمقام العبودية لله (عز وجل) هو الذى سما بسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أعلى الدرجات ونيل المكرمات.

وهذا المقام يعلو بأمرين: الذكر واليقين فى الله, حيث يقول سبحانه وتعالى: «الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» (الرعد: 28)، ويقول سبحانه فى شأن التمكين لأهل الصبر واليقين فى الله (عز وجل): «وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ» (السجدة:24).

لقد أسرى رب العزة عز وجل بنبينا (صلى اللّه عليه وسلم) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ليربط بين المسجدين المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد الأقصى بالقدس الشريف برباط وثيق، ليظل هذا الرباط الوثيق حاضرًا فى وجدان أمة الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومن الأقصى كان المعراج بنبينا (صلى الله عليه وسلم) إلى السماوات العلا، حيث رأى (صلى الله عليه وسلم) ما رأى من آيات ربه الكبرى.

ونتعلم من هذه الرحلة المباركة ألا نجزع عند الشدائد, إنما نتقى ونصبر ونتذلل ونتضرع لله (عز وجل) مع أخذنا بكل أسباب العلم والعمل، وإعلاء قيمة التوكل ونبذ كل ألوان التواكل.

كما أن علينا أن ندرك ونتيقن أن الأمر كله لله، وأَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، ويقول سبحانه وتعالى: «مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (فاطر: 2)، ويقول الحق سبحانه: «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِى بِرَحْمَةٍ هَلْهُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ» (الزمر: 38).

 

وزير الأوقاف 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رحلة تكريم تاريخ الانسانية لإنسانية صلى الله علیه وسلم ه علیه وسلم حیث یقول صلى الل عز وجل

إقرأ أيضاً:

قبل العيد.. تعرف على شروط الأضحية والمضحي

الأضحية في الشريعة الإسلامية، هي سنَّة مؤكَّدة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلا أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلافِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» رواه الترمذي وابن ماجه.

وقالت دار الإفتاء، فى منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن للمضحِّي المتطوع الأكل من أضحيته أو الانتفاع بها لحمًا وأحشاءً وجِلدًا كلها أو بعضها، أو التصدق بها كلها أو بعضها، أو إهداؤها كلها أو بعضها، إلا أنه لا يجوز إعطاء الجِلد أجرةً للجزار، وكذلك لا يجوز بيعه.

سنن الاضحية 

عندما تكون الأضحية من الإبل يُسحب أنْ تُنحر في المنطقة الواقعة بين العنق والصدر أو ما تسمى بالوهدة، وتكون أيضًا قائمةً معقولةً ويدها اليسرى مربوطة، قال تعالى: (فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ) [الحج:36]، وإن كانت الأضحية من الغنم أو البقر فيستحب أنْ يتم اضطجاعها على جانبها الأيسر باتجاه القبلة، فعن أنس رضي الله عنه قال: (ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا). التسمية عند الذبح وهذا واجب، ويستحب ذكر: الله أكبر اللهم هذا منك ولك. ذبح الشخص لأضحيته بنفسه إنْ كان قادرًا وهذا هو المستحب؛ فالنبي صلى الله عليه وسلّم ذبح أضحيته بنفسه، ولا بأس في أنْ ينوب عنه أحد.

سنن الاضحية

يبدأ وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة العيد، وإذا ذبحها المسلم قبل الصلاة فتعد له ولأهله، قال صلى الله عليه وسلّم: (مَنْ ضَحَّى قَبْلَ الصَّلاَةِ فَإِنَّمَا ذَبَحَ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ)، وتستمر مدة الذّبح إلى آخر اليوم التشريق ويوافق اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، بينما إذا انتهى اليوم الثالث من التّشريق ولم يُضحِ المسلم فهناك حالتان: إذا كانت الأضحية واجبةً كنذرٍ مثلًا فإنّها لا تسقط عن الشخص وإنّما يجب عليه ذبحها قضاءً، بينما إذا كانت تطوعًا فإنها سنةٌ وقد فات وقتها. 

ومن المُستحب أنْ يأكل المضحي من أضحيته حتى لو كانت واجبةً كالنذر. من السنة تقسيم الأضحية إلى ثلاثةِ أقسام وهي ثلثٌ للأهل، وثلثٌ للهدية، وثلثٌ للتَّصدق، حيث لا بد من التَّصدق بجزءٍ منها مهما كان مقداره، لقول الله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالمُعْتَرَّ) [الحج:36]. 

ويستحبّ على من أراد أن يضحي أن لا يأخذ شيئًا من شعره أو أظافره منذ بداية الأيام العشر من ذي الحجة حتى يتم الذّبح. 

ويحرّم على المضحي بيع أي جزءٍ من الأضحية حتى شعرها وأظافرها، ويحرّم إعطاء من ذبح الأضحية جزءًا منها كأجرٍ على عمله، وإنّما يجوز إعطاؤه على سبيل الهدية أو الصّدقة.سنن الاضحية وادابها كما أن للتضحية آدابًا ينبغي مراعاتها، منها: التسمية والتكبير، والإحسان في الذبح بحدِّ الشفرة وإراحة الذبيحة والرفق بها، وإضجاعها على جنبها الأيسر موَّجهة إلى جهة القبلة لمن استطاع، إلى غير ذلك من الآداب والسنن.

أفضل أدعية للمريض بظهر الغيب.. رددها يشفيه الله ويعافيهحكم دعاء الاستفتاح في الصلاة وسبب الاختلاف حول صيغتهدعاء السيدة عائشة للرزق أوصاها النبي به .. احرص عليه في الثلث الأخير من الليلهل ترديد الأذكار يتحقق به استجابة الدعاء والأمنيات؟.. أمين الإفتاء يجيبسنن الاضحية

يجب ألا يغفل المسلم أن المقصود من ذلك كله هو تعظيم الله تعالى، وإظهار الشكر له، والامتثال لأمره سبحانه، قال تعالى: «لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ».

اخر موعد لذبح الاضحية

أما وقت الضحية فهو أربعة أيام على الصحيح من أقوال العلماء: يوم العيد وهو يوم عيد النحر وهو العاشر من ذي الحجة، ثم اليوم الحادي عشر ثم اليوم الثاني عشر ثم اليوم الثالث عشر، وقال بعض أهل العلم: إنها ثلاثة يوم العيد ويومان بعده، والصواب أنها أربعة، يوم العيد وثلاثة أيام بعده، وهي أيام التشريق، وهي أيام النحر، وهي أيام رجم الجمار، وهي أيام ذكر لله -عز وجل- وأكل وشرب، فإذا صلى الناس العيد صلاة العيد بدءوا بالذبح، يبدأ بالذبح بعد صلاة العيد كما أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- فإنه صلى ثم ذبح

شروط أضحية عيد الأضحى

أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم من ضأنها ومعزها.

أن تبلغ السن المحدد شرعًا بأن تكون جذعه من الضأن أو ثنية من غيره.

أن تكون خالية من العيوب التالية:

العور البيّن والعرج البيّن والمرض البيّن والهزال المزيل للمخ ويلحق بها ما كان مثلها أو أشد أن تكون الاضحية ملك للمضحي وتصح تضحية الوكيل من مال موكله بعد طلب الأذن منه.

لا تصح الأضحية بالمرهون أن يتم التضحية بها في الوقت المحدّد في الشرع.

آداب ذبح الأضحية 

استقبال القبلة بالأضحية حين ذبحها بآلة حادّة تمر على مكان الذبح بسرعة وبقوة.

أن يكون الذبح في الإبل نحرًا بحيث يتم نحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى فإن صعب على المضحي ذلك ذبحها وهي باركة، أمّا غير الإبل فيتمّ ذبها وهي على جانبها الأيسر فإن صعب ذلك وكان الذبح أيسر ذبحها على جنبها الأيمن ويسن للمضحي أن يضع رجله على رقبتها ليتحكم بها.

أن يتمّ قطع الحلقوم والمريء أن لا ترى الأضحية السكينة إلّا عند الذبح.

أن يسمي ثم يكبر الله ويسأل الله قبولها

المستحب من الأضاحي

الإبل، ثم البقر ثمّ الضأن ثمّ المعز ثم سبع البدنة ثم سبع البقرة الأفضل من ناحية الصف الأسمن والأكثر لحمًا والأكمل خلقة أي الأحسن منظرًا

كيف توزيع لحم الأضحية؟

يستحب للمضحى أن يأكل منها ويطعم غيره ويدخر لقوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُوا وَتَزَوَّدُوا وَادَّخِرُوا»، والأفضل أن يكون ذلك أثلاثا، ويعطى منها الغنى والفقير، فقد روى عن ابن عباس أنه قال فى أضحية النبى صلى الله عليه وسلم: ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤَّال بالثلث.

التصدق بالجميع أو إبقاء الجميع، والتصدق بها أفضل من ادخارها إلا أن يكون المضحى ذا عيال، وهو ليس ذا غنى وبسطة، فالأفضل لمثل هذا أن يوسع على عياله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شىء فلأهلك، فإن فضل شىء عن أهلك فلذى قرابتك، فإن فضل عن ذى قرابتك شىء فهكذا وهكذا».

ويستحب للمضحى أن يذبح بنفسه إن قدر على ذلك، لأنه قربة، ومباشرة القربة أفضل من التفويض والتوكيل فيها واستثنى الشافعية إن كان المضحى أنثى أو أعمى، فالأفضل فى حقهما التوكيل ويستحب للمضحى أيضا التسمية عند الذبح خروجا من خلاف من أوجبه فيقول: بسم الله والله أكبر، وحبذا لو صلى على النبى صلى الله عليه وسلم، ويستحب له الدعاء بقوله: اللهم منك ولك، إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين؛ ويستحب له أن يبادر بالتضحية ويسرع بها قبل غيره من وظائف العيد وأيام التشريق، ويستحب له قبل التضحية أن يربطها قبل يوم النحر بأيام؛ إظهارا للرغبة فى القربة، ويستحب له أن يسمن الأضحية أو يشترى السمين؛ لأن ذلك من تعظيم شعائر الله تعالى، وإن كانت شاة أن تكون كبشا أبيض عظيم القرن خصيًّا؛ لحديث أنس: «أنه صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين موجوءين».

ويكره للمضحى التضحية فى الليل لغير حاجة، ويكره التصرف فى الأضحية بما يعود عليها بضرر فى لحمها أو جسمها، خاصة إذا كانت معينة أو منذورة، كالركوب، أو شرب لبن يؤثر فيها، أو جزّ صوف يضر بها، أو سلخها قبل زهوق الروح.

كما يكره إعطاء الجازر ونحوه أجرته من الأضحية؛ لحديث على قال: «أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بُدنة وأقسم جلودها وجِلالها، وأمرنى ألا أعطى الجزار منها شيئا، وقال: نحن نعطيه من عندنا».

ويجوز توكيل الغير عن ذبح الأضحية، الجزار وغيره، للحديث المرفوع: «يا فاطمة، قومى إلى أضحيتك فاشهديها»، وإن كان به ضعف إلا أن الفقهاء اتفقوا على صحة العمل بمضمونه، وإن كان الذابح الوكيل كتابيا صح عند الجمهور مع الكراهة، والأفضل أن يذبح بنفسه.

وعن آخر ميعاد للذبح هو آخر أيام التشريق، أى عند غروب شمس الثالث عشر من ذى الحجة، وهذا مذهب عدة من الصحابة والتابعين، وهو رأى الشافعية وقول للحنابلة واختيار ابن تيمية، ودليلهم حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى رواه ابن حبان عن جبير بن مطعم: «كل أيام التشريق ذبح».وعن على بن أبى طالب: «أيام النحر يوم الأضحى وثلاثة أيام بعده», والأفضل التعجيل بالذبح قبل غروب ثانى أيام التشريق، أى يوم الثانى عشر من ذى الحجة، للخروج من خلاف الجمهور.

وعن حكم إلقاء مخلفات الأضاحى فى الطرقات أكدت دار الإفتاء أن هذا العمل من السيئات العِظام والجرائم الجِسام؛ لأن فيه إيذاءً للناس، فقد قال الله تعالى: ‭»‬وَالَّذِينَ يُؤذُونَ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ بِغَيرِ مَا اكتَسَبُواْ فَقَدِ احتَمَلُواْ بُهتَانا وَإِثما مُّبِينا»، وفاعل ذلك إنما يتخلق بأخلاق بعيدة عن أخلاق المسلمين؛ فإن النبى صلى الله عليه وسلم يقول فيما رواه عنه عديدٌ من الصحابة رضى الله عنهم: «المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ»، رواه الشيخان وغيرهما، والذابح للأضاحى أو غيرِها فى شوارع الناس وطرقهم مع تركه للمخلفات فيها يؤذيهم بدمائها المسفوحة التى هى نجسة بنص الكتاب العزيز، ويعرضهم لمخاطر الإصابة بأمراض مؤذية فإن هذه الخصال تستجلب لعنَ الناسِ لفاعليها، وما نحن فيه مِن تقذير شوارع الناس ومرافقهم وتعريضهم للأمراض والأخطار مثير لغيظ الناس واشمئزازهم وحنقهم على فاعليها ومرتكبيها، فالواجب الذبح فى الأماكن المعدة والمجهزة لمثل ذلك، والواجب الحرص على الناس وعلى ما ينفعهم، والنأى بالنفس عن كل ما يُكَدِّر عيشَهم أو يؤذى أحاسيسهم وأبدانهم.

الرأى الشرعى الذى تراه دار الإفتاء هو ضرورة الحرص على الالتزام بإقامة شعيرة الأضحية بمشاركة الأولاد والأهل كل عام قدر الاستطاعة، وإن تعذر لأى سبب بديهى يكون الرأى بجواز إقامة الأضحية بأى طريقة أخرى من طرق الإقامة؛ إما عن طريق أشخاص، أو مؤسسات خيرية، أو بنوك مؤهلة لذلك؛ حرصًا على مصلحة الفقراء.

طباعة شارك سنن الاضحية اخر موعد لذبح الاضحية شروط أضحية عيد الأضحى المستحب من الأضاحي كيف توزيع لحم الأضحية شروط الاضحية والمضحي تعرف عليها كاملة

مقالات مشابهة

  • سنن الأضحية.. مايستحب فعله عند الذبح
  • تاريخ أردني مشرّف في تقديم المساعدات الإنسانية لمواجهة حملات التشويه
  • الرئيس المشاط يشكرجماهير الشعب لتلبيتهم نداء الواجب ودعوة السيد القائد
  • 74 مسيرة غير مسبوقة في عمران احتفالًا بالنصر على أمريكا وإسنادا للشعب الفلسطيني
  • خطيب المسجد النبوي: سيرة النبي محمد رحلة مفعمة بالدروس
  • 74 مسيرة حاشدة في المحويت نصرة لغزة واحتفالا بهزيمة أمريكا
  • طوفان بشري بأمانة العاصمة ابتهاجاً بالفشل الأمريكي وتحدياً للعدو الصهيوني
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: لا حج إلا بتصريح فنعمة الأمن والأمان من أعظم النعم.. ولن يخزي الله مسلمًا سار على هدي نبيه
  • خالد الجندي: الرضا أعظم نعمة.. والبلاء قد يكون سببًا في إدراك نعم عظيمة
  • قبل العيد.. تعرف على شروط الأضحية والمضحي