القدس المحتلة - شيعت طولكرم شمال الضفة الغربية الجمعة 19-1-2024 ثمانية فلسطينيين قتلوا إما بقصف من مسيَّرات او برصاص قناصة خلال مداهمة الجيش الإسرائيلي مخيم نور شمس ومخيم طولكرم تاركا وراءه بيوتاً ومتاجر ومرافق مدمرة، وفق مصادر طبية وشهود عيان ومصورو فرانس برس.

وأعلنت جمعية الهلال الاحمر وعن مقتل ستة فلسطينين داخل مخيم طولكرم، وآخر في مخيم نور شمس خلال العملية التي بدأت الأربعاء.

كما قتل فلسطيني ثامن في عزبة الجراد، شرق مدينة طولكرم، أثناء قيادته سيارته برفقة شقيقه البالغ من العمر 13 عاما الذي أصيب في يده وكتفه وصديقه الذي أصيب في قدمه وتُرك ينزف طويلا قبل ان يسمح للاسعاف بالوصول اليه بحسب الهلال الأحمر.

وقال مصور فرانس برس إن جثامين الشبان الستة حُملت عبر أزقة وشوارع غارقة في الوحل في مخيم طولكرم بحضور أهاليهم. ولُفت الجثامين بالاعلام ورؤوسهم بالكوفيات الفلسطينية وأحدها براية الجهاد الاسلامي.

وبكت النساء وعلا نحيبهن على أبنائهن، بينما تدافع الأطفال حول الجثامين عندما سُجيت في قاعة بالمخيم حيث التف حولها الأقارب والأصدقاء والرفاق المفجوعين. 

ووضعت بنادق آلية على الجثامين  اثناء تأدية صلاة جماعية. وألقت أسرة أحد القتلى التي تعرض منزلها لأضرار جسيمة في المخيم الورود والزهور على الجثامين.

وقال الجيش الإسرائيلي الجمعة في بيان إنه فتش خلال عملية المداهمة في مخيم طولكرم نحو ألف مبنى وعثر "على أكثر من 400 مادة متفجرة" وصادر "27 قطعة سلاح ومعدات عسكرية" واعتقل "أكثر من 37 مطلوبًا" بعضهم ينتمي لفصائل مسلحة.

وقال إنه دمر "خمسة معامل لتصنيع المتفجرات"، وإن وحدته الهندسية عثرت "عشرات العبوات المزروعة" على الطرق.

وأضاف أن طائرة مسيرة موجهة قامت بتصفية خلية مكونة من أربعة أشخاص "قاموا بإطلاق الناروإلقاء متفجرات على قوات الجيش".

وأكد الجيش الخميس إنه قتل ثمانية فلسطينيين خلال  العملية التي استمرت 45 ساعة.

والأربعاء في بداية العملية، سمح بنشر نبأ إصابة جندي بجروح خطيرة.

دمار وجرف الشوارع

قال مصور وكالة فرانس برس إنه لا يوجد بيت في مخيم طولكرم إلا وأصابه ضرر كامل أو جزئي، فيما دُمرت البنية التحتية وفاضت المجاري جراء تحطم المواسير.

وقال أبو أحمد عنبق وهو من سكان المخيم لوكالة فرانس برس أمام بيته الذي لحقة الضرر جراء تفجير "هذه اول مرة في حياتي منذ عام 1967، أرى الاحتلال يفعل في المخيم ما فعل الآن".

ولكنه أضاف "لن يؤثر علينا قتل هذا العدد من الشهداء ولا هدم بيوتنا. لن نترك أرضنا وسنبقى صامدين في بلادنا، في أرضنا".

وقال جمال أبو حيش "اقتحم الجيش الاسرائيلي بيتنا الساعة السادسة صباحا بعدما فجر باب الدار. هجموا علينا ونحن نائمون قاموا بضربنا وتفتيشنا. كانت تدخل كتيبة على بيتنا وتخرج، وتعود أخرى. جلسوا في الصالون، كانوا يأكلون في البيت ويطلقون شتائمهم علينا وعلى العرب وعلى غزة ويضحكون ويستهزئون بنا".

وأضاف مشيرًا إلى آثار الدماء عند باب بيته "مر أحد الشبان أمام باب دارنا، تفاجئوا به وهو فوجئ بهم. صاروا يطلقون النار من داخل الدار على الشارع وعلى الشبابيك  المطلة على الشارع، وعلى أي واحد يطل براسه. كسروا كل شىء في بيتنا، وبقوا حتى العاشرة صباحا".

أما المسنة فادية ضاحية عنبر فقالت إن قوة من الجيش دخلت بيتها و"فتشته". وأضافت "كانت مجموعة من الجنود تقف حولي حتى لا أتحرك. كسروا كل شىء، المطبخ والصالون، بعثروا أغراض البيت" .

واضافت "سالوني: أين الشباب؟ قلت لهم أعيش لوحدي. صوروا القرآن وصور الآيات القرانية، وراح جندي يسال اذا كانت لحماس .. رد عليه أحدهم قائلا إنه قرآن".

وقالت إن "شهداء المخيم والتخريب فداء لأطفال غزة".

منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية تصاعداً في وتيرة أعمال العنف ما أدى إلى مقتل أكثر من 360 فلسطينيا بنيران الجيش أو المستوطنين الاسرائيليين، بحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية.

اندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة بعد هجوم نفذته حماس في إسرائيل في  السابع من تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

واقتادت حماس ومسلحون آخرون نحو 250 رهينة خلال الهجوم وما زال نحو 132 منهم محتجزين في غزة، بينهم 27 يعتقد أنهم قتلوا.

وترد إسرائيل على الهجوم بقصف مدمر على قطاع غزة قتل فيه 24762 شخصا حوالى 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة في غزة.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: مخیم طولکرم فرانس برس فی مخیم

إقرأ أيضاً:

ثمانية عقود على مجزرة ثياروي.. تقارير سنغالية تكشف المخطط الفرنسي

كشف تقرير أعده باحثون بطلب من الحكومة السنغالية أن فرنسا خططت مسبقا لمجزرة ثياروي عام 1944 إبان استعمارها للسنغال.

وعقب مرور 81 عاما، تواصل السنغال سعيها لكشف الحقيقة حول مجزرة ثياروي التي ارتكبتها فرنسا بحق جنود أفارقة خدموا في صفوفها خلال الحرب العالمية الثانية وعادوا إلى السنغال عام 1944.

وتؤكد الحكومة السنغالية عزمها على ترسيخ هذه الحادثة في الذاكرة الجمعية، ومطالبة فرنسا بالإجابة عن الأسئلة التي بقيت بلا رد منذ 81 عاما.

وكشف التقرير الذي أعده باحثون وجاء في 301 صفحة وقدموه إلى الرئيس السنغالي بشير جمعة فاي أن المجزرة كانت متعمدة ومخططا لها.


وأشار التقرير إلى أن المجزرة نُفذت لمنع موجة التحرر التي فجّرتها الحرب العالمية الثانية بين الشعوب المستعمَرة، من إضعاف النظام الاستعماري القائم.

وأظهر أن الحادثة لم تكن وليدة الصدفة، بل كانت "عملية مخططة مسبقا، ومنظمة ومنسقة بعناية".

محاولات فرنسية لطمس الحقيقة

ويشير التقرير إلى أن السلطات الفرنسية أعلنت عن أرقام متضاربة وخاطئة عمدا بخصوص عدد الضحايا.

ففي حين ذكرت فرنسا أن عدد القتلى بين 30 و70 جنديا، يؤكد الباحثون أن العدد الحقيقي يتراوح بين 300 و400 قتيل.


وأكد الباحثون أن المجزرة لم تقتصر على ثياروي وحدها، إذ قتل بعض الجنود في محطة القطار، وربما قُتل جرحى آخرون في المقبرة أو مناطق أخرى ثم نُقلوا لاحقا إلى مقبرة ثياروي.

واتهم التقرير السلطات الفرنسية بالسعي لإخفاء آثار الجريمة بكل الوسائل.

ولفت إلى أن الأرشيف في دكار غير كاف لأن معظم الوثائق نُقلت إلى فرنسا، وحتى عند مراجعة الأرشيف الفرنسي، لم تستجب باريس للكثير من الأسئلة والطلبات.

مطالبة رسمية بالاعتذار

ودعا التقرير إلى إعادة النظر والتدقيق في محاكمة الجنود الناجين من المجزرة بتهمة "التمرد"، وإشراك منظمات المجتمع المدني الأوروبية والإفريقية في هذه العملية.

وطالب فرنسا بتقديم اعتذار رسمي لأهالي الضحايا وللشعوب التي ينتمي إليها أولئك الجنود.

وحسب وثيقة حكومية، تخطط السنغال لكشف كل التفاصيل المجهولة عن المجزرة من خلال الأبحاث الأرشيفية والتقارير والتنقيب.

كما تخطط لبناء نصب تذكاري للرماة السنغاليين في ثياروي، وتطوير متحف ثياروي، وإدراج المجزرة في المناهج التعليمية، مع دعوة دول أجنبية للمشاركة في فعاليات إحيائها، لإعطائها بعدا دوليا.

مجزرة ثياروي

خلال الحرب العالمية الثانية أسر الألمان وحدة مشاة تضم جنودا أفارقة تُعرَف باسم "الرماة السنغاليون"، ثم حررتهم الولايات المتحدة عام 1944، ونُقلوا إلى ثكنة ثياروي بالقرب من العاصمة دكار، واحتجزوا هناك لمدة أسبوعين تقريبا.

وأراد الجنود استلام مكافأتهم وتعويضات الحرب والعودة إلى قراهم، لكن الفرنسيين لم يدفعوا لهم ما وعدوا به.

وعندما تجمع الجنود للمطالبة بحقوقهم، أطلق الجنود الفرنسيون النار عليهم بتهمة التمرد.

ويزعم الأرشيف الفرنسي أن الجنود حرضوا على "تمرد"، ويسجل مقتل ما بين 30 إلى 70 جنديا.

لكن المؤرخة الفرنسية أرميل مابون ذكرت في كتابها الذي يحمل عنوان "أسرى الحرب الأصليون، وجوه منسية لفرنسا المحتلة"، أن عدد القتلى كان 400 جندي.

ورغم دفن الجثث في مقابر جماعية، توجد في كتيبة ثياروي مقبرة رمزية تكريما لهم.

وكان جنود وحدة "الرماة السنغاليون" ينحدرون من دول عدة هي بنين، وبوركينا فاسو، والكاميرون، وجزر القمر، والكونغو، وكوت ديفوار، وجيبوتي، والغابون، وغينيا، ومدغشقر، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، وإفريقيا الوسطى، والسنغال، وتشاد، وتوغو.

مقالات مشابهة

  • أمن قنا ينهي أسطورة تاجر مخدرات بعد ساعات من استشهاد معاون شرطة خلال مداهمة وكر إجرامي
  • استشهاد معاون شرطة وإصابة ضابط خلال حملة مداهمة أمنية بقنا
  • استشهاد معاون شرطة وإصابة نقيب في مداهمة أمنية لضبط عنصر إجرامي بدشنا
  • ثمانية عقود على مجزرة ثياروي.. تقارير سنغالية تكشف المخطط الفرنسي
  • العدو الصهيوني يشن حملة اعتقالات واقتحامات واسعة بالضفة الغربية والقدس
  • جيش الاحتلال يقتحم مخيم شعفاط بالقدس
  • الاحتلال يعتقل فتى فلسطيني من مخيم الفارعة جنوب طوباس
  • لوموند: مقتل فلسطينيين وهما يستسلمان يكشف أساليب الجيش الإسرائيلي
  • الشيباني: سوريا الجديدة حريصة على عودة أبنائها دون استثناء وأبوابها مفتوحة للجميع
  • الخنبشي في أول تصريح: حضرموت بحاجة لتكاتف أبنائها لعبور المرحلة الحساسة