الكتاب: الفكر العربي بعد العصر الليبرالي نحو تاريخ فكري للنهضة
الكاتب: دجنس هانس ـ ماكسوايس ـ ترجمة فؤاد عبد المطلب
الناشر: مؤمنون بلا حدود للنشر و التوزيع ، المغرب ولبنان، الطبعة الأولى 2019.
عدد الصفحات 726 من القطع الكبير

يقول الباحثان دجنس هانسن وماكس وايس: "في عام (1924)، أجرت الجامعة الأمريكية في بيروت  مسابقة في مجال كتابة مقالة طلابية حول (أسباب النهضة العربية في القرن التاسع عشر)، وكان على الفائز بجائزة (هاوارد بليس) الطالب البالغ من العمر (22) سنة، أنيس نصولي، أن ينشر مقالته الرمزية على نحو متسلسلٍ في مجلات الجامعة الأمريكية في بيروت وجامعة القاهرة المحلية قبل نشرها بصفة كتاب دراسيّ واسع الانتشار عام (1926)، وكان وصف نصولي للنهضة أكثر تطوراً بكثير من قصص زيدان المتعلقة بالسيرة، وتوقِّعَ، على نحوٍ ما، مفهوم حوراني، ومهّدت أوصاف السفر لمستشرقي التنوير الكونت دي فولتي وجان لويس بوركهاردت الطريق لكتابه، وجرى سردُ احتلال نابليون لمصر من عام (1798) إلى (1801)، والصعود اللاحق لمحمد علي باشا وفق رواية المؤرّخ المصري عبد الرحمن الجبرتي، واندمج دور المبشرين الأجانب في تأسيس المدارس وآلات الطباعة في تحليلٍ كان مميزاً، لتقسيمِهِ ذلك  إلى فصولٍ تدورُ حول مؤسسات ثقافية جديدة: (الصحافة والمنشورات)، (الجمعيات الأدبية والعلمية)، (المكتبات العامة)، (المستشرقون والنهضة)، (المسرح) و(الهجرة).



وخلال السنة نفسها، التي نُشر فيها كتاب نصولي الدراسي حول النهضة، نشرَ طه حسين (1889 ـ 1973) كتابَه المؤثر (في الشعر الجاهلي)، الذي تحدّث عن موضوع يتعلق بكون العديد من القصائد العربية الكلاسيكية المنسوبة إلى (عصر الجاهلية) كتبت في الحقيقة بعد ظهور الإسلام، وسبَّبَ هذا الكتابُ ضجّة هائلة، واتُّهِم حسين بالكفر بسبب الشكوك العلمية التي صبَّها على الطبيعة القدسية للقرآن، وأنذرت بإمكانية تحريض عصيان شعبي، وكان طعنُ حسين ودفاعه اللاحق سيمزق (جدلياً وبشكل كلي) الانسجام والتوفيقية اللذين ميّزا النهضة بعد التصدعات المتقطعة التي ظهرت علناً، وكذا عند نشر كتابٍ فرح أنطون (فلسفةُ ابن رشد) عام (1903)، وكتاب علي عبد الرازق (الإسلامُ وأصولُ الحكم) عام (1924)."(ص 51)

في سياق هذا الجدل حول تاريخية النهضة العربية، جاهد المؤرخ المغربي عبد الله العروي (ولد عام 1933) من أجل استعادة  التقليد الليبرالي العربي للنهضة في عمله المؤثر (أزمة المثقفين العرب: تقليدية أم تاريخانية؟)، ونشر لأول مرَّة باللغة الفرنسية عام 1974، ودمج مفهومُهُ التاريخاني الماركسية بالليبرالية، وبتحديد أصول وعي النهضة في منتصف القرن التاسع عشر، رسّخ ترابطًا بين الإنتاج الثقافي العربي وتوسع الرأسمال المنظم عبر البحر المتوسط.

وناقش العروي موضوع كون النظرية النقدية يمكنها مواجهة الاستعمار بحقائق سجلَّها التاريخيّ القاسية، والتي لها علاقة بالشراسة الاقتصادية واللغوية على نحو أفضل من أي بدائل انهزامية في عصره، وقد قام بذلك بشكل خاص حين ردَّتْ النخب  القومية، في المغرب على سبيل المثال، على العنف الاستعماري عن طريق محاولة (استرجاع الحالة التقليدية) للمجتمع (أي محاولة تقليد السلف).

وتغلّب على تدخل العروي تأثير مواطنه، الفيلسوف المتأثر بابن رشد، محمد عابد الجابري (1935 ـ 2010)، واختزل عمل الجابري المؤلف من أربعة مجلدات (نقد العقل العربي)، المنشور بين (1980 ـ 2000)، القرن التاسع عشر في حادثةٍ مستمدةٍ من التاريخ الإسلامي، واستنتج أنَّ (النهضة الحديثة) مجرد محاولة إحياء، وأنَّها تفتقر إلى الأصالة اللازمة لفضح (الاستعمار الأوربي) والمنطق الاستشراقيّ للتقهقر العربي، ولذلك لم تحقِّق النهضة تغييراً معرفياً شبيهاً بالقفزات الثقافية السابقة للعهدين العباسيّ والأندلسي.

وبتحديد الموقع (الحقيقي) للنهضاتِ قبل عصر النهضة الأوروبي، لكن بعد النبي محمد (ﷺ) بكثير، أطلق الجابري نقداً متعدد السمات للقراءات الليبرالية، والماركسية، والأصولية الإسلامية للتاريخ الإسلامي، وعالج في بديله ما يدعوه بالمعيار العربي ـ الإسلامي، لكونه (تراثاً) فعالاً استدعى ارتباطاً عقلانياً ونقدياً من دون الخضوع إلى الأطر الأوربية للتحليل، وجعل نقد الجابري المبكِّر لتواطؤ النخب العربية في الليبرالية الجديدة عملَهُ شعبياً في المحافل اليسارية العربية، لكنّ تحيزُه ضد ما عدَّهُ النقائصَ الفلسفية التاريخية للشرق العربي، وقبولَه الهبة السعودية في أواخر حياته، ألقى الشك على نزاهته العلمية، وفي الحقيقة، تراجع تأثير الجابري بدوره مقابل الإنتاج الثقافي القادم من دون الخليج، والذي دعم المبادئ الأخلاقية السلفية في منافذ وسائل الإعلام الممولة جيداً، وسَوَّغ انجراف المنطقة نحو التحرر الاقتصادي.

خلال مرحلة الانتخابات التونسية عام (1989)، ظهر شكل مختلف للنهضة، اندرج ثانيةً ضمن السياسة الرسمية العربية، إذ غَيَّرَ زعيمُ التيار الإسلامي راشد الغنوشي (ولد عام 1941) اسمَ حركته إلى: حزب النهضة، وذلك لكي يشير إلى إنكاره أصولها الأكثر تطرّقاً وقبوله الديمقراطية الليبرالية.

وبعد الحرب الباردة، ونهاية الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990)، ظهرتِ النهضةُ ثانيةً بكونِها موضوعاً من الأهمية بمكان في الخطاب العربي بشكل عام، وقد كانت مدفوعة مباشرةً من طرف أنظمة دولة كان هدفها محاولة تفسير القمع المعادي للإسلام، وقد تبنّاها مجموعة من المفكرينَ الذين يعارضون العنف الممارس من طرف الدولة، وفي عام (1992)، اجتمع مفكرونَ مصريونَ ليبراليونَ حول جابر عصفور (ولد عام 1944) لتأسيس (جمعيةِ التنوير) التي أعادت إصدارَ العديد من كلاسيكيات (العصر الليبرالي)، بما فيها كتاب فرح أنطون، (فلسفةُ ابن رشد)، وعلي عبد الرازق (الإسلامُ وأصولُ الحكم)، ومُؤَلَّفُ طه حسين (مستقبلُ الثقافةِ في مصر)، وكتابُ سلامة موسى الأوّلُ حول عصرِ النهضة الأوربيّ (ما النهضةُ؟) وبين عامي (1900 و1993)، سعتِ المجلةُ الدمشقيةُ المحفزة (قضايا وشهاداتٌ) فوراً إلى حماية ذاكرة النهضة وإعادة تشكيلها عموماً إلى جانب تراث طه حسين خصوصاً.

وحدثتْ إعادةُ اكتشافِ هذه النهضةِ في سياق ثلاثةِ أخطارٍ متطابقةٍ: سياساتُ التقشّفِ المتطرّفةُ التي فرضتْها المؤسساتُ الماليةُ الدوليةُ؛ وظهورُ الجماعاتِ الإسلاميةِ المقاتلة؛ وقمعُ أجهزةِ أمنِ الدولة، في مصر والجزائر خصوصاً، واغتيال الإسلاميون المتشددون  آنذاك عشراتِ المفكّرينَ الليبراليينَ، كالبروفسور المصري والمعلّقِ الصحفي فرج مودة (1946 ـ 1992)، كما قامت الدولةُ بنفي العديدِ من الآخرينَ ومنعتْ أعمالَهُم. والمثال الأكثرُ شهرةً في هذا الباب هو إدانة محكمةِ النقضِ المصريةِ العالمِ الديني نصر حامد أبو زيد (1943 ـ 2010) بتهمة الردّةِ بسبب مفهومه التاريخيّ والتفسيري لشرح القرآن،قبل أن تدفعه تهديدات  الإسلاميين بالقتل إلى الهروب نحو المنفى.

الحرِّيةُ مقابلَ الليبرالية

يظهر اليوم إشكالٌ كبيرٌ حول مفهوم الليبرالية في الوطن العربي، لا سيما منذ انطلاقة الانتفاضات العربية في عام 2011، لأنه ارتبط سياسيًا بالليبرالية الأمريكية المتوحشة ، حيث كان احتلال العراق سنة 2003، ونشر الفوضى الهدامة للدولة الوطنية العربية في أكثر من بلد، خير برهان ٍ على ذلك .واحتوى كتابُ (الفكر العربي) مسحةً مأساويةً خفيفةً، لا لمجردِ أن حوراني اكتشفَ ضعف الاستعداد العربي زمن الاستقلال، ولا بسبب بقاء القواعد العسكرية الغربية في الدول الحديثة الاستقلال؛ ولم يحصرْ ألمَهُ بحقيقةِ أن القوى المتطرفةَ والمحافظةَ سلبتِ المفكرينَ الليبراليينَ ثمارَ عملِهم المناهض للاستعمار، وتشكلت المأساة بالطريقة التي أعاد فيها حوراني صياغة توقّع أنطونيوس القوميّ قبل الحرب العالمية الثانية على أنه قصةُ وعيٍ ليبراليٍّ غير تام، ولما تتوّجَ السعيُ الملحميُّ لأرضيةٍ مشتركةٍ متنورةٍ بين المصلحينَ المسلمينَ والمسيحيينَ العلمانيينَ بالإبداعِ الكبيرِ للرمزِ الفكريّ الشامخ طه حسين، كانت الحربُ العالمية الثانية قد دمرت تراث التنوير في أوربا نفسه، وبإنهاءِ كتابه رسمياً عام (1939) يتركُ حوراني السؤال عن قدرة الفكر الليبرالي الأوربي فعلاً على أن يصبحَ ثانيةً نموذجاً يحتذى به للحياة السياسية والفكرية بعد الأعمال الوحشية التي حدثت خلال الثلاثينيات والأربعينيات مفتوحاً، وكما عبّر لاحقاً الناقدُ الماركسيُّ المغربيُّ للقومية العربية عبد الله العروي (مأساةُ المفكِّر [العربيِّ] الليبرالي) أنَّ (إغراءَ الغرب) جاءَ حين تعرضت الليبرالية الأوروبية (للهجوم من كل جانب)، وفي الحقيقة، بدا ذلك للفلاسفة الأوروبيين، من مثلِ أدورنو وهوركهايمر، أن القيم التأسيسية للتنوير (التقدم والحرية والمساواة) قد انكفأت على نفسها.

تلقّى كتابُ (الفكرُ العربيُّ في العصر الليبرالي) بعضَ النقدِ الظالم، وأشار عبد اللطيف طيباوي إلى أن حوراني، على غرار أنطونيوس: كان مع ذلك (لبنانياً آخرَ تفُوقُ وطنيتُهُ دقّتَهُ التاريخيةَ)؛ وكلاهما (كانا يقللانِ من قيمة دورِ إخوتهم المسلمين في ذلك)، وبالمقابل، اتُّهِمَ إيلي قدوري حوراني بتبرئة المصلحين الإسلاميين، محوّلاً العالم الديني والمصلح السلفي محمد عبده (1849 - 1905) إلى قديس، وكان لكتاب الفكري العربي حدودُهُ، كما سنرى، لكن حوراني مال نحو الإذعان أكثر مما ينبغي تجاه نقاده الأوائل، ويشير العديد من المساهمين في هذا الكتاب، إلى أن حوراني عبَّر عن شكوكه حول اختيار بعض الكلمات في عنوان الكتاب، وأسفَ، بشكل خاص، لأن العنوانَ أعطى انطباعاً على أن الكتاب موضوعه الليبرالية العربية، وفي مقدمته المقتبسة كثيراً، ولغاية إصدار عام (1983) أعاد النظرّ على نحوٍ ناقدٍ للذاتِ.

لمّا كان أغلبُ الفلسطينيين مصدومين أكثر من تفكيرهم في الهرب للبقاء على قيد الحياة، توصّل طلابُ زريق في الجامعة الأمريكية في بيروت إلى استنتاجٍ بأنهم بحاجةٍ إلى تشكيل خلايا سرية لحثّ تعبئة شعبية للوحدة العربية بخلاف الحكومات العربية، فالعصر الراديكالي وُلِد من رماد النكبةويتفقُ أكثرُ المعلّقين مع هذه التبرئةِ، ويشعر بعضهم بالارتياح تقريباً لها؛ اعترف حوراني بخطته المفهوم في الحكم؛ لذلك يمكن أن يُغفر له، إن الإجماع الضمنيِّ بين المؤرّخينَ القوميينَ والمحافظينَ والمتطرّفينَ ضد إمكانيةِ؛ بل رغبةِ، الفكرِ الليبراليّ العربي في القرن التاسع عشر، ليشير إلى أن نوعاً أكثر صفاءً من الليبرالية كان يوجد في مكانٍ آخر، ولكن، كما يذكرنا جيف إيلي (إذا اخترنا تعريفاً رسمياً للأوضاع القانونية الدستورية للديمقراطية، من مثل التمثيل الشعبي على أساس تصويت حر وشامل وسري ومتساوٍ، ومدعوم بالحريات القانونية للتعبير والصحافة، والتألف، والتجمع، فمن الصعب فهم كيفية تحقيق أي من ليبراليي القرن التاسع عشر المعيار المطلوب.

يقول الباحثان دجنس هانسن وماكس وايس :"ولما كتب ألبرت حوراني وداعهُ (العصر الليبرالي) ثانيةً، في إعادة إصدار عام (1983)، كان المزاج الفكريُّ في المنطقة كئيباً، ليس في فلسطين ولبنان اللتان ترزحان تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي فحسب؛ بل في العراق وإيران اللتين مزقتُهُما الحرب كذلك؛ فالشعارات الملهمة للحرية والثورة أصبحت معيبة، وفي عام (1963)، تألمتْ حنة آرنت لأن الحرية أصبحت خدعة للإمبريالية والسيطرة الرأسمالية، واستعمل المتآمرون العسكريون والمتطرفون المستهترون الثورة بشكل متهور، وفي الثمانينيات، فوجئ المفكرون والنقاد في الغرب بالاعتداءات العالمية العسكرية والاقتصادية، التي شتّها النزعتان الريغانية والتاتشرية، في الداخل والخارج معاً، ومع نهاية الحرب الباردة، أعيدت صياغة الليبرالية والاشتراكية على أساس أنهما إيديولوجيتين شائنتين دخيلتين غير صالحتين للتحرر السياسي والفكر النقدي في العالم العربي، وبدا أن الحركتين القومية والإسلامية فحسب تجاوزنا ما سُمّي (نهاية الإيديولوجيا) جزئياً، لأن كلتيهما اجتذبتا قطاعات واسعة من المجتمع نظراً لكونهما مفهومين أصيلين، وحان الوقت لاستكشاف المفاهيم الرئيسة الأربعة التي حركت تاريخ حوراني للنهضة: اللغة، والعقل، والحرية، والزمن"(ص65).

يظهرُ اليومَ إشكالٌ كبيرٌ حول ماهيةِ الليبرالية العربية، وما تعنيه كلمة ليبراليّ عربي، فبقراءة مقالات جوزيف مسعد، منذ الانتفاضات العربية، يمكن مسامحة المرء لاعتقاده بأن الليبرالية تسيطر على العالم العربي، وبأن الليبراليين العرب مسؤولون عن الفوضى التي تجد المنطقة نفسها فيها اليوم، ويتحقق الاستعمال الفضفاض لتعبير ليبرالي، من طرف الرافضين والمؤيدين على حدّ سواء، كثيراً بشبح الغرب، وبالقضاء النقدي المتضائل في الشرق الأوسط، فهو يساوي مشاريع الإصلاح الإسلامية مع مؤسسة رائد، ويعامل المفكرين العرب الذين يتحدثون عن الحرية وكأنهم محافظون جدد، أو ليبراليون جدد، وفي لحظات المبالغة، من الأفضل العودة إلى لهجة حوراني الوقورة.

ويظهر تعبير (حرية) في بضع مناسبات فحسب في كتاب (الفكر العربي)، ولم تأت المرة الأولى والوحيدة التي يحددها حوراني بأنها دعوة إلى الاستقلال السياسي ضد الأوروبيين، أو الحكم العثماني، ولم يعبّر عنه المفكرون الحضريون، وفي الواقع، استدعى قادة المجتمع المرؤوس الحرية حين اجتمعوا خارج بيروت عام (1840) لتحدي الحكم المصري، الذي استمر عقداً من الزمن في بلاد الشام، وحدّه إعلانُهم الوطنيّ (اتفاق أنطلياس)، الذي كان للمارقين الأوربيين، كما يعترف حوراني، يد فيه، (قفزة المنطقة نحو عالم حركات الجماهير الحديث والروح الوطنية)، وكانت المرة الثانية التي سجّل فيها حوراني التعبير الواضح عن الحرية لما امتدح خير الدين التونسي (قوة أوروبا وازدهارها [مع] نظم سياسية مستندة إلى العدالة والحرية)، وبعد فترة قصيرة، أشادت سلسلة كتيبات بطرس البستاني (نفير سورية)، بفصائل الحرية والمساواة الدينية مقابل تجربة الحرب الأهلية المؤلمة في جبل لبنان ودمشق عام (1860)، وبعد بضع عشرات من الصفحات، اكتسب الدستوري المصري أحمد لطفي السيد من (أساتذته الغربيين) فكرة التحرر من (سيطرة الدولة غير الضرورية) وحرية (الكتابة والتعبير والنشر والمشاركة)؛ لأنها (الغذاء الضروري لحياتنا)، وأخيراً، في مقطع أعدنا إنتاجه في بداية هذه المقدمة، ينشر حوراني التعبير ليحدد كيفية فهمه هو معنى الليبرالية، مشيراً بشكل خاص إلى (واجب الحكومة بأن تكون هي الضامن للحرية).

وكان تحرر النساء أساسياً للنهضة، وأبعد بكثير من شخصية قاسم أمين الفذّة (1863 ـ 1908)، كما رسمها حوراني ومسعد، وعرض ستيفن شيهي، الذي ربما نال كتابه مديحاً، وعنوانه (أسس الهوية العربية) (2004) مع افتتاح مجال (دراسات النهضة) الثانوي في أمريكا الشمالية، أن جيلاً قبِل أن ينشر هذا المحامي المصري ـ الفرنسي التدريب ترنيماته الراعية تلقيم العائلة الحديثة، من الكتّـاب الذكور كأحمد بن بوالضيف (1804 ـ 1874)، وبطرس البستاني، وفرنسيس مراش، وآخرون رأوا أن تعليم النساء وتحريرَهنَّ طليعة الحداثة العربية، ومع انتشار الصحف العربية في سبعينيات القرن التاسع عشر دافعت روايات رومانسية مسلسلة عن شخصيات من الذكور والإناث الذين أمكن النظر إليها آنذاك بأنهم (كنوز) وطنية للطريقة التي تغلبوا فيها على إغراءات تبنّي النهج الغربي والمعاناة الأبوية للزواج من أجل (حب حقيقي).

وفي كتاب (أزمة المثقفين العرب) لاجظ عبد العروي التناقض الظاهرفي أنَّ مقاومة الاستعمار تمردٌ أيضًا ضد الليبرالية، فحرضت الحالة الاستعمارية ببساطة تانة الخرية ضد الليبرالية. ومثلُ الحوراني يستفيد العروي من قسطنطين زريق (1909 ـ 2000)، وهو أحد مؤرخي مفكري النهضة، وأوَّل من اختلف مع العصر الليبرالي (1848)، وهو مسيحي أرثوذكسيمن دمشق، درس التاريخ الإسلامي للعصور الوسطى في (الجامعة الأمريكية في بيروت) وشيكاغو قبل نيله الدكتوراه في اللغات والآداب الشرقية في جامعة برينستن عام (1930)، وهو مترجمُ كتابٍ مسْكَويه (الأخلاقُ) وتاريخ نولديك عن الغسانيين، وأمضى أغلبَ حياته أستاذاً للتاريخ العربي في حرم الـجامعة الأمريكية ببيروت الجامعي؛ وكان له تأثيرٌ تشكيليٌّ على زميله الأصغر سناً ألبيرت حوراني، وقبل عام (1948)، تولى لفترة قصيرة عملاً دبلوماسياً سورياً في الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وعُيّنَ بعد النكبة رئيساً لجامعة دمشق.

يقول الباحثان دجنس هانسن وماكس وايس :"اختتمَ حوراني كتابَ (الفكر العربي) بمناقشةِ مقالاتِ زريق، (الوعيُ القومي) (1939)، التي توصّلت إلى تغييرٍ أساسي لدى جيلٍ من الطلاب العرب الشباب، ألهمتهم فكرة أن القومية العربية مصدر اقتناع شخصي ومسؤولية تاريخية في آنٍ واحد، وأطلق العروي أيضاً وصفَهُ للمفكرين العرب بالإشارة إلى كتاب زريق (نحن والتاريخ) (1959)، وشجع قرّاء زريق على النظر إلى التاريخ العربي لا بكونه عبأً يجب تحمّلُهُ حتماً؛ بل بوصفه حافزاً للعمل في الحاضر من أجل بناء المستقبل، وهنا دعوةٌ للجيل الجديد كي يتشجع، ويساهم في العملية التاريخية، وناقش زريق أنه إن لم يستطع العرب الهرب من التاريخ، فإن الماضي لم يقرر مستقبلهم، كما لم يبرّئ المسؤولين من وضع الأمور الحالي، وكانت الكوارث أساسية في ظهور الوعي التاريخي، والإخفاقُ في مواجهتها (أفتكُ بالناس من الكوارث نفسها).

وكانت خسارةُ فلسطين في مقدّمة ذهن زريق بعد عام (1948)، وكتابُه (معنى النكبة) (1948)، على نحوٍ متطابق، نوعٌ  من الاتهام، وما الذي يجب عملُه عربياً فيما يتعلقُ بالأسباب الحقيقيةِ والنتائجِ الرهيبةِ للهزيمة العسكرية، وإنشاء دولة إسرائيل على الأراضي العربية، وندّد زريق بالرضا العربي، موضّحاً أنه لا يمكن لقدر من خطابات الزعماء العرب المنمّقةِ إخفاء حقيقةِ أن الحركة الصهيونية تجهّزت على نحوٍ أفضل بكثيرٍ، وقاتلتْ بثقةٍ أكبر من الجيوش العربية... ولمّا كان أغلبُ الفلسطينيين مصدومين أكثر من تفكيرهم في الهرب للبقاء على قيد الحياة، توصّل طلابُ زريق في الجامعة الأمريكية في بيروت إلى استنتاجٍ بأنهم بحاجةٍ إلى تشكيل خلايا سرية لحثّ تعبئة شعبية للوحدة العربية بخلاف الحكومات العربية، فالعصر الراديكالي وُلِد من رماد النكبة، وقدّم المؤلف الليبرالي لكتاب (معنى النكبة) طريقاً واحداً للتحرير كي يتبعه الجيل التالي (ص83).

إقرأ أيضا: الليبرالية شكلت كتابة التاريخ العربي في عصر النهضة.. قراءة في كتاب

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب العربي تاريخ النهضة كتاب تاريخ عرب نهضة عرض كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القرن التاسع عشر الفکر العربی العربیة فی ر العربی فی کتاب طه حسین على نحو فی عام

إقرأ أيضاً:

برعاية محمد بن راشد.. تكريم الفائزين بجائزة التميز الحكومي العربي 4 ديسمبر المقبل بمقر الجامعة العربية

برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يحتضن مقر جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة يوم 4 ديسمبر المقبل حفل تكريم نخبة الفائزين بجائزة التميز الحكومي العربي، التي أطلقت في العام 2019 بمبادرة من حكومة دولة الإمارات، وبالشراكة مع جامعة الدول العربية وباتت تمثل اليوم المنصة العربية الرائدة والفاعلة في الارتقاء بالتطوير الإداري والتميز المؤسسي الحكومي، وتحفيز الفكر القيادي، والاحتفاء بالتجارب الإدارية والحكومية الناجحة في الدول العربية بالإضافة إلى مساهمة المنظمة العربية للتنمية الإدارية في دعم الجائزة في بداياتها.

 

يحظى الحفل بمشاركة رفيعة المستوى، بحضور معالي محمد بن عبدالله القرقاوي ، رئيس مجلس أمناء جائزة التميز الحكومي العربي، ومعالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى جانب أعضاء مجلس أمناء الجائزة، وأعضاء لجنة التحكيم وسفراء الدول العربية ومندوبي جامعة الدول العربية وممثلين عن عدد من الحكومات العربية إضافة إلى منسقي الجائزة في الدول العربية والفائزين.

 

يشهد الحفل تكريم الفائزين في 16 فئة تشمل الجوائز المؤسسية والفردية، بما يعكس شمولية الجائزة وحرصها على تغطية مختلف جوانب الأداء الحكومي، من القيادة والإدارة إلى الخدمات والابتكار فيما تشهد الدورة الحالية إضافة جائزة أفضل مبادرة عربية لتصفير البيروقراطية.

 

وقال معالي محمد بن عبد الله القرقاوي إن جائزة التميز الحكومي العربي، التي تجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في دعم وتحفيز الكفاءة والتميز الحكومي، أصبحت بما حققته على مدى أربع دورات، منصة استراتيجية مهمة لدفع عجلة التطوير الإداري نحو آفاق جديدة، وترسيخ ثقافة مؤسساتية تعزز قدرات الحكومات على الابتكار في تقديم الخدمات، وبناء معايير أداء واضحة وقابلة للقياس ضمن خطط التطوير التي تتبناها الحكومات.

 

وأضاف معاليه أن الجائزة تمثل بتكريمها كل عام نخبة متميزة من المؤسسات والقيادات والموظفين الحكوميين أصحاب الأداء المتفوق والمشاريع المبتكرة في خدمة الناس، جسراً بين الحكومات العربية لتبادل أفضل الخبرات والممارسات الناجحة، وتشجيع تحويل السياسات إلى مبادرات فعّالة على أرض الواقع لدعم خطوات التنمية المستدامة ودعم صنع القرار الاستراتيجي.. وتؤكد الزيادة المتصاعدة في المشاركات الإيمان الراسخ بأن الاستثمار في الكوادر الإدارية، وفي بنى التحول الرقمي، وفي التميز الحكومي على كل المستويات، استثمار في ازدهار المجتمعات.

 

وأكد معاليه أن نخبة المكرمين في كل دورة من دورات الجائزة، يجسدون نماذج ملهمة لتبني الحلول الجريئة وغير التقليدية التي تعود بأثر حقيقي مباشر على المجتمعات العربية وتقدمها، وهو ما يشجع مزيداً من المسؤولية العالية والعطاء المؤسسي لخدمة الاستقرار والتنمية.

 

وتعد جائزة التميز الحكومي العربي الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، والأكبر عربياً في مجال التطوير والتحسين والتميز الإداري، وقد نجحت منذ إطلاقها في العام 2019، في إحداث حراك شامل لقيادة التطوير والتغيير المستمر في التطوير الحكومي بكل جوانبه، وبما يواكب التحولات في أدوار الحكومات والناشئة عن التطورات العالمية المتلاحقة ما يتطلب تسريعاً في تبني أحدث الابتكارات والممارسات.

 

وتشمل جائزة التميز الحكومي العربي الجوائز الفردية والجوائز المؤسسية، وتتوزع على 16 فئة، بعد إضافة فئة أفضل مبادرة عربية لتصفير البيروقراطية خلال الدورة الحالية.

 

وتضم الجوائز الفردية فئات أفضل وزير عربي، وأفضل والٍ/ محافظ عربي، وأفضل مدير عام لهيئة أو مؤسسة عربية، وأفضل مدير بلدية في المدن العربية، وأفضل موظف حكومي عربي، وأفضل موظفة حكومية عربية.

 

أما الجوائز المؤسسية فتضم فئات أفضل وزارة عربية، وأفضل هيئة أو مؤسسة حكومية عربية، وأفضل مبادرة حكومية عربية لتطوير العمل الحكومي، وأفضل مبادرة حكومية عربية لتصفير البيروقراطية، وأفضل مبادرة حكومية عربية لتمكين الشباب، وأفضل مبادرة حكومية عربية لتطوير التعليم، وأفضل مبادرة حكومية عربية لتطوير القطاع الصحي، وأفضل مشروع حكومي عربي لتطوير البنية التحتية، وأفضل مبادرة حكومية عربية لتنمية المجتمع، وأفضل تطبيق حكومي عربي ذكي.

 

ويؤكد تنوع فئات الجائزة إيمانها بشمولية منظومة التميز والإنجاز وتكاملها، حيث جاء اختيار الفئات بدقة لتستهدف الجوانب الرئيسية لعمليات تطوير وإصلاح العمل الحكومي في مختلف القطاعات حتى تتوافق مع احتياجات المواطن العربي في الوقت الحالي، وهو ما أضاف ميزة نوعية لجهود استكشاف القدرات الكامنة لدى كل دولة وتطوير استراتيجيات وخطط عمل بناءً على الإمكانات التي تم اكتشافها.

 

وتخضع عملية تقييم المشاركات في الجائزة لـ 3 مستويات تتضمن لجنة تحكيم وفريقاً فنياً وفرق المقيّمين، مع استثناء دولة الإمارات من المشاركة.

 

وتهدف هذه الآلية إلى تحقيق معايير الشفافية والحيادية والنزاهة والدقة في مختلف مراحل التقييم.. كما أن اختيار الفائز بجائزة أفضل وزير عربي يتم بالتنسيق مع جهة عالمية محايدة متخصصة في هذه المجالات ووفق معايير عالمية.
مشاركات متنامية
وارتفع عدد المشاركات التي استقبلتها جائزة التميز الحكومي العربي في نسختها الرابعة إلى 14390مشاركة عربية، مرتفعة من 5000 مشاركة عربية في الدورة الأولى، و8300 مشاركة في الدورة الثانية، و13000 مشاركة في الدورة الثالثة.

 

كما شهدت الدورة الحالية استقبال ما يزيد على 6670 طلب ترشح تمثل جميعها نماذج ملهمة عربياً استطاعت أن تقدم حلولاً مبتكرة لتطوير العمل الحكومي في العديد من البلدان العربية وقفز هذا العدد بما يتجاوز 4 أضعاف الدورة الأولى التي بلغت فيها طلبات الترشح 1500 طلب، في حين بلغت في الدورة الثانية 4100 طلب ترشح، وفي الدورة الثالثة 5200 طلب.

 

وتشهد الجائزة في كل دورة سلسلة من الورش والندوات الحضورية والافتراضية، التي تنفّذها الجائزة بالشراكة مع عدد من الحكومات العربية لنقل الخبرات المتقدمة وبناء القدرات المهنية للكوادر الحكومية.

 

وتركّز هذه الفعاليات على نشر معارف الجودة والتميز في العمل الحكومي، وتدريب المشاركين على أحدث الممارسات التي ترتقي بالأداء الفردي وأداء المؤسسات العامة وتسرّع مسارات التحول المؤسسي.

 

وتسهم الورش والندوات في رفع كفاءة المشاركين وصقل مهاراتهم العملية، ما يعزّز من جودة مشاركات الجهات الحكومية في الجائزة ويرسخ قاعدة معرفية قابلة للتطبيق على أرض الواقع.

 

وتحمل الورش أهدافاً استراتيجية حول أهمية قياس الأداء، واعتماد معايير موضوعية للتميز، وتوظيف الابتكار لتحسين الخدمات الحكومية وتعظيم أثرها على المجتمع.

 

وشملت فعاليات الدورة الحالية تنظيم أكثر من 66 ندوة تعريفية، شارك فيها فريق الجائزة وخبراء في مجالات الجودة والتميز المؤسسي، بحضور فعّال لأكثر من 16200موظف ومسؤول حكومي من 21 دولة عربية وعكست هذه المشاركة الواسعة رغبة كبيرة في التبادل العلمي والعملي لأفضل الخبرات والتجارب بين المؤسسات الحكومية العربية.

 

أخبار ذات صلة محمد بن راشد: مزرعة الشيخ زايد في الخوانيج حاضرة في الذاكرة الإماراتية رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس رومانيا بذكرى اليوم الوطني لبلاده

تضمّنت البرامج ثلاثة محاور رئيسة للتميز المؤسسي: التميّز الوظيفي، إدارة المشاريع بدرجة احترافية، والريادة في تقديم الخدمات الحكومية.

 

وحظيت ورش الريادة في الخدمات الحكومية بتجاوب واسع، مما يؤكد أنها نقطة انطلاق لتطبيق أفكار مبتكرة تُسهم في تحسين تجربة المتعاملين وتعزيز كفاءة الأداء الحكومي.

 

ولعبت جائزة التميز الحكومي العربي، دوراً مهماً في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المتمثلة في تبني الحكومات العربية، منهج التميز لخدمة المجتمع، وزيادة تنافسيتها العالمية وجسدت رؤية سموه للوطن العربي في أن يكون أمة متقدمة ورائدة تهتم ببناء الإنسان وتمكينه من أجل استئناف الحضارة العربية من خلال حكومات فعّالة تتبنى الابتكار وتعمل على تطوير أدائها الحكومي وتنمية مواردها الطبيعية والحكومية.

 

وأبرزت الجائزة، تجارب إدارية ناجحة في المنطقة العربية، وكرمت كفاءات حكومية عربية، وخلقت فكراً قيادياً إيجابياً لدى القطاعات الحكومية لتبنّي التميّز المؤسسي، وحفزت عمليات تجديد النظم القائمة باستخدام التقنيات الذكية، الأمر الذي يساعد على تنفيذ الرؤى والاستراتيجيات الحكومية المستقبلية.

 

وعززت الجائزة منذ إطلاقها التعاون والتكامل الحكومي العربي الساعي إلى تحديث العمل المؤسسي والارتقاء بجودته، وتطوير آليات حكومية مرنة وجديدة تواكب التغيرات وتستبق التوجهات في صناعة مستقبل أفضل وبناء حكومات تخدم المواطن العربي.

 

واستقبلت الجائزة في نسختها الأولى نحو 5000 مشاركة عربية، وما يزيد على 1500 طلب ترشيح تحمل جميعها قصص نجاح عربية قدمت فكراً مبتكراً لتطوير العمل الحكومي في العديد من البلدان العربية.

 

وشهدت الدورة الأولى من الجائزة نحو 50 ندوة تعريفية حضورية، شارك فيها أكثر من ألف مسؤول وموظف ينتمون إلى أكثر من 100 جهة حكومية.

 

وكرمت الدورة الأولى 21 فائزاً، 6 منهم من المملكة العربية السعودية، و5 من مملكة البحرين، و4 من جمهورية مصر العربية، و4 من المملكة الأردنية الهاشمية، وواحد من كل من دولة الكويت وسلطنة عُمان.

 

وفي دورتها الثانية، استقبلت جائزة التميز الحكومي العربي 8300 مشاركة عربية، وتسلمت الجائزة 4100 طلب ترشح، ما رسخ مكانتها وأهميتها الكبيرة في الوطن العربي وقدرتها على إحداث التأثير الإيجابي في أوجه العمل الحكومي العربي.

 

وشهدت الدورة الثانية 50 ورشة عمل بمشاركة أكثر من 10400 موظف ومسؤول في القطاع الحكومي من معظم الدول العربية.

 

وكرمت الدورة الثانية من الجائزة 21 فائزاً، 6 منهم من المملكة العربية السعودية، و3 من مملكة البحرين، و3 من جمهورية مصر العربية، و2 من كل من المملكة الأردنية الهاشمية، وسلطنة عُمان، وجمهورية العراق، وواحد من كل من الجمهورية التونسية، ودولة فلسطين، والمملكة المغربية.

 

وحققت الدورة الثالثة من جائزة التميز الحكومي العربي تفاعلاً غير مسبوق، تمثل بأكثر من 13 ألف مشاركة عربية، فيما تسلمت الجائزة 5200 طلب ترشح، فيما شهد عدد المشاركين في الندوات التعريفية التي نظمتها الجائزة فيها ارتفاعاً قياسياً إلى 14,900 مشارك.

 

وتم تكريم 23 فائزاً من النماذج العربية الريادية، 4 من كل من المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، و3 من مملكة البحرين، و2 من كل من سلطنة عُمان، والمملكة المغربية، وجمهورية العراق، وواحد من كل من دولة قطر، والجمهورية الإسلامية الموريتانية.

 

وتمثل جائزة التميز الحكومي العربي منظومة حكومية متكاملة مبنية على أفضل الممارسات العالمية في مجال العمل الحكومي لتشجيع مختلف الجهات الحكومية والموظفين الحكوميين في الوطن العربي على تبني التميز والكفاءة والعمل على تحقيق التأثير الإيجابي على المجتمع.

 

وتقوم فلسفة جائزة التميز الحكومي العربي على ترسيخ مفاهيم التميز الحديثة كركيزة للرؤية المستقبلية والطموحة للحكومات وانتهاجها المرونة والاستباقية والتفكير المتجدد والابتكار الجذري وتكامل القدرات الداخلية المبنية على التعلم والتطوير لتحقيق إضافة نوعية في تنفيذ المهام وتقديم الخدمات وتعزيز الشراكة الموسعة، وصولاً إلى نتائج ريادية مستدامة في تميزها المؤسسي ومستويات الأداء العام والأداء التنافسي على الصعيد الدولي.

 

ورسخت جائزة التميز الحكومي العربي دورها منصة لنشر ثقافة التميز المؤسسي في الدول العربية، حيث تحفز على اعتمادها نهجاً رائداً في الحكومات العربية لرفع كفاءة الأداء وتنفيذ الأهداف والاستراتيجيات وبناء القدرات الأساسية واللازمة لتحقيق رؤية الحكومة/ الدولة.

 

وتعمل الجائزة على ترسيخ فكر قيادي إيجابي يسعى إلى تبني التميز في الجهات الحكومية العربية، بحيث يكون الفكر التحولي مبنياً على أساس فهم الإمكانات والقدرات الحالية والمستقبلية، الأمر الذي يساعد على تحقيق الأداء المتميز، ودعم مبادئ الحكومة المتقدمة القادرة على تحقيق متطلبات وتوقعات مواطنيها.

 

وتحفز الجائزة الجهات الحكومية المختلفة للعمل على تحسين الأداء العام والتطوير المستمر في أداء الأجهزة الحكومية العربية بما يدعم تحقيق المنافع المرجوة لجميع المعنيين واستدامة النتائج والمخرجات ذات التأثير الإيجابي على المجتمع.

 

وتوفر الجائزة منصة عربية لتبادل أفضل الممارسات والتجارب الحكومية الناجحة على مستوى مختلف القطاعات الحكومية، تقديراً للجهود المتميزة الداعمة للرؤى الطموحة في المنطقة العربية وبما يدعم استفادة الجميع منها.

 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • الوطنية للانتخابات: الإقبال ملحوظ على التصويت في الدول العربية
  • مذكرة تفاهم بين العربية للتصنيع وشركة القلعة رد فلاج الإماراتية الصينية
  • في اليوم العالمي لمكافحة الإيدز.. ما هي المصاعب التي تواجه المرضى في العالم العربي؟
  • برعاية محمد بن راشد.. تكريم الفائزين بجائزة التميز الحكومي العربي 4 ديسمبر المقبل بمقر الجامعة العربية
  • سعر الريال مقابل الجنيه المصري والعملات العربية اليوم الاثنين 10-6-1447
  • قانون الاستثمار.. بين النظرية الليبرالية والحماية الاجتماعية
  • رئيس البرلمان العربي يدين الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية العربية السورية
  • تشغيل محدود للتوربينات.. تطورات جديدة في سد النهضة -(تفاصيل)
  • سعر الريال مقابل الجنيه المصري والعملات العربية اليوم السبت 8-6-1447
  • كيف أسهم الجدل الديني في تونس الحديثة في بناء وعي إصلاحي؟ قراءة في كتاب