الاقتصاد نيوز - بغداد

 

عقدت جامعة جيهان – دهوك "الملتقى الاقتصادي السنوي الثالث"، بحضور ويرفان عبد المحسن أسعد رئيس الجامعة وعدد من الخبراء والاقتصاديين ومديري المصارف والشخصيات الأكاديمية.   الملتقى انعقد على قاعة مركز الابحاث، ت حت شعار "تمكين الاقتصاد العراقي: النمو من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والتميز المصرفي".

وبدأت الجلسة الأولى في الساعة الحادية عشر قبل الظهر والتي استمرت لمدة ساعتين، بأدارة أحمد الصفار، أكاديميا وعضوا في البرلمان العراقي السابق.   اما المتحدث الاول كان عبد الحسين العنبكي، رئيس المكتب الاستشاري الاقتصادي لرئيس الوزراء العراقي، الذي بدأ حديثه حول التحديات التي تواجه التنمية في العراق.   وأكد العنبكي على "ضرورة معالجة الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد، مشيرا إلى عدم تحقيق الأهداف المرتبطة بالمادة (25)، والتي تهدف إلى إصلاح الاقتصاد من خلال تنويع المصادر ودعم القطاع الخاص".   أشار العنبكي إلى "تاريخ مجلس إعادة الإعمار وتأثير التغييرات في تخصيصاته على فعاليته، مقترحا إنشاء صندوق تنمية شعبية مستقل لتمويل المشاريع الحكومية والخاصة بقروض ميسرة. واختتم بتوصيات بالإصلاح الإداري قبل الاقتصادي، وإعادة النظر في إدارة عائدات النفط، وتعديل سعر صرف الدينار العراقي، وإلغاء مزاد العملة، وتشريع قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص".   اما المتحدث الثاني، كان هفال صديق اسماعيل، ممثل وزير الاستثمار في إقليم كوردستان، ومدير عام هيئة الاستثمار في دهوك، الذي "قدم تحليلا شاملا لوضع الاستثمار في الإقليم. قدم تفاصيل عن المشاريع الاستثمارية والقطاعات الناجحة في جذب الاستثمار، مع التركيز على التحديات والفرص والسياسات الحكومية المشجعة للمستثمرين. الدكتور هفال سلط الضوء ايضا على العقبات التنظيمية والبيروقراطية، وقدم تقييما واقعيا للصعوبات والفرص المحتملة. في النهاية، قدم تفاصيل حول الفرص المحتملة والسياسات الحكومية المتبعة من قبل حكومة أقليم كردستان لتسهيل بيئة استثمارية مزدهرة".   بدأت الجلسة الثانية في الساعة الواحدة ظهرا واستمرت لمدة ساعتين ايضا، حيث تمت إدارتها من قبل نوار السعدي، أستاذ الاقتصاد الدولي ومدير مركز الأبحاث في جامعة جيهان.   بدأت الجلسة الثانية بكلمة محمد النجار، مستشار رئيس الوزراء العراقي للاستثمار، والمدير التنفيذي لصندوق العراق للتنمية.   في حديثه، ألقى النجار الضوء على "صندوق العراق للتنمية، الذي أنشئ حديثا كهيئة مستقلة تتبع رئيس الوزراء. تحدث النجار عن دور الصندوق في تعزيز التغيير وتنويع الاقتصاد العراقي. يهدف الصندوق إلى جذب المستثمرين المحليين والدوليين للمشاركة في تنفيذ مشاريع مختلفة".   أحد الأمثلة البارزة التي ناقشها النجار هو "المشروع الجاري العمل به لبناء 1950 مدرسة في جميع أنحاء العراق. حيث سوف يتم تسليم هذه المشاريع لمستثمري القطاع الخاص وللمستثمر العراقي حصرا، مع تقديم الضمانات مثل عودة رأس المال بعد خمس سنوات. ولا يشجع هذا النهج الاستثمار المحلي فحسب، بل يضمن أيضا المشاركة الفعالة للقطاع الخاص في عملية إعادة إعمار العراق".   وتركز استراتيجية الصندوق على "مراحل مختلفة من المستثمرين، بدءا من المستثمرين المحليين وصولا إلى المستثمرين الأجانب. يشدد على إشراك أصحاب المصلحة المحليين لتعزيز الملكية المحلية في المشاريع التنموية، مع التركيز على تسليم المشاريع للقطاع الخاص بضمان عائد رأس المال بعد فترة معينة".   فيما يخص المتحدث الثاني، أحمد الطبقجلي، كبير الاستراتيجيين في صندوق العراق في صندوق التنمية الاسوي،   حيث تناول الطبقجلي الحديث عن "استراتيجيات جذب الاستثمارات إلى سوق العراق للأوراق المالية. والتي تميزت السوق بأداء قوي، حيث ارتفع صندوق AFC بنسبة 110.4٪ في عام 2023، مما يجعله واحدا من أفضل الصناديق في العالم".   وفسر الطبقجلي هذا الأداء "بتطوير إجراءات جديدة من قبل البنك المركزي العراقي، مما أدى إلى تسريع الاعتماد على الخدمات المصرفية وتعزيز النمو في الاقتصاد غير النفطي. كما تأثرت السوق بالاستقرار النسبي للبلاد، الذي خلق بيئة اقتصادية استقرارا أكبر وجذب اهتمام المستثمرين الدوليين".   أشار الطبقجلي أيضا إلى دور السوق في دعم تطوير الاقتصاد الفعال من خلال توفير رأس المال للشركات، ويرى أن تطوير سوق العراق للأوراق المال يسهم في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي والاستقرار الاقتصادي في المنطقة.   ثم تم طرح العديد من الاسئلة التفاعلية والنقشات والمدخلات من قبل الحضور، وفي الختام خرج الملتقى بمجموعة من المقترحات والتوصيات التي سوف ترفع الى الجهات المعنية.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار من خلال من قبل

إقرأ أيضاً:

لماذا تحاول غوغل الاستثمار في قطاعات بعيدة عن التقنية؟

في أبريل/نيسان من العام الماضي، استحقت "غوغل" الدخول إلى نادي التريليون دولار، وذلك بعد أن تخطت قيمة الشركة ترليوني دولار، ورغم خسارتها لأكثر من 300 مليار دولار في الفترة من دخولها إلى النادي وحتى يومنا هذا، فإنها ما زالت تحتفظ بالمقعد الخامس بين أكبر الشركات التقنية في العالم.

ويعود الفضل في هذه المكانة والحجم بشكل أساسي إلى تنوع استثمارات شركتها الأم "ألفابيت" (Alphabet) التي لم تترك مجالا تقنيا دون أن تستثمر فيه، سواء كان الخرائط أو الأمن السيبراني أو منصات التواصل الاجتماعي وبالطبع الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.

ولكن يبدو أن هذه الاستثمارات ليست كافية لملء أعين "ألفابيت"، إذ تسعى الشركة لتنويع استثماراتها في قطاعات مختلفة وبعيدة عن التقنية مثل الفضاء والصحة والتصنيع الدوائي، فلماذا ذلك؟

"غوغل" لم تكتف بالاستثمار في القطاع الصحي عبر شراء شركات أو الاستثمار بها فقط (غيتي) محفظة استثمارية واسعة

رغم أن "ألفابيت" هي المالك الرئيسي لشركة "غوغل" والشركات الفرعية التابعة لها، فإن "ألفابيت" تأسست بعد تحقيق "غوغل" للنجاح الواسع المعروف عنها، إذ تأسست الشركة في عام 2015 تحت قيادة لاري بيج وسيرجي برين ويرأسها في الوقت الحالي سوندار بيتشاي، وهي جميعا الأسماء التي تقف وراء "غوغل" أيضا.

وعبر مجموعة كبيرة من الاستثمارات الواسعة في الشركات التقنية، تحولت "ألفابيت" إلى كيان تقني عملاق يضم تحته العديد من الشركات البارزة، سواء كانت تحمل اسم "غوغل" مثل متصفح "كروم" أو تطبيق الخرائط أو حتى "يوتيوب" ومحرك البحث الشهير، أو شركات أخرى لا تحمل اسم "غوغل" مثل تطبيق "وايز" (Waze) للخرائط.

تدريجيا، امتدت هذه المحفظة الاستثمارية لتشمل العديد من الشركات خارج القطاع التقني، وذلك في العديد من القطاعات مثل القطاع الصحي واكتشاف الفضاء، وهذه الاستثمارات دفعت صحيفة "فوربس" (Forbes) لتصف "غوغل" بأنها تتحول تدريجيا إلى قوة دافعة وشركة كبرى في القطاع الصحي.

إعلان

وبشكل عام، انخرطت "غوغل" مع القطاع الصحي في أكثر من شكل مختلف، إما عبر استثمار مباشر من "جي في إنفستمنت" (GV investment) وهي الذراع الاستثمارية لشركة "غوغل" و"ألفابيت" من خلفها، أو عبر انضمام الشركة تحت شعار "ألفابيت" لتكون شركة فرعية لها.

وعبر هذه الطرق، تملك "غوغل" 6 استثمارات رئيسية في القطاع الصحي، وفي مقدمتها تأتي "فيريلي لايف ساينس" (Verily Life Sciences) و"آيزومورفيك" (Isomorphic) التي تمثل معامل "غوغل" لتطوير الأدوية.

وتجدر الإشارة إلى أن "ألفابيت" استثمرت أيضا في قطاع المواصلات العامة والفضاء عبر الطرق نفسها، إذ تملك 3 استثمارات رئيسية في قطاع المواصلات على شكل شركات فرعية مثل "وايمو" (Waymo) و"وينغ" (Wing)، إضافة إلى استثمار مباشر من قطاع الاستثمارات في "ألفابيت" بشركة "فل تراك آليانس" (Full Truck Alliance) إلى جانب استثمار آخر في قطاع الفضاء والمحطات الفضائية عبر شركة "بكسل" (Pixxel) الهندية.

تعزيز القطاع الصحي بالتكنولوجيا

"غوغل" لم تكتف بالاستثمار في القطاع الصحي عبر شراء شركات أو الاستثمار بها فقط، بل سعت عبر هذه الشركات إلى تعزيز القطاع الصحي بالتكنولوجيا الحديثة، وتسخير هذه التكنولوجيا من أجل تقديم خدمات صحية رائدة ومتفوقة.

وذلك عبر مجموعة متنوعة من المنتجات الخاصة والموجهة لمقدمي الخدمات الصحية، من مثل "غوغل كير أستوديو" (Google Care Studio)، وهي منصة مركزية تتيح للأطباء مشاركة بيانات المرضى بشكل آمن، وعبر استخدام هذه المنصة، يمكن للأطباء الوصول لكافة البيانات الطبية المتعلقة بالمريض حتى وإن كانت في أكثر من منشأة صحية وأكثر من دولة حول العالم.

كما طورت محركا خاصا لتحليل وقراءة هذه البيانات الصحية والربط بينها بشكل رئيسي وسريع مع محاولة جعلها متاحة للجميع حول العالم، وعبر هذا المحرك، يمكن للأطباء الوصول إلى الاستنتاجات والأبحاث بشكل سريع للغاية ودون عناء.

إعلان

فضلا عن ذلك، تمكن الفريق في "آيزومورفيك" من تسخير الذكاء الاصطناعي لتطوير الأدوية وتقليص مدة الأبحاث التي تتم في هذا القطاع، وهو ما جعل ديميس هاسابيس يفوز بجزء من جائزة "نوبل" في الكيمياء العام الماضي عن عمله في قطاع "آيزومورفيك".

وقد تمكن فريق "غوغل" من محاكاة الكيمياء الحيوية البشرية عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، مما ساهم في تسريع عملية تطوير الأدوية والاختبارات الخاصة بها، وهو ما جعل القطاع أيضًا يحصل على استثمار يصل إلى 600 مليون دولار في مارس/آذار من العام الماضي.

"غوغل" استثمرت عام 2015 ما يقرب من مليار دولار للحصول على حصة تقل عن 10% بشركة "سبيس إكس" (وكالة الأناضول)  جهود لغزو الفضاء

دعمت "غوغل" عبر مجموعة من الاستثمارات في شركات القطاع الفضائي جهودها للوصول إلى الفضاء وإطلاق الأقمار الصناعية التابعة لها، وهي جهود قديمة وليست وليدة اللحظة أو السنوات الماضية فقط.

إذ استثمرت "غوغل" في عام 2015 ما يقارب من مليار دولار للحصول على حصة تقل عن 10% بشركة "سبيس إكس" (SpaceX) التابعة لإيلون ماسك، كما وضعت استثمارا آخر يصل إلى 36 مليون دولار بشركة "بكسل" الهندية التي تسعى لإطلاق أقمار صناعية من أجل تعزيز عملية التصوير الطيفي للأرض، وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، قامت "غوغل" باستثمار مليار دولار في مجموعة "سي إم إي" (CME)، وهي شركة ناشئة في قطاع الفضاء تسعى لبناء مركبات فضائية باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد للمعادن.

رسميا، لم تكشف "غوغل" عن سبب رئيسي لوضع هذه الاستثمارات، ولكن يمكن توقع هدف الشركة من وراء هذه الاستثمارات بعيدا عن الأهداف الاستثمارية المعتادة، فأبحاث "سبيس إكس" لتطوير شبكة إنترنت فضائية تفيد "غوغل" التي تسعى للأمر ذاته، كما أن التصوير الطيفي للأرض وبناء مركبات فضائية باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد للمعادن تيسر على الشركة تصنيع وبناء الأقمار الصناعية الخاصة بها مستقبلا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • 5 بطولات عالمية جديدة تدعم رياضة الجولف النسائية
  • هل تنجح تركيا في كبح التضخم دون التضحية بالنمو؟
  • المؤتمر: العلاقات الخارجية تعزز مصالح مصر الوطنية وتحقيق أهدافها الاستراتيجية
  • المؤتمر: العلاقات الخارجية تعزز مصالح مصر وتحقيق أهدافها الاستراتيجية
  • النائب عمرو هندي: 10 خطوات لتوطين الصناعة وتعزيز تنافسية المنتج المحلى
  • وزير الاستثمار يعقد لقاءً موسعًا مع رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية
  • «الخطيب» يبحث تعزيز الاستثمارات في مصر مع رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار
  • لماذا تحاول غوغل الاستثمار في قطاعات بعيدة عن التقنية؟
  • رغم الحظر الجوي.. انطلاق منتدى الاقتصاد العراقي التركي في السليمانية (صور)
  • بعثة صندوق النقد الدولي تزور مصر خلال أيام لبدء المراجعة الخامسة