التكنولوجيا الزراعية الحديثة مستقبل مصر لـ "الأمن الغذائي": الشيوخ تناقش سياسات الزراعة.. وخبير: نستورد 60% من الإنتاج الزراعي ونحتاج إلى تكنولوجيا حديثة تطبيقية لزيادة الغذاء
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
يزداد عدد سكان العالم كل عام بنسب كبيرة، ويتوقع في العقود القادمة أن تصل الزيادة إلى 33% تقريبًا من العدد الحالي، ليصل عدد السكان إلى 10 مليارات بحلول عام 2050، مما يُشكل تحديات كبيرة بشأن توافر الأمن الغذائي حول العالم، وزيادة الطلب على الغذاء بشكل عام، خاصةً مع وجود تحديات أخرى مثل تحول الرقع الزراعية إلى أراضي غير صالحة للزراعة، بسبب التعرض لنقص المياه والتغيرات المناخية، وباتت هناك تحديات كبيرة للاتجاه نحو خلق فرص بديلة للغذاء من ضمنها الاتجاه نحو الزراعة الذكية أو الزراعة التكنولوجية الحديثة؛ مما دعى مجلس الشيوخ، في جلسته اليوم، إلى مناقشة سبل تعزيز استخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة في مصر.
وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة فى الأمم المتحدة، فإن استخدام التكنولوجيا الحديثة الرقمية في النظام الزراعي داء مدفوعًا بقوتين رئيسيتين في العالم هما ارتفاع الطلب على الغذاء مقابل تناقص الموارد الطبيعية، والقوة الثانية هي تطور القطاعات الاقتصادية الآخري التي تدفع بدورها للابتكار فى القطاع الزراعي.
النمو السكاني وتحديات الأمن الغذائيوأوضحت الأمم المتحدة فى دراستها، أن هناك زيادة فى استخدام الميكنة الآلية بصورة كبيرة، ومنذ اعتماد الولايات المتحدة على الميكنة الآلية لتحل مكان الحيوانات فى عمليات الزراعية في الثلاثينيات من القرن ال19، ومع بداية الثورة الزراعية الرابعة بدأ استخدام التكنولوجيا الرقمية لتلعب دورا حاسما في الانتاج الزراعي. وتشمل استخدام الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة والروبوتات، وأجهزة الاستشعار عن بعد، والنظام العالمي لسواتل الملاحة إضافة إلى الأتمتة والذكاء الإصطناعي المستخدم في اتخاذ القرارات الزراعية وغيرها من عمليات الانتاج المتعلقة.
وأكد تقرير حالة الأغذية والزراعة الصادر 2022 من الأمم المتحدة أن استخدام التكنولوجيا الزراعية الرقمية مثل الروبوتات الذاتية التشغيل في البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل، يؤدي إلى تقليل المتطلبات من اليد العاملة البشرية في حالات ندرة العمالة، كما يخفض التكلفة وغيرها من المزايا المتعددة.
بينما أوضح تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن 6 % فقط من المزارعين حول العالم، تستخدم التكنولوجيا الزراعية، وذلك على الرغم من التدفق الاستثماري في صناعة تكنولوجيا الغذاء بما يقارب 18.2 مليار دولار، مشيرًا إلى أهمية تحول الحكومات إلى التكنولوجيا الزراعية ودعمها للفلاح والمزارعين الصغار وتقديم خيارات ميسورة التكاليف ويمكن تطبيقها فعليا على أرض الواقع.
أنواع التكنولوجيا الرقمية المرتبطة بالانتاج الزراعيتحديات مصريةوفي هذا السياق قال الخبير الزراعي جمال صيام، أن استخدام التكنولوجيا الرقمية في الانتاج الزراعي هو الرهان الرئيسي الذي تعول عليه الدول في التنمية، وفي مصر هناك تحديات كبيرة تواجه الزراعة يجب آخذها في الحسبان لتطوير العملية الزراعية، حيث تبلغ قيمة الانتاج الزراعي 40% فقط بينما يتم استيراد 60% من الانتاج الزراعي من الخارج.
وأوضح "صيام" لـ "البوابة نيوز" أن مصرتحتاج إلى سياسة زراعية ذات تنظيم مؤسسي ومستقبلي، فمصر لديها 9.5 مليون فدان زراعي (بدون الأراضي المستصلحة حديثًا)، ومايبلغ 55 مليار من مياه نهر النيل، و5 ملليار من المياه الجوفيه ومياه الأمطار، وبهذا الوضع يصبح نصيب الفرد 2.5 قيراط تقريبا، و600 متر مكعب من المياه سنويا، وهذه التقديرات تضع نصيب الفرد تُعد تحت خط الفقر وفقا للنسب العالمية، لذلك يجب الاتجاه إلى استخدام التكنولوجيا لرفع هذه النسب التقديرية.
الاراضي الصالحة للزراعة في مصروأضاف الخبير الزراعي أن الاتجاه إلى الحلول التكنولوجية الزراعية تعتمد على البحوث واستخدام الآتمتة، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا المحلية المتاحة تعتمد على البحوث الوطنية ومراكز البحوث التابعة لوزارة الزراعة من خلال انتاج سلالات من البذور والمحاصيل في ظروف مناسبة وانتاجية أعلى.
وتابع "صيام" أن الزراعة الذكية تعتمد على استخدام الطائرات بدون طيار والروبوتات والميكنة بالذكاء الاصطناعي من خلال آلات لا يتدخل فيها الانسان إلا لمتابعة العمليات.
وعن أهم التحديات التي تقابل الحكومة في تطبيق التكنولوجيا الزراعية الحديثة، قال صيام أن ميزانية البحوث الزراعية تبلغ 300 مليون جنيه وهي نسبة ضئيلة تحتاج إلى رفعها ودعمها من الدولة المصرية، إضافة إلى ضرورة تطوير الارشاد الزراعي في مصر وتحفيز الفلاح وتعميم التقاوي المعتمدة واعتماد التسوية بالليزر للاراضي الزراعية.
نماذج استخدام التكنولوجيا الزراعية حول العالممن جهته أكد عضو مجلس الشيوخ ايهاب وهبة، في جلسة المجلس، لمناقشة سياسة الحكومة وسبل دعمها لاستخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة، أهمية استخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة في الحد والترشيد من استهلاك المياه وتقليل التكلفة الزراعية لعمليات التشغيل، مشيرًا إلى أن هناك طلب على الغذاء بشكل كبير في ظل الزيادة السكانية في مصر وحول العالم.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ أن تحسين الانتاجية وضمان استدامة الناتج المحلي من المحاصيل الزراعية يستلزم استخدام التكنولوجية الحديثة للتحكم في الزراعة وزيادة المحاصيل وتحقيق استثمار اقتصادي منها، لافتًاا إلى أن العالم يتجه إلى استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي وآليات التحكم عن بعد في جميع مراحل الانتاج الزراعي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التكنولوجيا الحديثة التكنولوجيا الزراعية الحديثة الزراعة التكنولوجية الأمن الغذائي التکنولوجیا الزراعیة الحدیثة استخدام التکنولوجیا الزراعیة الانتاج الزراعی حول العالم فی مصر
إقرأ أيضاً:
الزراعة تنظم ورشة عمل بالتعاون مع منظمة "سيكا" لدعم الأمن الغذائي
نظمت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في مركز البحوث الزراعية ، ورشة عمل افتراضية بالتعاون مع منظمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (سيكا)؛ وذلك لمناقشة سبل تحقيق استدامة الأمن الغذائي في ظل تحديات التغيرات المناخية المتزايدة، تحت رعاية علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.
وشهدت ورشة العمل مشاركة واسعة من ممثلي المنظمة سيكا وعدد من الدول الأعضاء، شملت روسيا الاتحادية، تركيا، بنجلاديش، الأردن، أذربيجان، وإيران، بما يعكس الأهمية الإقليمية والدولية، لدعم الأمن الغذائي في مواجهة التغيرات المناخية.
وافتتح ورشة العمل الدكتور سعد موسي، نائب رئيس مركز البحوث الزراعية والمشرف على العلاقات الزراعية الخارجية، والذي نقل للحضور تحيات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، كما وجه الشكر إلى وزارة الخارجية المصرية، التي تأتي هذه الورشة بالتعاون المشترك والتنسيق معها، مشيرا الى دعم القيادة السياسية لقضية الامن الغذائي في مصر.
تحقيق أهداف التنمية المستدامة
وأكد موسى في كلمته أن الأغذية والزراعة هما العاملان الرئيسيان في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشددا على ضرورة تعزيز النظم الغذائية والزراعية المستدامة في جميع أنحاء العالم.
وأشار الى أن التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالتغيرات المناخية، تستدعي تكثيف وتنسيق الجهود بين الدول للخروج بحلول تكاملية تستفيد من التقدم التكنولوجي وفرص الشراكة والتعاون مع شركاء التنمية لتحقيق الأمن الغذائي المستدام، كما استعرض أيضا أهمية الدور الذي تقوم به المشروعات الزراعية القومية الكبرى التي تم إطلاقها مؤخرا بهدف المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي.
وتضمنت الفعاليات عروضاً تقديمية سلطت الضوء على الأبعاد المختلفة للأزمة، من بينها عرضاً قدمه رئيس مركز معلومات التغيرات المناخية تناول خلاله التغيرات المناخية وتأثيرها المباشر على القطاع الزراعي، كما استعرض مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية، أهم التحديات التي تواجه إنتاج المحاصيل الحقلية وسبل مواجهتها.
كما شهدت الفعاليات عددا من المداخلات والنقاشات المثمرة للوقود المشاركة، حيث تم التأكيد على ضرورة توفير الغذاء الآمن والصحي للجميع وترسيخ مبدأ "الصحة الواحدة"، فضلا عن تفعيل التعاون المشترك بين دول منظمة سيكا من خلال تبادل الخبرات والتعاون البحثي، إضافة إلى العمل على تسهيل حركة التجارة بين الدول الأعضاء في المنظمة، والدعوة لتبني نظم زراعية تتسم بالمرونة والاستدامة لمواجهة الصدمات المناخية.
وفي ختام الورشة، وجهت منظمة سيكا الشكر للحكومة المصرية ووزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية على التنظيم المتميز للفعالية، معربة عن تطلعها لمزيد من الأنشطة المشتركة.
الجدير بالذكر أن منظمة سيكا (CICA) هي منتدى للحوار والتشاور بشأن قضايا الأمن الإقليمي في آسيا، تأسست بمبادرة من رئيس كازاخستان عام 1992. وتضم المنظمة في عضويتها 27 دولة كعضو دائم، من بينها مصر، إلى جانب 13 مراقبًا.