إعلام إسرائيلي: بن غفير يضر بعلاقتنا الأميركية وصفقة التبادل متناقضة
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
ركز معلقون ومحللون في وسائل إعلام إسرائيلية على تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير التي هاجم فيها الرئيس الأميركي جو بايدن وتأثيرها على العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، وتناولوا -أيضا- الصفقة المتوقعة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومحاولات إفشالها.
وكان بن غفير قال -في مقابلة أجرتها معه صحيفة "وول ستريت جورنال"- إن بايدن "بدل أن يقدم الدعم الكامل لنا، فإنه يقدم المساعدات الإنسانية والوقود لغزة، وذلك يذهب إلى حماس"، واعتبر أن السلوك الأميركي سيكون مختلفا تماما لو كان الرئيس السابق دونالد ترامب في منصب الرئاسة.
وقال عوديد بن عامي، وهو مقدم برامج سياسية في القناة 12، إن الوزير بن غفير يعقد علاقات إسرائيل مع الإدارة الأميركية، في حين رأت دانا فايس، وهي محللة سياسية في القناة، أن هذه التصريحات ستدفع الإدارة الأميركية للتساؤل، كيف يمكن ذلك في ظل دعمنا لإسرائيل بشكل غير مسبوق؟
وتابعت فايس "أنا لا أعتقد أن أي زعيم آخر (غير بايدن) كان سيذهب بعيدا في مصلحة إسرائيل، وهو يدرك أنه يسبب ضررا لقاعدته الانتخابية (..) وفي الإدارة الأميركية يقولون نحن نقدم لهم الدعم، وهكذا هو (بن غفير) يرد علينا.. لقد ألحق ذلك ضررا كبيرا".
من جهته، قال يسرائيل زيف -قائد شعبة العمليات في الجيش سابقا- "لا سمح الله لو أن الأميركيين وبايدن لم يكونوا هنا فأي مصيبة كانت ستحل بدولة إسرائيل؟ ومقابل ذلك لو أن بن غفير ليس موجودا لكانت الأمور جيدة".
وفي ذات السياق، قال محلل الشؤون الخارجية جيل تماري للقناة 13 إن بن غفير كان محقا في أمر واحد، وهو أنه لو كان ترامب رئيسا لتلقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتصالا هاتفيا منه يقول له فيه "إما أن تقيل بن غفير وإلا فإن الدعم الأميركي سيتوقف".
دعم غير محدودوأشار تماري للدعم الذي قدمه بايدن لإسرائيل منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومن ذلك إرسال 100 طائرة محملة بالذخائر دون الحصول على مصادقة الكونغرس، ودعم بإجمالي ملياري دولار مع الحديث عن حزمة دعم أخرى بـ14 مليار دولار.
وحول صفقة تبادل الأسرى المحتملة مع حركة حماس، قال المحلل السياسي رفيف دروكر للقناة 13 إنها تقوم على مرحلتين في غاية التناقض، الأولى ستستمر شهرا ونصف، وستحصل فيها إسرائيل على كثير، ولن تقدم كثيرا، وهو ما يمكن لنتنياهو تمريره من الناحية السياسية والتعايش معه.
أما المرحلة الثانية -حسب دروكر- فهي التي ستطالب فيها حماس مقابل الإفراج عن الجنود بالإفراج عن الأسرى الأكثر ثقلا، ومنهم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، و"مهندسو العمليات الإرهابية في الانتفاضة الثانية، ومخربوا النخبة" حسب وصفه، مضيفا أنها "أعداد مثيرة للجنون".
وأضاف أن حماس ستطالب كذلك في هذه المرحلة بانسحاب القوات الإسرائيلية ووقف القتال، مضيفا "حتى لو لم يكن هناك وقف نهائي للقتال من المفترض أن تستغرق هذه العملية 3 أشهر، وهذا يعني أنه لمدة 4 أشهر ونصف لن يحدث فيها قتال، ومن الصعب جدا استئناف القتال لاحقا".
وفي السياق، نقلت نتالي شيم توف -مقدمة برامج سياسية في قناة 13- عن إحدى المحتجزات المحررات من قطاع غزة، أنها في آخر أيامها بالأسر استمعت عبر راديو إسرائيلي للسياسيين الذين يوضحون لماذا لا يجب العمل على إطلاق سراحهم.
وأضافت المتحدثة الإسرائيلية "أريد القول لسياسيينا بإمكانكم قول الكثير، لكن ضعوا في حسابكم أن مخطوفينا الذين يعانون دقيقة وراء دقيقة في أنفاق حماس يسمعون كلامكم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بن غفیر
إقرأ أيضاً:
عرض إسرائيلي مثير للجدل لحماس.. استسلام مقاتلي رفح مقابل الإفراج المشروط وعودة منزوعة السـ لاح
في ظل استمرار التصعيد العسكري في جنوب قطاع غزة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن عرض جديد تقدمت به تل أبيب عبر وسطاء إلى حركة حماس، في محاولة لدفع المسلحين المحاصرين داخل أنفاق رفح إلى الاستسلام.
العرض، الذي يُعد من أكثر المقترحات إثارة للجدل، يأتي في وقت تتحدث فيه إسرائيل عن تضييق الخناق على الأنفاق وتقدم عملياتها العسكرية في المنطقة.
عرض إسرائيلي مثير للجدل.. استسلام كامل مقابل الإفراج لاحقاًبحسب ما نقلته القناة الإسرائيلية 12، عرضت إسرائيل على مسلحي حماس الخروج من الأنفاق شرقي رفح وتسليم أنفسهم للقوات الإسرائيلية بشكل كامل.
ووفقاً لبنود العرض، فإن من يسلم نفسه سيُسجن داخل إسرائيل لفترة غير محددة، قبل أن يُسمح له بالعودة إلى قطاع غزة بشرط إعلان نزع سلاحه والتعهد بعدم العودة إلى أي نشاط توصفه إسرائيل بأنه “إرهابي”.
وأكد التقرير أن الوسطاء نقلوا هذا العرض إلى حماس قبل أيام، إلا أن المسلحين رفضوا الاستسلام، في ظل غياب مؤشرات حول ما إذا كانت القيادة السياسية للحركة قادرة أصلاً على التواصل مع المقاتلين المحاصرين بعد انقطاع الاتصالات لفترة طويلة.
موقف تل أبيب.. “منحناهم فرصة للبقاء”ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي قوله إن إسرائيل “أتاحت للمسلحين خيار البقاء على قيد الحياة والإفراج عنهم لاحقاً”، مضيفاً أن رفضهم للشروط يجعلهم “يختارون المصير القتالي”. ويأتي ذلك وسط تأكيدات إسرائيلية بأن العمليات العسكرية باتت تستهدف بشكل مباشر مواقع الأنفاق التي يُعتقد أن عدداً من قادة الحركة ما زالوا يختبئون داخلها.
تصعيد ميداني.. قتلى واعتقالات أثناء الخروج من الأنفاقعلى الأرض، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة رصد مجموعات صغيرة من المسلحين تغادر الأنفاق في رفح. ووفق البيانات الإسرائيلية، قتل الجيش أربعة مسلحين واعتقل اثنين خرجوا مؤخراً، بالإضافة إلى خمسة آخرين قُتلوا في وقت سابق. كما أفاد الجيش بمقتل 30 مسلحاً فوق الأرض خلال العمليات، بينما لا يزال عشرات القادة والمقاتلين متحصنين في شبكات الأنفاق العميقة.
مسلحون تحت الحصار.. نحو 100 مقاتل في عمق الأنفاقالتقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن ما يقرب من 100 مسلح لا يزالون محاصرين تحت الأرض في رفح، في وقت تواصل فيه القوات الإسرائيلية عمليات تحديد مواقع الأنفاق تمهيداً لهدمها أو سدها بالخرسانة، في محاولة لقطع أي إمكانية للهروب أو إعادة التموضع.
يعكس العرض الإسرائيلي لحماس وحالة الرفض الميداني من جانب المسلحين تعقيد المشهد في رفح الممتد تحت الأرض بقدر ما يمتد فوقها. وبينما تستمر إسرائيل في الضغط العسكري والإعلامي لدفع المقاتلين نحو الاستسلام، يبدو أن ظروف القتال، وانقطاع الاتصالات، والظروف السياسية المحيطة تجعل السيناريو مفتوحاً على احتمالات متعددة، دون مؤشرات قريبة على نهاية المواجهة داخل الأنفاق.