9 توصيات في ختام ندوة "حياة الشيخ سيف المحروقي"
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
مسقط- الرؤية
اختتمت أعمال الندوة العلمية الفكرية عن الشيخ سيف بن هلال المحروقي "حياته العلمية والإصلاحية"، تحت رعاية فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان بقاعة المؤتمرات.
وقدمت خلال الندوة 15 ورقة بحثية بمشاركةِ مجموعةٍ مِنَ الدكاترةِ والأساتذة الذين قدّموا أبحاثهم العلمية وقراءاتهم الفكرية.
وصاحب الندوة معرض وثائقي ضم أكثر من 100 وثيقة، تنوعت بين مراسلات خاصة وصور ومخطوطات وثقت حياة ومآثر الشيخ العلامة القاضي والوالي سيف بن هلال المحروقي، من تنظيم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية متمثلة بدائرة المعارض الوثائقية وبالتعاون مع مركز الدراسات العمانية.
وأوصت الندوة بضرورة جمع البحوث المطروحة في الندوة والمداخلات وطبعها ونشرها في كتاب واحد، ودعوة الباحثين إلى مواصلة البحث عن حياة الشيخ سيف بن هلال المحروقي للكشف عن كثير من الجوانب التي لم تعط حقها من البحث، والاهتمام بالتاريخ الشفهي للشيخ سيف المحروقي وجمعه من معاصريه، والعناية بالدور السياسي الذي قام به الشيخ سيف المحروقي من خلال تواصله مع الأئمة والسلاطين، وتسمية إحدى مدارس ولاية أدم باسم الشيخ سيف بن هلال المحروقي، وإنشاء مركز ثقافي أيضًا يحمل اسمه ليكون منطلقًا للأنشطة العلمية والثقافية، ودفع الناشئة إلى الاقتداء بمثل هؤلاء العلماء المصلحين والتأسي بهم في طلب العلم والسلوك الحسن والصالح، وتشجيع الباحثين على تكثيف البحوث عن الشخصيات العمانية التي لها دور علمي وإصلاحي عبر التاريخ العماني، وتكثيف الدراسات عن المخطوطات العمانية التي تكشف الكثير من الإرث العلمي الثقافي الذي تزخر به السلطنة، وتضمين سيرة الشيخ سيف المحروقي ضمن المناهج الدراسية بوزارة التربية والتعليم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ذكرى الميلاد والوفاة معا.. أسرار من حياة الشيخ محمد رفعت كروان الإذاعة
تحل علينا اليوم التاسع من شهر مايو، ذكرى ميلاد ووفاة القارئ الراحل الشيخ محمد رفعت، قارئ الإذاعة المصرية وإذاعة القرآن الكريم، الذي ولد وتوفي في نفس اليوم التاسع من مايو.
ولد الشيخ محمد رفعت، ورحل في اليوم ذاته فهو من مواليد 9 مايو 1882 – وتوفى يوم 9 مايو 1950، وولد في حي المغربلين بدرب الأغوات ، وفقد بصره صغيراً وهو في سن الثانية من عمره.
وبدأ الشيخ محمد رفعت، حفظ القرآن في سن الخامسة، عندما أدخله والده كُتّاب بشتاك الملحق بمسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب وكان معلمه الأول الشيخ محمد حميدة ، بعد ست سنوات شعر شيخه أنه مميز، وبدأ يرشحه لإحياء الليالي في الأماكن المجاورة القريبة. ودرس علم القراءات والتجويد لمدة عامين على الشيخ عبد الفتاح هنيدي صاحب أعلى سند في وقته ونال إجازته.
وتوفي والده محمود رفعت والذي كان يعمل مأموراً بقسم شرطة الجمالية وهو في التاسعة من عمره فوجد نفسه مسئولاً عن أسرته المؤلفة من والدته وخالته واخته واخيه "محرم" وأصبح عائلها الوحيد ، بدأ وهو في الرابعة عشرة يحيي بعض الليالي في القاهرة بترتيل القرآن الكريم، وبعدها صار يدعى لترتيل القرآن في الأقاليم.
تولى القراءة بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب سنة 1918م حيث عين قارئا للسورة وهو في سن الخامسة عشرة، فبلغ شهرة ونال محبة الناس، وحرص النحاس باشا والملك فاروق على سماعه.
واستمر يقرأ في المسجد حتى اعتزاله من باب الوفاء للمسجد الذي شهد ميلاده في عالم القراءة منذ الصغر.
افتتاح الإذاعة المصريةوهو أول من افتتح الإذاعة المصرية في 31 مايو من عام 1934، وذلك بعد أن استفتى شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري عن جواز إذاعة القرآن الكريم فأفتى له بجواز ذلك فافتتحها بآية من أول سورة الفتح: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) ، ولما سمعت الإذاعة البريطانية بي بي سي العربية صوته أرسلت إليه وطلبت منه تسجيل القرآن، فرفض ظنا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين، فاستفتى الإمام المراغي فشرح له الأمر وأخبره بأنه غير حرام ، فسجل لهم سورة مريم.
وقد عرف الشيخ القارئ بالعديد من الألقاب منها : قيثارة السماء, وكروان الإذاعة, والصوت الذهبي, والصوت الملائكي.
ويروى عن الشيخ أنه كان رحيماً رقيقاً ذا مشاعر جياشة عطوفاً على الفقراء والمحتاجين.
ويروى أنه زار صديقا له قبيل موته فقال له صديقه : من يرعى فتاتي بعد موتي؟ فتأثر الشيخ بذلك، وفي اليوم التالي والشيخ يقرأ القرآن من سورة الضحى وعند وصوله إلى (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) تذكر الفتاة وانهال في البكاء بحرارة، ثم خصص مبلغاً من المال للفتاة حتى تزوجت.
كان رحمه الله زاهداً صوفي النزعة نقشبندي الطريقة يميل للناس الفقراء البسطاء أكثر من مخالطة الأغنياء ؛فقد أحيا يوماً مناسبة لجارته الفقيرة مفضلاً إياها على الذهاب لإحياء الذكرى السنوية لوفاة الملك فؤاد والد الملك فاروق.
أصابت حنجرة الشيخ محمد رفعت في عام 1943 زغطة أو فواق تقطع عليه تلاوته، فتوقف عن القراءة. وقد سبب الزغطة ورمٌ في حنجرته يُعتقد أنه سرطان الحنجرة، صرف عليه ما يملك حتى افتقر لكنه لم يمد يده إلى أحد، حتى أنه اعتذر عن قبول المبلغ الذي جمع في اكتتاب (بحدود خمسين ألف جنيه) لعلاجه على رغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج، وكان جوابه كلمته المشهورة "إن قارئ القرآن لا يهان".
توفي الشيخ في عام 1950 في نفس يوم مولده عن عمر يناهز 68 عاما. وكان حلمه أن يُدفن بجوار مسجد السيدة نفيسة –رضى الله عنها- حتى تقرر منحه قطعة أرض بجوار المسجد فقام ببناء مدفنه عليه، وقد كان من عادته أن يذهب كل يوم اثنين أمام المدفن ليقرأ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم