#اعتياد_الحرب أسوأ من الحرب – #ماهر_أبوطير
لا يمكن أن نتورط في فكرة اعتياد الحرب، فهذه فكرة خطيرة، حيث باتت الحرب عملا يوميا، نحصي فيه فقط عدد الشهداء والجرحى والمفقودين، وكأنها تتشابه مع حرب أوكرانيا مثلا.
الاعتياد على الحرب أسوأ من الحرب، لأن تهديم الروح المعنوية للناس، والاكتفاء بخبر تلخيصي يشاهده الإنسان في دقيقة لفرط عدم تحمله، أمر يمنح إسرائيل المزيد من الوقت والمساحة لمواصلة هذه الجرائم، خاصة، أننا بتنا نعتاد على التجويع وهدم البيوت وقتل الأطفال، وتدمير المستشفيات والمدارس، وتشريد الناس، والتمهيد لمذابح أكبر في منطقة رفح.
هذا الاعتياد الخطير سيؤدي إلى نتائج سيئة، حيث أصبحنا نعد أيام الحرب فقط، ومن الشهر الأول إلى الثاني، وصولا إلى الخامس، والتوطئة للشهر السادس، مرورا بشهر رمضان الذي لإسرائيل أساسا إسبقيات في ممارسة الجرائم فيه، حتى لايعتقد البعض أن إسرائيل سوف تتراجع بسبب رمضان وهي التي هدمت كل هذه المساجد في قطاع غزة والضفة الغربية، وتعتدي على المصلين في المسجد الأقصى في رمضان، منذ الاحتلال حتى أيامنا هذه.
مقالات ذات صلة بعيداً عن السياسة : مركز الحسين للسرطان 2024/02/19أبرز ما نحتاجه هنا كثرة النشر والتغريد وإعادة التغريد والكتابة باللغة الإنجليزية وأي لغات ثانية، حتى لا نبقى نخاطب أنفسنا، وكان السوري يقنع اللبناني أو المصري بعدالة قضية فلسطين، أو كمن يحاول إقناع المغربي بشرح قضية فلسطين للجزائري أو السوداني، ونحن هنا نتحدث إلى أنفسنا على افتراض أن التفاعل بذات الدرجة، مع العلم أن التفاعل تراجع، وتحول خبر مذابح الإبادة في قطاع غزة إلى خبر يومي، وهذا يفرض إعادة تجديد النشر والمتابعة والتأثير على الرأي العام العربي والإسلامي، والتركيز على الرأي العام الدولي، لما يمثله من ضغط على حكومات تلك الدول التي تخضع نهاية المطاف لمؤثرات الرأي العام في بلادها.
ليس مطلوبا من المجتمعات العربية والإسلامية هنا أن تتوقف حياتها، لأجل قطاع غزة، لأننا نرى بأم أعيننا أن أغلب هذه المجتمعات متأثرة لكن تعبيرات تضامنها منخفضة، وعدا الأردن الذي يمثل نموذجا اجتماعيا مختلفا لاعتبارات كثيرة، فإن أغلب بقية المجتمعات تتفرج أوتتبرع أو تزم شفافهها تأثرا فقط،
هذا على الرغم من أن كل قضية فلسطين تتجوهر وتتمحور حول المسجد الأقصى المطلوب من أمة الملياري عربي ومسلم، وليس من الفلسطينيين وحدهم.
المطلوب فقط أن تبقى قضية فلسطين حاضرة، وما يجري في قطاع غزة حاضرا بقوة، وأن نتجنب الاعتياد، لأن الاعتياد هنا قد يقترب من البلادة السياسية، وإعلان الضعف والعجز، والاستسلام، فيما من يقاومون إسرائيل لا يستسلمون برغم كل هذه الظروف المأساوية التي يعيشها قطاع غزة، وهي بالمناسبة ظروف مفتوحة على كل الاحتمالات خلال الفترة المقبلة، خاصة، مع التهديدات لرفح، ومؤشرات تمدد الحرب في الإقليم، ومهددات الأقصى في رمضان، وانتهاء مشروع الدولة الفلسطينية المقام على اتفاقية أوسلو التي تحولت إلى مجرد أنقاض باعتراف الرسميين الفلسطينيين الذين لا يريدون سلوك أي مسلك بديل حتى الآن.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: قضیة فلسطین قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
رقم صادم.. 10 آلاف شهيد وجريح في غزة منذ استئناف الحرب
قالت مصادر طبية تابعة لوزارة الصحة في قطاع غزة، إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت اليوم السبت مناطق سكنية عدة في قطاع غزة أسفرت عن شهداء ومصابين، واستهدفت مجددا النازحين في منطقة المواصي الساحلية".
اقرأ ايضاًوأفادت المصادر "باستشهاد 13 شخصا جراء القصف الإسرائيلي على القطاع منذ فجر اليوم".
بدورها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن حصيلة الشهداء والجرحى في غزة ارتفعت إلى 2,701 شهيد، و7,432 إصابة، منذ استئناف "الاحتلال عدوانه على القطاع منذ 18 آذار/ مارس الماضي، عقب اتفاق وقف إطلاق النار".
وقالت إن مستشفيات قطاع غزة استقبلت خلال الـ 24 ساعة الماضية، 23 شهيدا، و124 إصابة، وما يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
اقرأ ايضاًوأشارت "وفا" إلى أن حصيلة حرب الإبادة الجماعية، و"العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة" قد ارتفعت إلى 52,810 شهداء، و119,473 إصابة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن