يمانيون:
2024-06-16@12:17:54 GMT

اليمن أول تحدٍّ عسكريّ استراتيجيّ للبنتاغون

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

اليمن أول تحدٍّ عسكريّ استراتيجيّ للبنتاغون

ناصر قنديل

خاضت القوات الأمريكية خلال القرن الحادي والعشرين حروباً في كل من أفغانستان والعراق، ونشرت قوات تدخل في سوريا تحت شعار مواجهة الإرهاب الذي مثّله صعود تنظيم داعش. وواجهت القوات الأمريكية في هذه الساحات حروب مقاومة شعبية عبرت عن رفض شعوب وقوى هذه البلدان لاحتلالها، وانتهى احتلال أفغانستان بإعلان الانسحاب الأمريكي بعد عشرين سنة، بالتسليم بالفشل؛ بينما يدور النقاش حول كيفية التعامل الأمريكي مع المقاومة في سوريا والعراق، على خلفية ارتباط هذه المقاومة والاحتلال الأمريكي بموازين القوى المحيطة بأمن كيان الاحتلال وتداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، لكن التحدّي الذي تواجهه القوات الأمريكية في البحر الأحمر يبدو مختلفاً على كل المستويات.


من الزاوية الاستراتيجية تصنف الحالة التي تواجهها القوات الأمريكية في البحر الأحمر، بمواجهة نظاميّة بين جيشين متقابلين، يفترض أن لا يستطيع خوضها بوجه القوات الأمريكية إلى جيش دولة عظمى، حيث لا توجد قوات أميركية تحتل أراضي يمنية وتواجه حرب مقاومة شعبية، بل ثمة مواجهة تدور بين الأساطيل الأمريكية ووحدات الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية ساحتها البحر الأحمر. وخلال أكثر من شهر تفشل القوات الأمريكية في إسكات مصادر النيران اليمنيّة. وتستمر الصواريخ والمسيّرات اليمنية باستهداف السفن في البحر الأحمر، وتتعرض السفن الحربية الأمريكية لبعض من هذه النيران.
من الزاوية الاستراتيجية، هذا التحدي النوعي يجعل من اليمن دولة عظمى، أو من الجيش الأمريكي جيش دولة عالم ثالث. فالمواجهة الدائرة على مستويات الاستخبارات والتقنيات والنيران، تقول بأن اليمن نجح بتحقيق التوازن مع القوات الأمريكية، وأدخلها في حرب استنزاف، حيث أن كل الجيشين اليمني والأمريكي يستهدف الآخر. ووفق معايير الجيوش النظامية، ينجح الجيش اليمني باحتواء الضربات الأمريكية والعودة بعد كل ضربة إلى استئناف إطلاق النار كأن شيئاً لم يكن، فلا يتحقق الردع خشية مخاطر المواجهة، ولا تحقق المواجهة ذاتها ما يتسبّب بإضعاف قدرة الجيش اليمني على إطلاق النيران. وتبدو القدرات الاستخبارية والتقنية والنارية للجيش اليمني موازية لما يملكه الجيش الأمريكي، أو ما يستخدمه في هذه المواجهة على الأقل، طالما أن الأمور تُحسَب بنتائجها.
القضيّة هنا لا تتصل بالمعنويات، لأن لا مواجهة برية بين الطرفين، بل تبادل للنار عن بُعد. وفي هذا التبادل، ثلاثة عناصر، المعلومات والتقنيات والطاقة النارية، وفي حرب تقليدية بحريّة يبدو اليمن وأمريكا على طرفي معادلة توازن، معيارها الاستمرار بالوتيرة ذاتها خلال أكثر من شهر، يقول الأمريكيون في كل مرة إنهم يكتشفون خلال المواجهة أن اليمنيين أدخلوا عنصراً جديداً إلى ميدان الحرب، ويتحدّثون مرة عن صواريخ بالستية مطوّرة يجري استخدامها في المواجهة البحرية، ومرة أخرى عن غواصات مجهّزة لهذا النوع من المواجهة، ويعترفون بامتلاك اليمن معلومات كافية عن حركة السفن التجارية والحربية وكيفية استهدافها. وتثبت المواجهة قدرة اليمن على تنظيم الحركة والنار بما ينجح بتفادي الإستهدافات الأمريكية.
خلال مرات عديدة نجح اليمن كجيش نظامي، بفرض إرادته على السفن التجارية التي حظيت بحماية السفن الحربية الأمريكية، وأجبرها على تغيير وجهتها بعدما حاولت البحرية الأمريكية مواكبتها لتمكينها من العبور بعكس الإجراءات والتعليمات اليمنية. وهذا يعني على المستوى الاعتباري والمعنوي إلحاق الأذى بمكانة البحرية الأمريكية وسمعتها وقدرة الردع الأمريكية، بحيث لا يمكن النظر لنتائج المواجهة الدائرة خارج إطار فشل قدرة الردع الأمريكية من الزاوية الاستراتيجية.
خلال عام ونصف كان الأمريكيون يقولون: إن المواجهة الروسية الأوكرانية غير المتماثلة أظهرت أن الجيش الأوكراني أسقط قدرة الردع الروسية، واليوم يمكن القول ببساطة إن المواجهة بين الجيش الأمريكي والجيش اليمني أسقطت قدرة الردع الأمريكية.

*رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات الأمریکیة فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

نقلا عن ضباط أمريكيين.. “أسوشيتد برس”: صنعاء على وشك أن تتمكن من شن هجمات لا تستطيع واشنطن إيقافها

يمانيون – متابعات
أكدت وكالة “أسوشيتد برس” أن البحرية الأمريكية عالقة في قتال مع غامض مع اليمن، مضيفة أن القوات المسلحة اليمنية على وشك أن تتمكن من شن هجمات لا تستطيع الولايات المتحدة إيقافها.

نقلت وكالة أسوشيتد برس عن قادة وخبراء بحريين، أن حملة البحرية الأمريكية تجاه الحوثيين باليمن هي أعنف قتال تواجهه منذ الحرب العالمية الثانية.

ونقلت الوكالة عن قادة وخبراء بحريين أن الحملة البحرية الأمريكية ضد اليمن هي أعنف قتال تواجهه منذ الحرب العالمية الثانية، موضحة أن هجمات اليمني تحدث على مدار الساعة بشكل يومي منذ 7 أشهر، وليس لدى القوات الأمريكية سوى ثوانٍ قليلة للتصرف.

وقال قائد المدمرة “يو إس إس لابون” في البحر الأحمر للوكالة: لا أعتقد أن الناس يفهمون حقًا مدى خطورة ما نقوم به ومدى تعرض السفن للتهديد، مشيرا إلى أنه إذا أخطئنا لمرة واحدة فقط أمام القوات المسلحة اليمنية فأنهم يستغلون الفرص، وليس لدينا سوى ثواني للتصرف.

من جانبه، العميد البحري المشرف على مدمرات الصواريخ الموجهة الأمريكية، أوضح أن الهجمات تحدث كل يوم، وكل ساعة، مضيفا أن بعض سفننا موجودة هنا منذ أكثر من سبعة أشهر للتصدي.

كما نقلت “أسوشييتد برس” عن ضابط سابق في البحرية قوله: نحن على وشك أن يتمكن “الحوثيون” من شن هجمات لا تستطيع الولايات المتحدة إيقافها وسنبدأ في رؤية أضرار جسيمة، مؤكدا إذا ترك الأمر يتفاقم، فسيصبح اليمن قوة أكثر قدرة وكفاءة وخبرة.

فيما توثق الوكالة اعترافات ضابط مشرف على طائرات المجموعة الجوية، بأن القوات المسلحة اليمني تمكنت من إسقاط عدة طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper خلال الفترة الماضية.

وإذ أقر بامتلاك اليمن قدرات أرض-جو، زعم الضابط بأن القوات الأمريكية قامت بـ “إضعافها” لكنها لا زالت موجودة، لا زالت هناك.

وأكدت “أسوشييتد برس” أنه يعترف الضباط بوجود بعض التذمر بين أفراد طاقمهم، ويتساءلون عن سبب عدم قيام البحرية بضرب الحوثيين بقوة أكبر.

قائد مدمرة أمريكية: نحن أول سفينة تواجه صواريخ باليستية في التاريخ

من جهتها شبكة “newsnation” الأمريكية أكدت في تحقيق لها من على متن “أيزنهاور” في البحر الأحمر أن أطقم السفينة “يو إس إس أيزنهاور” تواجه هجمات من اليمن بشكل شبه يومي

وذكر قائد المدمرة “يو إس إس لابون” للشبكة “newsnation”: نحن أول سفينة في التاريخ تواجه صواريخ باليستية في مواجهة بحرية.

فيما أوضح قائد حاملة الطائرات “أيزنهاور” كريس هيل لشبكة “newsnation” الأمريكية إن القوات المسلحة اليمنية تنفذ هجمات بشكل شبه يومي في البحر

وأعلن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين، في كلمة حول أخر مستجدات العدوان على غزة، الخميس الماضي ، أن إجمالي عدد السفن المستهدفة للعدو منذ بداية عمليات الإسناد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس بلغت 145 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي وبالأمريكي والبريطاني، من بينها 11 عملية، هذا الأسبوع نفذت بـ 31 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة وزورقاً حربياً.

وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، ليل الخميس، عن تنفيذ 3 عمليات عسكرية ناجحة خلال الـ 24 ساعة الماضية، استهدفت سفنًا تابعة لشركات انتهكت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر العربي والبحر الأحمر.

مقالات مشابهة

  • العملية المشتركة بين القوات اليمنية والمقاومة العراقية تشدد الخناق على الكيان الصهيوني
  • نقلا عن ضباط أمريكيين.. “أسوشيتد برس”: صنعاء على وشك أن تتمكن من شن هجمات لا تستطيع واشنطن إيقافها
  • مصدر عسكري : مصير السفن المستهدفة خلال الـ72 ساعة الماضية هو الغرق
  • الرئيس المشاط يؤكد موقف اليمن الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني
  • الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني بعيد الأضحى ويؤكد موقف اليمن الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني
  • الجيش الأمريكي بـ24 ساعة: تدمير قاربين للحوثي ودرون و7 رادارات
  • سلوك مشين ومتهور.. الجيش الأمريكي يكشف عن عدد هجمات الحوثيين وما دمره من قدرات عسكرية تابعة لهم
  • قائد الثورة : الشبكة التجسسية التي كانت تعمل لصالح أمريكا هي الأخطر في تاريخ اليمن
  • المركز اليمني لحقوق الإنسان يدين العدوان الأمريكي البريطاني على محافظة ريمة
  • الحوثيون: إصابة 5 مدنيين بغارتين للقوات الأمريكية والبريطانية