جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-06@07:30:30 GMT

هواجس ما بعد "الطوفان"

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

هواجس ما بعد 'الطوفان'

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.con

تبدُو الشعوب في حالات تاريخية تشبه جغرافياتها المتباعدة؛ حيث لا تلتقي سوى عبر حدود سياسية أو مُسطَّحات مائية قد لات عني شيئا عند الكثير من الناس، لكنَّ حُكم التاريخ في مفاصله الحادة أن تذوب تلك الفواصل والمساحات الجغرافية ليتشكل العالم قسرا وفق هوى التاريخ، في لحظة فارقة تشبه اليقظة الجمعية للناس كافة، تلك اليقظة التي تُملِي عليهم ممارسة التفكير القسري الواحد والتقليد المحاكاة.

فتقليد المحاكاة بين البشر جعل تجارب إقليمية كثيرة عبر التاريخ الإنساني، تعبر الحدود والأجيال لتشكل هاجسا إنسانيا مشتركا، وعقلا جمعيا واحدا يُمثل نقلة فكرية وتجربة إنسانية يمكن البناء عليها والانطلاق من خلالها.

فالثورة الفرنسية -كمثال- لم تُشكِّل يومًا موروثًا للفرنسيين وحدهم، بل اعتبرتْ ولغاية اليوم رصيدًا إنسانيًّا، نقل الإنسانية المعاصرة من زمن إلى آخر وعلى أكثر من صعيد، كما شكَّلت الثورة البلشفية صدى إنسانيًّا كبيرًا تسبَّب في نشوء وعي إنساني جمعي بأهمية الحديث عن فواجع الطبقية.

التاريخ الإنساني حَمَل الكثير من التجارب والنماذج التي خرجتْ من رحم الإقليم إلى ساحات الأنسنة بفضائها الواسع، والتي لا يمكن حصرها في مقال وعلى عُجالة.

"طوفان الأقصى" ظاهريًّا محصور في إقليم عربي يعرف تاريخيًّا بإقليم الشام، وفي جغرافية ضيقة مختصرة تسمى قطاع غزة، ولكن قرَّاء التاريخ يصنفونه كحدث إنساني عاصف، سيحدث الكثير من الارتدادت والنتائج على جميع الصعد الإقليمية والدولية.

ومن أقرب الأدلة والقرائن على شيوع "الطوفان"، وسريان مفعوله عبر الحدود والأجيال، هو حجم التداعيات الهائلة التي أحدثها حول العالم، وجعل منه حدثا إنسانيا مشتركا في القارات الخمس، وكأنَّ فلسطين أرضٌ اغتصبت اليوم وليس منذ سبعة عقود ونيف.

وفي تاريخنا العربي القريب جدا، شكَّل احتلال فلسطين عام 1948م المِفصَل الأهم في الدفع بقيام ثورة 23 يوليو 1952م، وكان من أهم أسباب الثورة وعلى رأس أولوياتها.

كما شكَّل العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، ثم العدوان الأممي عليها عبر الكيان الصهيوني في الخامس من يونيو 1967م، دافعا قويا لأحداث عربية جسيمة، كثورة 14 يوليو 1958م بالعراق، وثورة الفاتح من سبتمبر 1969م في ليبيا.

ورغم أنَّ عرب زماننا لا يقرأون التاريخ، ولا يقيمون وزنا لنظرية التقليد والمحاكاة في حياة الشعوب وتجاربها، إلا أنَّ العدو يرسم إستراتيجياته الدقيقة في حروبه معنا وفق نبض التاريخ وسيرورته.

لذا؛ نتذكر أنَّ الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، حين أخبره وزير خارجيته هنري كيسنجر بأنَّ جولدا مائير رئيسة حكومة العدو الصهيوني ووزير دفاعها موشي دايان رفضا قرار وقف إطلاق النار في حرب أكتوبر 1973م، رفع نيكسون سماعة الهاتف وقال لجولدا مائير: "جولدا، فعلنا كل شيء لكم، وقدمنا كل دعم لكم، وآن الأوان أن تحتكموا للعقل وتقبلوا بقرار وقف إطلاق النار، تذكري جولدا بأن معارك عام 1948م هي من أتت بجمال عبدالناصر، ونحن لسنا على استعداد اليوم لخروج عبدالناصر جديد بفعل تعنتكم"!!!

تعنت نتنياهو اليوم وجرائمه في غزة لن تمر مرور الكرام، لا على الصعيد الداخلي الفلسطيني، ولا على الصعيد العربي، ولا على الصعيد الإسلامي، ولا على الصعيد العالمي. فقتال العدو اليوم وغدا لن يكون على صعيد جبهات عسكرية ولا استخباراتية ولا سياسية، بل على صعيد وعي وعقل وفكر، كي يُسحق ويمحو أي أثر للطوفان في عقول عرب اليوم وعرب الغد، كي يمرر الهزيمة على العقل العربي، ويخترق من خلاله التطبيع والاستسلام والخنوع.

وبالشكر تدوم النعم...،

--------------------

قبل اللقاء: الغرب حريص جدا على كي الوعي وتغييبه، وحصار العقل العربي كي لا ينعم بفضيلة التقليد والمحاكاة لتاريخه القديم والأوسط والحديث، كي لا يتحصَّن بثوابته وينعم بفضائل موروثه الحضاري الغني، ولا انتصارات أبنائه.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جنود غولاني فروا من “زيكيم” يوم الطوفان وجثث القتلى بقيت أسبوعًا بالموقع

#سواليف

نشر #جيش_الاحتلال الإسرائيلي تحقيقه بشأن مجريات اليوم الأول من معركة ” #طوفان_الأقصى ” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي شهدت اقتحام مقاتلي #المقاومة_الفلسطينية إلى شاطئ ” #زيكيم “، الواقع شمالي قطاع #غزة وجنوب مدينة” تل أبيب”.

وكشف التحقيق عن #فشل واضح في أداء #قوات_الاحتلال في التصدي للهجوم، إذ لم تُظهر القوات المنتشرة قرب الشاطئ حزمًا كافيًا للفصل بين الإسرائيليين والمقاومين، رغم وجود قوة عسكرية قريبة من موقع التسلل. وأقرّت نتائج التحقيق بوجود قصور في توفر المعلومات الدقيقة حول عدد المقاتلين المتسللين، وعدد القوات الميدانية المتواجدة في المنطقة آنذاك.

وأشار التحقيق إلى أن فرقة غزة كانت على علم بوجود تسلل، لكنها لم تتمكن من إرسال تعزيزات لدعم جنود لواء غولاني المنتشرين قرب شاطئ زيكيم. كما ورد أن إنذار التسلل وصل إلى كتيبة غولاني، لكن الجنود لم يتحركوا بسبب اختباء قائدهم داخل ملجأ، فيما أظهرت كاميرات المراقبة اختباء بعض الجنود وهروب آخرين من موقع الاشتباك.

مقالات ذات صلة مشاهد من مطار بن غوريون بعد سقوط صاروخ يمني / فيديو وصور 2025/05/04

وأكد التحقيق أن هروب جنود غولاني من مواجهة مقاتلي المقاومة يُعد من أكبر الإخفاقات التي سجلها الاحتلال الإسرائيلي في أحداث شاطئ زيكيم، حيث تُركت جثث عدد من القتلى في الموقع لمدة أسبوع بعد الهجوم دون أن تُنتشل.

وبيّنت نتائج التحقيق أن الاحتلال أجرى قبل الهجوم بشهرين تدريبين عسكريين واسعين لقوات اللواء الشمالي بفرقة غزة وسلاح البحرية في المنطقة ذاتها، لكن رغم ذلك نجح 38 مقاتلًا فلسطينيًا في التسلل إلى الشاطئ على متن سبعة قوارب، وتمكن ثلاثة منهم من الوصول إلى محيط محطة توليد الكهرباء في عسقلان.

وأسفرت العملية عن مقتل 17 إسرائيليًا وجنديًا.

ويأتي هذا التحقيق في سياق سلسلة من التقارير التي نشرها الاحتلال الإسرائيلي بشأن الفشل في التعامل مع هجوم السابع من أكتوبر، ومنها ما ورد نهاية الشهر الماضي حول مجريات الأحداث داخل قاعدة زيكيم العسكرية.

وقد كشف التحقيق حينها مقتل خمسة قادة وحدات، إلى جانب جندي وإسرائيلية، خلال الهجوم، في وقت كان فيه جنود لواء غولاني في أوضاع نفسية منهارة، ما دفع بعضهم إلى الفرار نحو الشاطئ القريب من القاعدة العسكرية.

كما أشار التقرير إلى أن التعزيزات العسكرية لم تصل إلى القاعدة إلا بعد ساعات من بدء الهجوم، بينما امتنع قائد القاعدة عن التوجه إلى الموقع، مفضّلًا البقاء في ملجأ محصن داخل منزله برفقة أسرته.

وسبق أن نُشرت في مارس الماضي تفاصيل إضافية حول إخفاق الاحتلال في التصدي لهجوم نفذته المقاومة الفلسطينية على كيبوتس”نير عوز”، والذي أدى إلى مقتل وأسر قرابة ربع سكان الكيبوتس.

واعتبر محللون عسكريون أن ما جرى يمثل أكبر فشل للمنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية خلال المعركة.

وصف المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” العبرية عاموس هرئيل، التحقيق الذي أجراه اللواء إران نيف، رئيس فريق التحقيق العسكري في هجوم نير عوز، بأنه “سلّط الضوء على انهيار تام في سلسلة القيادة العسكرية وغياب الرد الفعّال من قبل الاحتلال الإسرائيلي في الميدان”.

وتترافق هذه التحقيقات مع حالة من التوتر والتراشق بين المسؤولين السياسيين والأمنيين في إسرائيل بشأن تحميل المسؤولية عن الفشل في السابع من أكتوبر، وقد بلغ هذا الصراع ذروته بإعلان رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، نيته الاستقالة في 15 يونيو/حزيران المقبل، وذلك بعد إصدار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرارًا بإقالته الشهر الماضي، وهو القرار الذي جُمّد مؤقتًا من قبل المحكمة العليا.

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم وتوقعات الأبراج الثلاثاء 6 مايو 2025 على الصعيد الصحي والمهني والعاطفي
  • بنك القاهرة يشارك في فعاليات اليوم العربي عبر إصدار حساب جديد بالعملة الأجنبية
  • حظك اليوم وتوقعات الأبراج الاثنين 5 مايو 2025 على الصعيد الصحي والمهني والعاطفي
  • هذا أو الطوفان…دعوة لإنقاذ الوطنْ
  • التاريخ الهجري اليوم الأحد 4 مايو.. متى عيد الأضحى 2025؟
  • التاريخ الهجري اليوم .. كم تبقى على وقفة عرفات؟
  • جنود غولاني فروا من “زيكيم” يوم الطوفان وجثث القتلى بقيت أسبوعًا بالموقع
  • حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأحد 4 مايو 2025 على الصعيد الصحي والمهني والعاطفي
  • منظمة إنسان تصدر تقريرا بعنوان” العدوان الثلاثي على اليمن في زمن الطوفان”
  • توقعات الأبراج حظك اليوم السبت 3 مايو 2025 على الصعيد المهني والصحي والعاطفي