عبدالكريم ساورة الأشياء تتغير بشكل سريع ونحن نراقب الأمر في صمت ودهشة، كل العلاقات تحكمها المادة ، الأصدقاء على قلتهم بدأوا يفهمون ولو بشكل متأخر أن الحياة بدأ يحكمها منطق جديد ، الأخلاق أضحت مجرد خطاب للإستهلاك ، مجرد كلام في كلام ، الناس شبعت من الكلام وتريد حياة أخرى فيها كل شيء ، تريد الشهوة بأنواعها بمعنى الملذات ، سيارات جديدة وسكن جديد وعلاقات غرامية بمواصفات عالية وسفر مجنون تتخفى فيه الذات من كثرة الأسئلة ويرتاح فيه الجسد من الإنهاك المتجاوز ، إن الإنسان يحاول أن يفعل أي شي لغير جلده ويظهر بخلق جديد.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
المصور الحربي علي عوني الزبيدي .. صورت النصر وخسرت كل شي
بقلم : رافد المحمداوي ..
وسط ركام الحرب وعبر عدسة الكاميرا كان علي عوني الزبيدي يوثق لحظات البطولة والفداء يقف جنبًا الى جنب مع المقاتلين في خنادق المواجهة غير آبه بالخطر مؤمن برسالته كصحفي عراقي يحفظ الحقيقة في زمن الارتباك سنوات طويلة قضاها في ساحات المعارك عدسته شاهدة على انتصارات الوطن ودماء الشهداء لكن رغم كل تلك التضحيات وجد نفسه اليوم بلا مأوى بلا علاج، وبلا اعتراف.
في هذا اللقاء الصريح والمؤلم يفتح المصور الحربي علي عوني قلبه وعدسته ليحكي لنا قصة رجل عاش الحرب بكل تفاصيلها فدفع ثمنا باهظا لم يلق بعدله نصيبا.
استاذ علي نبدأ من البدايةكيف كانت رحلتك الاولى في عالم الاعلام؟
بدأت رحلتي في الاعلام عام 2004 عندما التحقت باحد الفرق الصحفية في العراق وكانت حينها البلاد تعيش مرحلة مضطربة عملت مع قنوات عديدة لم اكن مجرد ناقل خبر بل كنت شاهدا على كل لحظة مؤثرة وكل مشهد مؤلم.
كان لك دور كبير في تغطية المعارك كيف كانت تلك التجربة؟
نعم شاركت في تغطية معارك عدة. كنت ارافق المراسلين الحربيين في الخطوط الامامية واحيانا اكون قبلهم وثقت المعارك في مدن ومناطق عدة وغيرها لم يكن مجرد عمل بل كان واجبا وطنيا.
نعلم انك تعرضت لاصابة خطيرة خلال عملك ما الذي حدث بالضبط؟
خلال احدى التغطيات تعرضت لاستنشاق غازات سامة نتيجة الانفجارات والقنابل. اصبت بمرض خطير ومع الاسف لم اتلق اي دعم من اي جهة حكومية.
هل حاولت التواصل مع الجهات المعنية بشأن حالتك الصحية؟
نعم، طرقت كل الابواب ولكن دون جدوى لم يكن لدي خيار سوى بيع ممتلكاتي والسفر على نفقتي الخاصة للعلاج اجريت عملية معقدة لكنني ما زلت اعاني حتى اليوم لا سكن لا علاج ولا حتى ضمان اجتماعي او صحي.
بصفتك صحفيا خدم العراق وواجه الخطر بوجه مكشوف ما هي رسالتك اليوم؟
رسالتي الى الراي العام والى دولة رئيس الوزراء انصتوا لنداء انسان قضى عمره في خدمة الوطن من خلال الكلمة والصورة اطالب بحقي الانساني والمهني لا اكثر. كفى تجاهلا لمعاناة الصحفيين الحقيقيين الذين حملوا ارواحهم على اكفهم.
قصة المصور الحربي علي عوني ليست مجرد رواية شخصية بل مرآة مؤلمة لواقع كثير من الصحفيين العراقيين الذين دفعوا حياتهم ثمنا للحقيقة لكنهم وجدوا انفسهم في الظل. انها دعوة مفتوحة للانصاف للكرامة وللعدالة التي تاخرت كثيرا.
user