رأي اليوم:
2025-05-08@11:18:49 GMT

عبدالكريم ساورة: عبقرية الإنسان

تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT

عبدالكريم ساورة: عبقرية الإنسان

عبدالكريم ساورة الأشياء تتغير بشكل سريع ونحن نراقب الأمر في صمت ودهشة، كل العلاقات تحكمها المادة ، الأصدقاء على قلتهم بدأوا يفهمون ولو بشكل متأخر أن الحياة بدأ يحكمها منطق جديد ، الأخلاق أضحت مجرد خطاب للإستهلاك ، مجرد كلام في كلام ، الناس شبعت من الكلام وتريد حياة أخرى فيها كل شيء ، تريد الشهوة بأنواعها بمعنى الملذات ، سيارات جديدة وسكن جديد وعلاقات غرامية بمواصفات عالية وسفر مجنون تتخفى فيه الذات من كثرة الأسئلة ويرتاح فيه الجسد من الإنهاك المتجاوز ، إن الإنسان يحاول أن يفعل أي شي لغير جلده ويظهر بخلق جديد.

والكثير من الناس يعتبرون هذا المطلب هو منطق العقل ومتطلبات العصر، وهناك من يعتبر الأمر خروج عن جوهر الفضيلة وتجاوز للحدود المرسومة لنا من السماء، وهذا لاشك فيه نوع من التهور والتفريط في أساسيات التي تؤسس الحياة الفضلى. الغريب أن الإنسان في كل مرة يصاب بالخيبة عندما يقوم بتجريب وصفة من وصفات الحياة الجديدة ، فيكتشف انه لازال طفلا في ملكوت الله ولازال يتعلم من جديد أبجديات العيش وما اكتشافاته الجديدة في فن العيش سوى مجرد طلقات نارية في فراغ عظيم ، فيشعر انه ارتكب أخطاء من جديد ، فيلتزم الصمت والعزلة لمدة طويلة وبعد شعوره بالوحشة يبدأ من جديد باحثا عن قيم جديدة أو عن فلسفة تخرجه من ذلك الضعف وذلك السقوط المدوي ، وهذه هي عبقرية الإنسان في عدم الركون والتنازل عن مهمته النبيلة وربما غير نبيلة وهي البحث عن أسرار آلله المثيرة. إن الإنسان له من القدرة مايجعلك تصدق أنه فعلا مخلوق عجيب ، من خلال ما يقوم به من أبحاث واكتشافات جديدة في كل الميادين ، وهو فعلا يستحق كل التقدير والاحترام وهو في لحظة إعجابه بنفسه يكتشف أنه لازال في بداية البدايات، هل هذا هو قدر الإنسان أن يظل يشتغل ويحقق الإنجازات ويحفر في الأعماق وفجأة يكتشف في نهاية المطاف أنه كان لايحفر سوى في قبره وبمواصفات لايصدقها في نهاية المطاف ، ولكن تبقى عبقرية الإنسان هي كيف يجعل من قبره بداية لحياة جديدة وليس نهاية الحياة. كاتب مغربي

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

المصور الحربي علي عوني الزبيدي .. صورت النصر وخسرت كل شي

بقلم : رافد المحمداوي ..

وسط ركام الحرب وعبر عدسة الكاميرا كان علي عوني الزبيدي يوثق لحظات البطولة والفداء يقف جنبًا الى جنب مع المقاتلين في خنادق المواجهة غير آبه بالخطر مؤمن برسالته كصحفي عراقي يحفظ الحقيقة في زمن الارتباك سنوات طويلة قضاها في ساحات المعارك عدسته شاهدة على انتصارات الوطن ودماء الشهداء لكن رغم كل تلك التضحيات وجد نفسه اليوم بلا مأوى بلا علاج، وبلا اعتراف.

في هذا اللقاء الصريح والمؤلم يفتح المصور الحربي علي عوني قلبه وعدسته ليحكي لنا قصة رجل عاش الحرب بكل تفاصيلها فدفع ثمنا باهظا لم يلق بعدله نصيبا.

استاذ علي نبدأ من البدايةكيف كانت رحلتك الاولى في عالم الاعلام؟

بدأت رحلتي في الاعلام عام 2004 عندما التحقت باحد الفرق الصحفية في العراق وكانت حينها البلاد تعيش مرحلة مضطربة عملت مع قنوات عديدة لم اكن مجرد ناقل خبر بل كنت شاهدا على كل لحظة مؤثرة وكل مشهد مؤلم.

كان لك دور كبير في تغطية المعارك كيف كانت تلك التجربة؟

نعم شاركت في تغطية معارك عدة. كنت ارافق المراسلين الحربيين في الخطوط الامامية واحيانا اكون قبلهم وثقت المعارك في مدن ومناطق عدة وغيرها لم يكن مجرد عمل بل كان واجبا وطنيا.

نعلم انك تعرضت لاصابة خطيرة خلال عملك ما الذي حدث بالضبط؟

خلال احدى التغطيات تعرضت لاستنشاق غازات سامة نتيجة الانفجارات والقنابل. اصبت بمرض خطير ومع الاسف لم اتلق اي دعم من اي جهة حكومية.

هل حاولت التواصل مع الجهات المعنية بشأن حالتك الصحية؟

نعم، طرقت كل الابواب ولكن دون جدوى لم يكن لدي خيار سوى بيع ممتلكاتي والسفر على نفقتي الخاصة للعلاج اجريت عملية معقدة لكنني ما زلت اعاني حتى اليوم لا سكن لا علاج ولا حتى ضمان اجتماعي او صحي.

بصفتك صحفيا خدم العراق وواجه الخطر بوجه مكشوف ما هي رسالتك اليوم؟

رسالتي الى الراي العام والى دولة رئيس الوزراء انصتوا لنداء انسان قضى عمره في خدمة الوطن من خلال الكلمة والصورة اطالب بحقي الانساني والمهني لا اكثر. كفى تجاهلا لمعاناة الصحفيين الحقيقيين الذين حملوا ارواحهم على اكفهم.

قصة المصور الحربي علي عوني ليست مجرد رواية شخصية بل مرآة مؤلمة لواقع كثير من الصحفيين العراقيين الذين دفعوا حياتهم ثمنا للحقيقة لكنهم وجدوا انفسهم في الظل. انها دعوة مفتوحة للانصاف للكرامة وللعدالة التي تاخرت كثيرا.

user

مقالات مشابهة

  • "على طبيعتي".. أغنية جديدة لـ رامي جمال قريبًا (صورة)
  • المستشار.. أم الشاغر؟
  • لماذا مناديل قصة هي أفضل مناديل سعودية؟
  • الذكرى 28 لافتتاحه.. متحف التحنيط بـ الأقصر صرح عملاق يكشف عن عبقرية المصريين القدماء
  • لهيب أسود يلتهم نبض السودان
  • سيارة تكريم الإنسان.. واقعة جديدة في مباراة ديروط وأبو قير للأسمدة 2009
  • القدس في عيون الكركيين: إرث التاريخ ونداء الواجب
  • المصور الحربي علي عوني الزبيدي .. صورت النصر وخسرت كل شي
  • الشيحي: النهضة الحقيقية للوطن تبدأ من التعليم.. ولا دولة قوية بدون بحث علمي
  • محافظ بني سويف يشهد انطلاق فعاليات وزارة العدل لمبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان