سرايا - إقبال منخفض نسبيا بالانتخابات التمهيدية الأمريكية في الولايات المتأرجحة، كان كفيلا بكشف نقاط ضعف تحالفات جو بايدن ودونالد ترامب.

ويقول تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الانتخابات التمهيدية الأخيرة في ولايات كونيتيكت، ونيويورك، ورود آيلاند، وويسكونسن، تقدم لمحة دقيقة عن الديناميكيات التي تشكل المشهد الانتخابي.



وبحسب الصحيفة، فقد خسر ترامب جزءا كبيرا من الناخبين الجمهوريين لصالح السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، رغم انسحابها من السباق الانتخابي قبل نحو شهر، ما يدل على وجود انقسام ملحوظ داخل صفوف الحزب الجمهوري.

في المقابل، طغى امتناع عدد من الناخبين الأساسيين في الحزب الديمقراطي عن التصويت لصالح بايدن، احتجاجا على سياسته إزاء الحرب في غزة، على الانتصارات السهلة التي حققها بالانتخابات التمهيدية.

ولايات تكشف الوضع
وفي ولايات مثل رود آيلاند، صوّت 15% بـ"غير ملتزم"، فيما بلغت النسبة في كونيتيكت 12%، وفي ويسكونسن 8%، ما يشير إلى استياء واسع من النهج الذي يتبعه الرئيس حيال الأزمة في غزة.

واختيار غير ملتزم يعني أن الناخب يمارس تصويتا حزبيا، لكنه غير ملتزم تجاه المرشحين في الاقتراع.

وفي ولاية ويسكونسن تحديدا، التي تمكن بايدن من الفوز بها بهامش ضيق في انتخابات 2020، يثير تصويت عدد كبير من الناخبين الديمقراطيين بغير ملتزم مخاوف حقيقية بشأن عودته للبيت الأبيض.

وأكد النائب الديمقراطي عن ولاية ويسكونسن، مارك بوكان، احترام قرار ناخبيه الذين اختاروا التصويت بغير ملتزم في الانتخابات التمهيدية، بسبب عدم رضاهم عن طريقة تعامل الرئيس بايدن مع الحرب في غزة.

ورغم تصويته لصالح الرئيس، يؤكد بوكان تفهمه للتصويت الاحتجاجي للناخبين وامتناعه عن انتقاد أفعالهم، مضيفا أنه نقل هذا إلى البيت الأبيض وللحملة.

علامات قلق
وقد كان هناك اهتمام أكبر بنقاط ضعف بايدن في ميشيغان، بسبب غزة مقارنة بولاية ويسكونسن، نتيجة للعدد الكبير من السكان العرب الأمريكيين بالولاية الأولى.

ورغم محاولة حملة بايدن التقليل من تأثير هذه الأصوات، وقوله إن انخفاض نسبة إقبال الناخبين وأسباب غامضة ومجهولة تقف وراء التصويت بغير ملتزم، إلا أن هناك علامات على القلق.

والقلق يأتي لا سيما في ظل محاولة منظمي حملة "التخلّي عن بايدن"، التي تهدف إلى هزيمة الرئيس احتجاجا على دعمه لحرب إسرائيل في غزة، استغلال الاستياء والسخط الواسعين في ويسكونسن، لحرمانه من الولاية التي يعتبرونها محورية لفوزه بالفترة الرئاسية الثانية.

وفي ضربة للديمقراطيين، أقرَّ الناخبون في ويسكونسون إجراءً لحظر التمويل الخاص لإدارة الانتخابات، لينضموا إلى أكثر من 20 ولاية أنهت أو حدّت من هذه الممارسة، بعد أن أنفق مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ وزوجته 350 مليون دولار لمساعدة الحكومات المحلية في إجراء الانتخابات خلال فيروس كورونا.

الشريان المالي لترامب
وتطرقت الصحيفة إلى الدعم المالي الكبير الذي قدمه الملياردير دون هانكي إلى ترامب، وذلك بنشر سندات بقيمة 175 مليون دولار، إضافة إلى كونه مساهما رئيسا في بنك أكسوس، الذي أقرض في عام 2022 شركات تابعة لترامب مبلغ 225 مليون دولار، بعد نأي المقرضين عنه بسبب هجوم الكابيتول.

ورغم تأكيد هانكي أن مشاركته كانت قرارا تجاريا وليس سياسيا، إلا أن أفعاله لفتت الانتباه، وقد تخضع للمراقبة إذا تم انتخاب ترامب وكان للإجراءات الحكومية تأثيرا على مصالح الأول التجارية.

وإجمالا، فقد لعب دعم هانكي دورا حاسما في مساعدة ترامب في التغلب على الصعوبات المالية والمسؤوليات القانونية المحتملة، ما يسلط الضوء على تقاطع السياسة مع المال والمصالح الشخصية.

الحملة الانتخابية
في غضون ذلك، أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى وجود مشهد تنافسي في الولايات المتأرجحة، مع تقدم ترامب بالعديد من الولايات الرئيسية.

وبينما يتفوق بايدن بفارق ضئيل على ترامب في ولاية ويسكونسن، فإن الأخير يحافظ على تقدمه في ولايات حاسمة أخرى.

ومع ذلك، فإن هذه القراءات التي تُظهر تقدم ترامب في عديد من الولايات المتأرجحة وتقدم بايدن بفارق ضئيل في ولايات أخرى، قد لا تعكس بدقة النتيجة النهائية للانتخابات.

وهذا طرح يفرض نفسه خصوصا في ظل اختيارات الناخبين التي توصف بأنها عرضة للتغيير بمرور الوقت.

ومع اقتراب موعد الانتخابات وتزايد تفاعل الناخبين مع الحملات الانتخابية، قد تتغير آراؤهم، ما قد يؤدي إلى تغيير المشهد الانتخابي برمته.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الانتخابات التمهیدیة ولایة ویسکونسن فی ولایات فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب: بايدن أسوأ رئيس في تاريخ أمريكا

أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن محاكمته كانت فاسدة ولم تكن عادلة ولم يسمح له باستخدام خبير انتخابي، كما أنه لم تتم الاستجابة لمطالبه بتغيير قاضي المحكمة.

 

إدانة ترامب في 34 اتهامًا تُربك حسابات الناخبين ترامب أول رئيس أمريكي مدان قانونيًا بارتكاب جريمة

وتابع “ترامب” خلال مؤتمر صحفي له نقلته قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الجمعة، أن  جو بايدن هو أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة والأقل كفاءة.

 

وأضاف :" أتفوق على بايدن في استطلاعات الرأي وتقدمت عليه بـ6 نقاط بعد إدانتي في نيويورك، مشيرًا إلى أنهم يعملون على تقييده لمنعه من مواصلة الحملة الانتخابية".

 

وواصل ترامب  أنه كان هناك بعض الأشخاص تسببوا في إحداث مشاكل لمنعه من استكمال الانتخابات.

 

إدانة ترامب في 34 اتهامًا تُربك حسابات الناخبين


 

وفي سياق آخر،  تسبب قرار هيئة المحلفين في نيويورك بإدانة الرئيس الأسبق دونالد ترامب في إجمالي التهم الموجهة له وعددها 34 اتهاماً في تأجيج السباق على رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.. إذ تربك الإدانة حسابات الناخبين إلا أنها لن تمنع ترامب من مواصلة التنافس في السباق الانتخابي.

 وقد منح الحكم ترامب وصف أول رئيس أمريكي سابق يدان في اتهامات جنائية.. إذ تتضمن الاتهامات تزوير وإخفاء معلومات وتلاعب بحسابات ضريبية.

وتتمثل أهمية الإدانة الأخيرة في أنها صدرت بإجماع هيئة المحلفين المكونة من 12 عضوا.. مما يشير إلى صعوبة الإفلات من الإدانة في الاستئناف في يوليو المقبل. وكانت محكمة في نيويورك قضت في وقت سابق بتغريم مجموعة شركات ترامب  534 مليون دولار ومنعها من العمل في نيويورك لمدة 3 سنوات.

ومما يضعف موقف ترامب في القضية الأهم التي تشغل الرأي العام الأمريكي اقتصار دفاعه على توجيه أصابع الاتهام إلى منافسه في الانتخابات الرئاسية جو بايدن وأنصاره بالوقوف خلف القضية وادعاء أن كل ما يوجه له من اتهامات مجرد مكايدة سياسية لعرقلة مسيرته في الانتخابات الأمريكية.. متجاهلا التركيز على الاتهامات الموضوعية الموجهة له ودحضها.

 وبينما تمثل الإدانة الجديدة لترامب انتصارًا مرحليًا لفريق الرئيس جو بايدن الانتخابي.. إلا أن الكلمة الأخيرة في السباق تبقى للمجمعات الانتخابية.. والناخب الأمريكي الذي يحدد قراره وفقا لعدة حسابات أخرى  يأتي الوضع الاقتصادي في مقدمتها.. والضرائب والضمان الاجتماعي.. بجانب قضايا البطالة والهجرة غير الشرعية.. والتي تنقسم حولها وجهات النظر إلى فريقين رئيسيين.. الأول يرى بضرورة بقاء المهاجرين داخل الأراضي الأمريكية لما يقدموه من خدمات تساهم في بناء الولايات المتحدة الأمريكية وسد العجز القائم في العمالة.. ويميل الفريق الآخر إلى الاعتقاد بأن تدافع المهاجرين إلى الأراضي الأمريكية يقلل من فرص المواطنين في العمل والمعيشة.. وتمثل عبئا إضافيا على دافعي أموال الضرائب.

 وقد أربكت الإدانة الأخيرة قطاعات الناخبين.. فبينما يستغل أنصار ترامب الحكم لاجتذاب المزيد من التعاطف معه.. والعزف على نغمة الضحية التي تتعرض لمؤامرة انتخابية.. يرى كثير من أنصار الحزب الجمهوري نفسه أنه لايجب أن يعطوا أصواتهم الانتخابية لمرشح مدان جنائيا.. ويعلق ذلك الفريق قراره على مدى اقتناعة بالأدلة المقدمة في قرار الإدانة. وتبقى الكتل التصويتية التي لم تحسم رأيها بعد.. هي عامل الحسم في الانتخابات القادمة والتي قد تؤثر قضية ترامب والحكم النهائي في توجيهها.

 وبالرغم من سماح الدستور الأمريكي لترامب بمواصلة المنافسة في السباق الرئاسي.. إلا أن فرص ادانته المتنامية في التهم الموجهة له والتي قد تصل عقوبتها إلى السجن 4 سنوات.. قد تضع المجتمع الأمريكي في موضع غير مسبوق من الغرابة والإشكال القانوني.. في حال فوزه في الانتخابات المقبلة.. إذ تشير أغلب استطلاعات الرأي إلى تساوي حظوظ المتنافسين الرئيسيين في السباق الانتخابي، ترامب وبايدن.. ففي حال فوز ترامب سيجد الناخب الأمريكي نفسه أمام معضلة رئيس منتخب شرعيا وفي نفس الوقت محكوم عليه بالسجن لأربعة سنوات أو لمدة تعادل المدة الرئاسية.. ويتبقى احتمال المفاجأة في اللحظات الأخيرة للانتخابات قائما رغم عدم وجود المرشح الثالث الذي يمكن وصفه بالحصان الأسود.. أو ربما تحال الانتخابات في نهاية الأمر لمجلس النواب الأمريكي لاختيار الرئيس المقبل للولايات المتحدة في حال عجز أي من المتنافسين عن حسم الانتخابات لصالحه بالفوز  بأغلبية أصوات الهيئة الانتخابية ( 270 صوتًا).. و يتوجب على مجلس النواب حينها أن يقرر المرشح الفائز.. فيما يوكل اختيار المرشح الفائز بمنصب نائب الرئيس إلى مجلس الشيوخ.

مقالات مشابهة

  • لارا ترامب: الحزب الجمهوري سيقبل فوز بايدن إذا كانت الانتخابات نزيهة
  • هل يعني الحكم على ترامب أن لا أحد فوق القانون في الولايات المتحدة؟
  • «قتال من أجل أمريكا».. هل تؤدي إدانة ترامب بـ34 تهمة إلى حرب أهلية؟
  • استطلاع: ترامب قد يخسر 10% من الأصوات بسبب إدانته
  • استطلاع للرأي: 10% من الجمهوريين يستبعدون التصويت لترامب بعد إدانته
  • استطلاع لرويترز-إبسوس: بايدن يحصل على دعم 41% من الناخبين وترامب على 39% قبل انتخابات نوفمبر
  • ترامب: محاكمتى فاسدة ولم تكن عادلة
  • ترامب: بايدن أسوأ رئيس في تاريخ أمريكا
  • بايدن وترامب والهجرة.. سياسات مختلفة قد تؤثر على الأسواق
  • إدانة ترامب في 34 اتهامًا تُربك حسابات الناخبين