صدمة كبيرة بين زبناء فرع الاتحاد المغربي للأبناك في تطوان، يوما بعد اعتقال مديره، دانيال زيوزيو (55 عاما) على ذمة التحقيق، في قضية اختلاسات تبلغ خسائرها عشرات الملايين من الدراهم وفق إحصائيات مؤقتة.

والخميس، تقاطر عدة زبناء إلى هذه الوكالة البنكية في شارع محمد الخامس في مسعى للتحقق من مآل الودائع التي كانت بحوزة هذا البنك.

على ما يبدو حتى الآن، فإن أكثرية الزبائن قد جردوا كليا من الودائع التي سلموها إلى هذا البنك، أو تعرضوا لخسائر جزئية؛ من شركات، ورجال أعمال، وجمعيات موظفين، وأشخاص ذاتيين. تنكب الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الوقت الحالي، على تحديد حجم الخسائر في التحقيق الذي تجريه مع مدير فرع هذا البنك، دانيال زيوزيو، وشريكه، موظفه الأدنى درجة والمكلف بالصندوق. لكن من الواضح أن حجم الاختلاسات قد يصل إلى المليارات قام بها هذا المسؤول الذي كان أيضا من بين المؤتمنين على نادي المغرب التطواني الذي عانى صعوبات منذ العام الماضي.

وفق الشهادات الأولية المستقاة من الضحايا، لم يكن للمشتبه في إدارته عمليات الاختلاس هذه تمييز بين الحسابات، فقد كان يأخذ من ودائع بسيطة تقدر بآلاف الدراهم، كما يفعل مع حسابات تعج بمئات الملايين.

التقى مراسل « اليوم 24 » في تطوان عينة من الضحايا. مسن كان يملك وديعة في هذا البنك قدرها 110 ملايين سنتيم، لم يجد متبقيا سوى 1100 درهم. سيدة كانت وديعتها تصل إلى 100 مليون سنتيم، تبقت لها 1900 درهم. رجل آخر عمل لسنوات في جمع مدخرات تصل إلى 27 مليون سنتيم، وجد ألفي درهم فقط تنتظره. سيدة أخرى، تبخرت وديعتها بالكامل: 45 مليون سنتيم، وكذلك كان مصير سيدة بلغت وديعتها 37 مليونا ثم لم تجد فلسا. أيضا، تاجر فقد لتوه 300 مليون سنتيم.

تلخص هذه الودائع قصصا مؤسفة لأشخاص عملوا بكد في الادخار، وقد ضُربت الثقة التي وضعوها في البنك في الصميم. ليست لدى الضحايا سوى آمال في العثور على طريقة لاسترداد هذه الأموال. والبنك بدأ إجراءات مع زبنائه لتقييم الخسائر.

في القصة التي يرويها واحد من هؤلاء الضحايا الذين التقاهم مراسل « اليوم24 » خارجين للتو من هذه الوكالة البنكية، يقف مذهولا وقد فقد 12 مليونا. هو شخص بسيط، كان يحاول الادخار طيلة حياته ثم تبخرت وديعته. ليس هو فقط، بل وأيضا ابنه وقد خسر 20 مليونا، وزوجته التي فقدت 12 ألف درهم. بعض الضحايا يقولون إن عمليات الاختلاس بدأت من حساباتهم منذ 2020.

لا يتوقف الناس عن التدفق إلى فرع هذا البنك الذي تضرر بشدة في سمعته، وهو يسعى إلى تطويق خسائره. يقول ضحية إن « وثوقه في هذا البنك كان بسبب السمعة الجيدة، كما الاحترام الشديد الذي يتمتع بها مسؤولوه في تطوان »، يقصد بذلك دانيال زيوزيو، الذي كان جزءا من الطبقة المترفة في تطوان، ولم يعان بهدف كسب الاحترام.

هذا الرجل باعتباره مسؤولا في حزب الاستقلال، قادما من حزب العدالة والتنمية، لم يكن وجها للفضيحة في هذه المدينة المفعمة بالتقاليد السياسية. لكن من المؤكد أن مستقبله السياسي قد انتهى بمجرد أن قاده رجال شرطة خارج مكتبه في ذلك البنك.

بوصفه نائبا لرئيس جماعة تطوان، فقد ألقى بمزيد من الظلمة أيضا على مستقبل المكتب المسير لهذه الجماعة، التي لم يحدث في تاريخها أن تحول السجن إلى باب جانبي لأعضائها البارزين.

بدأت مثل هذه المشاكل في التطور داخل هذه الجماعة باعتقال عضوة في الأغلبية، سارة العمراني (حزب الاستقلال) في يناير 2022، كانت بصدد إدخال كمية من المخدرات إلى السجن المحلي بهذه المدينة. نالت حكما بثلاثة أشهر حبسا، وقد عادت إلى مقعدها في الجماعة بعد خروجها من السجن.

عضو آخر في هذه الأغلبية التي شكلها رئيسها، مصطفى البكوري (التجمع الوطني للأحرار) سيجد نفسه في السجن على ذمة قضية كبيرة في تزوير العقود بهدف الاستيلاء على العقارات، فمحمد نبيل الكوهن (حزب الأصالة والمعاصرة) ما زال ينتظر مصير استئنافه حكما ابتدائيا صدر في حقه في مارس 2023 بخمس سنوات سجنا.

ثم تصاعد الموقف باعتقال النائب الثالث لرئيس هذه الجماعة، أنس اليملاحي. فهذا الشاب (37 عاما)، أدين هذا الشهر بـ10 أشهر حبسا في قضية احتيال باتت الآن تعرف بتسمية « المال مقابل الوظيفة »، وهي تلخيص لوعود كان يطلقها هذا المسؤول بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لتوظيف أشخاص في وزارة العدل مقابل مبالغ من المال تصل إلى 30 مليونا.

 

كلمات دلالية أحزاب المغرب تطوان سياسية فساد

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أحزاب المغرب تطوان سياسية فساد ملیون سنتیم هذا البنک فی تطوان

إقرأ أيضاً:

السويد تفرج عن مسؤول إيراني سابق مدان وتعلن عودة محتجزين لدى طهران

قال أمين لجنة حقوق الإنسان الإيرانية كاظم غريب أبادي، السبت، عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي إن السويد أفرجت عن المسؤول الإيراني السابق المدان حميد نوري.

وأضاف أن نوري، الذي أدين لدوره في عملية إعدام جماعي لسجناء سياسيين في إيران عام 1988، سيعود إلى بلاده خلال ساعات قليلة.

ولم يكن لدى متحدث باسم وزارة الخارجية السويدية تعليق بعد على التقارير.

وعلى نحو منفصل، أعلن رئيس الوزراء السويدي أن المحتجزين لدى إيران يوهان فلودروس وسعيد عزيزي على متن طائرة عائدين إلى السويد.

وفي عام 2022، خلصت محكمة ستوكهولم الجزئية إلى أن نوري مذنب بارتكاب جرائم قتل وجرائم خطيرة ضد القانون الدولي. وأيدت محكمة استئناف سويدية في 2023 حكما بالسجن مدى الحياة على المسؤول الإيراني السابق.

واعتقل نوري الذي ينفى هذه الاتهامات في مطار ستوكهولم عام 2019، وتسببت قضيته في شقاق عميق بين السويد وإيران، التي قالت إن الحكم الأولي له دوافع سياسية.

وكان نوري في حينها الشخص الوحيد الذي يحاكم بسبب عملية تطهير جرت في سجن جوهردشت في كرج بإيران عام 1988 واستهدفت أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، الذين كانوا يقاتلون في أجزاء من إيران، بالإضافة إلى معارضين سياسيين آخرين.

وقالت منظمة العفو الدولية إن الذين أُعدموا بناء على أوامر حكومية بلغ عددهم نحو خمسة آلاف شخص، وأضافت في تقرير عام 2018 إن "الرقم الحقيقي قد يكون أعلى". ولم تعترف إيران قط بعمليات القتل.

ويجوز للمحاكم السويدية بموجب القانون المحلي محاكمة المواطنين السويديين وغيرهم من مواطني الدول الأخرى بتهمة ارتكاب جرائم في الخارج بالمخالفة للقانون الدولي.

بالمقابل، بدأت محكمة إيرانية العام الماضي مقاضاة موظف سويدي في الاتحاد الأوروبي اعتقل عام 2022 أثناء عطلة كان يقضيها في البلاد.

وواجه يوهان فلوديروس الاتهام بالتجسس لصالح إسرائيل و"الإفساد في الأرض"، وهي جريمة يعاقب عليها بالإعدام.

وطلبت السويد إطلاق سراحه على الفور، ووصفت احتجازه بأنه تعسفي.

واتهمت جماعات حقوقية وحكومات غربية الجمهورية الإسلامية بمحاولة انتزاع تنازلات سياسية من دول أخرى من خلال اعتقالات بناء على اتهامات أمنية ربما كانت ملفقة.

وتقول طهران إن مثل هذه الاعتقالات تستند إلى قانونها الجنائي وتنفي احتجاز أشخاص لأسباب سياسية.

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي من جبل عرفات: الجميع سواء لا نعرف الغني من الفقير (فيديو)
  • السويد تفرج عن مسؤول إيراني سابق مدان وتعلن عودة محتجزين لدى طهران
  • "حرب البنوك" بين صنعاء وعدن ـ الوجه الآخر للصراع في اليمن
  • استئنافية تطوان تخفض عقوبة مستشار وزير العدل السابق المتورط في قضية الوظيفة مقابل المال
  • بعد عودته للحياة.. الطفل توفيق أبو يوسف يلفظ أنفاسه الأخيرة بغزة / فيديو
  • “التوظيف مقابل المال”.. تخفيض الحكم الصادر في حق مستشار وزير العدل الأسبق
  • مسؤول إسرائيلي سابق: حماس مدرسة في التفاوض
  • تعرف إلى قصة طفل النصيرات الذي عاد إلى الحياة بعد إعلان استشهاده (شاهد)
  • مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية: قلقون جدا من التصعيد على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية
  • أمن العرائش يحجز كوكايين و70 مليون سنتيم