ترأس البابا فرنسيس،أمسية الصلاة لمناسبة اليوم العالمي للشبيبة ٢٠٢٣ في حديقة تيجو بليشبونة، وشارك فى الصلاة   مليون ونصف مليون من الشبان.

 وقد طلب منهم فرنسيس أن يساعدوا من سقطوا على النهوض، وقال لهم: لا تخافوا، فالفشل يكون فشلا عندما لا يجد الإنسان القوة على النهوض "لا بد من السير قدما في الحياة وإذا سقط الإنسان فهو يحتاج إلى المساعدة كي ينهض، وهذا هو تمرين مستمر لأنه لا يوجد شيء مجاني في العالم باستثناء محبة يسوع".

بهذه الكلمات توجه البابا فرنسيس إلى نحو مليون ونصف مليون شاب وشابة غصت بهم حديقة تيجو في ليشبونة، والتي باشروا بالتوافد إليها بدءا من ساعات الصباح الأولى كي يشاركوا في أمسية الصلاة لمناسبة اليوم العالمي للشبيبة، والتي كانت المحط ما قبل الأخير من أسبوع حافل بالنشاطات على التراب البرتغالي. ومن بينهم من وصلوا إلى الحديقة بعد مسيرة طويلة اجتازوا خلالها ثمانية أو عشرة كيلومترات سيرًا على الأقدام.

خطاب البابا إلى الشبان أخذ شكل حوار، فطرح فرنسيس على الحاضرين أسئلة اقتضت منهم الأجوبة. وقد شرح الحبر الأعظم المعنى العميق للعمل الذي قامت به مريم، التي نهضت وتوجهت مسرعة عند نسيبتها أليصابات، مع أنها كانت قد تلقت للتو بشارة الملاك. ولفت البابا إلى أن العذراء، وعوضا عن التفكير بنفسها، فكرت بالشخص الآخر، فكرت بنسيبتها لأن الفرح هو إرسالي، ليس خاصًا بنا بل يهدف إلى حمل شيء ما للآخرين.

شاء فرنسيس أن يتوقف عند هذه الفكرة أكثر من مرة طالبًا من الشبان أن يكرروا القول إنهم عازمون على حمل الفرح للآخرين، متذكرين أن الآخرين أيضا جهّزونا كي نناله. إنهم الأشخاص الذين حملوا النور إلى حياتنا: الوالدون، الأجداد، الأصدقاء، الكهنة، الرهبان، معلمو الدين، والمدرسين. وطلب البابا من الحاضرين أن يقفوا دقيقة صمت يتذكرون خلالها هؤلاء الأشخاص. وقال إن هؤلاء هم جذور الفرح، لأن الفرح الواجب نقله لا ينبغي أن يكون عابرًا أو موقتًا، بل يجب أن يمد الجذور، وهذا الأمر لا يتحقق داخل جدران المكتبة إذ لا بد من السعي إليه واكتشافه في الحوار مع الآخرين.

بعدها سأل البابا الشبان والشابات المشاركين في أمسية الصلاة ما إذا كانوا قد شعروا بالتعب في بعض الأحيان، وقال إن الإنسان قد يشعر أحيانًا بالرغبة في الاستسلام والتوقف عن السير قدمًا، ويسقط أرضا. بيد أن الفشل في الحياة ليس النهاية. من المهم ألا يبقى الإنسان أرضًا، وألا يقفل الباب أمام الأمل في الحياة. وفي هذه الحالة ينبغي أن يُساعد الشخص الذي سقط كي يتمكن من النهوض. وهي جملة كررها البابا أكثر من مرة وطلب من الحاضرين أن يتأملوا فيها وسط التصفيق. وقال إن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن ننظر فيها إلى شخص ما من الأعلى إلى الأسفل، هي عندما نساعده على النهوض.

هذا ثم لفت الحبر الأعظم إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى التمرين، تماما كلاعب الكرة الذي يتمرن على تسديد الأهداف. وقال إنه لا توجد دورات دراسية تعلمنا السير في الحياة. إننا نتعلم ذلك من والدينا، من أجدادنا وأصدقائنا الذين يمسكون بيدنا. من هنا دعا البابا الحاضرين إلى وضع هدف لمسيرتهم، وإلى التمرين كل يوم من أيام حياتهم، لأنه لا يوجد شيء مجاني، فلكل شيء ثمنه، باستثناء محبة يسوع، التي هي مجانية. من هذا المنطلق شجع البابا فرنسيس الشبان والشابات على السير قدمًا والنظر إلى الجذور بلا خوف.

القسم الأول من أمسية الصلاة بدأ بعرض موسيقي ولوحات راقصة روت قصة شابة تركت الله يحاكيها، وقد بدل هذا الاختبار حياتها، وترك أثرًا لدى جميع الأشخاص الذين التقت بهم. وهذه الرواية تشبه إلى حد بعيد ما حصل مع مريم العذراء التي قالت "نعم" لدعوة الله لها، وهي تلهمنا اليوم على فعل الشيء نفسه، وعلى أن نهب أنفسنا بالكامل للرب وأن نضع حياتنا كلها بين يديه، متخلّين عن مشاريعنا الخاصة، كي نصبح أدواته في تاريخ محبته تجاه كل واحد منا.

وقد تخللت العرض الفني شهادتان إحداهما لكاهن تحدث عن التزامه في حمل الفرح للآخرين ومساعدتهم على إيجاد المسيح، وروى أنه تعرض لحادث سير خطير نجا منه بأعجوبة وجعله يدرك المعنى العميق للحياة، فأصبح كاهنا. أما الشهادة الثانية فكانت لشابة جاءت من الموزمبيق، من منطقة كابو ديل غادو، التي تشكل منذ خمس سنوات مسرحًا لأعمال عنف تمارسها مجموعات مسلحة متطرفة. وقالت إنها بعد أن فقدت والدها اضطرت للهرب من الإرهابيين مع والدتها وشقيقاتها الثلاث، وقد صلين كثيرًا، ولم يفقدن الإيمان، وطلبن من الله أن يساعدهن على إلغاء الشر من العالم وصلين كي يتبدل الأشخاص المسؤولون عن هذه الحرب. وختمت بالقول: إننا، وعلى الرغم من الآلام الكثيرة، لم نفقد قط الأمل بأننا سنتمكن يومًا ما من بناء حياتنا مجددا.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: البرتغال البابا فرنسيس

إقرأ أيضاً:

دعم مرضى الفشل الكلوي .. «الصحة»: إرسال قافلتين طبيتين إلى جيبوتي

أعلنت وزارة الصحة والسكان عن إرسال قافلتين طبيتين إلى جمهورية جيبوتي، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي إطار مخرجات زيارته الرسمية إلى جيبوتي في 23 أبريل 2025، والتي أكدت على تعزيز التعاون الثنائي في المجال الصحي، من خلال دعم القطاع الطبي الجيبوتي، وإيفاد قوافل مصرية متخصصة، تشمل قافلة لتركيب الوصلات الشريانية لمرضى الغسيل الكلوي، وأخرى لتنفيذ المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن ضعف السمع.

وزير الصحة يلتقي رئيس مجلس إدارة التحالف العالمي للقاحات والتطعيماتوزير الصحة يبحث إنشاء مستشفى مجهز بأعلى مستوى من المعايير العالميةوزير الصحة يستجيب لاستغاثة أب يعاني طفله من عيوب خلقية في القلبمساعد وزير الصحة: نتبنى خطة طموحة لإعادة تأهيل وإنشاء المستشفيات والوحدات الصحية


وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن القافلة الطبية الأولى غادرت مصر في 11 مايو الجاري واستمرت حتى 18 من الشهر ذاته، بهدف إجراء جراحات تركيب الوصلات الشريانية لمرضى الفشل الكلوي، وقد استهدفت القافلة علاج نحو 80 مريضاً، حيث كانت مدعومة بالأدوية والمستلزمات والتجهيزات الطبية اللازمة.


وأضاف عبدالغفار أن القافلة الطبية الثانية انطلقت يوم 18 مايو الجاري وتستمر إلى 25 مايو، لتنفيذ المبادرة الرئاسية لفحص ضعف السمع، وذلك في إطار التعاون الصحي بين البلدين، وتأكيداً على الدور المصري الرائد في دعم الأنظمة الصحية في القارة الأفريقية.

جهود الأطباء المصريين


وقد استقبل وزير الصحة الجيبوتي الدكتور أحمد روبلة عبد الله، الوفد المصري في مقر الوزارة، بحضور السفير المصري لدى جيبوتي، السيد خالد الشاذلي، حيث أعرب عن تقديره للتعاون القائم بين الجانبين، وأشاد بجهود الأطباء المصريين، خصوصاً في مجال دعم مرضى الغسيل الكلوي، وقدم لهم شهادات تقدير امتناناً لمساهماتهم.


وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد  جاد مستشار الوزير  للعلاقات الصحية الخارجية، إن البعثة الطبية المصرية، فعّلت فور وصولها إلى جيبوتي مبادرة فحص ضعف السمع، حيث انطلقت أعمال الفحص من مستشفى "بالتيه" الذي يتمتع بتجهيزات ملائمة للفحص السمعي، تشمل كابينة عازلة للصوت وغرف فحص مجهزة، كما زودت وزارة الصحة المصرية المستشفى بأجهزة طبية متطورة لدعم تنفيذ المبادرة.


وأضاف " جاد"  أنه خلال أول يومين، تم فحص عدد كبير من الأطفال، وصرف نحو 30 سماعة طبية للفئة العمرية من 6 سنوات فأكثر، ويجري العمل حالياً على صرف ما يقارب 120 سماعة ضمن المرحلة الأولى من التنفيذ، كما تتضمن خطة العمل إجراء زيارات ميدانية إلى مدارس ذوي الإعاقة لإجراء مسح سمعي، باستخدام أجهزة قياس الانبعاث الصوتي، مع تحويل الحالات التي يُشتبه في إصابتها بضعف سمعي إلى مستشفى "بالتيه" لاستكمال الفحوصات الدقيقة وتحديد مدى الحاجة إلى أجهزة سمعية.

هذا وقد كان في استقبال القافلة لدى وصولها إلى جيبوتي نائب السفير المصري، السيد كريم عادل العسال، الذي أكد أن هذا التحرك يأتي تنفيذاً مباشراً للتوجيهات الرئاسية، وتجسيداً لعمق العلاقات التاريخية بين مصر وجيبوتي، ودعماً لجهود تعزيز الأمن الصحي في أفريقيا.

طباعة شارك مرضى الفشل الكلوي الصحة قافلتين طبيتين جيبوتي فحص السمع التعاون الصحي

مقالات مشابهة

  • ذاكرة الجدة وذعر الطريق
  • 13 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال 24 ساعة
  • البابا تواضروس يستقبل وزير الشباب ووفدا من المشاركين في منحة الزعيم جمال عبد الناصر
  • البابا تواضروس يستقبل وزير الشباب ووفد من شباب منحة الرئيس جمال عبد الناصر
  • السيد القائد عبدالملك: حاملة الطائرات ترومان الأمريكية غادرت وهي تحمل عنوان الفشل بخسارة 3 مقاتلات
  • محمد سمير ندا: القلق هو الصلاة السادسة التي يصليها العرب جماعة منذ عام 1948
  • دعم مرضى الفشل الكلوي .. «الصحة»: إرسال قافلتين طبيتين إلى جيبوتي
  • بعد تكراره.. طرق تخطي الفزع من الزلزال أثناء النوم
  • حرية وطن
  • صحيفة بريطانية تكشف طبيعة المنظمة الغامضة التي ستسيطر على المساعدات في غزة