جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-10@04:54:33 GMT

التاريخ.. دفاتر وسجلات!

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

التاريخ.. دفاتر وسجلات!

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

"التحدي المتمثل في القيادة هو أن تكون قويا، ولكن ليس وقحا. كن لطيفا، لكن ليس ضعيفا، كن جريئا، لكن ليس متنمرا، كن مدروسا، لكن ليس كسولا، كن متواضعا، لكن ليس خجولا، كن فخورا، لكن ليس متعجرفا، لديك الفكاهة، ولكن دون حماقة"، جيم رون.

 

****************

عندما تفكر في الكتابة حول بحث منشور أو دراسة مخطوطة في علم التاريخ، أو حتى لما تتفكر في كتابة تقرير عن تقدير موقف في دراسة ضمن العلوم السياسية، تتراءى أمامك عدة إشكاليات لكيفية بدء استنطاق البحث أو الدراسة، أو محاولة استشراف الأفق في ورقة تقدير الموقف، يتلازم مع ما سبق محاولات بحث لا تتوقف حول معلومات يحتاجها استنطاق البحث أو تحريك المياه الراكدة للدراسة، فتبدأ في تقليب أوراق التاريخ للتأكد من حيثيات ما جاء في البحث حتى يتم التفنيد، والتحقق، كذلك الوضع مع تقدير الموقف، لن يكون التاريخ وصفحاته سوى ملازم لصيقا بك، فلا يمكنك سوى الانطلاق من أوراق التاريخ التي تفصح عمَّا تتحدث عنه النفس وعن هاجسها البحثي.

نقف جانبا ولو قليلا وتساؤل مستحق يشغل الخاطر، وهو: هل يعيد التاريخ نفسه؟ هل يتكرر التاريخ و إن بأوجه متعددة إنما بنفس الفكرة؟

لا ننسى أن التاريخ يلاحقنا، وكل حبر يجف إلا حبر التاريخ، وكل كتاب يركن إلا كتاب التاريخ، أحيانا أتساءل هل التاريخ هو أساسا ترجمة أو نقل أو تأريخ لقصص أو سير ملحمية، أو أحداث هامة غيرت مجرى التاريخ هي التي سيستلمها المؤرخ أو الكاتب، وماذا عن بديهيات الحياة وحيثياتها، وحياة الناس العادية، والبسطاء من يكتب تاريخهم، هل لهم أهمية، أم مرورهم على التاريخ كمرور الكرام، هذا إن مروا أصلا، تحدثك نفسك حديثا عن أهمية القيادة ودورها ومكانها في التدوين التاريخي، تصور أحداث هامة غيرت مجرى العالم من قام بها آلاف من البشر، لولاهم لما قام الحدث أساسا، لكن التاريخ لايذكر سوى القادة، قادة الحدث، ولاعزاء للبقية، هنا أيضاً يبرز سؤال: هل صفحات التاريخ ظالمة، هل هي متواطئة فقط مع القادة، الجواب وبقياس بسيط جدا: لأن الصفحات لاتتسع للكل بل لمن يعدل الكفه، أو يبادر لتقليب صفحات التاريخ بأعمال وأحداث يجبر الأقلام على تدوينها على الصفحات، هذا قدر التاريخ لأن الحبر لن يكفي للكتابة ولأن الصفحات لن تتسع للجميع.

أتفكر في الحياة، وقوانينها المكتوبة وأعرافها ومدى التقيد بها وتتفيذها، وقبل ألا أتجاوز هذه العبارة أتفكر أيهما أهم عبر التاريخ وعقوده المتتالية وسنواته العديدة، أيهما أهم: القانون أم العرف؟، الحرام أم العيب؟

لا تذهب بعيدا لأن حل إشكالية التباين بين القانون والعرف، والحرام والعيب ستفرز تأريخ ممارسات عديدة قد تغير مسارا معينا في التاريخ، صدقني التاريخ تحتوي صفحاته على كل شيء وأي شيء !

هناك من يعتقد بأن كتب التاريخ هي في الواقع قصص وحكاوي ممتعة أو محزنة بحسب السياق المتبع، لكنها في الحقيقة دروس للحاضر واستشراف للمستقبل، ابحث عن التاريخ ستجده حتى في سجل السيارة عندما تذهب بها للصيانة سيحدثك المختص عن تاريخ الصيانة وقد جرت العادة تدوين تواريخ الصيانة، لو لاسمح الله ذهبت للعلاج أول سؤال سيكون عن تاريخك العلاجي، ومتى وأين وكيف كان العلاج وماهي الأدوية، ولو تفكرت في المواد الغذائية المستهلكة لوجدت تاريخ صلاحية، التاريخ يلاحقنا في كل شيء، حتى السمعة الشخصية هي أساسا تاريخ شخصي.

لكن يبدر سؤال مهم: هل هناك من يعي أهمية التاريخ، وتوافقاته ومتحولاته ومتلازماته، يمكننا القول وبثقة للأسف قليل بل نادر من يتثبت من التاريخ وتراكماته !

كل إنسان له دفاتر وسجلات يدونها التاريخ، فهل بإمكان أي منَّا التعامل بما يجب مع حبر الصفحات؟

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السوداني واردوغان يؤكدان أهمية السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة

الاقتصاد نيوز - بغداد

أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان، الخميس، أهمية السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان، اطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان، عقدا اجتماعًا ثنائيًا في إطار الزيارة الرسمية التي يجريها السوداني إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث شهد الاجتماع التباحث في مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل المضي في تنفيذ الاتفاقات التي سبق أن جرى توقيعها بين الجانبين في نيسان 2024".

وأضاف البيان، أنه "جرى التأكيد المتبادل على استكمال الجهود النوعية المشتركة لتعزيز التعاون".

وأشار السوداني، بحسب البيان، إلى "حرص الجانبين على تنفيذ مُخرجات اتفاقات الإطار الاستراتيجي للتعاون المشترك، بما يرفع قدرة البلدين على مواجهة التحديات المشتركة".

وبيّن، أن "العراق يثمن التعاون البناء المشترك، ومخرجات الآلية الأمنية رفيعة المستوى، والحوار الصريح والشفاف الذي يتناول مختلف الجوانب الأمنية التي تهمّ البلدين، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب والاتّجار بالبشر، وتجارة المخدرات".

وتطرق السوداني إلى، "مشروع طريق التنمية، وإسهاماته على المستوى الدولي والإقليمي في تعزيز التكامل الاقتصادي، ورفع مستوى التبادل بين العراق وتركيا، وخلق فرص واسعة ومتعددة للتنمية، والمناطق الصناعية والزراعية، والتعاون بين القطاع الخاص في كل من العراق وتركيا، إضافة إلى مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والمجالات الثقافية وسائر مجالات التعاون".

وواصل البيان، أن "اللقاء شهد البحث في أبرز الأحداث في المنطقة وتطوراتها، حيث جرت إدانة استمرار العدوان الذي تشهده غزّة، وعلى تطابق المواقف بين العراق وتركيا في هذا الصدد، فضلًا عن تأكيد أهمية السماح بدخول المساعدات الإنسانية وانسحاب الاحتلال بشكل كامل، وفي الشأن السوري، جرى التأكيد المشترك على دعم الاستقرار والانتقال السياسي فيها، ومساعدة الشعب السوري في أزمته، وضرورة تعزيز السيادة، ورفض استغلال الظروف الحالية للتدخل في الشأن الداخلي وضرورة حماية التعدد والتنوع في مكونات المجتمع السوري".

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • السيسي وبوتين: أهمية استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط
  • الأمة.. إشكالية الهوية فيما بعد التاريخ (1)
  • السوداني واردوغان يؤكدان أهمية السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الفاتيكان يختار أول بابا أمريكي عبر التاريخ.. وهذ اللقب الذي سيحمله
  • لماذا تشكل الهواتف ذات البطاريات الكبيرة أهمية في عام 2025؟
  • يمق اكد أهمية الشفافية والإصلاح في العمل البلدي
  • ضبط 72 قطعة سلاح أبيض بحوزة شخصين
  • مصدر لـCNN: المناوشات الجوية بين باكستان والهند تعتبر من الأكبر في التاريخ
  • عُمان والجزائر.. رفقاء التاريخ والمسيرة
  • مصر تؤكد أهمية بذل المساعي لتحقيق التهدئة بين الهند وباكستان