جريدة زمان التركية:
2025-06-24@18:18:04 GMT

نعمة كبرى

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

بقلم:  دانيال حنفي

القاهرة (زمان التركية)- عودة السفارات المفخخة الى سطح الأحداث، وعودة حالات الطعن بالسلاح الأبيض -في بلاد ومناطق متفرقة- ربما ليست بالردة إلى الخلف في تاريخ الصراع فقط، ولكنها تطورات قد تدل على فقر الحيل وانتحار الأمل عند البعض في الوصول الى سطح الحياة والتنفس والعيش كما يعيش سائر البشر بكل وضوح أيضًا.

إن المنظمات الإرهابية مجرمة، ولكنها ليست كل الخطر. فالخطر في أيدي كل الناس المقهورين وفي أيدي أصحاب الحق المسلوبي الإرادة الذين تنهش أرضهم وبيوتهم وأموالهم وتقتل فرصتهم في الحياة -على مرأى من الناس- كل يوم وتدك على رؤوسهم الجبال والحيطان والشجر دون توقف ودون حق.

الخطر في أيدي الجوعى الذين تسلب فرصتهم في النمو والتقدم مقابل صناعة رصاصة أو صاروخ أو قنبلة تقتل أو تحاول أن تقتل آخرين. فسلسلة الانتهاكات المنتظمة المستمرة ليست إلا دعوة صريحة مفتوحة الى العنف وإلى القتل وإلى كل أنواع الاعتداء التي لا يريدها أحد.

والمسؤولون عن هذه الردة الخطيرة وعن انزلاق الأوضاع إلى مزيد من العنف والقتل هم أصحاب المصالح من كل الجوانب. فالمصالح لا لون لها ولا دين ولا وطن ولا قلب أيضًا، وإنما فقط دفتر شيكات سمين يأتي بالمنازل الفخمة والسيارات والطائرات والأراضي والحسابات البنكية الضخمة.

ويبدو أن لا شبع ولا نهاية لأطماع وتطلعات أصحاب المصالح، وهو ما قد يعكسه اعتقاد جانب من المراقبين الآن أن وصول المنطقة إلى حالة من السلام الحقيقي أمر مستحيل وحلم غير قابل للتحقيق في الوقت الحاضر وفي المستقبل المنظور أيضًا.

في الحقيقة، للصراع أسباب في كل مناطق العالم. وفي كل مناطق العالم هناك تاريخ من العداء ومن القتال ومن التنافس ومن الذكريات الأليمة التي تقض مضاجع الجميع، ولكن الحياة تمضي كل يوم في سلام. هناك آلام وتاريخ من الدماء المراقة على تراب بقاع الدنيا، ولكن الحياة تمضي، لأن أطراف الصراع يختارون استمرار الحياة فتختار الحياة البقاء والنمو والازدهار، ولكن على أساس من العدل. فهدوء الصراعات بما يسمح باستمرار الحياة يحتاج إلى شيء من هواء العدل ومن مياه الاعتدال والتسامح الأساسيين للحياة، ليحيا أطراف الصراع جميعًا هم وأهلوهم الذين يحبون رؤيتهم يكبرون شيئًا فشيئًا. أما خيار كل شيء لي ولا شيء للآخرين، أو الحياة لطرف والموت لطرف فليس بخيار ولا بطرح مقبول مطلقًا، وإنما هو دعوة صريحة لكل صور العنف التي تخشاها المجتمعات البشرية .

إن وجود مسؤولين يمكن التفاوض معهم والتواصل معهم إلى حلول مقبولة لجميع الأطراف وقابلة للاستدامة هو نعمة كبرى ينبغي حفظها وصيانتها والتعامل معها بالتقدير الواجب الذى يلبي دعوة الحياة وينجو بالجميع من أتون الحروب المستمرة ومن ويلات الغضب والانتقام المتكرر من كل الأطراف .

Tags: دانيال حنفيصراعنعمة كبرى

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: صراع نعمة كبرى

إقرأ أيضاً:

واشنطن تحذر من إغلاق هرمز: أزمة اقتصادية كبرى تلوح في الأفق

حذر وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، يوم الإثنين، من أن أي تحرك إيراني لإغلاق مضيق هرمز قد يشعل أزمة اقتصادية عالمية، داعياً الصين إلى التدخل لثني طهران عن اتخاذ مثل هذه الخطوة.

وفي تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، أشار روبيو إلى اعتماد الصين الكبير على المضيق في تأمين وارداتها النفطية، ما يمنحها نفوذاً يمكن أن تستخدمه لإقناع إيران بعدم التصعيد. 

وزير الخارجية الأمريكي: إغلاق الإيرانيين لمضيق هرمز خطأ فاضحالبرلمان الإيراني يوافق على إغلاق مضيق هرمز والقرار الأخير بيد الجهات الأمنية

واعتبر أن إغلاق هرمز سيكون "خطأً استراتيجياً جسيماً" و"انتحاراً اقتصادياً" بالنسبة لإيران، مؤكداً أن واشنطن تمتلك عدة خيارات للتعامل مع الوضع، لكنه شدد على أن المواجهة المحتملة لا تخص الولايات المتحدة وحدها، بل تستدعي تحركاً دولياً أوسع.

من جانبه، صرح علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، أن القواعد العسكرية التي انطلقت منها الهجمات الأميركية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية، باتت "أهدافاً مشروعة"، ما يعكس تصعيداً في اللهجة الإيرانية.

وفي سياق متصل، أدانت الصين وروسيا إلى جانب عدد من الدول العربية الضربات الأميركية، محذّرين من أنها تؤجج التوتر في المنطقة. كما نددت كوريا الشمالية بالهجمات، ووصفتها بانتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة، محملة إسرائيل مسؤولية تصاعد التوتر الإقليمي بسبب ما وصفته بـ"الاستفزازات المتهورة".

طباعة شارك ماركو روبيو إيران إغلاق مضيق هرمز الصين أزمة اقتصادية عالمية

مقالات مشابهة

  • أمين الإفتاء يحذر: الحياة الزوجية ليست شهوة عابرة
  • عزة مصطفى : الحمد لله على نعمة مصر ورئيسنا وجيشنا العظيم
  • تكرّيم 231 حافظًا لكتاب الله في احتفالية كبرى بالمراشدة بقنا
  • دعوة للتفاؤل وسط تقلبات الحياة: ابتسم فالغد قد يحمل ما يسعدك
  • شركات نفط كبرى تجلي موظفين من العراق
  • سامو زين يستعد لطرح «ميني ألبوم» جديد
  • واشنطن: إغلاق “هرمز” سيشعل أزمة اقتصادية كبرى
  • واشنطن تحذر من إغلاق هرمز: أزمة اقتصادية كبرى تلوح في الأفق
  • لاجامي: اللعب للهلال وتحقيق حلم المونديال نعمة من دعاء الوالدين
  • قطوعات كهربائية ليست في الحسبان.. ما السبب؟