قال الدكتور توفيق حميد المحلل السياسي، إن قضية المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون عبر الحدود واحدة من أهم النقاط التي أثيرت في المناظرة بين مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، أمس، وتثار في الانتخابات الأمريكية حاليا.

خطورة قضية المهاجرين على المجتمع الأمريكي

أضاف خلال مداخلة ببرنامج «مطروح للنقاش»، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هذه القضية لا تحتاج سوى لشخص يذهب لمنطقة الحدود ويرى الناس تدخل أفواجا من كل حدب وصوب دون أي حساب، دون معرفة الشخص الذي يدخل إن كان مجرما أو إرهابيا أو يقوم بالتهريب، وبالتالي الوضع في غاية الخطورة وبدأ يؤثر على المجتمع الأمريكي، ويتبين هذا من شبكات التواصل الاجتماعي والأحاديث التي تدور بين الأمريكيين العاديين.

أشار إلى أن هذا الأمر يأتي في ظل وضع اقتصادي به ضعف وتضخم، وبالتالي زيادة عدد المهاجرين بهذا الشكل يحدث ضغطا على الوضع الاقتصادي، ويستهلكون مستشفيات ومدارس، وبعضهم يرتكب جرائم، وبالتالي كل ذلك يضغط على الاقتصاد الأمريكي ودافع الضرائب.

المهاجرين غير الشرعيين مسألة شديدة الحساسية عند الأمريكيين

أوضح أن المهاجرين غير الشرعيين مسألة شديدة الحساسية عند كثير من الأمريكيين، وأن ترامب حين تحدث في هذا الملف، لم ترد هاريس رداً منطقياً لأنها كانت جزءا من المنظومة التي سمحت بفتح الحدود لهذه الدرجة وتدفق المهاجرين غير الشرعيين، وجزء من المنظومة التي تسببت في تأزم الاقتصاد الأمريكي. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قضية المهاجرين الولايات المتحدة أمريكا المهاجرين غير الشرعيين كامالا هاريس ترامب المهاجرین غیر الشرعیین

إقرأ أيضاً:

لماذا يقصف نتنياهو سوريا رغم تحالف ترامب معها؟

في عالم السياسة، لا مكان للمفارقات العبثية، بل ثمة رسائل مشفرة تستدعي التفكيك، فللوهلة الأولى يبدو المشهد السوري عصيا على الفهم التقليدي: طائرات بنيامين نتنياهو تغير بوحشية وبوتيرة متصاعدة ودون ذرائع مباشرة على دولة استقبلت واشنطن رئيسها أحمد الشرع، قبل أسابيع قليلة في البيت الأبيض، بل واعتمدتها كشريك رسمي ضمن التحالف الدولي لمحاربة "تنظيم الدولة" (داعش).

إذا كانت دمشق قد تحولت -وفق المعايير الأميركية المستجدة- من خانة "محور الشر" إلى مربع "الشراكة"، فلماذا تصر تل أبيب على التعامل معها بمنطق الحرب المفتوحة؟

الإجابة تكمن في قراءة ما بين السطور: نتنياهو لا يقصف عدوا تقليديا فحسب، بل يقصف تحالفا "عربيا-أميركيا" في طور التشكل.
ولفهم أبعاد هذا التصعيد وتفكيكه منهجيا، يمكن تلخيص الدوافع الإسرائيلية في النقاط الجوهرية التالية:

أولا: قطع الطريق على مسار "التطبيع الأميركي-السوري"

يدرك نتنياهو، وهو الأطول حكما في تاريخ إسرائيل، أن الخطر الوجودي الأكبر على نفوذ دولته ليس الحرب، بل السلام الذي لا تصنعه تل أبيب وتفرضه على الإقليم وفق شروطها بعيدا عن مبدأ تقاطع المصالح.

إن التقارب اللافت والمتسارع بين إدارة الرئيس الأميركي ترامب ودمشق، وفتح قنوات اتصال مباشرة بين "البنتاغون" والمؤسسة العسكرية والأمنية السورية، يعنيان تجريد إسرائيل من ميزتها التاريخية بصفتها "الوكيل الحصري" للمصالح الغربية في المنطقة.

إن القصف الإسرائيلي هو رسالة غير مباشرة لترامب، مفادها: "لا يمكنك تجاوزي والذهاب مباشرة إلى دمشق". حيث يسعى نتنياهو لتكريس سوريا كمنطقة "غير آمنة" وغير صالحة للشراكة؛ لإجبار واشنطن على إبقاء الملف السوري رهن الرؤية الإسرائيلية حصرا.

ثانيا: نسف "البيئة الاستثمارية" لرؤية ترامب الاقتصادية

من المتعارف عليه أن الرئيس ترامب يتبنى مقاربة قائمة على الصفقات، وأن رؤيته لـ"الشرق الأوسط الجديد" -بالتنسيق مع السعودية وقطر وتركيا- تركّز بصورة رئيسية على الجوانب الاقتصادية وموارد الطاقة وخطوط النقل والتقنيات الحديثة الرقمية. هذه الرؤية تتطلب بالضرورة "سوريا مستقرة" لتكون الجسر البري الواصل بين دول الخليج، وتركيا، ومنها إلى أوروبا.

إعلان

صواريخ نتنياهو هنا بمثابة فيتو بالنار ضد هذا الاستقرار. حيث تدرك تل أبيب أن الشركات الأميركية والخليجية لن تغامر بدخول سوق تشتعل فيه النيران. القصف هو تخريب اقتصادي متعمد لإفشال خطة دمج سوريا في المنظومة الاقتصادية الإقليمية؛ لأن سوريا المزدهرة والمستقلة اقتصاديا ستكون عصية على التطويع الإسرائيلي.

ثالثا: الخشية من "ترتيبات أمنية" متكافئة

تشي التسريبات الواردة من واشنطن برغبة إدارة ترامب في صياغة ترتيبات أمنية شاملة تضمن خروج القوات الأجنبية وضبط الحدود.

بينما ترتعد إسرائيل من فكرة أن تكون سوريا طرفا في اتفاق ترعاه واشنطن؛ لأن ذلك يعني ضمنا أن أي خرق إسرائيلي للأجواء السورية سيُعد خرقا لترتيبات أميركية وهيبتها ومصداقيتها.

لذا، يسعى نتنياهو عبر هذا التصعيد الجنوني إلى تدمير أكبر قدر ممكن من قدرات الدولة السورية، وإضعاف موقفها التفاوضي، وفرض مناطق عازلة منزوعة السلاح تصل إلى دمشق كأمر واقع، قبل أن يفرض عليه ترامب "الستاتيكو" الجديد.

رابعا: تآكل الدور الإسرائيلي الوظيفي في المنطقة

يعيش اليمين الإسرائيلي هاجس فقدان الدور الوظيفي أو إضعافه، فإذا تحالفت سوريا مع السعودية وتركيا وقطر تحت المظلة الأميركية، وحاربت الإرهاب بفاعلية، فما الحاجة الإستراتيجية لإسرائيل؟، مع ارتفاع الكلفة الباهظة لهذا الدور.

يقصف نتنياهو لأنه يرى في الرئيس "الشرع" وسوريا الجديدة النقيض الذي قد يحول إسرائيل إلى مجرد دولة عادية في إقليم يعج بدول كبيرة مؤثرة إقليميا وبدون كلف. هو يقصف ليثبت أنه لا يزال اللاعب الأقوى الذي لا غنى عنه، ويهابه الجميع، حتى لو كان ثمن ذلك إغضاب سيد البيت الأبيض.

خامسا: زرع "أحصنة طروادة" في بنية الدولة الجديدة

الهدف الإسرائيلي ليس حبا في هذه المكونات، بل لضمان وجود عيون لها داخل الجسد السوري الجديد، ولتكون هذه الأطراف بمثابة "حصص إلزامية" في أي تسوية سياسية، وظيفتها الأساسية حماية المصالح الإسرائيلية، وتعطيل أي قرار سيادي مركزي قد يتخذه الحكم الجديد في دمشق، مما يبقي الدولة السورية في حالة تجاذب داخلي دائم يخدم الأمن القومي الإسرائيلي.

الخلاصة

صواريخ نتنياهو ليست موجهة لدمشق فحسب، بل هي رسائل ابتزاز سياسي لواشنطن ومحاولة هندسة خبيثة للدولة السورية، إنها محاولة يائسة من "حليف إستراتيجي قديم" لمنع صعود "شريك جديد" قد يؤثر سلبا على النفوذ الإسرائيلي في عصر التحولات الكبرى.

لكن منطق التاريخ يقول: عندما يقرر قطار المصالح الكبرى و"البيزنس" العالمي الانطلاق، فإن من يقف في وجهه سيُدهس، حتى لو كان "الابن المدلل". فهل يعي نتنياهو هذه الحقيقة، أم يتجاهلها لتكون سببا في نهايته السياسية؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • صحيفة روسية: لماذا لم يدرس زيلينسكي خطة ترامب بعد؟
  • هآرتس: إسرائيل وقطر تتنافسان على كسب قلوب وعقول الأمريكيين
  • قانون أوروبي جديد لعودة المهاجرين غير الشرعيين.. موعد التطبيق
  • لماذا يظل السلام في أوكرانيا أملا بعيد المنال؟
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
  • زي رئيسية الاتحاد الاردني لكرة القدم وفوتوشوب قناة المملكة ؟ مجرد سؤال
  • لماذا يقصف نتنياهو سوريا رغم تحالف ترامب معها؟
  • سلام: إسرائيل تشنّ حرب استنزاف وبالتالي لسنا في وضعية سلام
  • لماذا يهتم ترامب بهندوراس ويتدخل في انتخاباتها؟
  • معلومات الوزراء: 58% من الأمريكيين يرون الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدًا للاقتصاد الأمريكي