مادورو: واشنطن لم تتوقع أن تقبض كاراكاس على رئيس عمليات الخطة الإرهابية ضدها
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
الجديد برس:
أكد الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أن واشنطن “لم تتوقع أن تكون كاراكاس قادرةً على القبض على رئيس عمليات الخطة الإرهابية التي كان يخطط لها ضد البلاد”، وهي خطة تضمنت “استخدام أكثر من 400 بندقية تم جلبها من الولايات المتحدة، واتصالات بالعصابات الإجرامية في السجون”.
وكانت فنزويلا قد أعلنت في وقت سابق اعتقال 5 أشخاص، أمريكيين وإسبانيين وتشيكي للاشتباه في تخطيطهم لشن هجوم يستهدف مادورو وحكومته.
وأوضح مادورو أن البنادق التي تم جلبها من الولايات المتحدة “مصنوعة هناك، ولا يتم بيعها، كما أنها تتوافق مع الأسلحة الرسمية لقوات البحرية الأمريكية”، مضيفاً أن واشنطن تعلم أن “الفاشية في فنزويلا طلبت هذه البنادق، التي قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية، من أجل شن هجمات إرهابية”.
في السياق نفسه، أكد مادورو أن الذين تم القبض عليهم في هذه القضية “أُدينوا واعترفوا” بالتهم التي وجهتها السلطات الفنزويلية إليهم، موضحاً أنهم “كانوا سيستخدمون العملية الانتخابية كمحفز لعملية عنف متزايد، تبعاً لخطط الولايات المتحدة، وزعيمة المعارضة في فنزويلا، ماريا كورينا ماتشادو”.
وفيما يتعلق بماتشادو، التي وصفها بـ”رئيسة الفاشية في فنزويلا”، أشار مادورو إلى أنها “طلبت فرض عقوبات جديدة على البلاد”، محملاً إياها المسؤولية عن التهديدات والحملة النفسية ضد كاراكاس.
وتساءل مادورو (قاصداً ماتشادو): “من أعطى الأمريكيين تلك السلطة لابتزاز وتهديد قضاة محكمة العدل العليا، والمجلس الانتخابي الوطني والقادة العسكريين؟”.
كذلك، رأى مادورو أن هذه الأعمال غير القانونية وغير الأخلاقية “تحفز مزيداً من المشاعر المناهضة للإمبريالية والروح القتالية لدى الشعب، بدلاً من أن تولد الضغط أو الخوف”، مضيفاً أن “العقوبات تلهم نضال الشعب”.
وإزاء ذلك، لفت مادورو إلى أن الولايات المتحدة “تمارس الاستراتيجية نفسها في مختلف البلدان التي تريد استعمارها”، وضرب إيران وليبيا وهايتي أمثلةً على ذلك، حيث تعاونت واشنطن مع العصابات الإجرامية في كل منها لمحاربة الحكومات المناهضة لها.
أما فيما يتعلق بالخارج، فرأى الرئيس الفنزويلي أن رئيس الإكوادور، دانيال نوبوا، ورئيس الأرجنتين، خافيير ميلي، يمثّلان “رأس حربة الاستعمار الجديد والفاشية في أمريكا اللاتينية”.
وفي هذا الإطار، أشار مادورو إلى إبداء رئيس الإكوادور استعداده “لفعل ما تريده (الولايات المتحدة)”، واصفاً إياه بـ”غير المسؤول”. وأشار أيضاً إلى بناء قواعد عسكرية في الأرجنتين، لتسيطر عليها القيادة الجنوبية في الجيش الأمريكي.
وبالانتقال إلى الولايات المتحدة، أعرب مادورو عن “رفضه المطلق” للمحاولة الأخيرة لاغتيال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب.
ودعا مادورو الأمريكيين إلى “التحقيق في محاولة الاغتيال، حتى تظهر الحقيقة، ومن يوجه الأدوات ويحركها”، متابعاً: “ليس الهجوم ولا الانقلاب ولا الملاحقة ولا العنف هو الذي يجب أن يهيمن، بل احترام الحياة والسلام”.
إلى جانب ذلك، تطرق مادورو إلى الحرب في أوكرانيا، معرباً عن ثقته بأن روسيا “سوف تضع حداً للفاشية في أوكرانيا”، مؤكداً أن “السلام بين موسكو وكييف سيتحقق، عاجلاً وليس آجلاً”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة مادورو إلى
إقرأ أيضاً:
لماذا لا تنجح الحكومة في أداء مهامها في الولايات المتحدة؟
تولت إدارة ترامب الحكم في 20 يناير وهي تتعهد بتدمير ما دعته «الدولة العميقة» وأطلقت يد إيلون ماسك وما تُسمَّى «وزارة الكفاءة الحكومية» ضد الجهاز البيروقراطي الفيدرالي. فصل ماسك آلاف الموظفين من الخدمة وأغلق إدارات حكومية بكاملها بهدف القضاء على «الغش والهدر وسوء استخدام السلطة» في حكومة الولايات المتحدة وتوفير بلايين الدولارات لدافعي الضرائب.
ترجّل ماسك الآن عن الوزارة وخلَّف وراءه أثرا متواضعا إلى حد بعيد قياسا بما وعد به. بل في الواقع ربما أضرَّ بأكثر مما أفاد، رغم ذلك كان هدفه وهو جعل حكومة الولايات المتحدة أكثر فعالية سليما بالضرورة.
خصصت إدارة بايدن حوالي 40 بليون دولار لتزويد المجتمعات الريفية بخدمة الإنترنت فائق السرعة، لكنها لم تربط مستخدما واحدا بهذه الخدمة عندما تركت الحكم. وليس لدى ولاية كاليفورنيا خط سكة حديد عالية السرعة بعد 20 عاما من تخصيص المبلغ الخاص بذلك، كما لا يبدو أنها قادرة على حل مشكلة الإسكان التي أوجدت بها أعلى نسبة مشردين في أية ولاية أمريكية. واقع الحال، الإحساس العام بأن الأشياء لا تحدث على نحو ما كانت في الماضي يساهم بشكل مباشر في سخرية الأمريكيين الشديدة من كفاءة الحكومة. كما أنه أحد العوامل التي تفسر التأييد الشعبي لترامب.
عُرِضت أسبابُ هذا الفشل بوضوح في كتاب إيزرا كلاين وديريك طومسون «الوفرة» وأيضا في كتاب مارك دانكلمان «لماذا لا تنجح الأشياء» أشار هؤلاء المؤلفون إلى أن أمريكا تعاني من إفراط (تُخمة) في القوانين والإجراءات البيروقراطية التي تجعل عمل أي شيء باهظ التكلفة وبطيئا.
لم تكن تلك هي الحال دائما. ففي الفترة التي بدأت بالحقبة التقدمية في أواخر القرن التاسع عشر وحتى الحرب العالمية الثانية كان الأمريكيون يرون في الحكومة قوةَ خيرٍ تستطيع تشييد البنية التحتية وكسب الحروب ونقل الناس إلى القمر.
لكن بداية من الستينيات تغيرت باطراد نظرة الناشطين من اليمين واليسار إلى الحكومة واعتبروها قوة سلبية فاسدة وخاضعة لسيطرة المصالح الخاصة أو ببساطة غير كفؤة ويجب تقييدها بطبقات متعددة من القوانين واللوائح التنظيمية.
لننظر في مثال واحد صغير لهذا الإفراط في القيود. تستخدم الحكومة الأمريكية وولايات عديدة، خلافا لمعظم الديمقراطيات الغنية الأخرى، ما يدعى «الحق الخاص في رفع الدعاوى أمام القضاء» بهدف فرض القوانين.
أجيز تشريع باسم قانون كاليفورنيا لجودة البيئة في عام 1970. يمنح هذا القانون كل سكان كاليفورنيا (40 مليون نسمة) حق رفع دعوى قضائية ضد أي مشروع سواء عام أو خاص إذا رغبوا في ذلك، ويمكن رفع الدعوى دون الكشف عن اسم الشاكي.
وفقا لأحد التقديرات رُفعت 13% فقط من الدعاوى القانونية بموجب هذا القانون من قبل منظمات بيئية، أما الباقي فبواسطة منافسين تجاريين وجيران يرفضون إقامة مشاريع بالقرب منهم أو نقابات، فهو أقرب إلى أن يكون أداة ابتزاز منه إلى قانون بيئي.
وفي إحدى القضايا مؤخرا أرادت جامعة كاليفورنيا في بيركلي إضافة عدة آلاف من الطلاب إلى جسمها الطلابي. لكن جيران الجامعة من الطبقة الوسطى العليا رفعوا دعوى قضائية بموجب هذا القانون على أساس أن العدد الإضافي من الطلاب يشكل عمليا «تلوّثا بيئيا» قَبِل أحد القضاة الدعوى ومُنِعَت الجامعة من استيعاب المزيد من الطلاب.
غالبا ما يشكو المحافظون من كثرة إجراءات الحصول على التراخيص والموافقات الرسمية. لكن التقدميين هم الذين أيدوا القانون في البداية لأنهم ما كانوا يثقون في تطبيق الحكومة لقوانينها (الخاصة بها لحماية البيئة.) قاد ذلك إلى مفارقة وهي أن الإجراءات البيئية من شاكلة هذا القانون حالت دون تشييد البنية التحتية للطاقة المتجددة. فقد جعلت من الصعب جدا تنفيذ أشياء مثل إقامة خطوط نقل الكهرباء أو مزارع الرياح البحرية.
إضافة إلى متطلبات الترخيص المفروضة على الشركات الخاصة تُضعف الحكومةُ فعاليتَها بطبقات من القوانين التي يُجبَر البيروقراطيون (الموظفون) أنفسُهم على العمل بموجبها، فلا يمكن لإدارة حكومة شراء منضدة أو حاسوب بدون التقيد بالقواعد الإجرائية الخاصة بالمشتريات الفيدرالية والتي توضح بالتفصيل وفي آلاف الصفحات شروط الشراء التي يجب على الموظفين اتباعها.
لنتحدث عن الهدر، حسب دانييل هو، أستاذ القانون بجامعة ستانفورد، ألزم الكونجرس الإداراتِ الحكومية بإعداد أكثر من 5000 تقرير سنوي. والأغلبية الغالبة من هذه التقارير لا يقرأها أي أحد، فالموظفون يتم تحفيزهم على التقيد بهذه القواعد التفصيلية التي كثيرا ما لا يكون لها معنى وذلك بدلا من السماح لهم باتباع الحس السليم وحسن التقدير في تطبيق الأوامر التشريعية.
منذ عقود يقول المحافظون إننا نعيش في ظل طغيان «بيروقراطيين غير منتخبين» يضعون القوانين بأنفسهم وبعيدا عن سيطرة المسؤولين المنتخبين ديمقراطيا. لكن الحقيقة عكس ذلك، فلأن أمريكا لديها تاريخ طويل من عدم الثقة بالحكومة أضفنا طبقة وراء طبقة من الإجراءات البيرقراطية التي تَحِدُّ ما يمكن أن يفعله المسؤولون. وإذا كانت هنالك رغبة في أن تكون الحكومة أكثر كفاءة يجب منح هؤلاء المسؤولين المزيد من السلطة لاتخاذ القرارات وليس العكس، ويجب الحكم عليهم بالنتائج التي يحققونها للمواطنين وليس بالقوانين التي يتبعونها.
لكي أكون واضحا أنا لا أدعو إلى تفكيك «الضوابط والتوازنات» التي ضُمِّنت في دستور الولايات المتحدة. إنها الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى. فقد ظلت إدارة ترامب تنتهك القانون كل يوم تقريبا وهي في سدة الحكم، ويجب وقف التجاوزات في استخدام السلطة التنفيذية بواسطة المحاكم وفي نهاية المطاف بواسطة الناخبين.
بدلا عن ذلك على الكونجرس والمشرعين في الولايات التخلص من العديد من الإجراءات المتراكمة التي تمنع المسؤولين من تنفيذ ما يرغبونه بمرونة. فإذا صار بمقدور الحكومة إنفاق وقتها بالفعل في تطبيق السياسات بسرعة وفعالية يمكن أن يختفي أحد دوافع تأييد الشعبويين من أمثال ترامب.
في الواقع معارضة ترامب في حد ذاتها لن تقود خصومه إلى السلطة. يحتاج الديمقراطيون (قادة الحزب الديموقراطي) إلى تقديم رؤية إيجابية لما يمكن أن تبدو عليه الولايات المتحدة إذا عادوا إلى الحكم. لقد اعتبرهم ناخبون عديدون الحزبَ الذي تولى إدارة مدن عانت من الجريمة والتشرد والتردِّي الحضري كسان فرانسيسكو وبورتلاند ونيويورك.
وضعُ رؤية لحكومةٍ يمكن أن تعود مرة أخرى إلى تنفيذ مشاريع كبيرة أشبه بورقة نقدية ملقاة على الرصيف بانتظار من يلتقطها (أو بعبارة أخرى فرصة سياسية جاهزة وثمينة لأي سياسي طموح يرغب في الاستفادة منها).
فرانسيس فوكوما مؤلف «نهاية التاريخ والإنسان الأخير» ومؤخرا «مآخذ على الليبرالية»
الترجمة عن الفاينانشال تايمز