ستضع الحربُ اوزارها فهل سنُخفف اوزارنا؟
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
شوك الكِتِر
تعرضت الأمم والشعوب الاكثر إستقرار في العالم لهزات عنيفة في تاريخها.. شكلت بداية لبنائها إستقرارها ونماءها. وما النهضة التي انتظمت العالم من حولنا الا نتاج لحروب عنيفة اعتاشتها الشعوب فخروجو منها اقويا. ولكن في حالة السودان تخلف البناء الوطني كثيراً فظل الوجدان الجمعي غير مشترك؛ كما أن القواسم سادتها معايير اخرى.
هذه الحرب ستضع اوزارها وستنتهي بنهاية عصابات الدعم السريع .. وهو حديث مبني على فرضيتان الأولى: منطق الدولة الذي يُحتم إنتصار الجيش لانه يمثل ما تبقى من فتات السودان، فهو الجسم الأوحد للمحافظة على البلاد بحدودها المعروفة عضم الوحدة.
اما الفرضية الثانية: تتمثل في فقدان قوات الدعم السريع للحاضنة الإجتماعية التي بدأت تتشكل بمواقف زعيم الجنجويد مع قطاعات واسعة من السودانيين، فزُيف له ولهم - بانه سيكون حامي للانتقال المدني الديمقراطي!. ولكن سرعان ما تكشفت حقيقته وقواته - بإعمال الفوضى التي مست كل السودانيين.. فادرك الجمع حقيقة هذه المليشيات التي توحدها فقط البربرية والفوضى الخلاقة التي هي ثمة اساسية مليشيات الجنجويد (قُدس) من لدن دارفور الى الخرطوم.
لكن هنالك اسئلة تتطل برأسها اولها: هل نحن كسودانين مستعدين للتخلص من اوزارنا قبل ان تضع الحرب اوزارها؟ وماهي الاوزار التي يجب ان نتخلص عنها ونتحلل منها قبل الشروع في اعادة بناء السودان المنكوب؟. هل نحن على أهبة الإستعداد لتحقيق السودان الجديد الذي نحلم به؟. خاصة وأن الحرب التي تدور رحاها الان تمثل اكبر تغيير جذري للسودان..لانها باختصار تساوى الناس في مأساتها وتزوغ الجميع علقم الحرب بكل قساوتها. فتكاد ان تكون ارض الخرطوم قد تساوت من ويل الحرب الضروس، وفقد اصحاب الإمتيازات التاريخية امتيازاتهم التي كانت تمنحهم مكانة اجتماعية دفعت الكثير من ابناء الوطن يحاربون بني جلدتهم لاجل تفكيك دولة المركز. وشكلت مصطلحات دولة المركز والهامش شعارات تنادينا بها فأغرقنا البلاد اودية دماء منهمر!. الى ان اشتعلت حرب 15\4 التي جبت عما قبلها من هول الكارثة.
( إعادة صياغة الإنسان السوداني ) مقولة فذلكها الاسلاميين منذ بدء سنوات الانقاذ العجاف.. كان الهدف منها نسف الماضي والحاضر من القييم والثقافات السودانية التي لم تتواكب مع مشروعهم الحضاري؛ ولكن شغلتهم دنياهم فتكالبو على السلطة حتى إنتهت عندهم بإستعادة صياغة السودان.. فتم فصله الى جزاء ين كلاهما به عِر من ينظر الينا يشفق بحال الجرباء التي تُعدي واجرب! وإشعال الحرب في ماتبقى منه بُغية الاستتئثار بالاخضر واليابس فاهلكوا الحرث وجففوا الضرع وشهدوا ( مَهْلِكَ أَهْلِهِ)!.
لكن دعونا نأخذ هذه المقولة ( اعادة صياغة الانسان) لبناء السودان الذي نريد. فاذا ما اردنا ان نخرج من هول الحروب فالمدخل هو هذه الحرب التي ستضع اوزارها عاجلاً ام اجلاً، ولكن علينا ان نضع اوزارنا - التي تتمثل في تسعة عوامل ذكرتها في فاتحة المقال ... وان يتشكل هذا البناء في إستعادة صياغة الانسان وهو مالم يأتي الا بالتربية القومية القومية. وان يُعلى في هذه التربية شي واحد نجتمع عليه وهو السودانوية بشكل قيمي وتربية حقة ليست شعارات براقة. خاصة وان هذه الحرب كشفت لنا الزيف. ولكن لبلوغ هذه الدرجة من بناء الوطن لابد من التسامي عن الصغائر ووضع اللبنات الاساسية لنهضة الامم والشعوب.. وان يكون المعيار الاعلى في كل شي هو السودان، حتى اذا اجتمع السودانيين فيما بينهم يصفهم بسودانيتهم. يحتاج ذلك منهجُ تربوي يكون مدخلاً للشخصية السليمة المعافاة، بجانب ذلك نحتاج النتقال المدني الديمقراطي يبني دستور دائم حقيقي وليس قوانين كالرمال المتحركة قائمة على قشور حريات تحركها جماعات ذات اطماع في البلاد.
(إعادة صياغة الانسان) تتأتي حينما يكون المعيار الاساسي للتنافس هو الكفاءة وليس القدرة على ( الحفر) وإعمال ادوات الاغتيال. وتكتمل حينما يكون المعيار الاساسي للبناء قائم على العطاء وبذل المعرفة بدلاً عن الارتكان الى اشياء من الجهل والتعصب الذي اقعد السودان ( دعوها فإنها منتنة) ولن تكتمل مالم تكون مصلحة الوطن تُعلى على كل شي وتصغر عندها كل الكبائر. ونتجاوز الشُلة لـ(عمري) لم يصب هذه البلاد اذىً بمثل ماصابها من داء الشلليات والعصابات التي ظلت تقسم ادوار كل ما سبق ذكره في جلسات صُغرى. الدروس المستفادة من هذه الحرب يجب ان تبدأ من معالجة الازمة الامنية، ولمعالجة ذلك لابد من جيش وطني واحد في السودان وان لايُسمح لأي مجموعة ان تحمل سلاح غير القوات الرسمية.. والقوات الرسمية نفسها يجب ان يحدد لها الدستور مهام تكون في شكل مبادىء لا تُمس اهم هذه المبادىء الخروج من الحكم.
ستضع الحرب اوزارها حينما يكون السوداني هو الاولية في التنمية البشرية والاستفادة من الموارد وادارتها بشكل يرى فيه الجميع نفسه، بدلاً عن اشكال التمييز الاجتماعي التي لم نرث منها غير الدمار الذي لحق بنا فرداً فردا. وان لا نركن للقبيلة حتى صارت كل احزابنا تمثل مجالس شورى لمجموعات اثنية بعينها اذا ما تفحصنا هياكلها!. لذلك طبيعي ان تكون المؤوسات السودانية حكراً على نفر معين وفق الكثافة العددية لمن يمتلك حق التعيين - متلازمات فشل ظلت تعيق تطورنا حتى بعد ثورة ديسمبر المجيدة التي كان حرياُ بها تغيير الكثير اذا ما احُسنت ادارتها. ولكن فشلها اوسعنا من الوجع مقادير- ومن الخراب والتدمير مكاييل - ومن التصنيف معايير متخلفة - ومن الحزن ما تنفطر له القلوب عند مشاهدة احوال النازحيين و اللاجئين.
ولنا عودة
FISALSAAD2010@GMAIL.COM
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه الحرب التی ت
إقرأ أيضاً:
قطع علاقات السودان مع الإمارات.. مصير مجهول للمغتربين
تبلغ الاستثمارات الإماراتية في السودان أكثر من 7.6 مليار دولار، مما قد يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الاقتصاد السوداني في حالة توقف هذه الاستثمارات.
تقرير: التغيير
أثار قطع السودان لعلاقاته مع الإمارات وتأثيره على المغتربين السودانيين في الإمارات قلقًا كبيرًا وجدلاً في مواقع التواصل، خاصة مع وجود أكثر من 250 ألف سوداني مقيمين في الدولة الخليجية. وأكدت الإمارات أن الجالية السودانية لن تتأثر بالقرارات الأخيرة، إلا أن هناك مخاوف من تأثيرات محتملة على الخدمات القنصلية والاقتصادية.
مخاوف متصاعدةويتخوف البعض من تعرض السودانيين في الإمارات لصعوبات في تجديد جوازات السفر أو الحصول على وثائق رسمية أخرى بسبب عدم وجود سفارة سودانية في الإمارات. كما قد تتعرض التحويلات المالية بين السودان والإمارات لتعقيدات، مما قد يؤثر على الاقتصاد السوداني.
كذلك قد تتأثر العلاقات التجارية بين البلدين، مما قد يؤدي إلى نقص في السلع أو ارتفاع الأسعار. وقد يتعرض السودانيون العاملون في الإمارات لخطر فقدان وظائفهم أو التضييق عليهم.
من جهتها، أكدت الإمارات أنها لن تتوانى عن تقديم العون للشعب السوداني، وأن الجالية السودانية لن تتأثر بالقرارات الأخيرة. في حين أشار وزير الإعلام السوداني إلى احتمال اتخاذ خطوات تصعيدية أخرى في المستقبل. وعبر بعض الناشطين عن قلقهم من تأثيرات القرار على السودانيين في الإمارات، ودعوا إلى مراجعة القرار.
إستثمارت ضخمةتبلغ الاستثمارات الإماراتية في السودان أكثر من 7.6 مليار دولار، مما قد يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الاقتصاد السوداني في حالة توقف هذه الاستثمارات. وربما تتأثر التجارة بين البلدين، خاصة في مجال الذهب، حيث تعتبر الإمارات مركزًا مهمًا لتصدير الذهب السوداني.
من الناحية القانونية، أكد المحامي بابكر سلك في حديثه لـ (التغيير) أن دخول السودانيين إلى الإمارات بطريقة شرعية يمنحهم حقوقًا قانونية محددة بناءً على نوعية الدخول، سواء كانوا مقيمين أو زوارًا. وأشار إلى أن هذه الحقوق لا يمكن أن تسقط إلا إذا ارتكبوا جرائم أو مخالفات وفقًا لقانون الإمارات، مثل الاتجار بالمخدرات، مما قد يعرضهم للعقوبة والابعاد.
وشدد سلك على أن لا أحد يمكن أن يمس بحقوق السودانيين المقيمين في الإمارات بدون أسباب شخصية وفردية قانونية واضحة. وقال أن قطع التمثيل الدبلوماسي وقفل السفارة السودانية في الإمارات يحرم السودانيين من خدمات أساسية مثل تجديد الجوازات وتسجيل المواليد، مما يضعهم في موقف صعب.
فيما أكد المحامي عثمان العاقب أن تطبيق أحكام القانون الجنائي السوداني المتعلقة بإثارة الحرب ضد الدولة يتطلب وجود إعلان رسمي من الحكومة السودانية بحالة الحرب.
مصاعب قانونيةوأشار لـ (التغيير) إلى أن المادة 51 من القانون الجنائي تحدد شروط التجريم في هذا السياق، مشيرًا إلى أن استمرار الجالية السودانية في الإمارات في أداء أعمالها لا يُشكل جريمة دون إعلان رسمي للحرب.
وعرج العاقب على أهمية تنظيم أوضاع الجالية السودانية في الإمارات وضمان حقوقهم في حال إعلان الحرب، داعيًا إلى تطبيق القانون بمراعاة مبدأ العدالة وروح القانون، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواطنين سودانيين قد يكونون ضحايا للظروف السياسية، لا طرفًا مباشرًا فيها.
وحذر من أن أي تجريم سابق لأوانه، قبل إعلان حالة الحرب رسميًا، يُعد مخالفة جوهرية للقانون، وقد يُسهم في تأجيج الفتنة وزعزعة الاستقرار.
الوسومأبوظبي الأزمة السودانية الإماراتية الخرطوم قطع العلاقات مع الإمارات