لماذا ستفشل خطة الاحتلال الجديدة لتهجير شمال قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
منذ بدء عدوانه الوحشي على قطاع غزة قبل نحو، لم يتوقف جيش الاحتلال عن تجريب خطط ومشاريع ميدانية لتهجير أهالي قطاع غزة، سواء داخل حدوده أو خارجه، لكنه لم يفلح في أي منها، بفعل صمود الأهالي، وتمسكهم بالبقاء في منازلهم وأماكنهم، رغم وحشية ما تعرضوا له من مجازر، لدفعهم إلى الرحيل.
بدأ الاحتلال ليل السبت/ الأحد حملة جوية مكثفة على مناطق شمال قطاع غزة، تزامنت مع إعلانه عن عملية عسكرية في منطقة جباليا بهدف لـ"القضاء على بنية تحتية مسلحة".
ورغم مزاعم جيش الاحتلال أن تحركاته الجديدة لا علاقة لها بما بات يعرف بخطة "غيورا آيلاند"، وأن هذه عملية عسكرية بحتة، ومنفصلة تماماً عن "العملية السياسية"، إلا أن ما يجري على الأرض يشي بعكس ذلك، فحجم القوة النارية، وشمول أوامر الإخلاء الجديدة كافة مناطق شمال قطاع غزة، يؤكد أن الخطة قد بدأ تنفيذها بالفعل.
تفاصيل من خطة "غيورا آيلاند"
قدم مجموعة من جنرالات الاحتلال، خطة لتهجير للسيطرة على مناطق شمال قطاع غزة، والتي تقع شمال ما بات يعرف بـ"محور نتساريم"، وعرفت بخطة الجنرال المتقاعد "غيورا آيلاند"، وتهدف بالأساس إلى تهجير أهالي شمال قطاع غزة إلى جنوبه، تحت ذريعة القضاء على المقاومة.
في إطار الخطة، يطالب غيورا آيلاند بفرض حصار كامل على شمال قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال، إلى جانب إصدار أوامر صارمة لسكان شمال القطاع المتمسكين بالبقاء بضرورة مغادرته بشكل فوري.
تنص "خطة الجنرالات" على أن يُلقي "الجيش الإسرائيلي" منشورات على نحو 500 ألف فلسطيني تطالبهم بمغادرة المنطقة، مع منحهم مهلة أسبوع واحد فقط لتنفيذ هذه الأوامر العسكرية.
وتزعم الخطة توفير ما أسماها آيلاند "ممرات آمنة" لسكان شمال غزة للانتقال إلى جنوب القطاع، على أن يمروا بنقاط تفتيش لفصل المدنيين عن المقاتلين.
بعد انقضاء الأسبوع المحدد، ستبدأ قوات الاحتلال بفرض حصار كامل على شمال غزة ووضع مغاير تمامًا لما هو عليه، حيث سيتم إعلانها منطقة عسكرية مغلقة، ويُمنع الفلسطينيون من دخولها أو البقاء فيها، كما سيتم منع تدفق المساعدات الإنسانية أو الطعام إليها.
في سياق هذه الخطة، يتم التعامل مع أي شخص يبقى في شمال القطاع على أنه من مقاتلي حماس، يواجه فيها حصارًا شديدًا في كافة الإمدادات الغذائية إضافة إلى التعامل مباشرة مع قوات الاحتلال التي ستبدأ عملية عسكرية جديدة موسعة هناك.
من وجهة "آيلاند"، فإن نجاح الخطة المذكورة في شمال القطاع سيُمكن "الجيش" من القضاء على حركة حماس، والاحتذاء بها مثالًا يُطبق في مناطق أخرى من القطاع مثل رفح، خان يونس، ودير البلح.
لماذا يتوقع فشل هذه الخطة؟
خطة مجربة
لم يكن العدوان البري الذي بدأ الاحتلال بشنه في السابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي بعيدا عن أهداف وتفاصيل الخطة الجديدة، فمنذ اللحظة الأولى طالب الاحتلال سكان مناطق شمال قطاع غزة بالنزوح نحو الجنوب.
دفع الاحتلال بنحو خمس فرق نحو شمال قطاع غزة في آنذاك في محاولة لتهجير الفلسطينيين، لكنها لم تفلح في ذلك، فيما الخطة الجديدة تعتمد على فرقة واحدة فقط، وهي الفرقة 162 والتي بدأت عملياتها الأحد، في منطقة جباليا.
لم تترك قوات الاحتلال مكانا في شمال قطاع غزة إلا وتوغلت فيه، مرتكبة جرائم وحشية ومروعة بحق المدنيين العزل، إلا أن ذلك كله لم ينجح في تفريغ مناطق شمال قطاع غزة والتي يقدر من بقي فيها بنحو نصف مليون.
رفض النكبة الثانية
يعتقد الفلسطينيون، خصوصا أولئك المتواجدون في شمال قطاع غزة أن رحيلهم من منازلهم وأحيائهم يعني عدم العودة لها مجددا، وذلك في أعقاب فصل مناطق شمال القطاع عن جنوبية عند منطقة محور "نتساريم" جنوب غزة، ومنع عودة من نزحوا صوب الجنوب إلى منازلهم في الشمال.
يرفض الفلسطينيون الرحيل من شمال قطاع غزة، رغم وحشية ما تعرضوا له من مجازر، وذلك رفضا لنكبة ثانية قد تحل بهم حال قرروا الرحيل نحو الجنوب.
خدعة المناطق الآمنة
لم يترك الاحتلال مجالا لتصديق روايته فيما يتعلق بما يسمى "المناطق الآمنة"، والتي يطلب إخلاء مناطق الشمال صوبها، وتتركز حاليا على الشريط الساحلي لخانيونس ودير البلح جنوب قطاع غزة، إذ إن أبشع المجازر المروعة ارتكبت هناك، وطالت نازحين من شمال قطاع غزة. ما ولّد قناعة لدى الأهالي أنه لا مكان آمنا في قطاع غزة بأكلمه، وعليه يفضل الأهالي البقاء في أماكنهم ويرفضون الرحيل.
المقاومة مستمرة
رغم الحرب الشرسة والتي هدفت أساسا إلى القضاء على المقاومة، إلا أنها لا زالت تضرب قوات الاحتلال وتكبده خسائر فادحة في شتى مناطق قطاع غزة، بل وتتبع أساليب وتكتيكات جديدة لاستنزاف الاحتلال وإغراقه في وحل غزة.
وفي شمال قطاع غزة تواصل المقاومة عملياتها ضد قوات الاحتلال في العديد من مناطق الاشتباك، خصوصا في المناطق المحيطة بمحور نتساريم حيث تتواجد هناك قوات الاحتلال.
وتحت ضربات المقاومة، لم تتمكن قوات الاحتلال من تحقيق أي من أهدافها حتى الآن رغم مرور عام كامل على الحرب، وهذا مؤشر كبير على فشل الاحتلال في تحقيق أي من أهدافه، أبرزها القضاء على المقاومة.
المعارك شمال فلسطين
منذ بدء العدوان الواسع والعنيف على لبنان في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، دفع الاحتلال بقوات إضافية على الحدود مع جنوبي لبنان، سحب جزء منها من قواته العاملة في قطاع غزة.
تزداد المعركة مع حزب الله شراسة وقوة، خصوصا بعد الخسائر الكبيرة التي مني به جيش الاحتلال جراء عمليات التوغل المحدودة في بعض القرى اللبنانية المتاخمة للحدود.
المعارك مع حزب الله، وهو الأكثر تسليحا تستدعي حشد قوات أكبر هناك في محاولة للسيطرة على الموقف، وهذا بالتأكيد سيسحب من رصيد القوات المتواجد في قطاع غزة، والتي تم تحريك قطاعات كبيرة منها نحو الحدود مع لبنان خلال الأيام القليلة الماضية.
وعليه فإن التواجد المحدود لقوات الاحتلال في قطاع غزة، لن يتمكن من إنجاح أي خطة لتهجير الأهالي من شمال القطاع نحو جنوبية، فما فشلت في تحقيقه خمس فرق عسكرية قاتلت في قطاع غزة على مدار عام كامل، لن تنجح فيه فرقة واحدة، وهي 162 والتي تقوم حاليا بنشاط عملياتي في جباليا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال تهجير شمال القطاع فلسطيني فلسطين الاحتلال تهجير شمال القطاع المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مناطق شمال قطاع غزة قوات الاحتلال جیش الاحتلال شمال القطاع فی قطاع غزة القضاء على فی شمال
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يقتحم نابلس بـ40 آلية عسكرية واعتقالات وحرائق بالضفة
صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، حيث اقتحمت مدينة نابلس (شمال) بأكثر من 40 آلية عسكرية، في واحدة من أوسع عمليات التوغل منذ بداية العام، بالتوازي مع اقتحامات واعتداءات متزامنة في بيت لحم والقدس ورام الله والخليل وأريحا.
وقالت مصادر محلية للجزيرة إن القوات الإسرائيلية اقتحمت نابلس من جهة بلدة حوارة جنوبا، وفرضت حصارا على منزل الشهيد جعفر منى وسط المدينة تمهيدا لهدمه.
وكان جعفر قد استشهد في 12 أغسطس/آب 2024، بعد تنفيذه عملية عسكرية وسط تل أبيب أسفرت عن إصابة إسرائيلي.
كما اقتحمت قوات إسرائيلية خاصة بلدة بيت إيبا (غرب نابلس) وحاصرت منزلا قبل أن تعتقل الشاب طارق سماعنة، بعد إطلاق نار كثيف في محيط المكان. وفي بلدة أودلا (جنوب نابلس) أفادت إذاعة "صوت فلسطين" أن قوات الاحتلال أطلقت النار على مركبات مواطنين.
اقتحامات ومواجهات متفرقةوفي السياق ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة تقوع (جنوب بيت لحم) حيث اندلعت مواجهات في حي العمور بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال الذين أطلقوا الرصاص الحي وقنابل الغاز، بحسب شهود عيان.
وذكرت مصادر محلية للجزيرة أن 3 فلسطينيين أصيبوا بالرصاص الحي خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة بيت دقو (شمال غرب القدس المحتلة).
إعلانوأعلنت محافظة القدس أن مواجهات عنيفة اندلعت، حيث استخدمت قوات الاحتلال القنابل الصوتية والغازية والضوئية بكثافة، مما أثار حالة من الرعب بين السكان.
كذلك، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الجيش الإسرائيلي اقتحم قرية زيتا (شمال الضفة) واعتقل 5 فلسطينيين، واستولى على عدد من المنازل تعود لعائلتي الجدعة ومرعي محوّلا إياها إلى ثكنات عسكرية ونقاط مراقبة.
وأشارت "وفا" إلى أن الاحتلال نصب حواجز عسكرية على مفترقات القرية وشوارعها ومدخلها الرئيسي، ومنع المواطنين من التنقل واحتجز عددا منهم، كما وُزعت منشورات تهديدية للسكان.
أما في بلدة نعلين (غرب رام الله) فقد اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، كما شهد مخيم العروب (شمال الخليل) إطلاقا كثيفا للرصاص الحي خلال مواجهات مماثلة.
اعتداءات متواصلة للمستوطنينوفي تصعيد آخر، أضرم مستوطنون النار في حقول قمح في قرية المُغيّر (شرق رام الله) ضمن سياسة ممنهجة لحرق المحاصيل الزراعية.
وأفادت وكالة وفا أن الحرائق تجددت في سهل الرفيد رغم محاولة الأهالي إخمادها في وقت سابق.
وفي منطقة شلال العوجا (شمال أريحا) قال بيان صادر عن منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو إن مستوطنين اقتحموا التجمع البدوي للمرة الثانية خلال 24 ساعة، وخرّبوا أنابيب المياه وأدخلوا أغنامهم بين بيوت السكان.
وأشار البيان إلى تعرض 20 أسرة من عائلة العمرين للعزل التام، وسط اعتداءات تشمل قطع الكهرباء وإرهاب الأطفال والنساء ورشق المنازل بالحجارة وملاحقة صهاريج المياه.
وبحسب بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذ المستوطنون 341 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال أبريل/نيسان الماضي فقط.
وأدت اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى استشهاد 972 فلسطينيا على الأقل في الضفة، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال أكثر من 17 ألفا.
إعلانويأتي هذا التصعيد في الضفة المحتلة بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي خلفت أكثر من 177 ألف شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين.