تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ﺗﻌﺪ ﺧﻄﺔ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﺑﺸﺄن اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎطﻖ ﻣﻦ دول ﻋﺮﺑﯿﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ وﻏﺰة ﺿﻤﻦ ﻣﺨﻄﻂ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ اﻟﻜﺒﯿﺮة واﺿﺢ أﻣﺎم اﻟﺠﻤﯿﻊ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ، وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻰ اﻟﺮﺳﻤﻰ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺣﻮل ھﺬه اﻟﺨﻄﺔ، إﻻ أن وزﯾﺮ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻰ ﺧﺮج ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻟﯿﻮﺿﺢ ﺧﻄﺔ ﺗﮭﺠﯿﺮ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ.


دﻋﺎ وزﯾﺮ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻰ اﻟﯿﻤﯿﻨﻰ اﻟﻤﺘﻄﺮف ﺑﺘﺴﻠﺌﯿﻞ ﺳﻤﻮﺗﺮﯾﺘﺶ، ﻓﻰ ﻣﺆﺗﻤﺮ "اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ" اﻟﺬي ﻋﻘﺪ ﻓﻰ اﻟﻘﺪس، إﻟﻰ ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﺴﯿﺎدة اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ.

وأﺷﺎر ﺳﻤﻮﺗﺮﯾﺘﺶ إﻟﻰ ﺿﺮورة ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﺴﯿﺎدة اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ وﻏﺰة"، ﻗﺎﺋﻼ: "ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺳﯿﺎدة ﯾﮭﻮدﯾﺔ، ﻧﻌﺮف ﻛﯿﻒ ﺗﻨﺘﮭﻰ اﻷﻣﻮر. اﺗﻔﺎﻗﯿﺎت ﺗﻘﺴﯿﻢ اﻷراﺿﻰ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ وﻟﻦ ﺗﻨﺠﺢ، ﻷﻧﮭﻢ ﯾﺮﯾﺪون اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻛﻠﮭﺎ."

وأﺿﺎف: "ﯾﺠﺐ أن ﯾﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺮار ﺗﺴﻮﯾﺔ. ﯾﻨﺒﻐﻰ ﺟﻠﺐ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن إﻟﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ، وﺳﯿﻜﻮن أﻣﺎم ﻋﺮب أرض إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺧﯿﺎرات: ﻣﻦ ﯾﻌﺘﺮف ﺑﺎﻟﺴﯿﺎدة اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ ﺳﯿﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﯿﻞ وﺳﯿﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ إدارة ﻣﺤﻠﯿﺔ دون رﻣﺰ وطﻨﻲ، وﻣﻦ ﻻ ﯾﺮﻏﺐ ﺑﺬﻟﻚ ﯾﻤﻜﻨﮫ اﻟﮭﺠﺮة. أﻣﺎ ﻣﻦ ﯾﺮﻓﺾ ھﺬه اﻟﺨﯿﺎرات، ﻓﺴﯿﺘﻢ اﻋﺘﺒﺎرھﻢ إرھﺎﺑﯿﯿﻦ وﺳﯿﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﮭﻢ اﻟﺠﯿﺶ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻰ واﻷﺟﮭﺰة اﻷﻣﻨﯿﺔ."
ﺗﺼﺮﯾﺤﺎت ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ﻛﻤﺎ وﺻﻒ ﺳﻤﻮﺗﺮﯾﺘﺶ اﻟﻤﺤﺎوﻻت اﻟﻤﺘﻜﺮرة ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﯿﻦ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣﺤﺎوﻻت ﺧﺎطﺌﺔ، داﻋﯿًﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﮭﺎ واﺳﺘﺒﺪاﻟﮭﺎ ﺑﺈﻋﻼن إﺳﺮاﺋﯿﻠﻰ واﺿﺢ ﯾﻨﻔﻰ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ إﻧﺸﺎء دوﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ.

ﻛﻤﺎ دﻋﺎ وزﯾﺮ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﺘﻄﺮف إﻟﻰ إﻧﺸﺎء ﻣﺪن وﻣﺴﺘﻮطﻨﺎت ﺟﺪﯾﺪة ﻓﻰ ﻋﻤﻖ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ﻻﺳﺘﯿﻌﺎب ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﯿﻦ، ﻣﺸﯿ ًﺮا إﻟﻰ أن اﻟﻤﻜﺎﺳﺐ اﻟﺤﺮﺑﯿﺔ ﻹﺳﺮاﺋﯿﻞ ﺳﺘﺘﻼﺷﻰ دون وﺟﻮد ﻗﻮات وﻣﺪﻧﯿﯿﻦ ﻓﻰ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ
وﺗﻌﺘﺒﺮ ﺗﺼﺮﯾﺤﺎت زﻋﯿﻢ ﺣﺰب اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ اﻟﯿﻤﯿﻨﻰ اﻟﻤﺘﻄﺮف ﻣﺜﺎﻻً آﺧﺮ ﻋﻠﻰ دﻋﻮات ﺣﻠﻔﺎء رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء ﺑﻨﯿﺎﻣﯿﻦ ﻧﺘﻨﯿﺎھﻮ ﻹﻋﺎدة إﻧﺸﺎءاﻟﻤﺴﺘﻮطﻨﺎت اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﻓﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﻋﺎﻛﺴﯿﻦ اﻧﺴﺤﺎب اﻟﺒﻼد ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﺎم ٥٠٠٢.

وﻓﻰ ﺳﯿﺎق ﻣﺘﺼﻞ، ﻗﺎل إﯾﺘﻤﺎر ﺑﻦ ﻏﻔﯿﺮ، وزﯾﺮ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻰ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻰ اﻟﻤﺘﻄﺮف، إن ﺗﺸﺠﯿﻊ ھﺠﺮة اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ھﻮ اﻟﺤﻞ اﻷﻛﺜﺮ أﺧﻼﻗﯿﺔﻟﻠﺼﺮاع. ﺑﯿﻨﻤﺎ رﻓﺾ ﺳﯿﺎﺳﯿﻮن آﺧﺮون ﻓﻰ اﻻﺋﺘﻼف ﻓﻜﺮة إﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ، ﺣﯿﺚ أﻛﺪ ﺟﺪﻋﻮن ﺳﺎﻋﺮ، اﻟﺬى اﻧﻀﻢ ﺣﺪﯾﺜًﺎ إﻟﻰ اﻻﺋﺘﻼف ﻛﻮزﯾﺮ ﺑﻼﺣﻘﯿﺒﺔ، ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﻟﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ أى ﺳﯿﺎﺳﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺎزﻻت وإﻧﺸﺎء ﺟﺪار ﺳﯿﺎﺳﻰ ﺿﺪ اﻟﺠﮭﻮد اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﯿﻦ.
دﻋﻢ دوﻟﻲ وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺘﺼﺮﯾﺤﺎت، ﺗﺤﻈﻰ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﺑﺎﻋﺘﺮاف ٨٣١ ﻣﻦ أﺻﻞ ٣٩١ دوﻟﺔ ﻓﻰ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة، ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﺮﻓﺾ دول ﻣﺜﻞ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة وأﻟﻤﺎﻧﯿﺎ وﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ وﻓﺮﻧﺴﺎ واﻟﯿﺎﺑﺎن وﻛﻨﺪا ﻣﻨﺤﮭﺎ ھﺬا اﻻﻋﺘﺮاف.

وﻋﻘﺪت إﺳﺮاﺋﯿﻞ وﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ اﺗﻔﺎﻗﯿﺎت أوﺳﻠﻮ ﻓﻰ ﻋﺎﻣﻰ ٣٩٩١ و٥٩٩١ ﻛﺨﻄﻮة ﻧﺤﻮ ﺣﻞ اﻟﺼﺮاع، ﺑﻤﺎ ﻓﻰ ذﻟﻚ ﺗﺄﺳﯿﺲ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ ﻛﺈدارة ذاﺗﯿﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﻓﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ وﻗﻄﺎع ﻏﺰة.

ﻓﻰ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ، أﻛﺪت وزارة اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ، أن ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﯿﻦ ھﻮ اﻟﺴﺒﯿﻞ اﻟﻮﺣﯿﺪ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﺳﻼم داﺋﻢ، ﻣﺸﺪدة ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺼﺐ ﻓﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ أﻣﻦ إﺳﺮاﺋﯿﻞ. ﻛﻤﺎ أﻋﻠﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر اﻷﻟﻤﺎﻧﻰ دﻋﻤﮫ ﻹﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ، ﻣﺆﻛﺪًا أن ھﺬا اﻷﻣﺮ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﯿﻦ.
ﻓﻰ ﻣﺎرس اﻟﻤﺎﺿﻲ، أﺻﺪرت أﯾﺮﻟﻨﺪا ﺑﯿﺎﻧًﺎ ﻣﺸﺘﺮ ًﻛﺎ ﻣﻊ إﺳﺒﺎﻧﯿﺎ وﻣﺎﻟﻄﺎ وﺳﻠﻮﻓﯿﻨﯿﺎ ﯾﺪﻋﻮ إﻟﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﯿﻦ ﻛﺴﺒﯿﻞ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺴﻼم واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. ﺗﻌﻜﺲ ھﺬه اﻟﺨﻄﻮات اﻷوروﺑﯿﺔ ﺟﮭﻮدًا دوﻟﯿﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻹﻧﮭﺎء اﻟﺼﺮاع اﻟﻌﺮﺑﻰ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻰ ﻋﺒﺮ ھﺬا اﻟﺤﻞ، ﺣﯿﺚ اﺗﻔﻘﺖ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻻﺗﺤﺎداﻷوروﺑﻰ ﻓﻰ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ اﻟﻤﺎﺿﻰ ﻋﻠﻰ أن ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﯿﻦ ھﻮ اﻟﺨﯿﺎر اﻟﻮﺣﯿﺪ ﻟﻠﺼﺮاع اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ.
ﺧﻄﺔ اﻟﺠﻨﺮاﻻت وﺗﻌﺪ ﺗﺼﺮﯾﺤﺎت ﺳﻤﻮﺗﯿﺮش دﻟﯿﻼ واﺿﺤﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺪء ﺗﻨﻔﯿﺬ ﺧﻄﺔ اﻟﺠﻨﺮاﻻت ﻓﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮﯾﺤﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪد اﻟﻨﺎﻓﯿﺔ ﻟﮭﺬا اﻷﻣﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌﺪ ﺳﯿﻄﺮة إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻤﺎل ﻗﻄﺎع ﻏﺰة دﻟﯿﻼ واﺿﺤﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ ھﺬه اﻟﺨﻄﺔ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ:

ﻣﺮاﺣﻞ ﺧﻄﺔ اﻟﺠﻨﺮاﻻت

ﺗﺒﺪأ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺔ ﺑﺈﺧﻼء ﺷﻤﺎل اﻟﻘﻄﺎع ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن، وھﻮ ﺟﺰء ﻣﻦ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺎت اﻟﺠﯿﺶ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻰ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﺤﺮب ﻓﻰ أﻛﺘﻮﺑﺮ ٣٢٠٢. ﻓﻰ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ٣٢٠٢، أﻋﻠﻦ ﺟﯿﺶ اﻻﺣﺘﻼل أن ٥٩٪ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن اﻟﺸﻤﺎل ﻗﺪ ﻧﺰﺣﻮا إﻟﻰ ﺟﻨﻮب اﻟﻘﻄﺎع، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺘﻘﺪﯾﺮات ﺗﺸﯿﺮ إﻟﻰ أن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٣ أﻟﻒ ﻓﻠﺴﻄﯿﻨﻰ ﻟﻢ ﯾﻐﺎدروا ﺷﻤﺎل اﻟﻘﻄﺎع ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻋﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮب. ﺑﻌﺪ ﻧﺰوح اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ إﻟﻰ اﻟﺠﻨﻮب ﻋﺒﺮ طﺮﯾﻖ اﻟﺮﺷﯿﺪ وﻣﻤﺮ ﻧﺘﺴﺎرﯾﻢ، ﺳﺘﺒﺪأ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺔ ﺑﺘﺤﻮﯾﻞ ﺷﻤﺎل اﻟﻘﻄﺎع إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺴﻜﺮﯾﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ. أﻣﺎ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷﺧﯿﺮة ﻣﻦ ﺧﻄﺔ اﻟﺠﻨﺮاﻻت ﻓﺘﺘﻀﻤﻦ ﻓﺮض ﺣﺼﺎر ﺷﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻰ ﺷﻤﺎل اﻟﻘﻄﺎع، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺰل اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻰ اﻟﻘﻄﺎع. وھﺬا ﯾﻌﻨﻰ ﻣﻨﻊ أى ﺣﺮﻛﺔ دﺧﻮل أو ﺧﺮوج، ووﻗﻒ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات واﻹﻣﺪادات ﻣﺜﻞ اﻟﻐﺬاء واﻟﻮﻗﻮد واﻟﻤﯿﺎه، ﻣﻊ اﻋﺘﺒﺎر ﺟﻤﯿﻊ ﻣﻦ ﺗﺒﻘﻰ أھﺪاﻓًﺎ ﻋﺴﻜﺮﯾﺔ.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة الضفة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

أمريكا تفقد السيطرة واليمن يرسم المعادلة الجديدة

 

في مقالة نشرها الباحث الأمريكي جيمس هولمز في مجلة The National Interest بتاريخ 13 أكتوبر 2025م تحت عنوان “بعد مرور 250 عامًا، تحتاج البحرية الأمريكية إلى إعادة تعلم عظيمة”,

يقر أحد أبرز خبراء الاستراتيجية البحرية في واشنطن بأن الولايات المتحدة فقدت مهاراتها التاريخية في الحرب البحرية، وأنها تعيش اليوم مرحلة “إعادة تعلم” مؤلمة تشبه تلك التي عاشها الهيبيون في ستينيات القرن الماضي عندما نسوا أبسط قواعد النظافة واضطروا لتعلمها من جديد بعد فوات الأوان.

المقال يقدم اعترافًا نادرًا بأن البحرية الأمريكية، بعد ثلاثة عقود من الاطمئنان والغرور منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، تكتشف اليوم أنها لم تعد تملك السيطرة المطلقة على البحر، بل تجد نفسها مضطرة للقتال كقوة أضعف أمام خصوم يملكون الإرادة والقدرة على التحدي.

حين أعلنت القيادة الأمريكية في وثيقة From the Sea” “عام 1992م أن عصر الحروب البحرية انتهى، كانت تفترض أن السيطرة الأمريكية على المحيطات باتت أبدية لكن ما حدث بعد ثلاثة عقود أثبت أن التاريخ لم ينتهِ، بل عاد بقوة – لكن بوجهٍ يمني هذه المرة.

في البحر الأحمر والبحر العربي واجهت واشنطن للمرة الأولى في تاريخها الحديث خصمًا غير تقليدي، لا يمتلك أسطولًا ضخمًا ولا قواعد عالمية، لكنه يمتلك معادلة الردع والإرادة.

اليمن، بقدرات محلية الصنع وبقيادة عسكرية عقائدية، حول البحر من ساحة أمريكية إلى منطقة محرمة على السفن الحليفة للعدو الصهيوني.

العمليات اليمنية في البحر الأحمر كشفت جوهر الأزمة الأمريكية التي تحدث عنها هولمز.

إن من ينسى أساسيات القتال البحري سيتعلمها بالطريقة الصعبة — وهذا ما حدث بالفعل.

ففي كل عملية يمنية ضد السفن المعادية، كانت البحرية الأمريكية تفاجأ بتكتيك غير تقليدي وبقدرات صاروخية وطائرات مسيّرة تتجاوز نطاق الدفاعات الأمريكية.

أصيبت المدمرات الأمريكية بحالة إرباك تكتيكي ومعنوي، حيث لم تتمكن من منع الضربات ولم تستطع حماية السفن التجارية، واضطرت واشنطن إلى تحويل مسارات الملاحة والاعتراف الضمني بفشلها.

الغماري… تجسيد “العقل العملياتي” اليمني

وهنا تبرز شخصية الشهيد الغماري كأحد الرموز التي جسدت هذا التحول الاستراتيجي في الميدان اليمني.

فالرجل لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان عقلًا عملياتيًا فذًّا ساهم في ترسيخ ثقافة التخطيط الذكي والمبادرة الفاعلة.

ينتمي إلى مدرسة لا تؤمن بالتنظير بقدر ما تصنع الواقع في الميدان، مدرسة السرعة والوعي والإقدام،

حيث كان الغماري يعمل بسرعة تفوق الفرط الصوتي، بل بسرعة ستة عشر ماخ من الإصرار والإيمان.

لقد مثّل الغماري نموذج القائد الميداني المفكر الذي جمع بين الجرأة والانضباط، بين العقيدة والتكتيك،

وكان جزءًا من العقل الجماعي الذي نقل اليمن من موقع الدفاع إلى موقع التأثير والردع.

وما نراه اليوم في البحر الأحمر ليس إلا امتدادًا لذلك الفكر العملياتي المقاوم الذي أسسه رجال أمثال الغماري،

حيث تتحول المعركة من صراع أدوات إلى صراع وعي وإرادة، ومن رد فعل إلى هندسة استراتيجية تصنع الموازين.

اليمن كمدرسة جديدة في “منع البحر”

أشار هولمز إلى أن على أمريكا أن “تتعلم كيف تكون القوة الأضعف” وأن تتقن “استراتيجية منع البحر” بدل “السيطرة عليه”.

لكن المفارقة أن هذا ما أتقنه اليمن عمليًا دون الحاجة إلى أساطيل ضخمة.

فبينما كانت أمريكا تنفق مئات المليارات على حاملات الطائرات، كان اليمن يطور معادلة ردع بحرية متكاملة تقوم على التحكم الجغرافي بمضيق باب المندب وخليج عدن،

والاعتماد على التقنيات الصاروخية والطائرات المسيرة الدقيقة،

والقيادة الميدانية المرنة القادرة على توظيف الجغرافيا في خدمة المعركة،

إضافة إلى التحالف المعنوي مع محور المقاومة الذي منح بعدًا استراتيجيًا إقليميًا للمعركة البحرية.

بهذا النموذج أصبح البحر الأحمر ميدان اختبار عالمي، وأثبت أن منع البحر ممكن حتى بأدوات محلية إذا توفرت الإرادة والعقيدة.

من البحر الأحمر تبدأ نهاية الغرور الأمريكي

المقال الأمريكي لم يكن مجرد تحليل نظري، بل اعتراف ضمني بأن واشنطن اليوم تخسر معركة البحر.

ما يجري في البحر الأحمر هو تطبيق حي لما يسميه هولمز “الثمن الباهظ لنسيان القواعد الأساسية”.

فالولايات المتحدة التي اعتادت أن تحكم المحيطات تجد نفسها اليوم تتعلم من اليمن كيف تدافع عن نفسها، وكيف تحسب خطواتها داخل بحر كان يومًا بحيرة أمريكية.

لقد فرض اليمن معادلة جديدة، قوامها السيادة والردع والإرادة، وجوهرها القتال دفاعًا عن المبدأ لا المصالح.

ومن بين رجاله الذين صنعوا هذا التحول، يبرز الشهيد الغماري كرمزٍ للعقل المقاوم الذي لا يهدأ، وللقائد الذي يسبق الزمن بخطوات من نور وإيمان.

من البحر الأحمر تبدأ نهاية الغرور الأمريكي،

ومن مدرسة الغماري تتخرج معادلات الردع الجديدة.

مقالات مشابهة