فى ندوة له بمعرض الكتاب قبل أيام، أبدى الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى أسفه واندهاشه، للافتة مرفوعة على البوابة الرئيسية لمدخل المعرض، تدعو المواطنين لزيارته، مكتوبة باللغة العامية المبعثرة، مع أن المعرض يعد محفلاً للاحتفاء باللغة الفصحى، التى وصفها بأنها هى العقل والضميروالروح التى تتجدد ونتجدد بها.
الأدلة على هذا التهميش للغة العربية أكثر من أن تحصى. منها أن عددا من البرامج الترفيهية والحوارية فى التليفزيون، الذى بدأ بثه فى ستينات القرن الماضى باسم التليفزيون العربى باتت تستخدم أسماء أجنبية مثل سولد أوت،. كما أن المنصة المصرية الرقمية التى تتبع الشركة المتحدة وأنشئت منذ العام 2019 تسمى نفسها وتش ات. ولم تجد الشركة الوطنية للاتصالات فى اللغة العربية اسما يليق بمكانتها، فأطلقت على نفسها اسم وى.
وتحفل إعلانات الشواراع والمحال التجارية باسماء أجنبية فى كرنفال من القبح والنشاز والتخبط فضلا عما يحمله ذلك من شعور عميق بالانسحاق أمام كل ما هو أجنبى، حتى يخيل لأى زائر لوسط المدينة ويجول فى شوارعها وأحيائها أنه فى بلد غير عربى. يحدث ذلك برغم أنه، كان قد أصدر أحد وزراء التموين قرارا وزاريا قبل سنوات، يحظر على المحال التجارية استخدام أسماء غير عربية، والمدهش أنه لم يتم الاكتفاء بعدم تنفيذه وذهابه طى النسيان، بل أن الوضع بعد صدوره ازداد سوءا. تماما كما يحدث الآن مع عودة الإشارات الدينية على المركبات الخاصة بكثافة، برغم صدور قرار وزارى بمنع لصقها، ليصبح العصف بالقانون حالة عامة لا استثنائية!
الحفاظ على اللغة العربية، وحمايتها من العدوان السارى عليها فى كل اتجاه، ليس من القضايا الهامشية التى يمكن تجاهلها والازدراء بها، لا سيما والخطاب الرسمى ينطوى على دعوات لا تتوقف عن تماسك الهوية المصرية والحفاظ على مكوناتها، ولغتنا العربية تكاد أن تكون هى رمزها الأبرز وهى سلاحنا البتار نحو ولوج ذلك الهدف. بات المجتمع يتغاضى عن الأخطاء اللغوية النحوية وحتى فى المعانى ودلالات الجمل والكلمات، لاسيما فى الوسائل الجماهيرية الأكثر تأثيرا، التى أصبحت مصدرا سهلا للمعرفة لعموم الناس. وعلى الهيئة الوطنية للإعلام بدلا من أن تتفنن فى الاهتمام بالشكل وهى تظن أنها تسعى للتطوير، أن تلعب دورا فى وقف هذا العبث باللغة العربية فى الإعلام المصرى المرئى والمسموع، وأن تلغى كل أسماء البرامج غير العربية من محطاتها التلفزيونية والإذاعية، هذا إذا كنا ندرك ان الحفاظ على العربية هو حفاظ على الهوية المصرية، ونطبق الدستور، الذى ينص على أن اللغة العربية هى لغة الدولة الرسمية.
وقبل ثلاث سنوات تقدم مجمع اللغة العربية إلى مجلس النواب بمشروع قانون لحماية اللغة العربية فى المؤسسات الرسمية والمعاملات التجارية والعقود والمنتجات المصنوعة فى مصر لشركات أجنبية والإعلانات فى الطرق العامة والمصنفات الفنية وأسماء الشوراع والحدائق العامة والشواطئ والمؤسسات الصحفية والإعلامية وغير ذلك، وحدد القانون عقوبات وغرامات لمن يخالف أحكام هذا القانون أو يتجاهلها، ولا أدرى حتى اليوم ما هو مصير هذا القانون، وغيره من القوانين المنسية السابقة عليه، التى آن أوان تفعيلها إذا كنا نؤمن حقا مع الشاعر حجازى أن لغتنا الجميلة، هى العقل والضمير والروح التى تتجدد ونتجدد معها وهى الرمز الذى لا بديل له للدفاع عن هويتنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: على فكرة أمينة النقاش معرض الكتاب اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
محافظ أسوان: دعم الكفاءات والهيكل الإدارى لإنجاح منظومة التأمين الصحى الشامل
عقد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان إجتماعاً تنسيقياً لدعم الكفاءات البشرية وإستكمال الهيكل الإدارى بمنظومة التأمين الصحى الشامل ، وإختيار أفضل الكفاءات اللازمة لتقديم خدمة صحية شاملة ومستدامة وإنجاح المنظومة الجديدة لتحقيق مردودها الإيجابى على المواطن الأسوانى .
ويأتى ذلك فى ضوء الجهود المكثفة التى تقوم بها أجهزة المحافظة للتطبيق الفعلى لمنظومة التأمين الصحى الشامل بالمحافظة فى يوليو المقبل ضمن محافظات المرحلة الأولى تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى ، وطبقاً لموافقة مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى .
وخلال الإجتماع الذى حضره اللواء ماهر هاشم السكرتير العام المساعد ، والدكتور محمد سعيد مدير عام الصحة ، والدكتور محمد عبد الهادى مدير فرع الهيئة العامة للرعاية الصحية ، والدكتور أيمن عبد الله مدير فرع أسوان للتأمين الصحى .
التأمين الصحى الشاملشدد الدكتور إسماعيل كمال على ضرورة الإنتهاء من إجراءات نقل الموظفين والعاملين المثبتين والمعيين فعلياً للإنضمام بالمنظومة الجديدة ، وهو الذى يتوازى معه التنسيق بين هيئة التأمين الشامل ، والرعاية الصحية ، ومديرية الصحة لإنهاء إجراءات العاملين المتعاقدين بهدف توفيق الأوضاع بشكل يحقق الإستقرار المعيشى والأسرى لهم ، ليتواكب مع ذلك تعريف العاملين بالقطاع الصحى بالمزايا والحوافز العديدة التى سيحصلون عليها فى حالة الإنضمام لمنظومة التأمين الشامل .
وكلف المحافظ بأن يتم بداية من الأسبوع القادم نقل أعمال اللجان الطبية والعلاجية ( القومسيون الطبى ) إلى وحدة الخزان شرق الواقعة أسفل خزان أسوان البديل لموقعها المتميز وتجهيزها بشكل حضارى وجمالى بواسطة هيئة الرعاية الصحية لإستيعاب الحالات المترددة على مدار اليوم والتى تصل لنحو 300 حالة .
وفى نفس الوقت يتم الإستمرار فى صرف علاج الأمراض المزمنة كالسكر والضغط من الوحدات الصحية التى قام المواطنين بالتسجيل بها بجوار محل إقامتهم ، مع صرف علاج باقى الأمراض التى تحتاج إلى مناظرات والعرض على إستشاريين من المستشفيات القريبة ، وبالتوازى يتم صرف العلاج لكافة الحالات دون الحاجة إلى موافقات مسبقة لمدة 6 أشهر لتخفيف أى معاناة عن كاهل المواطن الأسوانى .