قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن على المسلمين السعي لفهم أمور دينهم، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين".

خالد الجندي في يوم العمال: العمل مقدس.. وأكل حقوق العامل من الكبائرخالد الجندي يوضح شروط جواز رواية الحديث النبوي "بالمعنى"

وأكد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، أن كثيرًا من الناس يخلطون بين من يحق له الإفتاء وماهية الفتوى نفسها، وأن الأمر بحاجة إلى تبسيط ووضوح.

وأوضح: "احنا عاوزين نتكلم في حاجة مهمة جدا، ولعلها شغلت الرأي العام كثيرًا، بس علشان حضراتكم معظمكم غير متخصصين، أنا هبسط الكلام وهقوله بشكل بسيط خالص، أنا شايف إن في تقريبًا خلاف في وجهات النظر على الجهات اللي يُطلب منها القيام بالفتوى، يعني ده اللي يفتي؟ ولا ده؟ ولا دول؟ ولا ما يفتوش؟ يا جماعة، عاوزين نريح بالنا ونفهم يعني إيه فتوى."

وتابع: "الفتوى حضرتك ده رأيك الشخصي، بس باختصار شديد، اجتهادك في وصولك للرأي الشخصي، رأيك الشخصي مش اللي إنت مألفه من دماغك، رأيك الشخصي في اختيار ما تراه متوافقًا مع الشرع الحنيف."

وأضاف: "القرآن الكريم نص مقدّس، إنما تفسيرات القرآن لا حصر لها، كل تفسيرات القرآن دي مش نصوص مقدسة، يبقى تفسير النص ليس شيء مقدّس، لذلك اللي بيفتي هو بيفسر الحال، أو بيفسر الموقف، أو بيسقط النص الشرعي على واقع الحال، بنشوف الكلام ده يوافق الشرع ولا يوافق الشرع."

واستكمل: "لما نقول يوافق الشرع، احنا هنا هنضطر نفرق بين مصطلحين اتنين، لازم تاخدوا بالكم منهم: حاجة اسمها الرأي الشرعي، وحاجة اسمها الرأي الفقهي، الرأي الشرعي عبارة عن إيه؟ نص الآية ونص الحديث، دول لا يجوز تخطيهم بأي حال من الأحوال أبدًا، إنما فهمك ليهم، ده اسمه رأي فقهي."

وقال: "عشان خاطري نفهم مع بعض بالراحة، من غير أي توتر أو سوء ظن، النص الشرعي هو الآية والحديث، المادة الخام نفسها، إنما الفقه أو الفتوى، هو اللي انت فهمته من النص الشرعي، يبقى لما تقول رأيك في مسألة، قول: والله أنا أراه من الناحية الفقهية، إنما لو قلت لك آية أو حديث، تقول: قال الله تعالى، أو قال رسول الله ﷺ."

وتابع: "لو جينا بقى بعد قال رسول الله ﷺ، إلى قال الصحابي فلان، أو قالت أم المؤمنين عائشة، أو قال عمر، أو علي رضي الله عنهم، ما بنقولش عليه نص شرعي، بنقول عليه فتوى علي، فتوى عائشة، رأي عمر، رأي أبي بكر، رأي عبد الله. وبالتالي ما عندناش مشكلة خلاص، عرفنا الفرق ما بين الرأي الشرعي والرأي الفقهي".

طباعة شارك خالد الجندي الشيخ خالد الجندي الفقه الرأي الشرعي الحكم الفقهي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خالد الجندي الشيخ خالد الجندي الفقه الرأي الشرعي الرأی الشرعی خالد الجندی

إقرأ أيضاً:

ما الفرق بين الخطأ والخطيئة في الشرع وسبل تجاوزهما؟.. علي جمعة يوضح

كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك عن الفرق بين الخطأ الخطيئة فى الشرع.

الفرق بين الخطأ والخطيئة

وقال فرَّق الشرعُ الشريف بين الخطأ والخطيئة بتوفُّر القصدِ وعدمه؛ فإذا لم يتوفَّر القصدُ فهو خطأ، وإذا توافر القصدُ فهي خطيئة. والخطأُ معفوٌّ عنه غالبًا، ولا يترتّب عليه إثمٌ في الجملة، أمّا الخطيئة فيترتّب عليها إثم، وتحتاج إلى طلب الغفران.

علي جمعة يوضح أنواع العفاف الباطن.. تعرف عليهاتفسير قوله تعالى "صم بكم عمي فهم لا يعقلون".. علي جمعة يوضحكيف يتفكر الإنسان ويكون الفكر لله؟..على جمعة يوضحعلي جمعة: عدم العفاف يَسُدُّ بابَ استجابة الدعاء ويُوقِع الضغينةَ بين الناس

وأشار إلى ان الشرعُ الشريف رتب برنامجًا مُحكَمًا لمحاصرة تداعيات الخطأ والخطيئة، من أجل تجاوزهما والبدء من جديد، ونذكر ذلك في حقائق تُبيِّن المقصود:

الحقيقة الأولى:

أنّ تأصيل الفرق بين الخطأ والخطيئة يظهر في الحديث الذي وضعه البخاري أوّل حديثٍ في «صحيحه» باعتباره مفتاحًا من مفاتيح فهم الشرع الشريف؛ قال رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى…».

والنيّة في اللغة: القصدُ المؤكَّد. وهذا الحديثُ يجعلُ الإنسان يراعي ربَّه الذي يعلم ظاهرَه وباطنَه، وعملَه ونيّتَه. ويؤكِّد هذا الفرقَ قولُ النبي ﷺ: «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ».

ومن هنا قد يكون هناك أجرٌ عند بذل الجهد مع الوقوع في الخطأ، كقوله ﷺ: «مَنْ اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ»، لأنّه لم يَقْصِد الإساءة أو الأذيّة، بل أراد الصلاحَ ولو لم يَصِل إليه.

وفي المقابل فإنَّ هناك ذنبًا وإثمًا على المتعمِّد للأذيّة، كإخوةِ يوسفَ بعد ما ارتكبوه من جريمة؛ حكى اللهُ عنهم فقال: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف: ٩٧].

فاعترفوا بذلك بجريمتهم وذنبهم، وكلمة «خَاطِئِينَ» هنا تشمل فعلَ الذنب، سواء كان من قبيل الخطأ أو من قبيل الخطيئة.

الحقيقة الثانية:

قولُه ﷺ: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ».

وكلمة «خَطَّاء» صيغةُ مبالغةٍ من اسمِ الفاعل «خاطئ»، المشتملِ على الأمرين: الخطأ والخطيئة. ومن هنا علَّمنا رسولُ الله ﷺ الإقلاعَ عن الخطأ والخطيئة معًا؛ فكان – وهو المعصوم ﷺ – يقول: «إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ».

الحقيقة الثالثة:

أنَّ الوقوعَ في الخطأ قد يترتَّب عليه ضررٌ يستوجب التعويضَ والغرامةَ من ناحية، ويستوجب التربيةَ وضبطَ النفس من ناحيةٍ ثانية، ويستوجب الاعتذارَ وتسليةَ المتضرِّر بعقابِ النفس من ناحيةٍ ثالثة.

وأحسن مثالٍ لذلك هو القتلُ الخطأ الذي يكون على سبيل الحادثة، لا على سبيل العمد ولا شبه العمد؛ إلا أنّ الله سبحانه وتعالى قد رتّب عليه الدِّية، وهي غرامةٌ ماليةٌ لأهل القتيل، ورتّب عليه – في الجملة – كفّارةً من تحرير رقبةٍ مؤمنة، فإن لم يجد فصيامُ شهرين متتابعين، وهذا نوعٌ من أنواع التربية للنفس، وشيوعُ مفهوم عدم الاستهانة بهذا الفعل حتى قبل وقوعه كثقافةٍ عامّةٍ في الناس، وفيه أيضًا معنى الاعتذار لأهل القتيل، وأنَّ حبسَ النفس عن مألوف طعامها وشرابها لمدة شهرين متتابعين يؤكِّد عدمَ العُدوان، ويؤكِّد الحزنَ على النتيجة التي ترتّبت على ذلك الفعل.

قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ۖ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ۖ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: ٩٢–٩٣].

الحقيقة الرابعة:

أنَّ سيدَنا رسولَ الله ﷺ أمرنا ببرنامجٍ متكاملٍ بإزاء الخطأ والخطيئة، يبدأ بالاستغفار والتوبة التي تشتمل على: الإقلاعِ عن الذنب، والندمِ على الفعل، والعزمِ على عدم العَود إليه مرةً أخرى. وقد يحتاج هذا إلى كفّارة، وإلى غرامة، وإلى ردِّ الحقوق إلى أصحابها.

ومع هذا فقد أمرنا بعدمِ تتبُّع العورات واصطيادِ الأخطاء أو الخطايا، وأمرنا بالستر الجميل، وأمرنا بالعفو والتجاوز، وأمرنا بعدم التعيير؛ فقال ﷺ: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». وقال ﷺ: «مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَهُ». وقال ﷺ: «يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ، وَيَنْسَى الجِذْلَ – أَوِ الجِذْعَ – فِي عَيْنِ نَفْسِهِ».

وقال ﷺ: «لا تُوذُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ».

وقال ﷺ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا».

وقال تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: ١٠٩].

طباعة شارك الخطأ الخطيئة العفو تتبع العورات الفرق بين الخطأ والخطيئة

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي يوضح الفرق بين الترادف والتشابه اللفظي في اللغة العربية
  • خالد الجندي يفك شفرة الفرق بين "الترادف" و"التشابه اللفظي" ويكشف دلالات "البيداء" و"المفازة".. فيديو
  • عجائب القرآن.. خالد الجندي يوضح 18 صفة مختلفة لأفعال المجي في كتاب الله
  • خالد الجندي يكشف أسرار 18 فعلاً للمجيء في العربية والفارق بين "جاء" و"أتى".. فيديو
  • الإفتاء تكشف مفاجأة بشأن "سجود الشكر" وحكمه الشرعي.. فيديو
  • خالد الجندي يحذر من ترك الأبناء دون تربية دينية (فيديو)
  • الشيخ خالد الجندي محذرا : ترك الأبناء دون تربية دينية لا يعالج في لحظات
  • خالد الجندي ردا على الجماعات المتطرفة: الإسلام دين الحرية (فيديو)
  • ما الفرق بين الخطأ والخطيئة في الشرع وسبل تجاوزهما؟.. علي جمعة يوضح
  • الشيخ خالد الجندي: برنامج دولة التلاوة أعظم هدية قُدِّمت للمجتمع المصري