في ذكرى 11 سبتمبر.. أمريكا تستيقظ على اغتيـ.ال يربك الشارع ويهز الكونجرس
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
في وقت كانت فيه الولايات المتحدة تسترجع ذكرى أكثر أيامها قتامة في التاريخ المعاصر، هزها بالأمس مشهد جديد من العنف السياسي، بعدما قتل الناشط المحافظ البارز تشارلي كيرك بالرصاص خلال ندوة طلابية في ولاية يوتا، في حادثة أعادت إلى الأذهان شبح الانقسام الدموي الذي يفتك بالمجتمع الأمريكي.
كيرك، البالغ من العمر 31 عاماً، وأحد أبرز حلفاء الرئيس دونالد ترامب، كان يتحدث أمام حشد من مئات الطلاب في فعالية حملت شعار "أثبتوا أنني مخطئ"، عندما انطلقت رصاصة أصابته في عنقه وأردته قتيلاً على الفور.
ودفع المشهد، الذي التقطته عدسات الكاميرات وبثته وسائل الإعلام، الحاضرين إلى الهروب في حالة من الذعر، بينما تحولت المناسبة إلى لحظة دامية تعكس عمق الاستقطاب في الحياة السياسية الأمريكية.
كيرك، المعروف بخطابه المحافظ الحاد، كان من أبرز الأصوات المدافعة عن ترامب، وعن سياسات اليمين الأمريكي في قضايا الهجرة والسلاح ورفض حقوق المتحولين جنسياً.
كما أسس منظمة Turning Point USA التي لعبت دوراً محورياً في تعبئة الشباب الجمهوري ودعم حملة ترامب الرئاسية الأخيرة التي أعادته إلى البيت الأبيض هذا العام.
واعتبرت الحادثة على نطاق واسع "اغتيالاً سياسياً"، إذ تأتي في سياق سلسلة طويلة من أعمال العنف التي استهدفت شخصيات بارزة من مختلف التيارات، بدءاً من محاولة اغتيال ترامب نفسه العام الماضي، مروراً بقتل نائب ديمقراطي في مينيسوتا، وصولاً إلى الاعتداء على رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي عام 2022.
وسارع الرئيس الأمريكي إلى وصف مقتل كيرك بأنه "لحظة مظلمة في تاريخ أمريكا"، محملاً ما أسماه بـ"اليسار المتطرف" المسؤولية عن تأجيج مناخ الكراهية والتحريض.
وقال في خطاب مصور من البيت الأبيض: "سنسعى لمحاسبة كل من يقف وراء هذه الجريمة وكل أشكال العنف السياسي"، في إشارة فسرها مراقبون على أنها مقدمة لحملة أمنية واسعة ضد جماعات المعارضة.
أما في الكونجرس، فقد تحولت لحظة الصمت على روح كيرك إلى مشادة صاخبة بين الجمهوريين والديمقراطيين، في مشهد أظهر بوضوح عمق الشرخ داخل المؤسسة السياسية الأمريكية.
من جانبه، عبر حاكم ولاية يوتا سبنسر كوكس عن حزنه قائلاً: "أمتنا مكسورة.. وإذا استمر هذا المسار، فإن دماء أبنائنا ستصبح الثمن اليومي لانقسامنا السياسي".
وبينما تعود ذكرى 11 سبتمبر لتذكر الأمريكيين بهشاشة أمنهم أمام التهديدات الخارجية، جاء اغتيال كيرك ليكشف أن الخطر الأكبر اليوم بات داخلياً، ينخر في جسد الديمقراطية الأمريكية ويحول السياسة إلى ساحة صراع دموي، قد لا يقل خطورة عن ذلك اليوم الذي غير وجه العالم قبل 24 عاماً.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: 11 سبتمبر أمريكا ترامب اغتيال
إقرأ أيضاً:
تفاصيل المفاوضات بين حماس وإسرائيل بالتزامن مع الضغط الأمريكي لإنهاء الحرب
علق جمال رائف الكاتب والباحث السياسي المتخصص في الشأن الدولي، على استضافة شرم الشيخ للمفاوضات بين حماس وإسرائيل، فطالما كانت مدينة السلام محطة مهمة في المفاوضات بينهما، وهو ما يؤكد أن هناك رغبة في التشاور الحقيقي.
وأضاف رائف في تصريحه لـ"الوفد"، أن عقد المفاوضات بعد أيام قليلة من طرح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار، يؤكد استجابة الوسيط المصري للمقترح الأمريكي ودعمه لها، أما عن اختيار يوم 6 أكتوبر لانطلاق التفاوض إشارة لأهمية تحقيق السلام المبني على العدالة، وهو يوم نصر عظيم يذكرنا بأنه في نهاية المطاف يجب تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وتابع: نحن الآن بصدد اليوم الثاني من المشاورات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل وهنا يلعب الوسيط المصري دور مهم لإيجاد نقاط تلاقي بين الطرفين يمكن البناء عليها، ومن المفترض غدًا أن ينضم جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوث الرئيس الامريكي ستيف ويتكوف للمفاوضات.
وأكد الباحث السياسي المتخصص في الشان الدولي، أن بانضمامهما ستبدأ مرحلة جديدة في التفاوض، إذ تنقل الأوراق من الغرف المغلقة للطاولة لإيجاد خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق وهو وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيلين والفلسطينين والانسحاب العسكري الإسرائيلي من القطاع وفق الخطة التي نشرها البيت الابيض بعد طرح ترامب، وايضًا ما يتعلق بإدخال المساعدات، وهذه هي الحزمة الأولى التي من المفترض أن تخرج بها المفاوضات.
وأوضح أن المرحلة الثانية وهي الأكثر تعقيدًا والمتعلقة بمستقبل إدارة قطاع غزة، حيث طرح "ترامب" نموذج للإدارة، وبالتالي هذا يحتاج لبعض التشاور، خاصة أنه لا يمكن استبعاد السلطة الفلسطينية الممثل الشرعي للدولة الفلسطينة وصاحبة الحق الأصيل.
واختتم: أن تصريحات "نتنياهو" الخاصة بالاقتراب من وقف إطلاق النار تؤكد على الضغط الأمريكي لإنهاء الحرب.