فيضان زانكلين الضخم.. قصة حدث ضخم غير مسار البحر المتوسط
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
قبل أكثر من خمسة ملايين عام، شهد كوكب الأرض حدثًا جيولوجيًا غير مسار التاريخ الطبيعي للبحر الأبيض المتوسط وهو فيضان زانكلين الضخم.
حدث هذا الفيضان عندما اندفعت مياه المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق وغمر حوض البحر الأبيض المتوسط بسرعة مدهشة، مُستهلِكًا كل ما يقف في طريقه ومسببًا تغييرات عميقة على الأرض والبيئة.
قبل وقوع الفيضان، كان البحر الأبيض المتوسط شبه جاف، حيث أدى انقطاع الاتصال مع المحيط الأطلسي إلى انخفاض كبير في منسوب المياه. ترك هذا الوضع أرضًا قاحلة ومالحة، حيث تكونت طبقات ملحية ضخمة بفعل التبخر المستمر.
الدراسات الجيولوجية الحديثة أكدت وجود بحيرات ضحلة ذات ملوحة منخفضة، مما يشير إلى أن تلك المنطقة كانت تعاني من ظروف قاسية.
يُعتقد أن تحرك الصفائح التكتونية كان العامل الرئيسي وراء انقطاع الاتصال بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي.
هذا الانقطاع مهد الطريق لفيضان كارثي مُنتظر. الأبحاث الجيوفيزيائية الحديثة التي أُجريت عام 2009 كشفت عن وجود خندق عميق أسفل مضيق جبل طارق، يُحتمل أنه نتج عن اندفاع المياه الهائل.
ما تأثير فيضان زانكلين؟الأدلة على قوة الفيضان لم تقتصر على مضيق جبل طارق فحسب، بل شملت أيضًا مناطق في جنوب صقلية. هناك، اكتشف الباحثون تضاريس غير مألوفة تتكون من تلال ومنخفضات، مما يدل على تدفقات المياه الضخمة.
الصخور الكبيرة التي وُجدت على قمم التلال تشير إلى أنها جُرفت بفعل قوة الفيضان، لتؤكد تلك الصخور تطابقها مع الرواسب الموجودة في المنخفضات أسفل البحر.
لفهم حجم تأثير الفيضان، قام العلماء بتطوير نماذج حاسوبية لمحاكاة تدفق المياه. أظهرت هذه المحاكاة أن عمق مياه الفيضان وصل إلى نحو 40 متراً، وسرعة التدفق تقدر بـ 115 كيلومترًا في الساعة، بمعدل تدفق يصل إلى 13 مليون متر مكعب في الثانية، وهو رقم يفوق بكثير تدفق نهر الأمازون الحالي.
هذه الأرقام تجسد ضخامة الحدث وسرعته، مما يجعله واحدًا من أسرع الفيضانات في التاريخ الجيولوجي.
ما بعد فيضان زانكلينعقب الفيضان، امتلأ الحوض بالكامل، متحولًا من حوض شبه جاف ومالح إلى بحر واسع وقادر على استقبال الحياة البحرية الحديثة.
ساهم ذلك في تطوير المناخ الإقليمي وتوفير بيئة مستقرة نسبيًا للنظام البيئي البحري. التأثير التاريخي لهذا الحدث لم يقتصر على الأسابيع القليلة التي دام فيها، بل أعاد تشكيل التضاريس والسواحل بطريقة لم تحدث منذ ملايين السنين.
تُعتبر دراسات فيضان زانكلين جزءًا مهمًا لفهم ديناميكيات المياه وتأثيرها على البيئة القديمة. الأبحاث الحديثة لا تزال تعيد تصور كيفية تأثير هذا الفيض على البحر الأبيض المتوسط كما نعرفه الآن، مما يعطي العلماء مؤشرًا على تطورات المستقبل.
وبحسب العلماء، فإن فيضان زانكلين لم يكن مجرد حدث عابر، بل هو شهادة على قوة الطبيعة الهائلة وقدرتها على إعادة تشكيل التضاريس بسرعة مدهشة. إرث هذا الفيضان الجيوفيزيائي يمكن رؤيته في أنماط تضاريس البحر الأبيض المتوسط اليوم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحر المتوسط البحر الأبیض المتوسط البحر المتوسط
إقرأ أيضاً:
المخرج الفرنسي جان بيير آماريس يكشف أوجه التشابه بين السينما المصرية والفرنسية
كشف المخرج الفرنسي جان بيير آماريس، عن أوجه التشابه بين السينما المصرية والفرنسية، موضحا أن أن هذا التشابه يكمن في النظرة العميقة إلى الإنسان ومعالجة القضايا الإنسانية المطروحة بأسلوب فني متقارب.
وأضاف جان بيير آماريس، خلال حواره ببرنامج «صباح جديد» عبر قناة «القاهرة الإخبارية» أن كلتا السينماتين، المصرية والفرنسية، توليان اهتماماً خاصاً بالدراما المستوحاة من الحياة اليومية، مؤكدا على أن قوة هذه الأعمال تنبع من تركيزها على التفاصيل الصغيرة، معتبراً أن تلك اللحظات الدقيقة هي التي تصنع إنسانيتنا وتعبر عنها بصدق على الشاشة الكبيرة
أما عن تكريمه بمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط 2025، أعرب المخرج الفرنسي جان بيير آماريس، عن فخره الكبير بتكريمه في هذا المهرجان، قائلا إن هذا التكريم شرف كبير بالنسبة له.
وأكد المخرج الفرنسي جان بيير آماريس، على الرمزية الخاصة التي يحملها التكريم لكونه يأتي من مهرجان يحمل اسم مدينة الإسكندرية العريقة، موضحا أن المدينة بتاريخها الطويل تعد منارة شاهدة على التلاقي الثقافي والحضاري بين الشرق والغرب، ما يمنح الجائزة بعداً ثقافياً وتاريخياً ذا قيمة كبيرة بالنسبة له.
أبرز المكرمين بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط 2025وشهد حفل افتتاح الدورة الـ 41 من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط تكريم عدد من نجوم على رأسهم: رياض الخولي، ليلى علوى، أحمد رزق، سامح سليم، فردوس عبد الحميد.
ويذكر أن إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، برئاسة الناقد الأمير أباظة، استحدثت جائزة خاصة لأفضل فيلم وثائقي عربي طويل تحمل اسم المخرج ومدير التصوير سعيد شيمي، وذلك ضمن فعاليات الدورة 41 للمهرجان.
وأشار بيان صادر عن إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، أن هذه الخطوة تأتي تقديرًا لإسهامات المخرج سعيد شيمي البارزة في مجال السينما التسجيلية، حيث قام بتصوير 108 أفلام روائية طويلة، كما أخرج وصور 75 فيلما وثائقيًا وتسجيليًا قصيرًا، ما يجعله أحد رموز الصورة السينمائية في العالم العربي.
ونوه البيان إلى أن الجائزة تمنح في إطار مسابقة نور الشريف للأفلام الروائية الطويلة، التي تنظمها إدارة المهرجان وتضم أعمالا من مختلف الدول العربية، وذلك بعد ملاحظة تزايد عدد الأفلام الوثائقية المشاركة في هذه المسابقة خلال الدورات الأخيرة.
اقرأ أيضاًتامر فرج يكشف عن المهن التي امتهنها قبل دخوله مجال التمثيل
الأفلام المتنافسة في مسابقة نور الشريف للفيلم العربي بـ«الإسكندرية السينمائي»