مركز الشباب.. بيئةٌ حاضنةٌ تواكب تطلعات رؤية عُمان 2040
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
العُمانية: يشكّل مركز الشباب في سلطنة عُمان أحد أبرز المنجزات الوطنية الحديثة التي جاءت لتجسّد رؤية القيادة الحكيمة في تمكين الشباب واستثمار طاقاتهم، انسجامًا مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040" التي جعلت من الشباب محورًا للتنمية وأساسًا لبناء المستقبل، ويأتي الحديث عن المركز تزامنًا مع يوم الشباب العُماني الذي يصادف 26 أكتوبر من كل عام، ليُبرز دوره الحيوي في رعاية طاقات الشباب وصقل مهاراتهم، وما حققه من منجزات ومشروعات نوعية أسهمت في تعزيز حضور الشباب العُماني، وإتاحة مساحات واسعة أمامهم للإبداع والابتكار والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية الوطنية، ليكون بحقّ بيئة حاضنة تجمع بين الفكر والعمل والإلهام، وترسّخ مفاهيم الريادة والعطاء والمسؤولية في نفوس الشباب العُماني الطموح.
وقد حقق المركز منذ انطلاقته نموًا ملحوظًا في عدد المستفيدين من برامجه وخدماته، إذ بلغ عددهم خلال الفترة من عام 2022 وحتى سبتمبر 2025 نحو 458 ألفًا و606 مستفيدين، فيما بلغ عدد البرامج التدريبية المنفذة 380 برنامجًا، وتعاون مع 1,227 مؤسسة صغيرة ومتوسطة وأصحاب عمل حر. كما شهد عام 2025 تنفيذ 66 برنامجًا تدريبيًا استفاد منها أكثر من 8,500 شاب وشابة، بينما تجاوز عدد المستفيدين من المساحة المشتركة بالمركز 104,800 مستفيد حتى سبتمبر 2025.
وبفضل برامجه النوعية وأنشطته المتجددة، أصبح مركز الشباب منصة وطنية تجمع بين الفكر والإبداع والعمل، ومصدرًا لإلهام الشباب وتحفيزهم على الابتكار والمبادرة، وأسهم في خلق بيئة شبابية نابضة بالحياة تعزز روح التعاون والمشاركة، وتدعم بناء اقتصاد معرفي يقوم على الإبداع وريادة الأعمال.
وقالت علياء بنت سعيد الشنفرية المدير التنفيذي لمركز الشباب: "منذ انطلاقة المركز تبنينا نهجًا يقوم على تكامل الأدوار الوطنية وتوحيد الجهود، من خلال بناء شراكات نوعية مع القطاعين العام والخاص؛ إيمانًا منّا بأن التمكين الفعلي للشباب يحتاج إلى منظومة تكاملية تعمل بروح الشراكة والمسؤولية المشتركة".
وأضافت: "يمضي مركز الشباب اليوم نحو مرحلة توسع استراتيجي شامل في مختلف محافظات سلطنة عُمان، ضمن خطة تطويرية متكاملة تبلغ تكلفتها الإجمالية نحو 14 مليون ريال عُماني، تهدف إلى تعزيز حضور المركز في المحافظات وتوفير بيئات شبابية متكاملة تدعم الابتكار والإنتاج وتواكب تطلعات الشباب".
وحول أهم المشروعات التي يعمل عليها مركز الشباب، قال عمر بن سعيد الصواعي مدير الشؤون المالية والإدارية بالمركز: "يعمل مركز الشباب على عدد من المشروعات الجاري تنفيذها بعدد من المحافظات، ومن أبرزها المجمع الثقافي الشبابي بولاية صور في محافظة جنوب الشرقية، الذي يُقام على مساحة تقارب 50 ألف متر مربع في موقع استراتيجي متميز، ويضم مركز الشباب والمكتبة العامة بقيمة إنشائية تبلغ نحو 4 ملايين ريال عُماني، إضافة إلى عدد من الفرص الاستثمارية منها مركز للمؤتمرات والمعارض وفندق بتصنيف 4 نجوم بإجمالي استثمارات تتجاوز 6 ملايين ريال عُماني".
وتتضمن خطة التوسع أيضًا إنشاء عدد من مراكز الشباب في مختلف المحافظات، من بينها مركز الشباب بمحافظة الداخلية بولاية نزوى، ومحافظة مسندم ضمن مشروع مركز مسندم للثقافة والابتكار، ومحافظة ظفار بولاية صلالة، كما سيتم الإعلان عن عدد من الفروع الأخرى خلال حفل يوم الشباب العُماني في 26 أكتوبر الجاري، بما يتناسب مع خصوصية كل محافظة واحتياجات الشباب وتطلعاتهم فيها.
ويولي مركز الشباب أهمية كبيرة لمبدأ الاستدامة المالية بوصفه ركيزة أساسية لنجاح المشروعات الوطنية، حيث يعمل على تطوير فرص استثمارية مبتكرة تضمن استمرارية أعماله وتعزّز أثره في تمكين الشباب، بما يواكب تطلعاتهم ويُسهم في تحقيق التنمية المستدامة في مختلف ربوع الوطن.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الشباب الع مانی مرکز الشباب ع مانی عدد من
إقرأ أيضاً:
العيسوي: الأردن يمضي بثبات خلف رؤية ملكية استشرافية ويصنع من العواصف فرصًا للبقاء والريادة
*خلال لقائه لجنتي المرأة والشباب في الحزب الوطني الإسلامي*
*العيسوي: حكمة الملك تنير درب الأمة وتجعل من الأردن ضمير المنطقة وصوت العدالة في زمن الاضطراب*
*المتحدثون: القيادة الهاشمية جسدت نموذجًا وطنيًا في الدفاع عن قضايا الأمة وتمكين المرأة والشباب*
*المتحدثون: نقف صفًا واحدًا خلف الملك في حماية الأردن ومنجزاته*
*عمان –20 تشرين الأول 2025-* أكد رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، يمضي بثقة واقتدار في مسيرة تحديث وطني شامل، تُجسّد رؤية ملكية استشرافية سبقت زمانها، وتهدف إلى بناء وطن قوي متماسك، قادر على تحويل التحديات إلى فرص، والبقاء منارةً للعقل والاعتدال في إقليمٍ مضطرب.
وقال العيسوي، خلال لقائه، في الديوان الملكي الهاشمي، اليوم الاثنين، وفدًا من لجنتي الشباب والمرأة في الحزب الوطني الإسلامي، إن جلالة الملك أدرك منذ زمنٍ بعيد أن التحديث والإصلاح هما الطريق الوحيد لحماية الدولة وصون منجزاتها، فجاءت رؤيته بثلاثة مسارات متكاملة، لتجسّد نهجًا عميقًا في بناء الإنسان قبل المؤسسة، انطلاقًا من الإيمان بأن الإنسان الأردني هو محور التنمية وغايتها ووسيلتها.
وبيّن العيسوي أن الرؤية الملكية لم تُبنَ على الشعارات أو الخطابات، بل على العمل والإنجاز والتخطيط العلمي، فكان تمكين الشباب والمرأة وتوسيع المشاركة الشعبية وتعزيز بيئة العمل والاستثمار وترسيخ ثقافة الإنتاج، ركائز أساسية في مشروع وطني متكامل يقوده جلالة الملك بعزيمةٍ لا تلين وإرادةٍ لا تعرف المستحيل.
وأضاف أن “ما يميز جلالة الملك أنه لا يقرأ الواقع بعين اللحظة، بل بعين المستقبل؛ فهو لا ينتظر التحديات ليتعامل معها، بل يستبقها ويديرها بحكمة، محولًا الأزمات إلى فرص، فغدت الأردن دولة تحظى باحترام وثقة عالميتين، وصوتًا للحكمة والاتزان في عالمٍ يضجّ بالتوترات.”
وأشار العيسوي إلى أن الأحداث المتلاحقة في المنطقة أثبتت أن قراءات جلالة الملك كانت الأصدق والأعمق، وأن مواقفه الصلبة جعلت الأردن صمام الأمان في زمنٍ اختلطت فيه المفاهيم، مضيفًا أن جلالته لا يسعى وراء الأضواء، بل يعمل بصمتٍ وإخلاص من أجل الإنسان، ومن أجل المصلحة العليا للأردن وللمنطقة والعالم.
وفي حديثه عن القضية الفلسطينية، شدد العيسوي على أن هذه القضية كانت وستبقى بوصلة السياسة الأردنية، وقضية كرامة وعدل وحق تاريخي لا يسقط بالتقادم، مشيرًا إلى أن جلالة الملك يحمل على عاتقه رسالة الدفاع عن فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية في كل المحافل الدولية، إيمانًا منه بأن لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حلٍ عادلٍ وشاملٍ للقضية الفلسطينية، يقوم على أساس الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أن المواقف العالمية التي بدأت تميل إلى الاعتراف بدولة فلسطين ما هي إلا ثمرة للرؤية الملكية التي طالما نادت بالعدالة وصرخت بضمير الإنسانية، مؤكدًا أن صوت الأردن بقيادة جلالته ظلّ صادقًا لا يتبدّل بتبدّل المصالح ولا ينحني أمام الضغوط.
وتوقف العيسوي عند موقف الأردن المشرف خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيرًا إلى أن جلالة الملك وقف في مقدمة الصفوف مدافعًا عن الحق الإنساني، رافضًا للعدوان بكل أشكاله، ومطالبًا بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة.
وقال إن الأردن لم يكتفِ بالموقف السياسي، بل ترجم أقواله إلى أفعال على الأرض، إذ كانت الطائرات الأردنية تحمل الدواء والغذاء والماء إلى أهلنا في غزة، وكانت المستشفيات الميدانية تفتح أبوابها للجرحى والمصابين، والأطباء الأردنيون يواجهون الخطر بقلوب مؤمنة، في تجسيدٍ أصيل لرسالة الأردن وضمير قيادته.
وأكد العيسوي أن هذا النهج ليس جديدًا على الأردن الذي كان دائمًا سبّاقًا في نصرة الأشقاء، مؤمنًا بأن الأخوّة الحقيقية تُقاس بالمواقف في أوقات الشدّة، لا بالتصريحات في أوقات الراحة.
وأشار إلى أن العالم اليوم يرى في جلالة الملك عبد الله الثاني صوت الحكمة والاتزان، وفي الأردن دولة صغيرة في حجمها، كبيرة في دورها وتأثيرها ومكانتها، وهو ما لم يكن ليتحقق لولا الانسجام العميق بين الموقف الرسمي والنبض الشعبي، ولولا الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب.
وأضاف أن جلالة الملك هو قدوة الأردنيين في الصمود، ومعه جلالة الملكة رانيا العبدالله في جهودها الإنسانية والتربوية التي تجسد نموذج العطاء والمسؤولية، وسمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد الأمين، الذي يسير على خطى والده بثقة الشباب الأردني وطموحه في العمل والابتكار والإنجاز.
من جهتهم- أكد المتحدثون، خلال اللقاء، أن القيادة الهاشمية المظفرة، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني، جسدت على مرّ العصور أنموذجًا وطنيًا مشرفًا في الدفاع عن قضايا الأمة العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي ظلّت على الدوام في وجدان الأردنيين وضميرهم.
وأشاروا إلى أن الهاشميين حملوا لواء الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية عبر التاريخ، مؤكدات أن هذا الدور ليس طارئًا ولا مستجدًا، بل هو امتدادٌ لرسالة تاريخية أصيلة، ترسّخت جذورها في الوجدان العربي والإسلامي، وباتت عنوانًا للفداء والثبات على المبدأ.
كما ثمنوا الجهود المتواصلة لجلالة الملك عبدالله الثاني في إيصال الدعم الإنساني والإغاثي والطبي إلى الأشقاء في قطاع غزة، وسط ظروف إنسانية بالغة القسوة، مشيرات إلى أن الأردن بقيادته الهاشمية ظلّ وفيًّا لعروبته ومواقفه المشرّفة، نصيرًا للمظلومين وصوتًا للحق في المحافل الدولية.
وأضافوا أن أبناء الوطن كافة يقفون صفًّا واحدًا خلف جلالة الملك عبدالله الثاني في مواجهة أي مؤامرة تستهدف الأردن أو تمسّ أمنه واستقراره، متمسكين بالثوابت الوطنية الراسخة، وبعزيمة لا تلين في حماية الإنجازات والمكتسبات الوطنية التي تحققت في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
وأكدت المتحدثات أن المرأة الأردنية كانت ولا تزال على الدوام نموذجًا للعطاء ورمزًا للصبر وشريكًا فاعلًا في مسيرة النهضة والتنمية، مستلهمةً العزيمة من القيادة الهاشمية التي آمنت بقدرتها وكفاءتها، وسارت على نهجها جلالة الملكة رانيا العبدالله التي أغنت الحضور النسائي الأردني والعربي، وتركَت بصماتٍ مضيئةً يشهد لها الجميع، لما تتمتع به من خبرة ورؤية في ترجمة التوجيهات الملكية السامية إلى برامج ومبادرات ملموسة.
فيما أشاد المتحدثون من الشباب بدور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الذي يسير على خطى والده جلالة الملك، في تمكين الشباب والمرأة وتعزيز مشاركتهم في بناء المستقبل، مشيرين إلى أن ما وصل إليه الأردن من إنجازات تنموية شاملة يعكس الرؤية الملكية التي جعلت الإنسان محور التنمية وأساس التحديث.
ونوه المتحدثون إلى ما يحظى به الشباب والمرأة من رعاية ملكية سامية ودعم متواصل، من خلال المبادرات والمشاريع التي وصلت إلى كل محافظة وقرية أردنية، مؤكدات أن المرأة الأردنية والشباب يشكّلون اليوم ركيزة أساسية في مسيرة التحديث السياسي، بما يضمن توسيع المشاركة في العمل الحزبي وترسيخ الديمقراطية، ضمن نهج إصلاحي متكامل يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمين.