نيويورك تايمز: الأميركيون يعيشون في خوف من حكومتهم
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في افتتاحيتها إن سياسات الرئيس دونالد ترامب حوّلت ملف الهجرة غير النظامية إلى حملة تمييز ممنهجة ضد بعض الأميركيين، خاصة الذين تبدو ملامحهم لاتينية، مما أدى إلى اعتقال مواطنين أميركيين ومهاجرين شرعيين، وأوجد حالة خوف عميقة في المجتمع الأميركي.
وقالت الافتتاحية إن أثر هذه الحملة بات واضحا على حالة اللاتينيين الاجتماعية، إذ بات بعضهم يتجنبون التحدث بالإسبانية أو الذهاب إلى الكنيسة، في حين يعيش آخرون في عزلة خوفا من أن تشتبه بهم السلطات.
ويعود ذلك بشكل كبير لأساليب السلطات الفدرالية "الترهيبية" -وفق تعبير الصحيفة- في الاعتقال، وعدم تفريقها بين مواطن ومهاجر قانوني وغير قانوني.
ولفتت الافتتاحية في هذا الصدد إلى بعض الحوادث حين جر مسؤولون مقنعون أهالي من سياراتهم في وضح النار وأطفالهم يبكون في المقعد الخلفي، وأشارت إلى واشنطن حيث اقتحمت السلطات منازل الناس ليلا وشنت حملات اعتقال عشوائية.
وأكدت أن وحشية الاعتقالات التي نفذها عملاء وكالة الهجرة والجمارك الأميركية كشفت عن الوجه المظلم للسلطات الفدرالية، حيث انتشرت مقاطع فيديو تُظهر استخدامهم للعنف الجسدي واللفظي ضد اللاتينيين، بما في ذلك مواطنون أميركيون.
ولفتت الافتتاحية إلى أن هذه الممارسات لم تقتصر على المهاجرين غير النظاميين، بل طالت أيضا مواطنين أميركيين احتُجز بعضهم لأكثر من يوم من دون حتى السماح لهم بإجراء اتصال هاتفي واحد.
سياسة تقوض الأمانوردّ المواطنون على سياسة الدولة باحتجاجات واسعة، ولكن السلطات قابلت ذلك بالغاز المسيل للدموع والقنابل اليدوية، مما عزّز صورة البلاد تحت الإدارة الحالية كدولة قمعية، برأي الافتتاحية.
إعلانويفاقم الوضع ارتداء العملاء الفدراليين للأقنعة، إذ يجعلهم ذلك أكثر جرأة ويزيد من احتمال استخدامهم العنف مع الثقة التامة بأن هويتهم ستبقى مجهولة، حسب الافتتاحية.
وفي الوقت ذاته، تتابع الصحيفة، تتشكل صورة لدى أفراد المجتمع الأميركي مفادها أن الحكومة تهتم بحماية هويات عملائها والسماح لهم "بترهيب العائلات الأميركية" أكثر من اهتمامها بالمساءلة الديمقراطية.
وعلى الرغم من "شراسة وقساوة" سياسة ترامب، أكدت الافتتاحية أن عنف السلطات الفدرالية لم يظهر فاعلية حتى الآن في التعامل مع ملايين الأشخاص الموجودين في هذا البلد دون تصريح قانوني.
وأوضحت أن الإدارة الحالية لم تتمكن من تحقيق معدلات الترحيل التي أعلنتها، بل إن عدد الأشخاص الذين جرى ترحيلهم أقل مقارنة ببعض الأعوام خلال إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
وأشادت الصحيفة بنهج إدارة أوباما، الذي ركز على التعامل مع القادمين الجدد ومن لديهم سجل إجرامي، مع احترام الإجراءات القانونية، دون استخدام الأقنعة أو العنف في المداهمات.
ويبقى الحل الأمثل، وفق نيويورك تايمز، هو وضع قوانين تضمن أمن الحدود وتفتح مسارا قانونيا للمهاجرين الذين استقروا في الولايات المتحدة ويعيشون هناك بشكل سلمي.
وخلصت الافتتاحية إلى أن "الإدارة يمكنها ردع الهجرة غير النظامية دون تجريد الناس من كرامتهم وترهيب الأميركيين الأبرياء"، وشدّدت على أنّ التمييز والقمع ليس طريقا لتحقيق الأمن، بل مؤشرا على انحدار الدولة من الديمقراطية إلى الاستبداد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
روسيا: الحوار مع واشنطن مستمر رغم العقوبات الأميركية
أكد كيريل دميترييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاستثمار والتعاون الاقتصادي، أن محادثات بلاده مع ممثلين عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تزال مستمرة، رغم العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على شركات النفط الروسية.
وقال دميترييف، في تصريحات لوكالة رويترز اليوم الأحد، إنه موجود حاليًا في الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماع تم التخطيط له منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أنه يجري مفاوضات مع ممثلي الإدارة الأميركية لليوم الثالث على التوالي.
وأضاف في منشور عبر تطبيق "تيليغرام": «نواصل الحوار مع الجانب الأميركي، وأي محاولات للضغط على روسيا لا طائل منها»، مؤكدًا أن بعض القوى تسعى إلى عرقلة مسار التفاهم بين موسكو وواشنطن.
ويُعد دميترييف، وهو مصرفي استثماري سابق في بنك غولدمان ساكس وتلقى تعليمه في جامعة ستانفورد، من أبرز الشخصيات الروسية درايةً بالولايات المتحدة، كما تجمعه علاقات وثيقة مع عدد من مسؤولي إدارة ترامب.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، الأربعاء الماضي، فرض عقوبات على أكبر شركتين روسيتين تعملان في قطاع النفط، في تحول كبير بالسياسة الأميركية تجاه الحرب الروسية في أوكرانيا، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية بنحو 5% يوم الخميس، قبل أن تتراجع الجمعة بسبب الشكوك في التزام واشنطن الكامل بتنفيذ العقوبات.
وفي المقابل، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريحات الخميس، على أن بلاده لن تخضع لضغوط الولايات المتحدة أو أي قوة أجنبية، مهددًا بـ«رد ساحق» على أي هجمات عسكرية تستهدف العمق الروسي.
وختم دميترييف تصريحه بالتأكيد على أن الاقتصاد الروسي في حالة مستقرة، وأن مستوى الدين منخفض، مضيفًا أن هذه الرسالة «يجب أن تصل إلى الجانب الأميركي» لإظهار قوة ومتانة الاقتصاد الروسي رغم العقوبات الغربية.