صحيفة البلاد:
2025-11-10@02:52:33 GMT

التعليم وصناعة العقول

تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT

التعليم وصناعة العقول

جاءت فكرة هذا الطرح بعد نقاشات قيّمة مع زملاء ورفاق الدرب حول مستقبل التعليم، ودوره في بناء الإنسان، وصناعة العقول القادرة على المنافسة عالميًا. تلك النقاشات أثارت تساؤلات جوهرية حول موقعنا في هذا العالم الذي يتغير بسرعة، وكيف يمكن أن يتحول التعليم من مجرد منظومة تقليدية إلى مشروع وطني لصناعة المستقبل، وما يلي هو رؤية شخصية تنبع من تلك الحوارات، وتعكس قناعة الكاتب بأن صناعة العقول تبدأ من المدرسة والجامعة والفكر التربوي قبل أن تكون في المصانع والمختبرات.

أزعم أن صناعة العقول تبدأ من التعليم؛ حيث لم يعد التعليم مجرد فصول دراسية ومناهج تقليدية تُحشى في عقول الطلاب؛ بل أصبح ساحة لتشكيل المستقبل وصناعة العقول القادرة على المنافسة عالميًا، حين ننظر إلى تجارب بعض الدول نجد أن اليابان مثلًا اهتمت بدمج الأخلاق والانضباط مع العلوم والتكنولوجيا، بينما ركّزت سنغافورة على إعداد جيل متمكن في الرياضيات واللغات ومهارات التفكير مدعومًا بالتكنولوجيا والتعلم المدمج. هذه النماذج تعطينا إشارات مهمة؛ لكنها في النهاية تعكس واقع تلك الدول وأولوياتها، ولا يمكن نقلها بحذافيرها إلى بيئتنا. في المملكة نحتاج إلى نموذج تعليمي ينبع من هويتنا وأهدافنا، ويواكب في الوقت نفسه تحولات العالم. نحن نعيش مرحلة تسابق فيها الدول لتسخير الذكاء الاصطناعي والرقمنة في التعليم، والفرصة أمامنا أن نبني نظامًا مرنًا يستجيب لمتطلبات سوق العمل المحلي، ويربط الطالب منذ سنواته الأولى بواقع الاقتصاد والابتكار وريادة الأعمال. المرونة هنا تعني أن يكون الطالب قادرًا على اختيار مساره؛ سواء كان أكاديميًا أو مهنيًا، مع إمكانية التنقل بينهما. كما تعني أن يتوفر للمعلم أدوات رقمية تتيح له التعامل مع قدرات الطلاب المختلفة، وأن يجد الطالب منصات تعليمية ذكية تمده بالمحتوى المناسب لمستواه واهتماماته. ولم تعد قاعات الدراسة هي الحدود .. فالتعلم يمكن أن يحدث من خلال تطبيقات على الهاتف .. أو من خلال تعاون افتراضي مع طلاب من دول أخرى. التحدي الأكبر يكمن في إدارة هذا التحول. فبعض الأصوات ستتمسك بالنموذج التقليدي خشية المجهول وهناك تكلفة كبيرة لتطوير البنية الرقمية وتأهيل المعلمين. كما أن المرونة إذا لم تُضبط قد تخلق فجوة بين المدارس المجهزة والفقيرة. لكن هذه العقبات ليست مبررًا للتأخر بل هي حوافز لبذل مزيد من الجهد في التخطيط والتنفيذ . إن ما نحتاجه اليوم هو فلسفة تعليمية تجعل من الطالب محور العملية، وتضع أمامه مستقبلًا مفتوحًا على فرص لا تنتهي. فلسفة تُخرّج أجيالًا قادرة على خدمة الوطن والانفتاح على العالم. أجيال لا تكتفي بالحفظ والتلقين؛ بل تصنع وتبتكر وتساهم في تحقيق تطلعاتنا الوطنية. هكذا يصبح التعليم مشروعًا وطنيًا لصناعة المستقبل؛ لا مجرد شهادة تُعلق على الجدار.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: زين أمين

إقرأ أيضاً:

أمين اللجنة العليا للدعوة: الكليات الأزهرية تسهم في منع تغريب العقول

شارك الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العُليا للدعوة، نيابةً عن الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، ظهر اليوم، في الندوة التي نظَّمها قِسم الدراسات الإسلاميَّة بكلية التربية بنين في جامعة الأزهر بالقاهرة تحت عنوان: (دور الأزهر في مكافحة وتفكيك الفكر المتطرف)، بحضور عدد من أعضاء هيئة التدريس، وطلاب الكلية، وعدد من الباحثين المهتمِّين بقضايا الفِكر والدعوة.

وخلال كلمته التي ألقاها نيابةً عن فضيلة الأمين العام، أكَّد الدكتور حسن يحيى أنَّ الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، يقوم بدور محوري في تفكيك الفكر المتطرف، ومواجهة الانحرافات الفكريَّة؛ من خلال جهود عِلميَّة وميدانيَّة متكاملة، تستند إلى منهجه الوسطي، ورؤيته المتزنة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

فضل دعاء الصباح .. يفتح هذا الباب و15 سببًا آخر يجعلك لا تفوتهأسرع دعاء للرزق في فجر الأحد .. أدركه بـ 8 كلمات

وأوضح  الدكتور يحيى أنَّ جهود الأزهر في هذا المجال تتنوّع بين العمل الميداني الدعوي والتوعوي، والجهد الأكاديمي والعِلمي، والجهد الإعلامي والفكري، مشيرًا إلى أنَّ مؤسسات الأزهر –وفي مقدِّمتها مجمع البحوث الإسلاميَّة– تعمل على تفنيد شُبهات الجماعات المتطرفة، ودحض أدلَّتها المزعومة؛ من خلال اللقاءات الميدانيَّة، والمنصَّات الإلكترونيَّة، والإصدارات العِلميَّة، والمَجَلَّات المتخصِّصة، وعلى رأسها: مَجَلَّة الأزهر الشريف.

وتابع الأمين العام المساعد للجنة العُليا للدعوة أنَّ الأزهر الشريف عقد مؤتمراتٍ عِلميَّةً كبرى جمعت علماء ومفكِّرين من داخل مصر وخارجها؛ مثل: مؤتمر الأزهر العالمي لمواجهة التطرف والإرهاب عام 2014م، ومؤتمر التجديد في الفكر الإسلامي عام 2020م، اللذين خرجا بتوصيات مهمَّة أكَّدت انحراف الفكر المتطرف وضرورة مجابهته عِلميًّا وفكريًّا وإعلاميًّا.

ونبَّه إلى أنَّ الأمن الفكري يُعدُّ ضرورةً وجوديَّةً في ظل ما يشهده العالَم من تحديات فكرية وثقافية تهدِّد هُويَّة الأمَّة وثوابتها، مؤكِّدًا أهميَّة دَور الكليَّات الأزهريَّة في دراسة الفكر الإسلامي الأصيل، وتناول قضايا الأمن الفكري ومشكلات الفِكر المعاصر في ضوء الإسلام، وكشف حرب المفاهيم والمصطلحات التي تستهدف تغريب العقول، وإحلال مفاهيم دخيلة بدلًا من المفاهيم الأصيلة.

ولفت الدكتور حسن يحيى في ختام كلمته إلى أنَّ العقيدة السليمة هي الأساس الأول للأمن الفكري؛ إذ تضبط حركة الفِكر وتوجِّه السلوك الإنساني، وتحمي المجتمع من الانحراف، مشيرًا إلى أنَّ التشكيك في العقائد، ومحاولات فرض الإلحاد، والتفلُّت من القِيَم باسم الحريَّة والإبداع- من أخطر ما يهدِّد المجتمعات اليوم؛ ممَّا يستوجب ترسيخ المنظومة العقديَّة في نفوس الشباب، وتعزيز صلتهم بالله تعالى.

طباعة شارك محمد الجندي الأزهر دور الأزهر في مكافحة وتفكيك الفكر المتطرف

مقالات مشابهة

  • "هاكاثون لوجستيات الحج" يستقطب العقول المبدعة لتطوير منظومة ذكية لخدمة ضيوف الرحمن
  • أمين اللجنة العليا للدعوة: الكليات الأزهرية تسهم في منع تغريب العقول
  • الأردن.. التعليم العالي تعلن بدء التقديم لمنح هنغاريا / رابط وتفاصيل
  • مطالبات مجتمعية بالتوسع في بناء المدارس للاستغناء عن التعليم بـ"الفترة المسائية" وتعزيز الاستقرار النفسي للطلاب
  • عظمة الشهادة وصناعة المجد اليمني
  • تصنيف لأغنى وأفقر دول العالم في العام 2025 (إنفوغراف)
  • مراسلة القاهرة الإخبارية نورهان عجيزة ترصد آخر تطورات الانتخابات البرلمانية المصرية في الخارج
  • غرفة تجارة وصناعة عُمان تشارك في ملتقى بيبان 2025 بالسعودية
  • الشرع يشيد برفع العقوبات ويؤكد انفتاح سوريا على العالم