مَــعـنـاكَ نَـــصٌّ يَــأنَـفُ الـتَّـصـحيفا
فـاحـفَـظـهُ مَــتـنًـا هـــادِرًا وكَـثـيـفا
واقرأهُ جَهرًا ما استَطعتَ، وعِش بهِ
فَـــردًا، وجِـئـهُ – إذا دَعــاكَ – لَـفـيفا
هـو خَـيرُ مَـن يُـصغي لجُرحِكَ كُلَّما
غـنَّـى عـلـى وَتَـرِ الـشُّحُوبِ – نَـزيفا
هــو دَربُـكَ الأحـرَى بـدَأبِكَ، لا يَـرَى
إلاكَ فــــيـــهِ، مُــبَــشِّــرًا وأَســيــفــا
إنَّ ارتـحـالَكَ – فـيـهِ – فِـعـلٌ جـامِحٌ
لا يَــقــبـلُ الإرجـــــاءَ والـتَّـسـويـفـا
فـاسـلُـكهُ مُـعـتَـنِقًا يَـقـينَكَ واتَّـخِـذ
مِــن دُونــهِ قَـلـقَ الـريــاحِ رَصِـيـفا
واحـذَر، إذا اسـتَثقَلتَ ظِـلَّكَ لا تَقُل
أُفٍّ، فــأنــت لـــهُ تَـعـيـشُ وَصـيـفـا
فــلـقـد وَفَــــدتَ عـلـيـهِ أولَ مَـــرّةٍ
ضَـيـفًـا، لـتَـحـيا الـبـاقياتِ مُـضـيفا
**
فــي هـامِـشِ الـنِّـسيانِ ثَـمّةَ حِـكمةٌ
لـلـطِّـيـنِ، ألــقـاهـا وســـارَ خَـفـيـفا:
لـــن يَـعـبُــرَ الإنـسـانُ لُـجَّــةَ لَــيـلَـهُ
حـــتــى يُــعَـلِّـمَ شَمسَهُ الـتَّـجـديـفا
وإن اسـتـطابَ الـنـأيَ عــن إنـسـانهِ
كَــيــمــا تُــبــايـعـهُ أنـــــاهُ عَــريــفـا
سـيَـظَلُّ فــي سَـطـرِ الـغِوايةِ عـالِقًا
يَـمـحـو ضَـيـاعًا طاعِـنًا لـيُـضِيـفـا .
ويَــظَـلُّ فـــي زَبَــدِ الـمُـنَى مُـتـغرِّبا
يَــرتــادُ أمــــواجَ الــحَـيـاةِ كَـفـيـفـا
يَـشـقَى ويَـجـتَرِحُ الـفَراغَ فـلا يَـرى
فــي كــل جـارحةٍ سـوَى (سِـيزيفا)
فـاكـفُـر بـفُـلْكِ أَنَــاكَ، كُـفـرُكَ ضَـفَّـةٌ
مـنـهـا سـتَـدخُـلُ مُـشـتَـهاكَ حَـنـيفا
وتَـسـيرُ تَـفـتحُ فــي الـبَـعيدِ مَـدائنًا
ظَــلَّـت تُـفَـتِّـشُ عــنـكَ رِيـفًـا رِيـفـا
فـإذا دَخـلتَ عـلى رَبـيعِكَ – فاتِحًا –
قُـل: في سَـبيلِكَ كم نَحَرتُ خَريفا!
إنـي احـتَطبتُ جُمُوحَ ذاتي، لم يَعُد
شَـجـرُ انـتـشائي يَـستطيبُ حَـفيفا
مـا عُـدتُ أشـحَذُ بِـئرَ عُـمري رَشـفَةً
أو أســتَـدِرُّ رَحَـــى الـبَـقـاءِ رَغـيـفـا
فــالــمَـرءُ لــيــسَ بــمُــدركٍ لَــذَّاتِــهِ
إن لــم يَـسِـر نَـحـوَ الـخُـلودِ عَـفـيفا
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المعرض يستعرض تراث الخط الإسلامي بروح معاصرة.. «خروج عن النص» ينطلق 18 نوفمبر
تفتتح المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، يوم 18 نوفمبر الجاري، بالتعاون مع السفارة العراقية في الدوحة، معرض «خروج عن النص» للمعماري والخطاط العراقي طه الهيتي، وذلك في المبنى رقم (47)، ويستمر حتى 29 نوفمبر الجاري.
ويعود الهيتي إلى الدوحة بعد إنجازه الأعمال الخطية لـ مبنى المنارتين كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، ليقدّم في معرضه الفردي السادس نسيجاً بصرياً جديداً يمزج فيه بين الحس المعماري والرؤية الخطية، متجاوزاً الحدود التقليدية للخط العربي، وممتداً به إلى أبعاد مكانية ومفاهيمية مبتكرة. ويستعيد المعرض تجربة فنية بدأها الهيتي منذ معرضه الأول عام 1987، حين جمع بين الموسيقى واللون والرمز والهندسة والفلسفة، في مسعى لتشكيل هوية بصرية حضارية معاصرة. ويأتي «خروج عن النص» اليوم ليعيد تقديم الخط العربي كجسر يصل الماضي بالحاضر، في زمن تتسارع فيه العولمة وتتراجع فيه الأصالة. وقال المعماري والخطاط طه الهيني في تصريح خاص لـ«العرب»، هذا المعرض ليس خروجاً على النص، بل امتداد له وبحث في أبعاده العميقة. أحاول أن أضع الحرف في فضاء معماري حيّ، يجعله يتنفس ويتحرّك بعيداً عن القوالب. نحن لا نغادر تراثنا، بل نعيد قراءته ونمنحه حياة جديدة تليق بما يحمله من قيمة.
ويستحضر الهيتي في أعماله تراث الخط الإسلامي بروح معاصرة، موسّعاً فضاءاته باتجاه آفاق جديدة، حيث تتجلى ثنائية الخط كما في العمارة: حماية واستفزاز، صمت وجمال، تأمل وتحدٍّ.