البلاد (واشنطن)
يصل إلى إسرائيل، اليوم (الاثنين)، المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، لبحث تطورات الأزمة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وسبل المضي في تنفيذ اتفاق غزة، في ظل تصاعد التوتر بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس حول مصير مقاتليها في المدينة.
وتأتي الزيارة في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تعقّد الموقف الميداني والسياسي في رفح، التي تشهد توتراً متصاعداً منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر الماضي، بوساطة أميركية ومصرية وقطرية.


من جانبها، حمّلت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إسرائيل”المسؤولية الكاملة عن الاشتباك الذي وقع مع مقاتليها في مدينة رفح”، مؤكدة أن عناصرها “يدافعون عن أنفسهم داخل مناطق تقع تحت سيطرة الاحتلال”.
وقالت الكتائب، في بيان مقتضب: إن “على إسرائيل أن تدرك أنه لا وجود في قاموس المقاومة لمبدأ الاستسلام أو تسليم النفس”، داعية الوسطاء إلى “تحمّل مسؤولياتهم، وإيجاد حل يضمن استمرار وقف إطلاق النار، ومنع الاحتلال من خرقه أو استغلاله لاستهداف المدنيين في غزة بذريعة واهية”.
وأضاف البيان أن عملية استخراج الجثث خلال المرحلة الماضية تمت في ظروف معقدة وصعبة للغاية، مؤكداً أن الحركة التزمت بما طُلب منها بموجب الاتفاق القائم، لكنها شددت على أن استكمال العملية يتطلب مزيداً من الطواقم والمعدات الفنية.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر مطلعة على جهود الوساطة بأن المقترحات المطروحة تشمل السماح لمقاتلي حماس المتبقين في رفح بتسليم أسلحتهم مقابل خروج آمن إلى مناطق أخرى داخل القطاع، في إطار تسوية تهدف إلى إنهاء الأزمة القائمة.
وأوضح مصدر أمني مصري أن الوسطاء اقترحوا تسليم الأسلحة إلى السلطات المصرية، مع تقديم تفاصيل حول مواقع الأنفاق في المنطقة لتسهيل تدميرها، مقابل ضمانات بخروج المقاتلين بسلام.
ووصف المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، المقترح بأنه “اختبار مهم لعملية أوسع تهدف إلى نزع سلاح حركة حماس في جميع أنحاء قطاع غزة”، معتبراً أن نجاح الصفقة في رفح قد يشكل نموذجاً لتسوية مستقبلية شاملة.
ورغم استمرار المحادثات، تشير التطورات الميدانية في رفح إلى هشاشة الهدوء القائم، إذ شهدت المدينة خلال الأسابيع الماضية هجومين على الأقل استهدفا القوات الإسرائيلية، التي اتهمت حركة حماس بالمسؤولية عنها، بينما نفت الأخيرة تلك الاتهامات.
وأدت المواجهات الأخيرة في المدينة إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، تلاها قصف إسرائيلي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا الفلسطينيين، في أسوأ أعمال عنف منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
وفي تطور منفصل، في المقابل، ذكرت وزارة الصحة في غزة أن إسرائيل أعادت حتى الآن رفات 300 فلسطيني إلى القطاع، في حين أفادت السلطات المحلية أمس بمقتل رجل في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة بني سهيلا شرق خان يونس، دون تعليق من الجيش الإسرائيلي حتى الآن.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: فی رفح

إقرأ أيضاً:

نفق رفح المعقد يشعل معركة باردة..أزمة مقاتلي حماس المحاصرين إلى أين؟

تتعمق الخلافات داخل مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي السياسية والعسكرية حول كيفية التعامل مع ملف عشرات المقاومين الفلسطينيين المحاصرين داخل أحد الأنفاق في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في ظل مساعٍ حثيثة من الوسطاء لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار المتعثر، وسط تصريحات متناقضة تعكس الانقسام داخل منظومة القرار الإسرائيلي.

وأفادت القناة الثانية عشرة العبرية بأن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير عبّر خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر الليلة الماضية عن معارضته القاطعة لأي مقترح يسمح بترحيل المقاتلين الفلسطينيين المحاصرين، قائلاً إن "الأزمة يجب أن تنتهي إما بمقتلهم أو باستسلامهم الكامل". وأضاف أن الاستسلام من وجهة نظره يعني "خروجهم بملابسهم الداخلية معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي لنقلهم إلى معسكر الاعتقال في سدي تيمان".

وخلال الاجتماع ذاته، شدّد زامير على رفضه الانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق تبادل الأسرى قبل استعادة جثث جنود الاحتلال المحتجزة في قطاع غزة، مؤكداً أنه لا ينبغي الشروع في إعادة إعمار القطاع قبل "نزع سلاحه بالكامل".

في المقابل، كشف وزير الدفاع في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس أن فكرة ترحيل المقاتلين "طُرحت في وقت سابق" لكنها ألغيت لاحقًا، بزعم أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) شنّت هجمات خلال فترات التهدئة أدت إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين. ووفق صحيفة معاريف العبرية، يقدّر جيش الاحتلال أن النفق المحاصر يضم ما بين 120 و150 مقاتلاً من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في منطقة تقع على الجانب الإسرائيلي من "الخط الأصفر".

كما ذكرت هيئة البث العبرية أن جيش الاحتلال بدأ في إعداد خريطة تفصيلية للنفق المعقد في رفح، بينما نقلت عن مصادر أمنية أن الجيش يمتنع عن قصفه خشية فقدان معلومات تتعلق بضابط الاحتلال هدار غولدين، الذي قُتل في معارك رفح عام 2014 وتحتفظ حماس برفاته منذ ذلك الحين. لكن جيش الاحتلال نفى وجود أي دليل يؤكد أن رفات غولدين داخل النفق، واصفًا التقارير المتداولة بأنها "ادعاءات كاذبة تُلحق الأذى بعائلته".

وفي السياق نفسه، أعلن كاتس اليوم الجمعة أنه أصدر أوامر للجيش "بتدمير ومحو جميع أنفاق حماس في قطاع غزة حتى آخر نفق"، قائلاً في منشور عبر منصة "إكس": "إذا لم تكن هناك أنفاق، فلن تكون هناك حماس". وأضاف أن خطة "تجريد غزة من السلاح" تمثل أولوية عسكرية في ما يسمى "المنطقة الصفراء" الخاضعة لسيطرة الاحتلال، والتي تمتد على أكثر من نصف مساحة القطاع.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند نفق رفح المعقد يشعل معركة باردة..أزمة مقاتلي حماس المحاصرين إلى أين؟ قضية التسريب تهز القضاء الإسرائيلي: المدعية السابقة حرة تحت المراقبة ماذا ندعو في صلاة الاستسقاء؟ حظ برج العقرب لشهر نوفمبر 2025 رؤية الجاكيت الفرو في المنام للعزباء Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • كوشنر وويتكوف يصلان إسرائيل لبحث أزمة مقاتلي القسام في الأنفاق
  • قيادي في حماس: إسرائيل تخرق الاتفاق وقدمنا مقترحا لخروج المقاتلين العالقين
  • خبير عسكري: إسرائيل لا تريد الذهاب إلى المرحلة الثانية من وقف الحرب
  • ويتكوف وكوشنر يصلان إسرائيل غدا لحل أزمة رفح
  • ويتكوف وكوشنر يجريان مشاورات سياسية فى إسرائيل
  • مبعوثان أميركيان يصلان إسرائيل لبحث أزمة رفح وخطة ترامب
  • حماس: إسرائيل تستغل وقف إطلاق النار لاستهداف الأبرياء والمدنيين
  • ويتكوف: حماس أبدت استعدادها لتسليم سلاحها إلى قوة دولية
  • نفق رفح المعقد يشعل معركة باردة..أزمة مقاتلي حماس المحاصرين إلى أين؟