«وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ»
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
إنجاز بعد إنجاز، وانتصارات تتلوها انتصارات، هذا ما عهدناه من الجهاز الأمني في حكومة صنعاء الأشاوس، من أعينهم ساهرة لا تنام على تموضعات العدو واستكاناته، خططه ومؤامرته، حقده وعدائه، فماذا سيكون المتوقع من رجال عاهدوا الله فصدقوا وما بدلوا تبديلا.
عملية أمنية نوعية وإنجاز استراتيجي كشف حقيقة خبث ومكر العدو الإسرائيلي والأمريكي ومن تولاه من جارة السوء ومملكة الكفر والعمالة الحقيقة الواضحة المعلنة عنها بعد كل إنجاز أمني؛ أن اليمن هي هدف من أهداف العدو الذي لا يهدأ ولا يستكين محاولاً إيقاف وعرقلة انتصارات هذا الشعب بعد موقفه العظيم منذ الـ7من أكتوبر، مما أوصلهم خبثهم وعداؤهم لغرس جواسيس وسط العاصمة صنعاء ومؤسساتها وحكومتها وجيشها، وتزويدهم بأحدث وأمكر الأدوات للتجسس ونقل المعلومات والإحداثيات التي من شأنها كانت سبباً في إراقة دماء المدنيين، وهو بمثابة إعلان سافر عن عدوان مشترك بين مخابرات العدو الأمريكي والموساد الإسرائيلي وكذلك المخابرات السعودية، حيث كانت الرياض مسرح الاجتماعات والتدريب الخيانية واللقاءات العميلة ضد حكومة صنعاء وجيشها وشعبها لثنيهم عن موقفهم المساند لغزة العزة وللقضية الفلسطينية، فالعدو لا يغفر لمن وقف إلى جانب الحق، بل يرى أنه يعتبر تهديداً وجودياً لمشروعه في المنطقة، بيد أن و في فترة وجيزة وأقل من عام أو أكثر بقليل، قامت وزارة الداخلية وجهازها الأمني بزف بيانٍ كان من شأنه إفشال مخطط تجسسي معقد كسر كهنوت التفوق الاستخباراتي للعدو، وقلع أعينه داخل العاصمة صنعاء ليتلقى العدو بهذا الإنجاز صفعة مدوية قوية، وفضيحة استخباراتية مروعة لم يكن يتوقعها أو يتم كشفها للعلن بهذه السرعة ورغم دقة أجهزته وأدواته في التخفي والتعامل، مما أثبت أن أهل القضايا الحقة والإيمان بالنصر الإلهي هما أقوى من كل الأسلحة المتطورة.
هذه الإنجازات الأمنية لم تكن دفاعاً عن الوطن فقط، بل كانت رسالة واضحة إلى العدو ومن تولاه أن اليمن أصبح يمن الواثقين بالله، شعبا ذوا يقضة عالية، وإيمان كبير، وثقة عظيمة بتأييد الله ومعيته رغم تكالب الأعداء عليه من خارج اليمن وداخلها من صغار النفوس الوضيعة والمرتهنة، من باعوا أنفسهم ودينهم ووطنهم وسلموا دماء أبناء وطنهم للعدو مقابل أبخس الأثمان، ومزامنة مع تصعيد جارة السوء يأتي التورط مع صف العدو الإسرائيلي، فهو عمل لا يترجمه إلا سلوك عدواني مباشر، يكشف عن نوايا خبيثة تخالف «خطة السلام» التي يتنصل آل سلول بعدم القدرة على استكمال بعض نقاطها متبججين بمواقف التنصل المعيبة، فيأتي هذا الإنجاز الأمني لحصر السعودي في زاوية التصعيد، وما مكرهم إلا في بوار .
وبهذا يعلن اليمن من خلال هذا الإنجاز أنه لم يعد ذلك البلد الذي يستهان به، بل صار قوة إقليمية لا يستهان بها، متمثلاً بقيادته وجيشه وشعبه، قادراً على حماية سيادته، وأنه الحصن المنيع أمام المؤامرات والدسائس التي يحيكها أعداء هذا الوطن، وأن الغلبة للمؤمنين الثابتين وهذا هو وعد الله لهم، ومن أصدق من الله قيلا.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تناقض نفسها من غزة إلى اليمن:الأمم المتحدة تنخرط في الحرب «الإسرائيلية» على اليمن
خلال عشر سنوات اتسمت آلية المساعدات الأممية بالاضطراب والفساد والتواطؤ
تقرير / إبراهيم الوادعي
مالم يكن متوقعاً أن تصبح المنظمة الدولية المعنية بتحقيق السلام في العالم جزءا من الحرب المتوقعة على اليمن، وباكراً بدأت الأمم المتحدة بمد أسنة الرماح للجولة المرتقبة بين اليمن والكيان الإسرائيلي على خلفية الإسناد اليمني لغزة، وقبل أن تبدأ جولة القتال فعلياً ساعد موظفوها في اغتيال قيادات سياسية وعسكرية يمنية، وبالأمس أوقفت منظمات أممية مساعدات إنسانية حيوية وكبيرة تمس حياة ملايين اليمنيين لخلق مزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية على القيادة اليمنية..
نداءات الأمم المتحدة بفصل وتحييد العمل الإنساني في غزة عن المسار السياسي والعسكري ، لا تلقى أذناً صاغية من المنظمة نفسها قبل الآخرين في اليمن ، وذلك انفصام في شخصية الأمم المتحدة يظهر للمرة الأولى بوضوح، أو ربما لم يتنبه العالم إليه خلال عشر سنوات من الأداء الأممي المضطرب وغير المفهوم أحيانا في ظل العدوان السعودي الأمريكي 2015م – 2025م.
أبقت الأمم المتحدة في تعاملها مع اليمن على الوضع تحت الحرب إذ ووفقاً للقانون الدولي، التهدئة المتفق عليها في ال02 من ابريل 2022م، لم تنه الحرب رسمياً وفقاً للأطراف ووفقاً لقواعد القانون الدولي، بل مضت الحرب بأشكال أخرى اقتصادية وسياسية مارستها الرياض ضد صنعاء، كما أن استمرار الحصار الذي يلقي بكاهله على 80% من السكان في المناطق المحررة تحت سيطرة حكومة صنعاء يبقي تداعيات العدوان الذي بدأ في ال27 من مارس قائماً، بل وأكبر من قبل.
الأسبوع الماضي أعلنت منظمات أممية الصحة العالمية واليونيسف للطفولة واليونبس وقف أكبر مشروع مساعدات أممية للقطاع الصحي في اليمن ، يتولى هذا المشروع بقيمة تصل ل150 مليون دولار، إمداد ثلثي القطاع الصحي في المناطق المحررة إمداد مستشفيات ومراكز ووحدات صحية باحتياجاتها من الوقود والأكسجين ورواتب عدد كبير من العاملين الصحييين ، والتغذية العلاجية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وسوء التغذية الحاد.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية التي تولت إبلاغ حكومة صنعاء بالأمر فإن الإيقاف سيقتصر فقط على المناطق الشمالية البالغ حصتها من المشروع 90 مليون دولار تقريبا ، وسيتم من خلاله وقف الوقود والأكسجين والتغذية العلاجية للأطفال عن نحو ألفي مركز ووحدة صحية ، و72 مستشفى دفعة واحدة وبشكل مفاجئ ، بالإضافة إلى وقف رواتب مقدمه لنحو 10 الاف عامل وقد تم إيقافها بالفعل بعد أن كان مقرراً صرفها الأسبوع قبل الماضي.
وقف الدعم الأممي المقدم لهذا العدد من المستشفيات والمراكز الصحية دفعة واحدة وبشكل مفاجئ يعد كارثة بالنسبة لأي طرف ، وهو ما تعمدته الأمم المتحدة لدواع سياسية ، إذاً قالت الصحة العالمية في مذكرتها أن الإيقاف يأتي على خلفية التطورات الأمنية.
التطورات الأمنية كذبة اخترعتها الأمم المتحدة لمحاولة إنقاذ جواسيس الموساد ممن تورطوا في اغتيال الحكومة في صنعاء، وتورط موظفون فيها بتهريب أجهزة استخبارية للتنصت خارج موافقة الأمم المتحدة أو معرفة سلطات صنعاء، قبل أن يجري كشفها في الحملات الأمنية الأخيرة، بعد أن ظهر أن منظمات أممية تحولت إلى وكر لعملاء الموساد .
ومع أن المفترض أن تذهب الأمم المتحدة إلى ملاقاة صنعاء في استعراض الأدلة الفنية، ناهيك عن اعترافات المقبوض عليهم بالتورط في عمليات تجسس وعمليات أمنية، وتطهير مكاتبها ومنظماتها ممن يسيئون إلى العمل الأممي والإنساني، ذهبت إلى التموضع في محور الحرب على صنعاء.
تمحور الأمم المتحدة إلى جانب « إسرائيل « في الجولة المقبلة من المواجهة ومنذ الآن مستغرب، فالأخيرة لاقت من الإهانات « الإسرائيلية « الكثير في غزة وقتل من موظفيها الكثيرين ، وضربت بكل مناشداتها ومطالبها هناك عرض الحائط ، ناهيك عن الإهانات التي وجهتها « إسرائيل « للأمم المتحدة هنا في اليمن.
ففي ديسمبر 2024 قصفت الطائرات الإسرائيلية مطار صنعاء لحظة تواجد ممثل للأمين العام للأمم المتحدة ووفد أممي كان يختتم زيارة معلنة لصنعاء وأبلغ التحالف بموعد مغادرته ، ما أدى إلى صابة طيار أممي واستشهاد عاملين بالمطار ، وجرى إخلاء المسؤول والوفد الأممي تحت القصف ، ووفقا لمسؤول محلي تأخر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في صالة تشريفات المطار وإلا لكان بين الضحايا، حيث استهدف القصف بشكل مباشر جوار الطائرة الأممية..
وللمفارقة، فالقرار الأممي بتوجيه ضربة للقطاع الصحي يأتي بالتزامن مع إعلان العدو الإسرائيلي أن الحرب مع اليمن لم تنته – تصريحات لنتنياهو ووزير حربه كاتس – عن جولة تصعيد يحضر لها العدو الإسرائيلي ضد اليمن على خلفية مساندته لغزة ، وهو الفعل المتسق مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي وتخلت عنه دول العالم خوفاً من أمريكا ولكون إسرائيل خارج إطار المحاسبة فعلياً..
وبهذا القرار تكون الأمم المتحدة قد مضت في ذات الخط الإسرائيلي المتبع في غزة، وهو المس بالناس لتحقيق أهداف سياسية أياً كانت اخراج العملاء المقبوض عليهم في اغتيال الحكومة أو إجبار صنعاء على تغيير موقفها السياسي.
الانخراط الأممي في الجهود الغربية لتغيير موقفها من العدوان الإسرائيلي على غزة وإيقاف المساندة للشعب الفلسطيني ، ليست قريبة ، بل بدأت مع تأكد الغرب أن صنعاء لن تعدل في موقفها وتوقف عمليات قصف العدو الإسرائيلي وإسناد غزة ..
في ابريل 2025م أعلن برنامج الأغذية العالمي إيقاف دعمه لعلاج حالات سوء التغذية متوسط الحدة في مناطق شمال اليمن الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء تحت مبرر نقص التمويل ، وفي سبتمبر 2025م اعلن وقف جميع عمليات الحيوية شمال اليمن ،سبق ذلك في فبراير 2025م وقف مشروع المساعدة للقطاع الصحي في محافظة صعدة ، والآن جرى إيقافه في مناطق شمال اليمن بكلها
فمع بداية عمليات الإسناد اليمني أوقف برنامج الغذاء العالمي جلَّ عملياته والمساعدات الغذائية التي كان يقدمها في اليمن، وخلال العام الأخير من حرب غزة أوقف منظمات أممية المساعدات الغذائية والصحية المقدمة لمحافظة صعدة ، وهي خطوة لم تكن بريئة في بعدها السياسي أو على صعيد إثارة النعرات المناطقية في الداخل اليمني، وإلقاء اللوم على طرف سياسي بعينه مع قطع الغذاء والمساعدة عن ملايين من السكان ، يقبعون تحت حصار مستمر منذ 2015م ، وتعاظمت تأثيرات مع كل عام يمر ونفاد المدخرات.
التعاطي الأممي في اليمن على مدى عشر سنوات لم يكن نظيفاً أو مشرفاً أقله، تكفي الإشارة إلى أن الأمم المتحدة التي كانت ضامناً لحل مشكلة العملة بين صنعاء و» حكومة المرتزقة « تنصلت على الإيفاء بالتزاماتها، ما أدى إلى استيلاء المرتزقة على مليارات من الأموال جرى طبعها في بداية العدوان السعودي الأمريكي في روسيا، وفي 2016 م أخرج الأمين العام السابق كوفي أنان السعودية من قائمة قاتلي الأطفال ، رغم توثيق منظمات وتقارير أممية مقتل مئات الأطفال اليمنيين آنذاك بالغارات السعودية ، والقائمة تمتد إلى الأغذية والأدوية المنتهية ، والابتعاد عن الاحتياجات الماسة لبلد تحت الحصار ، واستنزاف أموال المساعدات بشكل مهول ، والفساد الذي اعتراى آلية العمل الإنساني في اليمن خلال 10 سنوات ..
الانخراط الأممي في الحرب إلى جانب « إسرائيل « لن يكون بعيداً عن الأنظار والرصد ، فالبلد الذي كان مغموراً بالأمس، حين شنت أغنى الدول في العالم مالاً وتكنولوجيا عدواناً عليه، أصبح محور اهتمام العالم وسقطات الأمم المتحدة ستكون تحت الضوء ومفضوحة ..