إسرائيل تسمّن سكان غزة.. ولكن الأمر ليس كما تظن
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
بعد توقف حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت طوال عامين على قطاع غزة، تواصل إسرائيل حربا أخرى تستهدف صحة سكان القطاع، عبر "تسمينهم" سمنة لا تغني من جوع، ولا تمنح صحة وعافية، بل تورث مرضا.
تمارس إسرائيل ما يمكن تسميتها "هندسة الجوع"، إذ تسمح بدخول بضائع غير أساسية، مثل الشوكولاتة والبسكويت والمشروبات الغازية، في حين تضع قيودا على إدخال المواد المغذية مثل اللحوم، التي تزود الجسم بالبروتينات، والخضروات والفواكه، التي تزود الجسم بالفيتامينات والألياف والمعادن.
ويؤدي هذا إلى اكتساب سكان القطاع الوزن، ولكنه وزن غير طبيعي، إذ يتكون من الشحوم، لا من العضلات التي يحتاجونها لتعويض ما فقدوه من كتلة عضلية خلال عامي الإبادة.
فحاليا في غزة، هناك نقص، أو حتى شبه انعدام، في المواد الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان، كاللحوم والدجاج والأسماك والبيض، وهي مكونات أساسية لنظام غذائي صحي.
إلى جانب بعض الفواكه والخضراوات، شملت المواد المسموح بها الكربوهيدرات والنشويات مثل دقيق القمح والسميد والأرز والمعكرونة والذرة المعلبة والبطاطس؛ والسكر مثل الشوكولاتة والحلويات والمربى؛ والدهون مثل الزبدة والجبن المطبوخ والقشدة المعلبة؛ وغيرها من السلع الثانوية مثل السجائر والمشروبات الغازية.
مع ذلك، لا تزال البروتينات الحيوانية مقيدة إلى حد كبير. البيض مفقود تماما، ومنتجات الألبان غير متوفرة في الغالب، والدجاج ولحوم البقر المجمدة مسموح بها بكميات محدودة للغاية، مما يجعل أسعارها باهظة الثمن بالنسبة للغالبية العظمى من السكان.
ونقلت تقارير عن مواطنين في غزة شكواهم من أنهم لا يشعرون بأي تحسن في الوضع الغذائي بعد وقف إطلاق النار، لأن المواد الغذائية المتوفرة في القطاع غير صحية، إذ لا يمكن للأطعمة المعلبة والمجففة أن تحل محل الأغذية الطبيعية الأساسية كالبيض واللحوم الطازجة. لذا، لا يوجد شفاء من آثار المجاعة.
ما أهمية البروتين في الطعام للصحة؟
يجب أن يحصل الشخص على ما لا يقل عن 10% من سعراته الحرارية اليومية من البروتين. وتحسب حاجة الشخص اليومية من البروتين عموما عبر ضرب وزنه بالكيلوغرامات في 1.2، فيحصل على ما يحتاجه من بروتين بالغرامات، فإذا كان الشخص وزنه 80 كيلوغراما، فإنه سيحتاج إلى 96 غراما من البروتين يوميا.
إعلانوعلى سبيل المثال، تحتوي عبوة وزنها 170 غراما من الزبادي اليوناني القليل الدسم على نحو 17 غراما من البروتين؛ وقطعة صدر دجاج كاملة توفر نحو 50 غراما من البروتين؛ وكوب الفاصوليا يحتوي على نحو 15 غراما من البروتين.
وإذا لم يحصل الشخص على كمية كافية من البروتين -كما هو الوضع حاليا في غزة- فستظهر عليه المضاعفات التالية:
1- التورممن أكثر العلامات شيوعا على عدم الحصول على كمية كافية من البروتين هو التورم (يسمى أيضا الوذمة)، خاصة في البطن والساقين والقدمين واليدين.
2- تقلبات المزاجيستخدم الدماغ مواد كيميائية تسمى النواقل العصبية لنقل المعلومات بين الخلايا. تتكون عديد من هذه النواقل العصبية من الأحماض الأمينية، وهي اللبنات الأساسية للبروتين. لذا، فإن نقص البروتين في النظام الغذائي قد يعني أن الجسم لا يستطيع إنتاج ما يكفي من هذه النواقل العصبية، وهذا من شأنه أن يغير آلية عمل الدماغ. ومع انخفاض مستويات الدوبامين والسيروتونين، على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بالاكتئاب أو العدوانية المفرطة.
3- مشاكل الشعر والأظافر والبشرةتتكون أنسجة الشعر والأظافر والبشرة من بروتينات مثل الإيلاستين والكولاجين والكيراتين. وعندما لا يستطيع الجسم إنتاجها، قد يعاني الشخص من تقصف الشعر أو تساقطه، وجفاف وتقشر الجلد، وظهور خطوط عميقة على الأظافر.
4- الضعف والإرهاقتشير الأبحاث إلى أن عدم تناول كمية كافية من البروتين لمدة أسبوع واحد فقط يمكن أن يؤثر على العضلات المسؤولة عن وضعية الجسم وحركته، خاصة إذا كان عمر الشخص 55 عاما أو أكثر. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي نقص البروتين إلى فقدان كتلة العضلات، مما يقلل من القوة ويزيد من صعوبة الحفاظ على التوازن مما يزيد خطر الكسور، ويبطئ عملية الأيض مما يزيد خطر البدانة. كما يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم، عندما لا تحصل الخلايا على كمية كافية من الأكسجين، مما يجعلك متعبا.
5- الجوعقد يبدو هذا واضحا. البروتين يغذي الجسم. إنه أحد 3 مصادر للسعرات الحرارية، إلى جانب الكربوهيدرات والدهون. وقد وجدت الدراسات أن تناول الأطعمة الغنية بالبروتين يساعد على الشعور بالشبع طوال اليوم.
6- بطء الشفاءغالبا ما يجد الأشخاص الذين يعانون من نقص البروتين أن جروحهم وخدوشهم تستغرق وقتا أطول للشفاء. ويبدو أن الأمر نفسه ينطبق على الالتواءات وغيرها من الحوادث المرتبطة بالتمارين الرياضية. قد يكون هذا تأثيرا آخر لعدم إنتاج الجسم ما يكفي من الكولاجين. يوجد الكولاجين في الأنسجة الضامة وكذلك في الجلد. ولتخثر الدم، تحتاج إلى البروتينات أيضا.
7- الإصابة بالمرض أو استمرارهتساعد الأحماض الأمينية في الدم الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة تنشط خلايا الدم البيضاء لمحاربة الفيروسات والبكتيريا والسموم. الشخص بحاجة إلى البروتين لهضم وامتصاص العناصر الغذائية الأخرى التي تحافظ على الصحة. هناك أيضا أدلة على أن البروتين يمكن أن يغير مستويات البكتيريا "النافعة" المكافحة للأمراض في أمعائك.
انطباع مضلل
ووفقا لتقرير نشر في موقع ميدل إيست آي، فقد دخلت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عشرات الشاحنات المحملة بالبضائع إلى غزة، مما أنعش أسواقها لأول مرة منذ شهور؛ يعرض مئات الباعة الجائلين الآن ألوان الشوكولاتة الزاهية، وأنواعا مختلفة من القهوة، وبعض الفواكه.
إعلانوقال عبد الله شرشرة، المحامي والباحث القانوني من غزة، لموقع ميدل إيست آي: "تتكون معظم هذه السلع من الكربوهيدرات والسكريات والنشويات.. تخلق إسرائيل انطباعا مضللا بأن الحصار على الشعب الفلسطيني قد رفع".
ويضيف أن "هذه المواد تشمل الدقيق وأنواعا مختلفة من الجبن المستخدمة في الحلويات والبيتزا، بالإضافة إلى السكر ومشتقات الدقيق المستخدمة في صناعة الحلويات".
ومن الواضح أن التركيز على استيراد هذه المواد يدفع الناس بشكل غير مباشر إلى الاعتماد عليها لتكون مصدرا رئيسيا للغذاء، كما يجبر المنظمات الإنسانية على التركيز على شراء وتوزيع هذه المنتجات، كونها الوحيدة المتوفرة في السوق المحلية.
وأوضح شرشرة أن إسرائيل تسمح عمدا بدخول بعض المواد الغذائية إلى غزة "للتغطية على علامات فقدان الوزن الظاهرة على السكان خلال العام الماضي".
وأضاف: "هناك الآن زيادة غير طبيعية في وزن الناس. يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول إخفاء جريمة تجويع الفلسطينيين بخلق صورة معاكسة، صورة زيادة سريعة وغير طبيعية في الوزن".
وأفاد شرشرة بأنه فقد نحو 20 كيلوغراما من وزنه العام الماضي خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، لكنه الآن يكتسب وزنا بسرعة.
وقال: "لقد فقدت وزني بسبب خيارات الطعام المحدودة والمتكررة التي اضطررنا لتناولها طوال العام الماضي. الآن، أتناول الكميات نفسها، لكنها تؤدي إلى زيادة الوزن"، ولكنها زيادة غير صحية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات کمیة کافیة من یمکن أن
إقرأ أيضاً:
ضغوط الانتقادات.. منى زكي تكشف سبب ابتعادها عن الفن وتجربتها في الإنتاج
أوضحت الفنانة منى زكي لجمهورها سبب اتخاذها قرار الابتعاد عن الوسط الفني خلال السنوات الماضية، متحدثة أيضًا عن تجربتها في الإنتاج الفني وتعليقها على الهجوم والانتقادات التي طالت أعمالها.
وقالت منى زكي في تصريحاتها خلال لقائها مع الإعلامية عبلة أسامة في برنامج "عندك وقت مع عبلة" على قناة MBC: "قررت في فترة أتوقف عن الشغل لما كانت بنتي صغيرة ووالدي توفى، لم أكن أرغب في ترك بنتي أو أن يذهب أحمد للعمل، ولكن بعد فترة تحسنت الأمور".
وعن تعرض أعمالها الفنية لحملات الانتقاد، أضافت: "حتى كلمة لجان مسخوها، أحاول ألا أقرأها، وبالتأكيد في بعض الأوقات الأمور تضايقنا نحن بني البشر، فالأمر يتعلق بفراغ وغضب شديد عند الشخص الذي يهاجم وغير قادر على تفريغ طاقته، وغالبًا ما يكون مستخبيًا وراء الشاشة، والناس أحيانًا تتصرف بتوحش غريب، حتى الأعمال السيئة يمكن التعاطف معها من شدة ما يواجهه الشخص من هجوم".
وأكدت منى زكي أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تمثل الواقع الحقيقي للناس في الشارع، مشيرة: "الذي يفكر في إنشاء لجنة لهجوم شخص ما، داخله كراهية، وإذا أراد الدفاع عن حقه فليتصرف بماله، لكن البعض يتصرف بطريقة خاطئة".
كما كشفت الفنانة عن دخولها مجال الإنتاج الفني، موضحة أنها لم تستمر في هذا المجال حاليًا، وأضافت مازحة: "مرة فتحت شركة إنتاج واتداينت، والحمد لله منذ خمس سنوات أسددت ديوني".