الذكاء الاصطناعي يفاقم مخاطر الابتزاز الإلكتروني
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
قالت شركة مالويربايتس لأمن الإنترنت إنه بقدرة الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي أصبحت عمليات الاحتيال أكثر فاعلية، محذّرة من حالة "فوضى" نتيجة تزايد قدرة المجرمين على اختلاق مواد مزيفة شديدة الإقناع لتخويف الناس وخداعهم وسرقة أموالهم.
وقالت شركة مكافحة فيروسات الكمبيوتر إنه مع قدرة الذكاء الاصطناعي على جعل الأصوات والفيديوهات المزيفة تبدو حقيقية، فإن أساليب الضغط -مثل الابتزاز الجنسي والتزييف العميق والاختطاف الافتراضي- تبدو أكثر قابلية للتصديق من أي وقت مضى، إذ تخدع حتى أكثر المستخدمين خبرة في المجال الرقمي.
وقالت شركة مالويربايتس إنه مع تزايد قدرة الذكاء الاصطناعي على جعل الاحتيال يبدو حقيقيا، يحصل المجرمون على ميزة أكبر عند التلاعب بالضحايا وابتزازهم.
وأوضحت الشركة أن جيلَي "زد" والألفية هما الأكثر عرضة للخطر، إذ يمثلان اثنين من كل 3 الضحايا، مشيرة إلى أن عمليات الاحتيال الأخيرة تستهدف ما هو شخصي من خلال الإضرار بخصوصية وسمعة المستهدفين من الشباب الذكور في الغالب.
ويقول الخبراء في مالويربايتس إن الضحايا والمستهدفين بعمليات الاحتيال بالابتزاز، الذين شملهم استطلاع الشركة أشاروا إلى تعرضهم لتجارب تراوحت بين تهديد المحتالين ببث صور ومقاطع فيديو عارية لهم، وادعاءات بتعرض أحد أفراد الأسرة لحادث، مشيرين إلى أن نحو 7 من كل 10 ضحايا ينتمون إلى "جيل زد" أو جيل الألفية، وأن أكثر من 60% منهم رجال.
وقالت الشركة إن عديدا من الضحايا والمستهدفين لا يكترثون لاحتمالات التعرض لعمليات احتيال عبر الهاتف المحمول إطلاقا، مما يؤدي إلى نقص في التدابير الوقائية من جانبهم.
وفي السياق، دعت الشركة إلى الالتزام بأساسيات الأمان على نحو أفضل، باستخدام البرامج، وكلمات المرور القوية، وأدوات تأكيد الهوية متعددة العوامل، وتحديثات النظام في الوقت المناسب، والحذر من احتمال وصول التطبيقات إلى الملفات الداخلية للهاتف أو أي جهاز آخر.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات شفافية الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
لماذا تحتضن الاقتصادات الناشئة الذكاء الاصطناعي؟
خلال رحلة قمت بها مؤخرا إلى كازاخستان، أدهشني حماس الناس هناك للذكاء الاصطناعي. فقد بدا كل من قابلتهم ــ بمن فيهم الأكاديميون وصُنّاع السياسات ورواد الأعمال ــ مقتنعين بأن هذه التكنولوجيا ستساعد في حل تحديات شائكة، بدءا من تنويع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على الموارد الطبيعية إلى توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات الحيوية، وبشكل خاص لصالح السكان في المناطق النائية. كنت أتوقع أن يجري انتشار المعرفة حول الذكاء الاصطناعي بسرعة أبطأ، ولكن ربما ما كان ينبغي لهذه الإيجابية من جانبهم أن تفاجئني. ففي نهاية المطاف، ينطوي تطور الذكاء الاصطناعي بهذه السرعة على فرص مهمة للاقتصادات الناشئة.
وكما أظهر تقرير التنمية البشرية الأخير الصادر عن الأمم المتحدة، فإن سكان الاقتصادات الناشئة ليسوا فقط على دراية جيدة بهذه الفرص، بل هم أيضا أكثر تفاؤلا بشأن التكنولوجيا مقارنة بنظرائهم في الاقتصادات المتقدمة. في الاقتصادات المتقدمة، تميل المحادثات حول الذكاء الاصطناعي إلى التحول فورا باتجاه المخاوف من الأتمتة (التشغيل الآلي) المفرطة، وخسارة الوظائف، وارتباكات سوق العمل. يخشى سكان الاقتصادات الناشئة أيضا أن يجلب الذكاء الاصطناعي موجة من الأتمتة، لكنهم يتوقعون مزيدا من النماء وتعزيز التعاون بين الإنسان والآلة. قد يستسلم المرء لإغراء تسليط الضوء على الخطر المتمثل في حدوث «فجوة الذكاء الاصطناعي الرقمية»، حيث تستفيد البلدان المرتفعة الدخل على نحو غير متناسب من التكنولوجيا، بينما تتخلف البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل عن الركب. لكن مثل هذه المخاوف تركز على بُـعد واحد من أبعاد ثورة الذكاء الاصطناعي: تطوير مجموعة متزايدة الاتساع من الأدوات القوية التي يمكن توظيفها، على سبيل المثال، لتعزيز الاكتشافات العلمية، أو زيادة الإنتاجية، أو توليد منتجات وخدمات جديدة، أو أتمتة (عبر أدوات وكيلة) مهام معقدة تنطوي على التخطيط، والتسلسل، وتكامل الخطوات. وبما أن قلة من البلدان يمكنها الوفاء بالمتطلبات المرتبطة بهذه المهام فيما يتعلق بالحجم، والاستثمار، والبنية الأساسية، فإن مثل هذه الأنشطة تجري حاليا إلى حد كبير في الولايات المتحدة والصين. لكن بناء النماذج ليس الخيار الوحيد المتاح. إذ تستلزم ثورة الذكاء الاصطناعي أيضا الاستعلام عن الأدوات الموجودة وتكييفها وضبطها وتوظيفها في حل المشكلات المرتبطة بكل سياق بعينه، وتسريع التعلم. وقد أصبحت تكاليف هذه الأنشطة أقل كثيرا، ومع التوسع في إنتاج النماذج المفتوحة المصدر ــ التي جرى تطوير عدد كبير منها في الصين ــ ستستمر في الانخفاض. نتيجة لهذا، أصبح المجال مفتوحا على مصراعيه أمام الإبداع والابتكار في مجموعة عريضة من البلدان. في حين أن هذا البُعد من ثورة الذكاء الاصطناعي يسهل الوصول إليه بدرجة أكبر كثيرا، فإنه يتطلب بعض البنية التحتية الأساسية، وبخاصة إمدادات الكهرباء الجديرة بالثقة والاتصال بالإنترنت عبر الأجهزة المحمولة. والقدرة على الوصول هي المفتاح: فأنت بحاجة إلى إنترنت سريع وخطط بيانات ميسورة التكلفة، وبشكل خاص ضمان توليد البيانات التي تغذي كثيرا من أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي وحالات الاستخدام.
لإحداث الفارق، يجب أن تكون هذه البيانات متنقلة ومشتركة، وعلى هذا فإن الهياكل التنظيمية الجيدة التصميم، والتي تسمح بتنقل البيانات الآمن (رهنا بإذن من أفراد أو رقابة فردية)، تشكل هي أيضا ضرورة أساسية. وتقدم لنا واجهة المدفوعات الموحدة في الهند، والتي تسهل المدفوعات الآمنة وتبادل البيانات المالية، نموذجا مفيدا. بمجرد توفر هذه الشروط ــ وهي موجودة بالفعل في عدد كبير من الاقتصادات الناشئة ــ تصبح إمكانيات تنفيذ الحلول الرقمية والحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا حصر لها تقريبا. وتشمل هذه الحلول، كبداية، الخدمات المالية المقدمة للفئات من الناس والشركات التي كانت تعاني من نقص الخدمات في السابق.
بالنسبة للأشخاص من ذوي الأصول المحدودة، الذين لا يملكون سجلا ماليا أو تجاريا يمكن الوصول إليه، وفي بعض الحالات، لديهم وثائق محدودة، يصبح الحصول على التمويل من خلال القنوات التقليدية باهظ التكلفة أو مستحيل ببساطة. لكن الأدوات الرقمية توفر الآن وسائل ميسورة التكلفة لسد هذه الفجوات المعلوماتية. مع تراجع الاقتصاد النقدي ليفسح الطريق لأنظمة الدفع الرقمية، وحصول الأسر والشركات الصغيرة على حسابات مصرفية ومحافظ، سوف يعمل تراكم البيانات، إذا أُديرت بمهارة، على حل مشكلة عدم الكشف عن الهوية.
ثم يصبح من الممكن دعم الإصدارات المستدامة، القابلة للتطوير، والمربحة من الائتمان الصغير بالاستعانة بالتقييم الائتماني القائم على الذكاء الاصطناعي، وهذا كفيل بتمكين الشركات من النمو وتشغيل أعداد أكبر من العاملين. من ناحية أخرى، تتيح منصات التجارة الإلكترونية للشركات الصغيرة إمكانية الوصول إلى سوق أكبر، وبمساعدة الذكاء الاصطناعي، سوق أكثر قابلية للتوجيه، وبالتالي دعم مزيد من النمو، والدينامية، وربما الإبداع والابتكار. لا تقتصر هذه الفرص على التمويل والتجارة. ففي مجالي الرعاية الصحية والتعليم، تُستخدم التطبيقات الرقمية، التي يعمل كثير منها بالذكاء الاصطناعي، لتوسيع نطاق الوصول إلى الخدمات، وخاصة لصالح أولئك الذين لا يعيشون في مناطق الخدمات العالية الكثافة أو بالقرب منها.
الذكاء الاصطناعي قادر أيضا على دعم وتسريع اكتساب المعرفة والمهارات ــ أساس رأس المال البشري ــ من خلال مساعدي التعلم الرقمي على سبيل المثال، ويُـعَـد التحسين المستدام لرأس المال البشري عنصرا أساسيا في كل قصص التنمية الناجحة. لا يستطيع الجميع الوصول إلى فصل دراسي أو مدرس خصوصي، ولكن في وجود البنية الأساسية المناسبة، يستطيع أي شخص التحدث إلى نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي قرأ وفهم بشكل ما الأدبيات الرقمية الهائلة الموجودة في كل مجال ولغة. وسوف يخلف هذا تأثيرات مباشرة على الإنتاجية، والنمو، والتطور. علاوة على ذلك، في محال عمل معينة، يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يقلل من وقت التدريب ويزيد من إنتاجية العمال. لنتأمل هنا خدمة العملاء: من الممكن أن يقدم مساعدو الذكاء الاصطناعي إرشادات منسقة، بناء على الخبرة المتراكمة، إلى الوكلاء البشريين من عديمي الخبرة، لتسريع عملية التعلم وتمكين أدوات الذكاء الاصطناعي الوكيلة من تقديم دعم أفضل في وقت مبكر. ومن الممكن أن يتحقق هذا التأثير في مجموعة واسعة من الوظائف والقطاعات، من التمريض إلى تطوير البرمجيات.
قد لا تكون الاقتصادات الناشئة رائدة في بناء نماذج الذكاء الاصطناعي، لكنها قادرة على استخدام هذه التكنولوجيا للنهوض بأهدافها التنموية الاقتصادية والاجتماعية. ما يدعو إلى التفاؤل أن هذه الحقيقة لا تغيب عنها. وهذا على وجه التحديد ما تعتزم القيام به.