صراحة نيوز- افتتحت اليوم الثلاثاء، في مقرغرفة تجارة عمان أعمال المؤتمر العربي التاسع للتدريب الاحترافي، بعنوان “مسار التعليم والتدريب المهني والتقني ضمن إطار المؤهلات العربية والدولية” بمشاركة واسعة من مؤسّسات التعليم والهيئات المهنية وقطاعات الأعمال من مختلف الدول العربية.
ويستهدف المؤتمر الذي تنظمه جمعية المدربين الأردنيين بالتعاون مع غرفة تجارة عمان واكاديمية غرفة تجارة عمان للتدريب واتحاد المدربين العرب، صناع القرار ومسؤولو السياسات التعليمية، وقيادات وخبراء مؤسسات التدريب والتعليم المهني والتقني، وممثلو قطاعات الأعمال والصناعة، والخبراء والاستشاريون في تطوير الموارد البشرية والمناهج، والمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية، وهيئات الاعتماد ومنح المؤهلات الدولية، وروّاد الأعمال والمبتكرون في مجال التعليم المهني والتقني.


وأكد مندوب وزير التربية والتعليم، الأمين العام لشؤون التعليم المهني والتقني الدكتور محمد غيث أن المتغيرات العالمية المتسارعة تفرض واقعا جديدا على قطاعات التعليم والتدريب، الأمر الذي يستلزم مواءمة المخرجات التعليمية مع احتياجات سوق العمل وتطوير المناهج والبرامج ضمن أطر وطنية ودولية حديثة.
وشدد على أن المسار المهني والتقني لم يعد خيارا ثانويا، بل بات مدخلًا رئيسيا لسوق العمل وريادة الأعمال، مؤكداً ضرورة أن تُرفد المهارة التقنية بمهارات التفكير النقدي والإبداع والتعلم مدى الحياة.
وبيّن أن وزارة التربية والتعليم أولت التعليم المهني والتقني اهتماما غير مسبوق عبر استحداث برنامج جديد منذ عام 2023 رفع عدد التخصصات المهنية في المدارس إلى 12 تخصصًا قابلة للزيادة مستقبلاً، استجابة لحاجات السوق.
وأشار الدكتور غيث إلى أن انعقاد الملتقى العربي التاسع للتدريب الاحترافي في عمّان يجسد دور الأردن في دعم العمل العربي المشترك، ويشكل فرصة لبناء رؤى مشتركة وتطوير منظومة التدريب المهني وفق أفضل المعايير العالمية، معربا عن ثقته بأن توصيات الملتقى ستسهم في إطلاق مبادرات عملية تخدم التنمية المستدامة في الوطن العربي.
بدوره، أكد رئيس الغرفة العين خليل الحاج توفيق أن التعليم والتدريب المهني والتقني أصبحا خيارا استراتيجيا للدول الساعية إلى التحديث الاقتصادي، في ظل التحولات السريعة في الاقتصاد والتكنولوجيا وارتفاع الحاجة إلى كوادر بشرية تمتلك مهارات عملية متقدمة.
وبيّن أن المؤتمر العربي التاسع للتدريب الاحترافي يشكّل منصة إقليمية مهمة تجمع الخبراء والقيادات التربوية والاقتصادية لتبادل التجارب الناجحة وتبنّي أفضل الممارسات في تطوير التعليم المهني وربط مخرجاته باحتياجات سوق العمل.
وأشار الحاج توفيق إلى أن مسار التحديث الاقتصادي الذي يدعو إليه جلالة الملك عبدالله الثاني يتطلب تعزيز التكامل بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والجامعات ومؤسسات التدريب والغرف التجارية والقطاع الخاص، بما يسهم في إعداد كفاءات وطنية قادرة على المنافسة.
واكد الحاج توفيق أن المعرض المصاحب للمؤتمر يجسّد تطبيقًا عمليا للرؤى والأفكار من خلال عرض مبادرات وبرامج ريادية تعزز الشراكة بين التعليم وقطاعات الأعمال، معربا عن تطلعه إلى توصيات عملية تخدم الشباب والاقتصاد الوطني.
من جهته، أشاد أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية السفير محمدي الني بالنهضة العلمية والاقتصادية التي يشهدها الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، مشيراً إلى أن بناء الإنسان وتمكينه معرفياً ومهنياً يمثلان جوهر التحديث الذي تقوده المملكة.
وابدى السفير الني، إعجابه الكبير بالمعرض المصاحب للمؤتمر وما تضمنه من ابتكارات واختراعات قدمها شبان وفتيات دون سن الثامنة عشرة، معتبراً أن هذه النماذج تعبّر عن مستقبل عربي واعد قائم على الإبداع والمهارة والمعرفة. وقال إن الأردن، بما يمتلكه من بيئة تعليمية محفزة وطاقات شبابية خلاقة، يثبت مرة أخرى أنه أرض المحبة والسلام والعلم، وقادر على أن يكون مركزاً إقليمياً للتدريب والابتكار وتعزيز الكفاءات العربية.
من جهته، أكد رئيس مجلس خبراء العرب – اتحاد المدربين العرب الدكتور عمر العجاجي اعتزازه بانعقاد المؤتمر العربي التاسع للتدريب الاحترافي في عمّان، معتبرا أن شعار المؤتمر يشكل خريطة طريق لمستقبل مهني وتقني أكثر تأثيراً في العالم العربي.
وأشاد العجاجي برعاية وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي للمؤتمر، وباستضافة غرفة تجارة عمّان التي تعكس شراكة حقيقية بين المؤسسات التعليمية وقطاعات الأعمال، مؤكداً أن التعليم المهني لا يكتمل إلا حين تلتقي الجامعة بالمصنع والمدرسة بالمؤسسة.
وأوضح أن الخبير العربي اليوم شريك في صناعة التحول من خلال تطوير البرامج والأطر المرجعية وربط التعليم المهني بإطار المؤهلات العربية والدولية، بما يسهم في بناء منظومة عربية متكاملة تعزز المسار المهني والتقني وتجعله خيارًا أولًا لجيل يسعى إلى الكفاءة والمهارة.
إلى ذلك، أكد رئيس اتحاد المدربين العرب يونس الخطايبة أن انعقاد المؤتمر العربي التاسع للتدريب الاحترافي في غرفة تجارة عمّان يعكس قناعة راسخة بأن التعليم المهني والتقني هو مسار نهضة حقيقي، يتطلب شراكة فعلية بين المؤسسات التعليمية وقطاعات الأعمال.
وأشار إلى أن رعاية وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي للمؤتمر تعبّر عن التزام رسمي بمستقبل هذا القطاع الحيوي. وأوضح الخطايبة أن الاتحاد نجح في تحويل التدريب إلى منظومة مهنية معتمدة عبر شراكات مع مؤسسات دولية.
ولفت الخطايبة إلى مبادرات نوعية أطلقها الاتحاد، منها “بوابة الخبراء العرب” و“جوائز التميز العربية” ومشروع “محطات الريادة وذكاء الأعمال”، مؤكداً أن الابتكارات والمهارات التي قدمها المشاركون الشباب في المعرض المصاحب تعكس طاقات عربية واعدة يجب دعمها وتحويلها إلى قصص نجاح ريادية.
ويشكّل المؤتمر العربي التاسع للتدريب الاحترافي محطة عربية رائدة تجمع المؤسسات التعليمية والهيئات المهنية وقطاعات الأعمال بهدف استشراف مستقبل التعليم المهني والتقني، وتوحيد الجهود لاعتماد المعايير الدولية للمؤهلات وتعزيز جاهزية الكوادر العربية لسوق العمل.
ويتناول المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين، محاور مهمة أبرزها مواءمة المسارات الأكاديمية والتقنية، وجودة الاعتماد، والتدريب الميداني، وتأهيل خريجي المستوى الثالث، إضافة إلى مستقبل التوظيف في ظل صناعات الغد.
وشهد المؤتمر تكريم الجهات المنظمة والموهوبين من الطلبة والمخترعين، فيما جال المشاركون في المعرض التعليمي المصاحب الذي استضافته غرفة تجارة عمّان، واطلعوا على أحدث البرامج والابتكارات المقدّمة من الجامعات والمراكز التدريبية.
ويشكل المعرض منصة تفاعلية لتعزيز الشراكات بين التعليم وسوق العمل، وتحويل توصيات المؤتمر إلى خطوات عملية تدعم تنافسية القوى العاملة في الأردن والمنطقة.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن التعلیم المهنی والتقنی التربیة والتعلیم وقطاعات الأعمال التدریب المهنی الحاج توفیق إلى أن

إقرأ أيضاً:

روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي والأفريقي

 روزي جدي روائي وصحافي تشادي، فازت روايته "زمن الملل"، الصادرة عام 2021، بجائزة غسان كنفاني في الأدب ضمن جوائز فلسطين الثقافية التي تنظمها مؤسسة فلسطين الدولية لعام 2025.

ويصف الكاتب هذه القصة بأنها الأقرب إليه من بين جميع رواياته، لأنها تحمل الكثير من معاناة جيله، جيل التسعينيات في نجامينا، الذي عاش سنوات البطالة والفقر والحروب الأهلية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"شر البلادِ بلادٌ لا صديق بها".. علاقة الإنسان بالإنسان في مرآة الزمن وثنايا الشعرlist 2 of 2الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغانend of list

وقد صدر له: "قارب يلاحق مرساة" (عام 2022)، و"ارتدادات الذاكرة" (عام 2023)، و"التاريخ السري المعلن لآدم وحواء" هذا العام.

ففي عام 2004، صدرت "سندو" للتشادي آدم يوسف، التي عدت أول رواية تشادية مكتوبة بالعربية. وبعد ذلك، ظهرت أسماء عديدة، مثل: كوثر سالمي، وسمية حماد، وفاطمة هارون، وفاطمة نهار، وسعدية محمد، وعبير يونس يوسف، والهادي محمد، وموسى شاري، وأحمد جابر، وآدم أحمد موسى، وإدريس جمعة، وطاهر النور، وعيسى الأمين إبراهيم يوسف محمد، وأيضا جدي.

ومع ذلك، ظل هذا الأدب المكتوب بالعربية يواجه تساؤلات كثيرة: هل هو أدب أفريقي أم عربي؟ ومن هم قراؤه في بلد تعد الفرنسية اللغة الرسمية؟ لذا، تبقى الكتابة بالعربية مهمة شاقة للكاتب الأفريقي.

ويؤمن جدي بأن الروايات تقدم تفاصيل ومشاعر عن التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها المجتمعات على مر التاريخ الإنساني.

وإذا كانت الكتابة هي البحث عن أفق أرحب للعيش، فإن جدي يبحث عن وطن مختلف، بلا صراعات ولا حروب.

هذه الرواية صدرت عام 2021 وفازت بجائزة غسان كنفاني (الجزيرة) كيف كانت طفولتك في تشاد؟

ولدت في مدينة صغيرة بالشمال، ووصلت إلى العاصمة نجامينا في حضن أمي وأنا ابن 3 سنوات. وهناك عشت طفولة ثرية جدا ومليئة بالتجارب والحكايات. اعتقدت دائما أن الكتابة الجيدة تأتي من التجارب الكثيرة.

والطفولة هي أهم مرحلة في حياة الكاتب، هي أنين الحنين. باكرا اضطررت إلى مواجهة الشارع والأطفال وإثبات الذات. كنت وحيدا، وعلي مواجهة الجميع فردا فردا حتى آخذ حقي عنوة وأجد مكانا في الألعاب ولقاءات الأنس.

إعلان

وهناك سمعت قصص أناس مختلفين عني يتحدثون لغة أخرى، هناك في الشارع وفي ليل نجامينا سمعت قصصا عن المصاصين، وعن أشخاص يتحولون إلى ذئاب في الليل، وعن فتاة جميلة في الشارع المجاور تزوجت بجنية، وأن شابا يملك ذيلا، وحكايات عجيبة، إلا أن الشباب كانوا يحكونها كأشياء عادية.

وذهبت إلى الخلوة في الرابعة لحفظ القرآن، وفي الخامسة والنصف عرضني خالي أمام لجنة من أجل أن أدخل المدرسة التي لم تكن تقبل من هم دون السابعة. وكنت ضئيل الجسد، نحيفا قصيرا لا أستطيع لمس أذني بيدي من فوق رأسي، فرفضتني المدرسة، بيد أن خالي أصر قائلا: هو قصير ونحيف لكنه أذكى من تلاميذكم ويحفظ جزءا من القرآن الكريم.

وكنت أحفظ من سورة الناس حتى سورة النبأ عن ظهر قلب. وقرأت وقرأت حتى اقتنع المدير، وهكذا وضعت مؤخرتي على طوب أحمر كي أتلقى دروسي الأولى في اللغة العربية والدين.

هل الكتابة بالعربية تعد مهمة شاقة للأفارقة؟

نعم، شاقة جدا، لأننا في الهامش العربي والأفريقي معا. نكتب بلغة هي الثانية في بلادنا، ولا يعرف أغلب العرب أننا نكتب أدبا أفريقيا بالعربية. نحن نكتب بلغة ليست هي لغة الأم لأغلب الكتاب، إضافة إلى عدم اهتمام العالم العربي بما نكتبه، مما يعني أن الجودة أيضا ليست كافية أحيانا.

وإضافة إلى ذلك، هناك إقصاء في بعض الجوائز التي تتيح المشاركة فقط لمن هم أعضاء في جامعة الدول العربية، ودول مثل تشاد والنيجر ومالي ليست أعضاء في تلك الرابطة، لكن يكتب فيها، من قبل روائيين مثلنا، أدب أفريقي بالعربية.

وهناك قلق وتساؤلات أيضا حول هذا الأدب الذي نكتبه: هل هو أفريقي عملا بالمكان والقضايا، أم عربي باعتبار لغة الكتابة؟ وسط كل هذه الصعوبات نحن نكتب أدبا مختلفا ومميزا.

تحكي الرواية عن التغيرات الاجتماعية بالمجتمع التشادي سواء كان سياسيا أو اجتماعيا (الجزيرة) في "التاريخ السري المعلن لآدم حواء" توثق ما مر به المجتمع التشادي منذ الاستقلال للحروب الأهلية. هل يمكن أن تغنينا الروايات عن قراءة كتب التاريخ؟

نحن في عصر الرواية، وهي التي تكتب التاريخ الآن، لكننا لا نكتب تاريخا بالمعنى الحرفي، وإنما نقدم قراءة للتاريخ. فروايتي "التاريخ السري المعلن لآدم حواء" عن التغيرات الاجتماعية التي حدثت في المجتمع التشادي سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي. وللوقوف على هذه التغييرات عدت إلى الوراء وقدمت قصصا لجيل الآباء ثم الأبناء لرصد التغييرات التي حصلت سواء في القيم أو الرؤى.

ولا تغنينا الرواية عن قراءة التاريخ، لكنها تقدم لنا تاريخا تفصيليا وفهما للأحداث بشكل لا نجده في كتب التاريخ. وتمتاز بأنها تفصيلية جدا في سردها وتركز على الدوافع وأسباب الأفعال والجانب الإنساني للشخصيات، كما أنها تقدم دراسة اجتماعية للمجتمع بشكل لا يهتم به المؤرخ. فقراءة ثلاثية نجيب محفوظ أفضل من قراءة أي عمل تاريخي عن فترة ما بعد الاستعمار البريطاني.

والرواية لا تغني عن التاريخ لأنها لا تهدف إلى البحث عن الحقيقة أو كتابتها، لكنها مهمة جدا في تشكيل سردية معنية عن فترة ما، لأن التاريخ صار لا يقرأ سوى عند ثلة من الأكاديميين، لأنه يكتب بلغة أكاديمية وبعيدة جدا عن القراء، خاصة في العالم العربي وأفريقيا. الرواية التاريخية تغني عن قراءة التاريخ من حيث المعلومات، لكنها لا تغني حين نتحدث عن معرفة الحقيقة وتشكيل الوعي، لأن الرواية لا تهدف لكتابة التاريخ، ومع ذلك نجد في الرواية التاريخية ما لا نجده في التاريخ.

إعلان "القلق والخوف" هذه المفردات هي ما يربط بين رواياتك. هل من مهام الكتابة تأريخ هذه اليوميات المأساوية روائيا؟

نعم، تأريخ اليوميات من مهام الرواية. فالروائي ليس معبرا عن ذاته فقط، وإنما عن مجتمعه أيضا. فمشاعر الخوف والقلق التي يعيدها الكاتب في أعماله ربما هي التي تشكل مجتمعه أو يعاني منها لأسباب سياسية أو اجتماعية. والكاتب شخص يواجه مخاوفه الشخصية وقلاقل مجتمعه وكأنهما نفس الأمر، لذا فهو لسان مجتمعه.

هناك جيل جديد من الروائيين التشاديين اليوم يكتبون بالعربية. هل نستطيع القول إن هناك رواية تشادية؟

أجل، هناك رواية تشادية. ما أكتبه أنا هو رواية تشادية قبل أن تكون أفريقية أو عربية، لأننا نتناول قضايا تشادية ونتحدث عن شخصيات تشادية الملامح، وأسئلتها وآمالها التي تعيش في تشاد. ولدينا رواية تشادية لها خصوصيتها الثقافية ولغتها وبنيتها وقضاياها التي تميزها عن الرواية الليبية أو السودانية.

وتجري أحداث رواياتي في نجامينا، ومقهى عمر، وحارة دقيل، وبعضها تجري أحداثها في الجنوب وسط مزارع القطن، وفي الشرق خلف جبال أبشة. وأبطالي يعيشون على ضفاف نهر شاري، وخلف كثبان بحر الغزال، وداخل مغارات جبال تيبستي. كما أن كل أعمالنا تتحدث عن تشاديين، وفيها لهجة عربية تشادية، وأسماء قبائل وأماكن وفضاءات تشادية. وأعتقد أننا كتبنا أدبا تشاديا بالعربية.

جدي يحمل كتاب "من بدوي إلى رئيس" De bédouin) à président) لمحمد إدريس ديبي إتنو رئيس الفترة الانتقالية لتشاد (الجزيرة) شخصيات رواياتك تعيش منفاها الداخلي الذي أعتقد أنه يناسب إنسان هذا العصر الذي يعيش في أوطان مقهورة. فهل هذا محاولة للبحث عن وطن بديل؟

نعم، المنفى هو شعور. حين يعيش المرء تحت سلطة دكتاتورية أو في مكان لا يستطيع أن يعبر فيه عن رأيه ويشعر فيه بالحرية، فإنه يعيش منفاه. وحين يعجز عن إيجاد نفسه في وطنه، فإن الهروب يصبح ضرورة، ولما يعجز عن ذلك فالانكفاء على الذات يجعل الشخصيات أو الكاتب يعيش في المنفى بينما جسده هنا في الوطن.

وشخصيات رواياتي تعيش في حالة صعبة جدا، من هم هنا يريدون المغادرة، ومن غادروا يحلمون بالعودة. وتقول الشخصية الرئيسة في رواية "زمن الملل" في وصف مدينة نجامينا "يقتلني الحنين حين أبتعد عنها.. وأمل منها بعد أيام" وهذا هو شعوري تجاه نجامينا وتجاه بلادي.

هل وجدت إجابة كافية حول شكل الوطن الذي تتمناه أو صنعته في عالمك الروائي؟

ليس بعد. أعتقد أنني أبحث عن السلام النفسي الذي كنت أملكه في طفولتي. أريد أن يصبح وطني مثل طفولتي: لا صراعات، ولا اقتتال، ولا أحقاد. بيد أن ذلك يبدو مستحيلا، ولذا أحاول تكوين وعي مجتمعي وإدراك سياسي عبر رواياتي كي نتمكن من لملمة الشتات ورتق النسيج الاجتماعي الذي مزقته الحروب، وتكوين هوية لهؤلاء الناس الذين جمعتهم الصدفة وخطوط رسمها فرنسي ثمل.

إلى أي مدى يشغلك القارئ؟

يشغلني القارئ كثيرا. أشعر أحيانا أنني أكتب له، لكن من هو؟ بالنسبة لي هو أنا. النص الذي يعجبني ويضربني ويدهشني إيقاعه هو الذي أعتبره جيدا، ونادرا ما أحذف نصا كتبته وأدهشني، ولذا أسلم هذا الدور لأصدقائي.

وأعتقد أنني أكتب لنفسي ولشخص آخر يفهمني، ولذا أسعى لإقناع ذاتي بجودة النص، ولا أحاول إقناع أشخاص معينين أو أفكر في ردود فعل جماعات، لذا تأتي أعمالي جريئة نوعا ما، وأتعرض لسوء ظن وسوء فهم. أنا أفكر في القارئ كصديق يمنحني أذنه، يستمع إلي، وهدفي إمتاعه لا إقناعه.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر طب نمط الحياة بالقصيم.. منصة للتطوير المهني في الرعاية الصحية
  • مقال: أسرلة التعليم في القدس.. مختبر صهيوني لصناعة العربي الجديد
  • الحاج توفيق : الملك يقود حراكا اقتصاديا لتعزيز مكانة الأردن بالدول الآسيوية
  • الحاج توفيق يؤكد توحيد الجهات يسهل الاستثمار
  • روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي والأفريقي
  • بمشاركة 52 متدربة.. الأكاديمية الوطنية للتدريب تواصل تنفيذ المرحلة الرابعة من برنامج «المرأة تقود» بالمنيا
  • وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تشكر مصر على دعمها لقطاع التعليم في غزة
  • تدشين الاختبارات الوزارية التكميلية للتعليم المهني والتقني في الحديدة
  • الصعدي يدشن اختبارات دور نوفمبر للدبلومين المهني والتقني والثانوية المهنية