قالت سمية بنت راشد البوسعيدية، مديرة إدارة التراث والسياحة بمحافظة شمال الشرقية، أن وزارة التراث والسياحة تواصل تنفيذ مشاريع ترميم وصيانة واسعة للمعالم التاريخية في ولايات المحافظة، وذلك في إطار جهود وطنية تهدف إلى صون التراث العمراني وتعزيز دوره في دعم القطاع السياحي والاقتصاد المحلي.

وأوضحت البوسعيدية في تصريح لـ«عُمان» أن مشاريع ترميم الدراويز في الحارات الأثرية تأتي انسجامًا مع رؤية الوزارة الرامية إلى تحويل المعالم التاريخية إلى مواقع حيوية تعزز الهوية الوطنية وتستقطب الزوار.

وقالت: إن هذه المشاريع لا تقتصر على الحفاظ على المباني التراثية، بل تسهم في إحيائها وتفعيل دورها الثقافي والسياحي، بما يجعلها جزءًا من الحياة اليومية للمجتمع ورافدًا للاقتصاد المحلي.

وقالت البوسعيدية: إن الوزارة انتهت من ترميم عدد من الدراويز في ولايات المحافظة، شملت دروازة الوالي، ودروازة النصيب، ودروازة المنزفة بولاية إبراء، ودروازة الحجرة بنيابة سمد الشأن، إلى جانب برج الردة بولاية المضيبي، مشيرة إلى أن التكلفة التقديرية لهذه الأعمال تجاوزت 100 ألف ريال عماني، وأن نسبة الإنجاز بلغت 100% في أغلب هذه المواقع التراثية.

وأكدت أن هذه الجهود تسهم في الحفاظ على ملامح العمارة التقليدية، وتحويل المباني التاريخية من معالم صامتة إلى مواقع نابضة بالحياة يمكن استثمارها مستقبلاً في القطاع السياحي.

وأشارت البوسعيدية إلى أن الوزارة تعتمد نهجًا يقوم على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في استثمار المعالم التراثية بعد تهيئتها، مشيرة إلى أن هناك تجارب ناجحة في محافظات أخرى، وأن محافظة شمال الشرقية ستكون جزءًا من هذه المبادرات الهادفة إلى خلق فرص اقتصادية جديدة ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وأضافت: نسعى إلى تطوير تجارب سياحية نوعية تتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، وتبرز عُمان كوجهة رائدة في إدارة التراث الوطني والسياحة المستدامة، بما يسهم في رفع مستوى الجذب السياحي داخليًا وخارجيًا.

وحول المشاريع الجارية، أكدت البوسعيدية أن العمل متواصل في مشروع ترميم وصيانة حصني المنترب والواصل بولاية بدية، بإشراف دائرة الترميم والصيانة بالمديرية العامة للآثار والمتاحف، وبمتابعة من إدارة التراث والسياحة بالمحافظة، حيث بلغت نسبة الإنجاز حتى الآن 65%.

وأوضحت أن أعمال الصيانة شملت ترميم الغرف والجدران الداخلية والخارجية، وصيانة الساحات والمرافق، وتحسين أنظمة الإضاءة، وإعادة تأهيل العناصر والزخارف المعمارية، إلى جانب تهيئة أنظمة التكييف والخدمات الأخرى، مشيرة إلى أن الأعمال تُنفذ وفق معايير دولية دقيقة تراعي خصوصية المباني التاريخية.

وقالت: إن الوزارة نفذت قبل بدء مشروع الترميم فحوصات مخبرية شاملة لتقييم الحالة الإنشائية للحصنين وتحديد الأحمال الواقعة عليهما، الأمر الذي أسهم في وضع خطة عمل دقيقة تراعي الطابع التاريخي للموقع.

وأضافت: إن أعمال الترميم تعتمد على استخدام مواد بناء تقليدية مثل الطين والصاروج والحجارة وأخشاب الكندل حفاظًا على الهوية المعمارية الأصلية، مؤكدة أن التكلفة التقديرية للمشروع تجاوزت 300 ألف ريال عماني.

وفي ختام حديثها، شددت البوسعيدية على أن حماية التراث العمراني تمثل جزءًا أساسيًا من مسؤولية الوزارة، مؤكدة أن هذه الجهود تسعى إلى حماية المعالم من الاندثار والمحافظة على قيمتها التاريخية والثقافية، ومؤكدة أن صون التراث مسؤولية مشتركة تُسهم في تعزيز الوعي المجتمعي بالهوية الوطنية، وتوريث الأجيال القادمة مواقع تاريخية محفوظة تعكس عمق الحضارة العُمانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

دعا إلى ضرورة تحفيز الاستثمار وتقديم حوافز لإنشاء مشاريع الأسمدة العضوية في اليمن

الثورة/ أحمد المالكي

تحت شعار «نحو بيئة خضراء وزراعة طبيعية مستدامة»، اختتم المؤتمر الأول للسماد العضوي «الكومبست» 2025م أعماله أمس الإثنين بصنعاء، والذي أقامته وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، ومؤسسة توازن للتنمية والثقافة بمشاركة عدد من خبراء الزراعة والتسميد في اليمن بهدف تقديم نموذج في التصنيع المحلي والتغلب على مشكلة التلوث البيئي في البلد والحفاظ على الصحة البيئية من خلال إطلاق مثل هذه المشاريع المهمة في مجال إعادة تدوير المخلفات الزراعية والحيوانية والمخلفات الغذائية في المنازل وغيرها للاستفادة منها في مجال التصنيع المحلي بدلا عن الأسمدة الكيمائية الخطيرة التي يتم استيرادها من الخارج.

وفي المؤتمر بحضور محمد عايض النصيري عضو مجلس الشورى، وغسان حسن المداني وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لقطاع المنظمات، والدكتور عبدالحكيم الحمران رئيس جامعة صعدة ووكيل قطاع الدراسات بمكتب رئاسة الوزراء ومدير مركز الدراسات والبحوث بجامعة صنعاء الدكتور عادل محمد الحوشبي ووكيل قطاع البيئة بوزارة الصحة والبيئة المهندس عبد الولي الوادعي ومحمد صالح الغالبي مدير مركز التوعية البيئية بوزارة الصحة ، أوضح مراد الشايف وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية لقطاع الخدمات الزراعية في كلمته بالمؤتمر أن التحرك في مجال الزراعة يعتبر من أهم التوجهات للقيادة والحكومة على اعتبار أن اليمن يخوض معركة التحرر من الهيمنة والتبعية للخارج حيث يجب أن يعتمد اليمنيون على أنفسهم ويستغلون كل إمكانياتهم المتاحة والمتوفرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي لا سيما وأن العدو يعد العدة لجولة جديدة من العدوان على اليمن ويجب أن نكون على جهوزية لخوض معركة الاكتفاء الذاتي، من خلال تكاتف الجهود بين الجانب الرسمي والقطاع الخاص وجميع الفاعلين في هذا المجال.

من جانبه أكد رئيس مؤسسة توازن للتنمية والثقافة صبور عبدالرحمن الشامي إن موضوع المؤتمر الذي يتناول السماد العضوي الكومبوست ليس مجرد مصطلح زراعي، بل هو ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي، خاصة وأننا نعيش في عالم يواجه تحديا ت متزايدة مثل تدهور التربة، وندرة المياه، وتغير المناخ، وتلوث البيئة، والبطالة، حيث يصبح البحث عن حلول مبتكرة ومستدامة أمرا بالغ الأهمية.

وأشار الشامي إلى أن فوائد «الكومبوست» لا تقتصر على الجانب البيئي فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب: الاقتصادية والاجتماعية كما أن تبني ثقافة إنتاج الكومبوست يعد استثمارا في مستقبلنا الغذائي، لأنه يضمن لنا غذاء نظيفاً وصحياً من خلال زراعة مستدامة تعتمد على الموارد المحلية، وتقلل من الاعتماد على الخارج، ويحقق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي بالاعتماد على الأسمدة المصنعة محليا من خلال استثمار وإعادة تدوير مخلفات الزراعة والمنازل والحيوانات وغيرها بطريقة علمية مبسطة، حيث يتطلب ذلك مجتمعات واعية ومسؤولة، تدرك أهمية وحجم ما يمكن استثماره من المخلفات التي تلقى في القمامة كل يوم.

وقال: «إن رؤيتنا تتجاوز مجرد إنتاج سماد عضوي، بل وتمتد لتشمل قيمة الموارد الطبيعية، وتعمل على استثمارها بالشكل الأمثل».

ودعا الشامي إلى أن أهمية تضافر الجهود بين كافة القطاعات : الحكومة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والباحثين، والمزارعين، كون المسؤولية مشتركة والهدف واحدا يتمثل بتحقيق مستقبل زراعي صحي ومستدام، حيث يجب العمل على دعم البحث العلمي والابتكار في مجال السماد العضوي، وتطوير تقنيات جديدة ومبتكرة تزيد من كفاءة الإنتاج، وتسهل عملية التطبيق، على أن يكون هذا المؤتمر نقطة انطلاق لمبادرات وشراكا ت جديدة، تسهم في تعميم إ نتاج واستخدام السماد العضوي وتحويله إلى ممارسة زراعية سائدة.

وخرج المؤتمر الأول للسماد العضوي الكومبوست 2025م بجملة من التوصيات أهمها، توفير التمويل والدعم لإنشاء مصانع الكمبوست مع تحديث اللوائح لضمان جودة المنتج، وإطلاق نظام وطني لشهادات الجودة لبناء ثقة المزارعين في الأسمدة العضوية، وكذا تطوير المناهج التعليمية والمهنية لتشمل الزراعة المستدامة وصناعة الكمبوست.

كما أوصى المؤتمر على أهمية تحفيز الاستثمار في القطاع الخاص من خلال تقديم حوافز لإنشاء مشاريع الأسمدة العضوية، وتنفيذ حملات توعوية مكثفة لتعزيز ثقافة استخدام الكمبوست وأهميته البيئية والاقتصادية، وتعزيز الشراكات بين الجهات الحكومية والخاصة لتنسيق الجهود وتوحيد الاستراتيجيات.

وقدمت في المؤتمر خمسة بحوث الأول بعنوان « السماد العضوي وتأثيره البيئي وفوائده للأستاذ صبور الشامي رئيس مؤسسة توازن والثاني بعنوان السياسات والمعايير التنظيمية المقترحة لإنتاج السماد العضوي «الكومبست» في اليمن قدمه المهندس وجيه المتوكل مدير عام الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة ، والبحث الثالث بعنوان دور وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي في تأسيس ونشر ثقافة التنمية الزراعية المستدامة والأسمدة العضوية ونشرها في المدارس والمعاهد قدمه الأستاذ الدكتور نجيب محمد المغربي ، كما جاء البحث الرابع بعنوان دور المؤسسات غير الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص في دعم صناعة الكمبوست قدمه الأستاذ أنور عبدالله الحسني مشرف المسئولية الاجتماعية في يمن موبايل ، وجاء البحث الخامس والأخير بعنوان دور هيئة البحوث الزراعية في نشر ثقافة إنتاج السماد العضوي الكمبوست في مزرعة سردد الكدن تهامة « فقصة نجاح».

وفي ختام المؤتمر استعرض المشاركون بعض التجارب الناجحة وتكريم أصحابها كما تم تكريم المساهمين في إقامة وإنجاح المؤتمر.

تصوير/فؤاد الحرازي

 

مقالات مشابهة

  • دعا إلى ضرورة تحفيز الاستثمار وتقديم حوافز لإنشاء مشاريع الأسمدة العضوية في اليمن
  • صناعة.. مشاورات جزائرية–فيتنامية ناجحة تفتح آفاق شراكة استراتيجية جديدة
  • التراث الليبي يزدهر.. اكتشاف طريق روماني يربط بين أبرز المدن التاريخية
  • حزب البناء الوطني: جولة جلالة الملك تعزّز مكانة الأردن وتفتح آفاقًا واسعة للتعاون مع البلاد
  • "التراث والسياحة" تنظم فعالية "مرحبا عُمان" لاستهداف الأسواق السياحية الأوروبية
  • تقدم ملحوظ لوزارة الطاقة في مشاريع الغاز والطاقة المتجددة
  • التراث والسياحة تنتهي من ترميم عدد من الأماكن التاريخية والأثرية بشمال الشرقية
  • باسل رحمي: المشاركة في الصالون الدولي بالجزائر تفتح آفاقًا لتصدير الحرف اليدوية المصرية
  • أول حضور رسمي.. "التراث والسياحة" تشارك في مؤتمر المجلس الدولي للمتاحف