عينها على الذكاء الاصطناعي والجنوب العالمي.. ماذا تريد الإمارات؟
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
لا يزال الصراع من أجل التحول إلى قوة عظمى عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي أمرا متاحا للجميع، "لكن الإمارات على وشك إحداث تغيير جذري"، على مسار تحقيق هدفها بأن تصبح المورد الرئيسي للتكنولوجيا في دول الجنوب العالمي، بحسب ريان هيث، في تقرير بموقع "أكسيوس" الأمريكي (Axios) ترجمه "الخليج الجديد".
هيث تابع أن "معهد الابتكار التكنولوجي في الإمارات فاجأ الكثيرين عندما أطلق أحد أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي أداءً، في مايو (أيار الماضي)، وهو الأول في سلسلة "فالكون" (Falcon) مفتوحة المصدر".
وأرجع سبب أهمية هذه الخطوة إلى أن "الإمارات تريد أن تتحول إلى دولة رائدة على مستوى العالم من خلال الذكاء الاصطناعي، عبر الاستفادة من مواردها العميقة وتخطيطها طويل المدى لتحقيق مكاسب تفوق ثقلها عبر جوانب مختلفة من الذكاء الاصطناعي".
وقال وزير الذكاء الاصطناعي الإماراتي "عمر سلطان العلماء" للموقع: "انتقلنا من الحكومة التقليدية إلى الحكومة الإلكترونية، ومن الحكومة المتنقلة إلى الحكومة الذكية، واليوم إلى حكومة الذكاء الاصطناعي".
و"تتضمن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي لعام 2031، التي وضعتها حكومة الإمارات، رهانات كبيرة تتراوح بين الأبحاث الأساسية وتصنيع أجهزة الذكاء الاصطناعي وتدعم الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر"، وفقا لهيث.
اقرأ أيضاً
باللغة العربية.. الإمارات تطلق تطبيق "جيس" للذكاء الاصطناعي
المورد الرئيسي
و"العلماء" يريد أن تكون الإمارات المورد الرئيسي للتكنولوجيا إلى الجنوب العالمي (الدول الأقل نموا)، لتتنافس مع "طريق الحرير الرقمي" الصيني، وقد يزيد ذلك أيضا من قدرة أبوظبي على الابتعاد عن السياسة الخارجية الأمريكية، كما أضاف هيث.
وقال "العلماء: "ضَع الناس في المقام الأول وخطط للمستقبل، مع ضرورة إعطاء الأولوية لنوعية الحياة على مكاسب الإنتاجية عند تنفيذ الذكاء الاصطناعي".
وأردف أن "البنية التحتية من الطرق إلى الطاقة الشمسية تتصدر هذه القائمة، وباستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكنك الحصول على زيادة في القدرة بنسبة 20٪ أو 30٪ دون إنشاء المزيد من البنية التحتية".
وبالنسبة للأهداف الاقتصادية العالمية للإمارات حول الذكاء الاصطناعي، قال "العلماء": "نريد أن نكون الدولة التي تقدم الحلول للدول غير القادرة على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي داخليا".
اقرأ أيضاً
MEE: الإمارات تلمع صورة سلطان الجابر بحسابات مزيفة بالذكاء الاصطناعي
مهمة إلى القمر
و"منذ 2018، قدمت جامعة أكسفورد قدمت تدريبا متخصصا في الذكاء الاصطناعي للمسؤولين الإماراتيين، مما أدى إلى إنشاء "جيش من قادة الذكاء الاصطناعي"، بينما تدير الحكومة معسكرات ذكاء اصطناعي لطلاب المدارس"، كما زاد هيث.
وتابع: "وبالإضافة إلى معهد الابتكار التكنولوجي، الذي أنتج نماذج "فالكون"، أصبح لدى الإمارات الآن جامعة مخصصة فقط للذكاء الاصطناعي، وقد ساعد باحثوها في بناء "Jais-chat"، برنامج الدردشة الآلي الأكثر شعبية باللغة العربية".
وأضاف هيث أن مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة في الإمارات يخطط لإطلاق شركة ذكاء اصطناعي مدعومة من الدولة، التي يسكنها أقل بقليل من 10 ملايين نسمة، بحلول نهاية العام.
فيما قال " العلماء" إن الدولة نجحت في هبوط مركبة فضائية إلى المريخ في 2021، و"سنرى الكثير من استخدام الذكاء الاصطناعي" في مهمة الإمارات الثانية إلى القمر في 2024.
((3))
المصدر | ريان هيث/ أكسيوس- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الإمارات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الجنوب العالمي فالكون الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
“هيوماين” ومستقبل الذكاء الاصطناعي
يمثل الإعلان عن خطط “هيوماين” السعودية، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، بتدشين صندوق “Humain Ventures” برأس مالٍ جريء يُقدر بـ10 مليارات دولار، إلى جانب سعيها الحثيث لجذب كبار مستثمري التكنولوجيا الأميركيين، نقطة تحولٍ فارقة في مسيرة التحولات المؤسسية والرقمية الهائلة التي تشهدها المملكة العربية السعودية. هذه المبادرة ليست مجرد استثمار مالي ضخم، بل هي تجسيدٌ عميقٌ لرؤية استراتيجية طموحة تهدف إلى وضع المملكة في صدارة المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي، وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والتقنية.إن جوهر استراتيجية “هيوماين” يكمن في بناء شراكات استراتيجية عميقة ومستدامة مع أبرز اللاعبين في قطاع التكنولوجيا العالمي. المحادثات الجارية مع شركات بحجم “OpenAI”، و”xAI” التابعة لإيلون ماسك، وشركة رأس المال الجريء العملاقة “Andreessen Horowitz”، لا تعكس طموحاً في الاستحواذ على حصص سوقية فحسب،
بل تُشير إلى رغبة المملكة في استقطاب المعرفة، الخبرة، والتقنيات المتقدمة إلى داخل نسيجها الاقتصادي. تُشكل الاتفاقيات الموقعة مع “إنفيديا” لتوريد رقائق GB300 المتطورة، ومع “AMD” لبناء بنية تحتية حاسوبية ضخمة بقدرة 500 ميغاواط، دليلاً واضحاً على الأولوية القصوى التي تُوليها المملكة لتأسيس بنية رقمية متقدمة تُعد حجر الزاوية لاقتصاد المعرفة. هذه الاستثمارات لا تضمن قدرة المملكة على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي، بل تُشكل أيضاً مُحفزاً رئيسياً للابتكار في قطاعات متعددة.تتجاوز خطط “هيوماين” البعد التقني البحت لتُلامس جوهر الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لرؤية 2030. التوقعات بأن تُثمر هذه الاتفاقيات عن توفير أكثر من 22 ألف وظيفة نوعية في المملكة، ومساهمة مباشرة بـ 24 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، تُبرز الأثر الاقتصادي الهائل لهذه المبادرات. هذا يُعزز من استدامة الاقتصاد الوطني وقدرته على مواجهة التقلبات المستقبلية. من خلال صندوق “Humain Ventures” الذي يستهدف شركات ناشئة عالمياً، تضمن المملكة ليس فقط عوائد مالية، بل أيضاً نقل الخبرات، جذب الكفاءات، وتوسيع شبكة علاقاتها في منظومة الابتكار العالمية. وهذا يُعزز من دورها كلاعب رئيسي في المشهد التقني الدولي.في الختام، ما تقوم به المملكة العربية السعودية، من خلال مبادرات “هيوماين” وشراكاتها واستثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي، يُعد مثالاً ساطعاً على كيفية تحويل الرؤى الطموحة إلى واقع ملموس. إنه رهان استراتيجي على المستقبل، يُمهد الطريق لتحقيق أهداف رؤية 2030 التنموية الشاملة.
د. بجاد بن خلف البديري – جريدة المدينة
إنضم لقناة النيلين على واتساب