أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان اليوم الجمعة، مرسوماً دستورياً بإعفاء الهادي إدريس من عضوية المجلس، قائلًأ إن على أطراف اتفاق سلام جوبا ترشيح بديل عنه.

 

بعد 200 يوم من الدمار والخسائر.. الحرب تغير السودان قبل انطلاق "أسبوع القاهرة السادس للمياه" سويلم يلتقي وزير الري لجنوب السودان

وكان البرهان أصدر قرارا بإقالة عدد من الوزراء، وهم وزير الطاقة والنفط محمد عبد الله محمود ووزيرة التجارة والتموين آمال صالح سعد ووزير النقل هشام أحمد علي، بالإضافة لوزيرة العمل والإصلاح الإداري سعاد الطيب حسن.

كما قرر البرهان أيضا إعفاء الحافظ إبراهيم عبد النبي من منصب وزير الثروة الحيوانية، وطالب القرار أطراف سلام جوبا بترشيح البديل.

وكلف رئيس مجلس السيادة خمسة وزراء جدد بالحقائب الخمس.

ميدانيا تجددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أمس الخميس، في محيط القيادة العامة للجيش بشرق الخرطوم، وعند سلاح المهندسين جنوب أم درمان، وفق ما أفاد شهود وسكان.

وأفاد شهود تحدثوا إلى وكالة أنباء العالم العربي بسماع أصوات انفجارات قوية في محيط قيادة الجيش وتصاعد سحب الدخان بكثافة من المكان.

وتحدث سكان عن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط سلاح المهندسين بجنوب أم درمان.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن هجوم وشيك في الفاشر بولاية شمال دارفور في السودان وتدعو الطرفين المتحاربين إلى الوقف الفوري عن شن هجمات أخرى.

وأضاف بلينكن في بيان أصدرته وزارة الخارجية: "تدعو الولايات المتحدة الطرفين المتحاربين إلى الوقف الفوري عن شن هجمات أخرى في الفاشر والمناطق المحيطة بها للوفاء بالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بالمدنيين".

وتحدثت الخارجية الأميركية عن "تقارير موثوقة تشير إلى عدم قيام قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية باتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع إصابات بين المدنيين".

هذا، وأعلن عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، في مقطع مصور نشرته قوات الدعم عبر منصة (إكس)، أن قواته ستتحرك نحو جميع الولايات والفرق العسكرية التابعة للجيش للسيطرة عليها.

كانت قوات الدعم السريع، قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي الاستيلاء على الفرقة 21، مقر قيادة الجيش في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، وذلك بعد أيام قليلة من إعلانها السيطرة على الفرقة 16 بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور ثاني أكبر المدن السودانية بعد الخرطوم، ومركز قيادة الجيش في الأقاليم الغربية.

 

لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السودان البرهان الجيش السودانى الخرطوم قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع تكثف هجماتها باستخدام الطائرات المسيرة.. من أين تحصل عليها؟

في تطور عسكري لافت، وسعت "قوات الدعم السريع" نطاق استخدامها لـ"المسيّرات القتالية"، باستهداف مناطق جديدة ضمن نطاق سيطرة الجيش، شملت الولاية الشمالية والخرطوم وجنوب كردفان، حيث هزت الانفجارات العاصمة خرطوم، فيما تصدت الدفاعات الجوية لمعظمها، في وقت تستمر فيه الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نيسان/ أبريل 2023.
 
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر عسكري لدى الجيش السوداني قوله، إن: "دفاعاتنا الجوية أسقطت معظم المسيرات" التي هاجمت معسكري ساركاب وخالد بن الوليد في شمال غرب العاصمة"، وتصدت المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني لأكثر من 10 مسيرات انقضاضية هاجمت المنطقة العسكرية شمالي أم درمان لما يزيد على الساعة، وسمع سكان أم درمان دوي انفجارات عنيفة قبل شروق الشمس، مع رؤية الوهج الناتج عن الانفجارات، وذلك بالتزامن مع سماع أزيز المسيرات المتوجهة إلى أهدافها.



وتصاعد الدخان جراء الهجمات بالطيران المسيّر من محيط المنطقة العسكرية في سركاب، شمالي أم درمان، بحسب المصدر، كما هاجمت المسيرات فجر الأربعاء أيضاً معسكر شادول التابع للاستخبارات العسكرية في ضاحية الكدرو شمالي مدينة الخرطوم بحري، ويأتي هذا بعد يوم من هجوم شنته مسيرات الدعم السريع، استهدفت منازل سكنية بضاحية عد بابكر شرقي الخرطوم، وموقعاً عسكرياً بمدينة الدبة شمال السودان، ما أسفر عن سقوط 7 أشخاص في الموقعين.



مسيرات الدعم السريع
وأعلنت وزارة الدفاع في وقت سابق أن الدعم السريع امتلك لاحقا "طائرات مسيرة إستراتيجية" أُطلقت من دول مجاورة وأخرى من وراء البحر الأحمر، تكشف تقارير عسكرية أن قوات الدعم السريع بدأت استخدام المسيرات منذ حزيران/يونيو 2023، مُكثفة بها هجومها في معارك عدة بالخرطوم، وهي مزودة بمحرك يعمل بالبنزين المخلوط بالزيت، كما أنها دون كاميرات ويتم التحكم بها عن بُعد ولا يمكن تغيير مسارها بعد إطلاقها.

وفي الـ12 من أيلول/ سبتمبر 2025، رصد تحقيق لوكالة رويترز، وجود طائرات انتحارية مسيرة بعيدة المدى شوهدت بالقرب من مطار تسيطر عليه قوات الدعم السريع السودانية، وأظهرت صور وتحليلات نشرها مختبر ييل للأبحاث الإنسانية 13 طائرة مسيرة (دلتا وينج) إلى جانب معدات إطلاق بالقرب من مطار نيالا في دارفور بغرب السودان في السادس من أيار/مايو من هذا العام.


مسيرات تنتجها شركات في روسيا وإيران والصين
وعادة ما يكون مدى هذه المسيرات، المصممة للاصطدام بأهدافها، حوالي ألفي كيلومتر، وهو ما يعني أنها قادرة على الوصول لأي مكان في السودان، وهذا المدى أبعد بكثير من أي طرز أخرى كانت قوات الدعم السريع تمتلكها في السابق، ووفقا لتقييم ييل فإن هذا الطراز أحد طرازين صينيين محتملين، وقال خبيران تواصلت رويترز معهما إنهما لا يستطيعان تأكيد الجهة المُصنعة، لكنهما اتفقا على المدى المحتمل. وتنتج شركات في روسيا وإيران نماذج مماثلة.

ونفت وزارة الخارجية الصينية أي علم لها بالطائرات المسيرة. وقال متحدث باسم الوزارة "تتبنى الصين منذ وقت طويل موقفا حكيما ومسؤولا في صادراتها العسكرية وتنفذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بدقة ووضوح وتفي بالتزاماتها الدولية"، كما نفت اتهامات السودان بتنفيذها الهجمات باستخدام طائرات حربية وطائرات انتحارية مسيرة انطلقت من قاعدة إماراتية على البحر الأحمر.


وبعد الاعتماد في البداية على التوغلات البرية، عززت قوات الدعم السريع قدراتها الجوية واعتمدت بشكل متزايد على هجمات الطائرات المسيرة منذ خسارتها لأراض في وسط وشرق السودان في وقت سابق من هذا العام، حيث تواصل شن هجمات بمسيرات على العاصمة الخرطوم.

وأكدت تحليلات أجرتها شركة الاستخبارات الدفاعية (جينز) وفيم زفايننبرخ من منظمة السلام الهولندية (باكس) أن الصور التي التُقطت في أيار/مايو أظهرت طائرات مسيرة انتحارية بعيدة المدى مماثلة للنماذج المنتجة في عدد من البلدان والتي يبلغ مداها حوالي ألفي كيلومتر.

وفي وقت سابق من هذا العام، رصدت رويترز ثلاث طائرات مسيرة صينية الصنع من طراز سي إتش-95 بمدى يصل إلى مئتي كيلومتر في مطار نيالا. وفي ذلك الوقت، كانت قوات الدعم السريع تشن هجمات متكررة بطائرات مسيرة على أهداف أقرب، بما في ذلك مستودعات وقود وسدود وقواعد عسكرية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني، ولم يحدد باحثو ييل كيفية وصول الطائرات المسيرة إلى دارفور، ومنذ أوائل القرن الحادي والعشرين، يخضع إقليم دارفور لحظر تسليح تعرض لانتهاكات متكررة.

مخاوف من عودة الحرب للخرطوم
الهجوم بالمسيرات أيقظ مخاوف كبيرة لدى سكان الخرطوم من احتمال عودة الحرب وأصوات المدافع والبنادق، حيث كان آخر هجوم على العاصمة من قِبل الدعم السريع في أيار/مايو الماضي، قبل أن يتمكن الجيش من استعادة السيطرة على كامل العاصمة بمدنها الثلاث: الخرطوم وأم درمان وبحري، بعد معارك أجبرت قوات الدعم السريع على الانسحاب والتراجع إلى ولاية شمال كردفان.

ونقلت شبكة البي بي سي عن أحمد عبد الله، وهو أحد سكان الخرطوم، عن قلقه الشديد من احتمالية عودة الحرب إلى المنطقة التي يعيش فيها مع أسرته، قائلا: "اليوم سمعت أصوات انفجارات قوية ورأيت الدخان يتصاعد في السماء بعد الهجوم بواسطة المسيرات التي سمعتها تمرّ فوقنا، ظللنا في أمان طوال الأشهر الماضية".

وأضاف عبد الله، الذي يعمل مهندساً في مجال الكمبيوتر: "أخشى أن تعود الحرب مرة أخرى إلى الخرطوم. لم نصدق أنها توقفت وعدنا بعد سنتين من النزوح، ولا أريد أن تتكرر التجربة القاسية".
المخاوف التي أبداها مهندس الكمبيوتر من عودة الحرب إلى الخرطوم لم تكن بسبب هجوم المسيرات فقط، بل أيضاً مما يدور من معارك على الأرض بين الجيش وقوات الدعم السريع في منطقة رهيد النوبة بولاية شمال كردفان، التي تبعد نحو 150 كيلومتراً غرب العاصمة.


أسلحة جديدة وتكتيكات غير مسبوقة
فعلياً، وعلى الأرض، تدور معارك توصف بالعنيفة بين الطرفين في أجزاء واسعة من ولاية شمال كردفان، وقالت مصادر عسكرية مطلعة إن الأطراف المتحاربة استخدمت الطيران المسيَّر بكثافة غير مسبوقة في المعارك الأخيرة، خصوصاً الجيش السوداني، الذي شن هجمات على مواقع تمركز قوات الدعم السريع في منطقتي بارا وكازقيل باستخدام مسيَّرات حديثة على مدار ثلاثة أيام.

وأضافت المصادر: "للمرة الأولى منذ فترة طويلة يستخدم الجيش طائرات مسيَّرة حديثة في المعارك، وقد استهدفت مواقع عدة للدعم السريع، أعقبها هجوم برّي من القوات البرية... هذا التكتيك غاب عن الجيش لفترة طويلة".

وقد شهدت المنطقة معارك عنيفة خلال الأشهر القليلة الماضية، تمكّنت خلالها قوات الدعم السريع من تحقيق مكاسب ميدانية، بينها السيطرة على مناطق استراتيجية مثل الرهد، وأم صميمة، والخوي، واقتربت من مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، التي لا تزال تحت سيطرة الجيش.

في هذا السياق، يرى الخبير العسكري، اللواء المتقاعد أمين مجذوب، أن الجيش عازم هذه المرة على استعادة كل المناطق التي وقعت تحت سيطرة الدعم السريع في إقليم كردفان، بعد سلسلة من الانتكاسات في هذا المحور، وأوضح مجذوب أن الهدف الاستراتيجي من معارك كردفان هو فك الحصار المفروض على مدينة الفاشر في دارفور.

وأضاف: "من خلال متابعتي الميدانية، أرى أن الجيش يركّز على استهداف القوة الأساسية للدعم السريع في كردفان عبر استخدام المسيَّرات، وهو تكتيك يهدف إلى إجبار الدعم السريع على سحب قواته من دارفور والفاشر لتعزيز مواقعه في كردفان"، وكانت قوات الدعم السريع قد فرضت حصاراً مشدداً على مدينة الفاشر منذ أكثر من عام، ونفّذت سلسلة هجمات داخل المدينة، وتمكّنت من التوغّل في الأحياء السكنية والسيطرة على مواقع حيوية، مثل مقر قيادة الشرطة وسوق بورصة المحاصيل الرئيسي، واقتربت من مقر الفرقة السادسة، وهي القاعدة العسكرية الأهم للجيش في شمال دارفور.

مغامرة غير محسوبة العواقب
من جانبه، وصف الخبير العسكري والأمني، اللواء المتقاعد عبد الله أبو قرون، تحركات الجيش الأخيرة في كردفان بأنها "مغامرة محفوفة بالمخاطر" قد تؤدي إلى نتائج عكسية، وقال في تصريح لبي بي سي: "الجيش ألقى بكل ثقله في معارك كردفان بعد أن أعاد تنظيم صفوفه، ويطمح الآن إلى كسر شوكة قوات الدعم السريع هناك".

وحذّر من أن خسارة الجيش لهذه المعارك، كما حدث سابقاً، ستكون بمثابة انتكاسة كبرى.
وأضاف: "رغم الدفع بكامل الإمكانيات في محور جنوب كردفان، فإنني، بحكم خبرتي العسكرية في تلك المناطق، أؤكد أن الدعم السريع يمتلك قدرة عالية على المناورة والحركة السريعة، نظراً لانحدار غالبية مقاتليه من هذه المناطق"، وتابع: "إذا نجح الدعم السريع في تحقيق انتصارات في كازقيل وأم صميمة، فإنه لن يتوقف عند هذا الحد، بل قد يسعى للسيطرة الكاملة على مدينة الأبيض، وربما يعيد التفكير في العودة إلى العاصمة الخرطوم التي أُجبر على الخروج منها قبل أشهر".

مواقع استراتيجية
تشير خارطة المعارك إلى أن الجيش وقوات الدعم السريع يتقاسمان السيطرة على مناطق شمال وغرب كردفان، فالدعم السريع يهيمن على المناطق الغربية الأقرب إلى إقليم دارفور، مثل الرهد، والخوي، وأم صميمة، إضافة إلى سيطرته على مناطق شمالية غربية مثل مدينة بارا، التي يمر بها طريق الصادرات الحيوي الرابط بين أم درمان ومدينة الأبيض.

حرب استنزاف
يرى اللواء أمين مجذوب أن التكتيكات الجديدة للجيش قد تمهد الطريق لتحقيق انتصارات إضافية، قائلاً: "في المعارك السابقة، كان هناك ضعف في التنسيق بين الجيش والفصائل المتحالفة معه، مما أدى إلى حالات من الارتباك. أما الآن، فيبدو أن هناك انسجاماً واضحاً، وهو ما أسفر عن استعادة بعض المناطق، أعتقد أن الجيش سيواصل تحقيق مكاسب ميدانية، خاصة بعد حصوله على أسلحة متطورة".


وأضاف: "أعتقد أن الجيش سيتمكن من تحقيق الانتصارات في كردفان ومن ثم فك الحصار عن الفاشر، ولن تتمكن قوات الدعم السريع من العودة إلى الخرطوم، بل ستنكمش في مناطق نفوذها بجنوب دارفور"، أما اللواء عبد الله أبو قرون، فيصف معارك كردفان بأنها "حرب استنزاف للطرفين"، ويوضح: "في معظم المعارك السابقة، لم نشهد هذا العدد الكبير من القتلى والضحايا من الجانبين، الجيش، والقوات المشتركة، وكتائب البراء فقدوا عدداً كبيراً من القادة والجنود، وكذلك الأمر بالنسبة لقوات الدعم السريع، لأن المعارك تدور في مساحات مكشوفة وعلى خطوط تماس مباشر".

وأسفرت الحرب المتواصلة منذ نيسان/ إبريل 2023 بين الجيش والدعم السريع عن مقتل عشرات الآلاف ودفعت الملايين إلى النزوح داخل البلاد أو اللجوء خارجها، وأصبح نحو 25 مليون شخص يعانون الجوع الحاد، وأحدثت “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، بحسب الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع تكثف هجماتها باستخدام الطائرات المسيرة.. من أين تحصل عليها؟
  • الرئيس المصري ورئيس مجلس السيادة السوداني يبحثان جهود وقف الحرب بالسودان
  • السيسي يستقبل رئيس مجلس السيادة السوداني
  • الجيش السوداني: دمرنا راجمة تابعة لميليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • انفجارات تهز أم درمان وسط تصدي الجيش السوداني لمسيرات تابعة للدعم السريع
  • الدعم السريع تقصف بالمسيرات والجيش السوداني يصد هجوما بالفاشر
  • الأمم المتحدة تُـدين استهداف الدعم السريع “المتكرر والمتعمد” للمدنيين في الفاشر
  • السودان.. مسيرتان للدعم السريع تستهدفان منطقة عد بابكر شرقي الخرطوم
  • الجيش السوداني يتصدى لهجوم على الفاشر
  • رئيس مجلس السيادة يبعث برقية تهنئة إلى ملك إسبانيا