عربي21:
2025-05-23@22:57:41 GMT

إيقاف الحرب بتوسيعها؟

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

يقول الأميركيون إنهم لا يريدون لهذه الحرب أن تتوسع، ويشاركهم الرأي الأوروبيون، ويضبط الإسرائيليون أنفسهم بِحُرقة وهم يتلقون الضربات في الشمال منعا لهذه الحرب من التوسع.
والواقع أن ردع إسرائيل لم يتآكل فقط بل إنه انتهى فعلا وأن تصريحات قادة دولة الاحتلال «بحرق لبنان» أو «بتدميره مثل غزة» إذا اشترك في الحرب، لا تعطيهم ردعا ولا قوة لأن جبهة الشمال مفتوحة وتعمل بشكل نشط وتضربهم كل يوم، وأن عدم قصفهم العشوائي للبنان يكشف فقط كم هم مردوعون وكم هي رغبتهم شديدة في ألا تتوسع الحرب أكثر.



لم يعد هنالك شك في أن إسرائيل لا تستطيع مواجهة أكثر من جبهة في نفس الوقت، ولو كانت المسألة غير ذلك لما حضرت أميركا لحمايتها ولما وقفت معها ومدتها بالسلاح بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا.

هذه دولة «عاجزة» وأكثر ما يمكنها فعله هو قتل النساء والأطفال وتدمير المستشفيات والمدارس والمساجد وبيوت الآمنين، وتدميرها من الجو ومن دبابات مصفحة. ولأنها بهذا الضعف، لا يخجل وزير تراثها، عميحاي إلياهو، من الدعوة لاستخدام السلاح النووي لإخضاع غزة.

إن هذه الدولة التي منحها الغرب قوة تدميرية هائلة لا تريد توسيع الحرب لسبب بسيط، وهو عجزها عن التعامل مع جبهة الشمال التي ساعدتها الجغرافيا على امتلاك سلاح أكثر تطورا وأكثر قدرة على التدمير تحمي به نساءها وأطفالها ومدارسها ومستشفياتها.

ولو امتلكت غزة هذا السلاح لما تجرأت هذه الدولة المارقة على ارتكاب المجازر بحق أطفالها ونسائها، لكنه قضاء الله، ولعنة الجغرافيا، وظلم الأخ الشقيق الذي حرم أخاه من الحق بامتلاك ما يمكنه من الدفاع عن أطفاله.   

إذا كان العالم لا يريد لهذه الحرب أن تتوسع حتى تتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها في غزة، فهل يكون القرار بتوسيع الحرب هو الحل لمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها؟

رأيي أن هذا هو الحل، لكن هنالك من يقول إن أميركا وحلفاءها حضروا للمنطقة ليس لاستعراض قوتهم ولكن للتدخل حماية لإسرائيل.  

هذا تقدير صحيح، لكن أميركا وحلفاءها الغربيين لا يريدون أن يتورطوا مجددا في منطقة الشرق الأوسط. هم أصلا مشغولون في أوكرانيا ولديهم جبهة يعدون لها مع الصين، وآخر ما يريدونه هو الانشغال بالشرق الأوسط مجددا.

لقد أشغلتهم غزة وحدها في الأسابيع الأربعة الماضية عن روسيا والصين، فكيف إذا توسعت الجبهة لتشمل الشمال وربما سورية والعراق واليمن. هذا آخر ما يريدونه.

والأسوأ هو أن قيامهم بالرد للدفاع عن إسرائيل سيغرقهم أكثر في وحل هذه المنطقة وسيفرض عليهم تسخير مقدرات جديدة لهذه المنطقة لخدمة حربهم، وهو ما سيحرمهم من فرصة تحقيق أي انتصار في صراعهم مع روسيا والصين.

هذا يعني أن الغرب سيكون أمام خيارين: إما المسارعة في وقف الحرب على غزة والشمال وإما الغرق في وحل الشرق الأوسط مجددا وخسارة الصراع مع روسيا والصين، والخيار الأفضل لهم سيكون وقف الحرب. الدول الغربية في النهاية أذكى من أن تبيع نفسها ومصالحها لإسرائيل، الدولة التي يُفترض أنها تحمي مصالحهم في المنطقة وليس العكس.  

إن دولة الاحتلال التي كانت حتى قبل السابع من أكتوبر «تتحجز» لضرب إيران انكشفت، وظهرت هشاشتها وضعفها، ومشاهد قتل الأطفال والنساء في غزة، لن تعطيها صورة نصر، ولن تعيد لها الردع، ولن تلغي صورة هزيمتها يوم السابع من أكتوبر.

إن توسيع الجبهة الشمالية ونقلها إلى حرب مفتوحة هو بالتأكيد قرار كبير ستكون نتيجته دمارا هائلا للبنى التحتية في لبنان، ومقتلا للآلاف من أبنائه، ونزوحا لمئات الآلاف منهم. إن نتيجته قد تكون أضعاف الدمار التي حدثت في لبنان العام ٢٠٠٦.

إن هذا بلا شك يضع على صانعي القرار في جبهة المقاومة في الشمال حملا كبيرا لا يمكن تصوره، ويفرض عليهم الإجابة عن عدد من الأسئلة قبل اتخاذ قرار الدخول في حرب مفتوحة، ومن الأسئلة المهمة التي تجب الإجابة عنها أربعة على الأقل:

هل الدخول الكامل في الحرب سيمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها في غزة؟ هل ستضطر المقاومة لمحاربة الأساطيل الغربية في المنطقة؟ هل توسيع الحرب سيجبر إسرائيل على التوقف عن استهداف المدنيين فيها؟ هل تستحق هذه الأهداف تعريض لبنان لنفس حجم الدمار الذي تتعرض له غزة؟

هذه أسئلة يجيب عنها قادة المقاومة في الشمال، فهم أكثر معرفة بمعطيات الحرب وأدرى بظروفهم، لكن في نظري إن توسيع الحرب ضروري للأسباب الآتية:

أولا، لا يمكن السماح بأن تستمر إسرائيل بجرائمها ووحشيتها في غزة لأن الغرب المتوحش لا يرغب في إيقافها، ولأن العالمين العربي والإسلامي كالعادة عاجزان أمام إسرائيل، ولم يبقَ بعد الله غير جبهة جديدة تُفتح لإيقافها، وهذا ممكن لأن الغرب غير معني بتوسيع حرب لا تخدم مصالحه.

هل سيدخل الغرب على خط هذه الحرب حماية لإسرائيل؟ بالتأكيد، لكن الغرب لن يدخل بكامل ثقله ولن يكون معنيا باستمرار الحرب لفترة طويلة، وهو بالتأكيد غير راغب بالعودة للشرق الأوسط لأن ذلك لا يخدم مصالحة وسيعمل على وقف الحرب بسرعة.

ثانيا، إنها فرصة لقلب كل المعادلات، هذا لا يعني أنه ستكون هنالك ضربة قاضية تعيد الأراضي المحتلة، لكن أي مفاوضات سياسية تُبنى على الحرب بعد إيقافها، ستكون نتيجتها تحرير هذه الأراضي.

إنها فرصة لم يطلبها أحد ولم يتوقعها أحد ولكنها أصبحت قائمة وحقيقية. ثمن الحرب كبير جدا بلا أدنى شك، لكن نتائجها ليست في صالح إسرائيل، والغرب سيكون معنيا بوقف الحرب بشكل سريع، ووقف الحرب سينتج مسارا سياسيا يعيد الحد الأدنى من الحقوق لأصحابها.

ثالثا، إن خسارة غزة لا تعني فقط أن إسرائيل سترتاح لسنوات من الجبهة الجنوبية، ولكنها تعني أنه سيكون بإمكان إسرائيل بعد غزة حشد كامل قوتها للتخلص من الجبهة الشمالية فهي لن تغفر للمقاومة في الشمال قيامها بدعم المقاومة في الجنوب، وستعمل على القيام بضربة وقائية انتقامية تدميرية للضاحية الجنوبية في بيروت، وربما دون أن ترسل دباباتها لاحتلالها ودون أن يتجاوز جيشها الخط الأزرق.

هذه الضربة في تقديري ستكون انتقامية هدفها تذكير لبنان بقدرتها على تدميره عندما تشاء، ولن يهمها قيام الشمال بعدها بإطلاق مئات الصواريخ كرد انتقامي، فهي ستكون قد ركزت جهودها على هذه الجبهة لتتمكن من تخفيف خسائرها.

هذا يعني أن لبنان في المحصلة سيتعرض للدمار سواء فُتحت الجبهة الشمالية بشكل كامل، أم بقيت جبهة إسناد وإشغال كما هي الآن.  

رابعا، إن استمرار الحرب وسقوط غزة سيحدث هزيمة وقهرا نفسيا في داخل كل إنسان عربي، وهذا سيضعف فكرة المقاومة، وفكرة وحدة الساحات، وأي عمل جماعي لاحق، وسيتم استغلاله لإحداث شرخ في الشارع لإضعاف المقاومة.

بقي أن نقول إن توسيع الحرب لن يحمي المدنيين سريعا، لكنه في النهاية سيوقف الحرب، وهذا سيحميهم.

إن قرار توسيع الحرب أو إبقاءها كما هي الآن ليس سهلا. قيادات المقاومة بالتأكيد تعرف أكثر ولديها معلومات ومعطيات تقر بناء عليها، لكن في رأي المتواضع، توسيع الحرب يوقفها ويفتح مسارا سياسيا يؤدي إلى استعادة الحقوق بحدودها الدنيا دون أن تتمكن إسرائيل أو حلفاؤها من نزع سلاح المقاومة أو إضعافها.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه لبنان غزة المقاومة لبنان غزة المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة توسیع الحرب جبهة الشمال فی الشمال هذه الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

حادث السفارة وعاصفة هواية قتل الأطفال يشعلان الجدل في إسرائيل

في ذروة الأزمة السياسية التي أثارتها تصريحات زعيم حزب الديمقراطيين، يائير غولان عن "هواية قتل الأطفال" في الدولة غير العاقلة، صب رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت، الزيت على نار الأزمة بحديثه عن جرائم الحرب الجارية وعن إرهاب بن غفير وسموتريتش. وبينما استغل قادة اليمين عملية قتل موظفي السفارة في واشنطن لاتهام غولان بأن دم القتيلين على يديه، رد عليهم إن الدماء على أيادي وزراء ما سماها "حكومة كهانا حي"، في إشارة للعنصري الحاخام مئير كهانا، الذي أسس رابطة الدفاع اليهودية الفاشية. وانضم إلى الحلبة في نوع من التأييد أو التفهم لتصريحات غولان تجاه وزيري الحرب السابقين، إيهود باراك وموشي يعلون اللذين كانا من أوائل المعارضين لنتنياهو ونهجه.

تبادل القصف

وبعد أن شن قادة في اليمين حملة دعائية على أولمرت بسبب تصريحاته للبي بي سي، والتي قال فيها إن "إسرائيل تقترب من ارتكاب جرائم حرب في غزة" عاد وأكد في مقابلة إذاعية "أن هذه السياسة ستجلب الكارثة إلى دولة إسرائيل". وهاجم أولمرت حكومة نتنياهو بشدة صباح الخميس. وفي مقابلة على محطة 103 إف إم، حيث وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأنهما "إرهابيان"، وحذر من أن إسرائيل تسير على طريق الكارثة والعزلة الدولية.

أولمرت: إن سياسة نتنياهو تجاه غزة ستجلب كارثة إلى إسرائيل (رويترز)

وقال أولمرت في المقابلة: "أنا لا أدعو الجنود إلى الرفض". "هذه الحرب لم تبدأ فجأة هذا الصباح، ثم وقف رجل كان رئيس وزراء إسرائيل وقال: أيها الرجال، ليس لهذا أي هدف". نحن نتحدث عن نحو 19 شهرًا من القتال، نحن نتحدث عن استنزاف مستمر". وأكد أن انتقاداته موجهة إلى الحكومة وليس إلى الجيش الإسرائيلي: "نحن ندعو إلى وضع حد لفوضى الحكومة وغطرسة الحكم". "ندعو إلى وضع حد لهذه السياسة التي تسبب كارثة لدولة إسرائيل -وستؤدي إلى عزلتها ونبذها من العالم أجمع، نظرا للسياسة التي يقودها إرهابيان- بن غفير وسموتريتش".

إعلان

وتساءلت المذيعة جيئولا إيفن ساعر، وهي زوجة وزير الخارجية جدعون ساعر باستغراب: "إرهابيان؟" – أجاب أولمرت: "نعم، بالتأكيد. إرهابيان".

ولم يتراجع أولمرت عن تصريحه في مقابلة مع هيئة الإذاع البريطانية (بي بي سي) بأن "ما تفعله إسرائيل في غزة يقترب من جرائم الحرب". وقال "لقد استخدمت لغة حذرة، وقلت إن الحرب كان يراد لها أن تستمر وتطول من أجل تجنب الحاجة إلى إنهائها". وأضاف أن أغلبية الجمهور الآن لم يعد يجد أي معنى لذلك. "إنها حرب بلا هدف، بلا وجهة، بلا أي فرصة للنجاح". وحمل بشدة على سلوك الحكومة: "لا توجد أهداف. كل هذا مجرد خدعة، احتيال، خداع، غطرسة، تباهي، لا أساس له من الصحة". وحذر من أن توسع نطاق القتال في قطاع غزة يشكل خطرا حقيقيا: "إن ما يحدث في الأساس هو أعمال تقربنا كثيرا من فقدان رهائننا، وتؤدي للأسف أيضا إلى مقتل جنودنا، وتتسبب في عدد هائل من القتلى والجرحى بين السكان الفلسطينيين غير المشاركين".

دوافع انتخابية

غير أن الحملة الموجهة ضد غولان لم تتوقف، فالتركيز عليه من جانب الفاعلين في الحلبة السياسية يخدم أيضا أغراضا حزبية خصوصا في ظل احتمالات تفكك الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة. وكانت استطلاعات الرأي تمنح غولان الذي أفلح في توحيد حزبي العمل وميرتس فرصة أكبر لتحقيق إنجاز انتخابي. ولذلك ما أن وقعت عملية واشنطن ضد اثنين من مستخدمي السفارة الإسرائيلية حتى تصاعدت الحملة ضده تحت شعار "دماء الاثنين على يديك".

Iستطلاعات الرأي تمنح يائير غولان أفضلية (أسوشيتدبرس)

إذ اتهم وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، وهو من حزب بن غفير وسبق أن طالب بقصف غزة بقنبلة نووية، رئيس حزب الديمقراطيين يائير غولان بالمسؤولية عن الهجوم الذي وقع في واشنطن. وكتب على حساب X "مؤامرات يائير غولان الدموية تجد صدى بين النازيين وكارهي إسرائيل في جميع أنحاء العالم". وأضاف: "يائير، دماء موظفي السفارة على يديك ويدي أصدقائك". وقال وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار: "عندما يقوم السياسيون الحقيرون وغير المسؤولين بتشويه سمعة إسرائيل باتهاماتها الكاذبة بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب، كان من الواضح أن معاداة السامية سوف ترفع رأسها وسوف يحصل الإرهابيون الفلسطينيون على الدعم لتنفيذ الهجمات".

إعلان

كما اتهم وزير شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية، عميحاي شيكلي، غولان: "كل من ينشر الأكاذيب، أو يقارن إسرائيل بالنازيين، أو يتهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب، أو يروج لـ"هواية" جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ودولة إسرائيل بقتل الأطفال، هو شريك كامل في النتيجة". ولم تتخلف عن الحملة ضد غولان وزيرة النقل ميري ريغيف فقالت: "قُتل زوجان شابان كانا على وشك الزواج الليلة على يد إرهابي حقير. إن سفك دمائنا مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالتصريحات الوهمية والكاذبة ليائير غولان وأولمرت وآخرين".

وقد ردّ يائير غولان على كلام إلياهو والوزراء: "حكومة نتنياهو، حكومة كاهانا حي، هي التي تُغذّي معاداة السامية وكراهية إسرائيل، والنتيجة عزلة سياسية غير مسبوقة وخطرٌ يُهدِّد كل يهودي في كل مكان في العالم. سنستبدلهم ونعيد الأمن لكل يهودي في إسرائيل وفي كل مكان من العالم". "أشارك حزن عائلات الضحايا الذين قتلوا في الهجوم وأدعم جميع موظفي الخدمة الخارجية لدولة إسرائيل".

واضطر الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ الذي كان من السباقين لإدانة تصريحات غولان إلى التدخل لتخفيض منسوب اللهب في الأزمة قائلا للسياسيين: "أوقفوا هذه المعارك القبيحة بالتراشق بالطين". وأضاف أنه "بالنسبة للقاتل الحقير في واشنطن، لا قيمة للآراء السياسية الإسرائيلية الداخلية. أناشد الجمهور في إسرائيل: أوقفوا هذه المناوشات القبيحة. أنتم مطالبون بإدراك حجم مسؤوليتكم في هذا الوقت، كبح جماح تصريحاتكم، والقيام فقط بما يُسهم في تعزيز دولة إسرائيل ودعم الجاليات اليهودية في العالم".

هرتسوغ يطالب السياسيين بوقف مناوشاتهم (رويترز) لاعبان ثقيلان

ولكن دعوة هرتسوغ  للتهدئة لم تنفع إذ استمرت عاصفة تصريحات غولان، عن هواية قتل الأطفال. وقد انضم إلى الحلبة لاعبان ثقيلان، أحدهما رئيس وزراء ووزير دفاع ورئيس أركان سابق هو إيهود باراك ـالذي أيد غولان علناً وقال: "إنه على حق". وأشاد باراك بشجاعة غولان وقال:"يائير غولان رجل شجاع ومباشر. رجل هجومي". لو خُيّرتُ بين الخروج الليلة في غارة أو غدًا في حملة سياسية صعبة، لفضّلتُ وجوده إلى جانبي، على جميع منتقديه ومناكفيه في الساعات القليلة الماضية. وحتى لو كان من الأفضل لو اختار كلمة أو كلمتين مختلفتين، فمن الواضح أنه كان يقصد القيادة السياسية، لا المقاتلين". وعزز باراك موقف غولان في تصريحاته السابقة المثيرة للجدل، مضيفاً: "وحتى في سابقة "الإجراءات" أيضاً كان على حق!". وهذا، بطبيعة الحال، يرتبط ارتباطاً مباشراً بكلمات غولان قبل نحو عقد من الزمان، عندما أشار إلى أنه تجري  في إسرائيل سياقات مماثلة لصعود ألمانيا النازية.

إعلان

والثاني كان وزير الدفاع ورئيس الأركان السابق موشي يعلون، الذي أكد أن المشكلة ليست تصريحات غولان، وإنما "الحكومة التي لا تريد إنهاء الحرب" وتعمل على تحويل الجنود إلى "مجرمي حرب رغما عنهم". وفي مقابلة إذاعية قال يعلون، إن الإدانة كان يجب أن تتوجه نحو التصريحات التي تقول بعدم وجود أبرياء في غزة. وتصريحات من قبيل "إننا ننفذ خطوة عسكرية، ولن نترك هناك شيئا، وسوف نطرد السكان، وسوف تصبح غزة خالية من العرب وسوف نستوطنها باليهود". هذه هي الأشياء التي تجعل من دولة إسرائيل مجرمة حرب، وليس الجنود. هناك آلة سمّ، تُثير فورًا النقاش بين المتحدثين والجيش الإسرائيلي. لم أسمع غولان يهاجم الجيش الإسرائيلي، كما لم أهاجم الجيش الإسرائيلي عندما تحدثت عن التطهير العرقي، بل تحدثت عن حكومة مجنونة".

واعتبر يعلون استخدام غولان كلمة "هواية" غير موفق بالتأكيد، وتساءل: هل المشكلة تكمن في التصريح؟ هل قتل أحدًا بهذا التصريح؟ المشكلة هي أن حكومةً تضم سموتريتش وبن غفير، برؤية عالمية مسيحانية، لا تريد إنهاء الحرب. لم يذكر غولان شيئًا عن جنود الجيش الإسرائيلي. سمعتُ المقابلة. نصبتُ مرآةً بناءً على طلبات من ضباط ميدانيين. ما يفعلونه الآن هو إخلاء السكان، وقد أُبلغوا بذلك لأسباب عملياتية، لكنهم يدركون شيئًا آخر. في الوقت نفسه، يتحدث سموتريتش وبن غفير ودانييلا فايس وآخرون عن تطهير غزة من العرب، وإننا "سنملأها باليهود". هذا يُحوّل الجنود إلى مجرمي حرب رغماً عنهم. بعد أن قلتُ ذلك، تلقيتُ من القادة أنفسهم الذين تواصلوا معي، إننا وفّرنا عليهم ما كان من المفترض أن يجعلهم مجرمي حرب. لا يُمكن تجاهل الحقائق. آلة السم تُوجّه النار فوراً كما لو كنا مُذنبين. من يُدير هذه السياسة هو المسؤول، من يُتيح لسموتريتش وبن غفير قيادة سياسة تتحدث أيضاً عن التضحية بالرهائن، وكيف يتباهى بن غفير بأنه نسف الصفقات. أقول هذا بمسؤولية: من منع إطلاق سراح الرهائن منذ بداية الحملة وحتى الآن، للأسف، هي هذه الحكومة الإسرائيلية الوهمية.

إعلان عاصفة لا تنتهي

واضح أن تصريحات غولان عن هواية القتل شكلت أساسا لتقديرات حزبية متناقضة. بعضهم رأى أنها قضت على فرص المعارضة في توحيد نفسها ضد نتنياهو، خصوصا وأن زعماء المعارضة سارعوا إلى إدانة هذه التصريحات. وآخرون من منطلقات مخالفة لاحظوا، أن تصريحات غولان وجرأته تؤشر إلى نمط جديد من القيادة يمكن أن يجر خلفه الجمهور الطامح للتغيير. ولذلك تتصاعد المواقف وتحتد ويزداد الاستقطاب حولها. فنتنياهو كان حمل على غولان واعتبره تجسيدا لـ"الانحلال الأخلاقي". ورد غولان إن نتنياهو، وخصوصا في مؤتمره الصحفي كان "شخصا كاذبا، متوترا، ومُطاردا، يُلقي الوحل على الجميع، ولا يتحمّل مسؤولية أي شيء. لديّ وعدان لنتنياهو الليلة: 1ـ سأقاضيك بتهمة التشهير بسبب الأكاذيب التي تنشرها ضدي. 2ـ سنهزمك في الانتخابات قريبًا جدًا ونُرسلك إلى صفحات التاريخ".

نتنياهو يعتبر غولان رمز الانحطاط الأخلاقي ( الأوروبية)

ويبدو أن تصريحات كل من غولان وأولمرت وباراك ويعلون تطمح إلى فرض إنشاء خط رفيع يفصل بين قتل المدنيين عرضا، وقتلهم عمدا جراء سياسة حكومية معلنة. الأول يمكن تبريره أنه يقع ضمن مفهوم "الأضرار العرضية"، بينما الثاني لا تسمية فعلية له سوى "جرائم حرب". وفي حكومة إسرائيل من يطالب علنا بتجويع الأطفال وقتلهم في غزة، بل وإلى إحراق غزة والقضاء على من فيها . ومنهم أيضا سموتريتش الذي اعتبر تجويع مليوني فلسطيني عملا عادلا وأخلاقيا. ومنهم الوزير عميحاي إلياهو الذي اعتبر استخدام السلاح النووي أحد الخيارات ضد غزة، وهو الذي دعا أيضا لاعتقال يائير غولان وإيهود باراك وإيهود أولمرت لاتهامهم الجيش بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.

 

مقالات مشابهة

  • هآرتس: ترامب يتخلى "بهدوء" عن إسرائيل ويُفضّل السعودية كشريك استراتيجي
  • حادث السفارة وعاصفة هواية قتل الأطفال يشعلان الجدل في إسرائيل
  • الوفاء للمقاومة: عيد التحرير تأكيد لجدوى المقاومة ورفض للتطبيع... ولمحاسبة إسرائيل ووقف الإبادة في غزة
  • صحيفة: إسرائيل تواصل امتصاص الضغوط الدولية لوقف حرب غزة
  • أوروبا تحذر إسرائيل من تجويع الفلسطينيين بعد 20 شهرا من الحرب
  • أولمرت: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة والضفة
  • نتنياهو يتمسك بخيار توسيع الحرب لاعتقاده أنها ستحمله للانتخابات المقبلة
  • تحركات بريطانية أوروبية ضد إسرائيل بعد توسيع عملياتها في غزة .. وإحباط أميركي من استمرار الحرب
  • أستراليا تُعارض توسيع الحرب في غزة وتدين منع المساعدات 
  • أولمرت يؤكد أن ما تقوم به إسرائيل في غزة يقترب من جريمة الحرب