الجزيرة:
2025-05-23@22:35:54 GMT

لماذا يكذب الطفل؟ وكيف نشجعه على قول الحقيقة؟

تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT

لماذا يكذب الطفل؟ وكيف نشجعه على قول الحقيقة؟

عمّان- الصدق قيمة أساسية نسعى إلى غرسها في أطفالنا منذ سن مبكرة، ومن المألوف أن يكذب الأطفال في مراحل مختلفة من نموهم، وغالبا ما يجهد الآباء لفهم سبب كذب أطفالهم وكيفية تشجيعهم على تبني الصدق كفضيلة مدى الحياة.

تقول المستشارة النفسية والتربوية الدكتورة رولا أبو بكر إن أحد الأسباب الشائعة للكذب هو الخوف من العقاب، فقد يلجأ الأطفال إلى الكذب لتجنب العواقب أو لحماية أنفسهم من الوقوع في مشكلات، ومن المهم أن نتذكر أن هذا السلوك غالبا ما يكون مدفوعا بغريزتهم الطبيعية بحثا عن الأمان.

وتضيف "بصفتنا بالغين، علينا أن نتعامل مع هذا السلوك بالتعاطف، ونسعى إلى فهم المخاوف والقلق الكامن الذي يؤدي إلى عدم شعور الأطفال بالأمان من خلال إيجاد بيئة يشعرون فيها بالاطمئنان إلى قول الحقيقة دون خوف من التعرض لعقاب شديد، وهذا يشجعهم على أن يكونوا أكثر انفتاحا وصدقا".

جذب الانتباه

وهناك سبب آخر يجعل الأطفال يكذبون، وهو جذب الانتباه، فسعيا منهم إلى الحصول على القبول أو الموافقة قد يبالغ الأطفال ويختلقون القصص، وفق أبو بكر التي تشدد على ضرورة معالجة هذا السلوك من خلال تزويد الأطفال ببدائل صحية لجذب الانتباه، مثل الانخراط في نشاطات إيجابية أو عرض مواهبهم أو التعبير عن أنفسهم من خلال المنافذ الإبداعية وتوجيه طاقاتهم.

يلجأ الأطفال إلى الكذب أحيانا لجذب الانتباه والحصول على القبول أو الموافقة (بيكسلز) خيبة أمل الوالدين

وتلفت أبو بكر إلى أن الأطفال يواجهون ضغوطا لتلبية التوقعات غير الواقعية، سواء من خلال تحقيق النجاح الأكاديمي أو عن طريق الالتزام بالمعايير المجتمعية، وغالبا ما يؤدي الخوف من خيبة أمل الوالدين أو المعلمين أو الأقران إلى الوقوع في الكذب.

وتقول "لذا، من الضروري وضع توقعات واقعية لأطفالنا، والتأكيد على أن قيمتهم لا تحددها إنجازاتهم فقط، وذلك من خلال تعزيز عقلية النمو والتركيز على الجهد والتنمية الشخصية بدلا من مجرد النتائج"، مشيرة إلى أن القدوة تلعب دورا مهما في تشكيل البوصلة الأخلاقية للطفل.

وترى أن الأطفال ملتزمون ويميلون إلى تقليد سلوكيات البالغين المهمين في حياتهم، فإذا شاهدوا أن الوالديه أو غيرهما من القدوة ينخرطون في عدم الأمانة فقد ينظرون إلى الكذب على أنه وسيلة مقبولة لتحقيق أهدافهم، وعلى العكس من ذلك إذا رأوا أن الصدق يتم تقديره ومكافأته فمن المرجح أن يتبنوا الصدق كقيمة أساسية.

وتنصح أبو بكر الأهل بتشجيع أطفالهم على قول الحقيقة بتهيئة بيئة من الثقة والتواصل المفتوح وعدم إصدار الأحكام، فعندما يعترف الطفل بالكذب من المهم الاستجابة بهدوء والاستماع إلى وجهة نظره دون اللجوء الفوري إلى العقاب.

وتعتبر المستشارة النفسية والتربوية أن هذا النهج يُشعر الأطفال بالأمان ويشجعهم على الانفتاح على دوافعهم إلى الكذب، وقد يساعد فهم الأسباب الكامنة وراء عدم أمانتهم في معالجة الأسباب الجذرية بشكل أكثر فعالية.

الدكتورة رولا أبو بكر: عندما يعترف الطفل بالكذب من المهم الاستجابة بهدوء والاستماع لوجهة نظره (الجزيرة) الصدق والكذب

بدوره، يرى الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات أن الكذب والصدق قيمتان باتجاهين مختلفين، فالأصل في الأطفال أن يكونوا صادقين، وهذا يتطلب أن تكون بيئة الأسرة والمدرسة والرفاق نماذج لتعليم الصدق، ولكن هذه ليست كل الحقيقة، فالأطفال يكذبون، خصوصا إذا عاشوا في بيئة صارمة أو بيئة مهددة.

ويشرح عبيدات للجزيرة نت أن الطفل يبحث عن الأمن، فيضطر مثلا إلى الكذب طلبا لمكافأة أو خوفا من عقاب، والمهم في علاج الكذب أن تكون البيئة آمنة خالية من التهديدات، فالأسرة مثلا عليها أن تخصص وقتا نوعيا للجلوس مع الأطفال كأن يكون هناك اجتماع أسبوعي يناقش كل ما يحدث مع أفرادها، وكذلك المدرسة يمكن أن تخصص نشاطات تناقش قضايا القيم.

وينصح الدكتور عبيدات المربّين بألا يكافئوا أي كذبة بهدف حرمان الطفل من الإفادة من الكذب، وأن يتجنبوا العوامل المحفزة على الكذب، وأهمها البيئة المليئة بالخوف والتهديد، مما يدفع الطفل إلى الكذب لينجو بنفسه.

ومن أمثلة البيئة المحفزة على الكذب: والدان يقدمان نموذجا غير أخلاقي (يمارسان الكذب)، معلمون لديهم قسوة، تغليظ العقوبات، بيئات لا تسمح للطفل بالتعبير عن رأيه، بيئة لا تتسع للطفل، بيئة تكافئ الكاذب وتعاقب الصادق.

ويقول الخبير التربوي إن العلاج يكون بالتسامح وقبول عذر الطالب حتى لا نجبره على الكذب، ومن المهم أن نعوّد الطلبة على أمور مثل القدرة على اكتشاف الكذب من حولهم، وتدريبهم على الشك والنقد، وتوعيتهم بأن الصدق أقرب الطرق إلى النجاة.

ذوقان عبيدات: الطفل يبحث عن الأمن فيضطر مثلا إلى الكذب طلبا لمكافأة أو خوفا من عقاب (مواقع التواصل الاجتماعي) نصائح للأهل

ويقدم موقع "رايزينغ تشلدرن" (raisingchildren) نصائح للأهل تساهم في تشجيع الطفل على قول الحقيقة، ومنها:

تحدث مع أطفالك بشأن الكذب وقول الحقيقة، وقد يكون ذلك بطرح أسئلة عليهم، مثل "بمَ ستشعر أمي إذا كذب عليها أبي؟"، أو "ماذا يحدث عندما تكذب على المعلم؟". ساعد طفلك على تجنب المواقف التي يشعر فيها بالحاجة إلى الكذب، فإذا سألت طفلك إن كان هو من سكب الحليب على الأرض مثلا فقد يشعر بالرغبة في الكذب، ولتجنب هذا الموقف يمكنك أن تقول فقط "أرى أن الحليب تسبب بالفوضى.. دعنا ننظفه". امدح طفلك على اعترافه بفعل شيء خاطئ، مثلا "أنا سعيد جدا لأنك أخبرتني بما حدث، دعنا نفهم الأمر جيدا". كن قدوة لقول الحقيقة، كقول "لقد ارتكبتُ خطأ في تقرير كتبته للعمل اليوم، أخبرتُ مديري حتى نتمكن من إصلاحه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أبو بکر من خلال

إقرأ أيضاً:

حادث واشنطن.. نتنياهو يكذب ويحاول صرف الأنظار عن الدوافع الحقيقية

«كراهية.. معاداة السامية.. جريمة مروعة.. افتراءات دموية إلخ».. قائمة طويلة من الاتهامات المستهلكة خرج بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ليعلق على مقتل اثنين من موظفي سفارة الكيان الإسرائيلي في واشنطن، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس على يد شاب أمريكي الجنسية بدافع الثار لما يحدث من مجازر بحق المواطنين الأبرياء في غزة على أيدي جنود الاحتلال.

تعليق نتنياهو لما يكن مفاجئا، حيث دأب في مثل هذه الحوادث التي تقع ضد إسرائيليين أن يروج لهكذا اتهامات ليحاول صرف الأنظار عن الأسباب والدوافع الحقيقية لها، والتي تأتي تعاطفا مع الأبرياء الفلسطينيين الذين تسحقهم آلة القتل الجهنمية التي يديرها نتنياهو وأعضاء حكومته المتطرفة في قطاع غزة.

وكانت وسائل إعلام أمريكية، أعلنت، اليوم الخميس، مقتل رجل وامرأة من موظفي السفارة الإسرائيلي في واشنطن، بالرصاص أمام المتحف اليهودي في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وأفادت المعلومات أن الشرطة الأمريكية تقوم حاليًا باستجواب أحد الأشخاص المرتبطين بالحادث، ويدعى إلياس رودريجيز من مدينة شيكاغو في ولاية إلينوي، ويبلغ من العمر «30 عاما»، وأنه «فعل ذلك من أجل غزة».

ولم يتأخر رد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كثيرا ونقلت عنه وسائل إعلام أنه يشعر بـ «الصدمة العميقة» إزاء مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية واشنطن، واصفًا الحادث بأنه «جريمة قتل مروعة تنم عن كراهية ومعاداة للسامية»، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن ما وصفه بـ «الافتراءات الدموية» التي تُروج ضد إسرائيل تُسهم في تأجيج العنف وسفك الدماء.

وعلى مدار أكثر من 18 شهرا، يتعرض المواطنون الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى عدوان إسرائيلي متواصل تسبب في خسائر فادحة في الأرواح و البنية التحتية، التي تم تدمير الغالبية العظمى منها.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس، الأربعاء، ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينين، في قطاع غزة إلى «53.655» أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

اقرأ أيضاًصرخ «فلسطين حرة» ثم أطلق النار.. ماذا يحدث في واشنطن؟

يردد «فلسطين حرة».. لحظة اعتقال منفذ هجوم واشنطن (فيديو)

أول تعليق من الرئيس الأمريكي على حادث السفارة الإسرائيلية في واشنطن

مقالات مشابهة

  • الكاتب الأردني محمد النابلسي: الأطفال العمانيون الباحثون عن المعرفة لديهم استعداد للدخول في حوار عميق حول أفكار فلسفية
  • محمد مهنا: الصدق وسيلة النجاة في الدنيا والآخرة
  • حادث واشنطن.. نتنياهو يكذب ويحاول صرف الأنظار عن الدوافع الحقيقية
  • محامية: السجن والغرامة عقوبة عدم تطعيم الأطفال .. فيديو
  • جولة تثقيفية للأطفال في قلعة صلاح الدين ضمن أنشطة قصور الثقافة
  • «ابني اتقال له أسود زي أبوك» .. بيان مؤلم من محمد رمضان | تفاصيل صادمة
  • بيئة تحتضن الاختلاف
  • طفلك ليس مشروع نجاحك.. حرّروا الأطفال من طموحاتكم
  • شرطة دبي تدشّن روبوتاً ذكياً وتعزز شراكاتها الدولية لحماية الأطفال
  • خلال موسم الحج.. اعرف أهم أساليب الاحتيال وكيف تتجنبها