يعود لعام 1610.. مصحف مذهب يزين نوادر مكتبة شيثام البريطانية العريقة
تاريخ النشر: 9th, July 2023 GMT
تسلط مكتبة شيثام، المعروفة بأنها "أقدم مكتبة عامة في الجغرافيا الأنجلوسكسونية"، الضوء على أكثر من 120 ألف مخطوطة تاريخية ومصحف مطرز بالذهب يعود لعام 1610، مصطحبة زوارها في رحلة عبر التاريخ.
بتاريخها الممتد لأكثر من 370 عاما وعمارتها الخشبية التي ترجع للعصور الوسطى، تعد شيثام أقدم مكتبة عامة في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية، صُنفت مجموعتها من المخطوطات على أنها "ذات أهمية وطنية ودولية".
تأسست المكتبة عام 1653 في مانشستر بالمملكة المتحدة، أول مدينة صناعية في العالم، بناء على وصية همفري شيثام، تاجر منسوجات ثري ومالك عقارات في ذلك الوقت، وفتحت أبوابها للعامة أغسطس/آب 1655.
مبنى تاريخيوتقع المكتبة التاريخية، التي تفوح منها رائحة الكتب القديمة، في مبنى من الحجر الرملي يعود تاريخه إلى عام 1421م، بني لاستضافة كهنة الكنيسة في المدينة.
بدأت المكتبة في شراء الكتب اعتبارا من أغسطس/آب 1655 من أجل إضافة مجموعات جديدة من الكتب إلى مجموعاتها.
وتحتوي على أكثر من 40 مخطوطة من العصور الوسطى، بالإضافة إلى عديد من المذكرات والمخطوطات والرسائل والسندات والمطبوعات واللوحات، كما تضم أكثر من 120 ألف عمل نشر أكثر من نصفها قبل عام 1850.
المكتبة التي تضم مطبعة يدوية خشبية -يُعتقد أنها تعود إلى القرن الـ17- وبطاقات بريدية تاريخية وقبعات وكتيبات وملصقات، تعد مركزا مهما للدراسة والبحث وتستقطب عديدا من الزوار من جميع أنحاء العالم.
وتضم المكتبة بين مجموعاتها الخاصة أيضا مصحفا متوسط الحجم بحواف وصفحات مطرزة بالذهب يرجع لعام 1610.
وسمحت مسؤولة تنسيق خدمات زوار المكتبة سيان لويز ماسون، لمراسل الأناضول، بتصوير المصحف بعد إخراجه من دار المحفوظات (الأرشيف) حيث يُحتفظ به.
وفي أثناء تصوير نسخة القرآن الكريم، لفتت ماسون الانتباه إلى تاريخ 1747 المكتوب بأحرف لاتينية على الصفحة الأولى من المصحف الشريف، وذكرت أن "شخصا مجهولا اقتنى هذا الكتاب المقدس في ذلك التاريخ".
وبينما كانت ماسون تقلب صفحات المصحف بعناية، واحدة تلو الأخرى، قالت: "هل ترى كم هو ذهبي وبديع؟ عادة ما يتحول الطلاء الذهبي إلى اللون الأسود أو الأحمر بمرور الوقت، لكن هذا الطلاء حافظ بشكل مدهش على لونه الذهبي".
وأضافت مسؤولة المكتبة أن "جميع هذه النقوش مرسومة بخط اليد ومكتوبة بشكل جميل. هذا غير معقول أعتقد أنه كنز حقيقي".
لقاء المشاهيرتقع المكتبة وسط مدينة مانشستر، وهي مهمة أيضا لاعتبارها المكان الذي التقى فيه المُنظّر السياسي وصاحب الفكر الشيوعي كارل ماركس والمفكر الاشتراكي الألماني فريدريك إنجلز عام 1845.
وفي أثناء إقامته في لندن في ذلك الوقت وزيارة مانشستر بشكل متكرر، اعتاد ماركس حينئذ إجراء أبحاثه ودراساته مع إنجلز في المكتبة المذكورة خلال صيف عام 1845.
وأشار جون شارمان المرشد في مكتبة شيثام إلى أن المُنظِّرين كانا يجريان دراستهما المشتركة بالمكتبة في مانشستر، حيث ناقشا عديدا من الكتب.
ووفقا للمعلومات المتاحة على الموقع الرسمي لمكتبة شيثام، تركت المكتبة انطباعا قويا لدى ماركس وإنجلز لدرجة أن إنجلز ذكر المكتبة بعد سنوات في رسالة إلى ماركس عام 1870.
إذ كتب إنجلز عن المكتبة في رسالته قائلا: "خلال الأيام القليلة الماضية، قضيت وقتا طويلا من جديد جالسا على طاولة مربعة في الكوة حيث جلسنا معا قبل 24 عاما. أنا أحب هذا المكان. النوافذ الزجاجية الملونة تمنح شعورا بأن الطقس لطيف دائما هناك".
وأضاف إنجلز في رسالته: "لا يزال أمين المكتبة جونز على قيد الحياة، لكنه أصبح متقدما بالعمر ولم يعد يعمل بنشاط. لم أره في المكتبة خلال زيارتي الأخيرة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
تحقيق: الأسلحة البريطانية تصل إلى تل أبيب رغم تعهدات لندن
رغم إعلان الحكومة البريطانية في إيلول / سبتمبر الماضي تعليق تصدير الأسلحة الهجومية إلى الاحتلال الإسرائيلي، كشفت تحقيقات استقصائية جديدة عن استمرار تدفق شحنات عسكرية من بريطانيا إلى تل أبيب، في انتهاك صريح للتعهدات الرسمية ولقوانين التصدير البريطانية المرتبطة بحقوق الإنسان.
وبحسب صحيفة الغاريان البريطانية استند التحقيق، الذي أجرته جهات حقوقية دولية، من بينها "حركة الشباب الفلسطيني" و"اليسار التقدمي الدولي"، إلى بيانات جمركية إسرائيلية رسمية صادرة عن مصلحة الضرائب.
وكشف أن المملكة المتحدة صدرت إلى إسرائيل منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى نيسان / أبريل 2025 ما لا يقل عن 14 شحنة أسلحة، بينها شحنات جوية وصلت إلى مطار بن غوريون، وأخرى بحرية إلى ميناء حيفا.
وضمت الشحنات معدات عسكرية مصنفة بوضوح ضمن الاستخدامات الهجومية، بما في ذلك أكثر من 8600 قطعة من الذخائر مثل القنابل والصواريخ والألغام، إلى جانب 146 قطعة مدرعة يُرجح استخدامها في الدبابات والمركبات العسكرية الثقيلة.
وأشار التحقيق إلى أن القيمة التقديرية لهذه الشحنات، تبلغ بحسب تصنيف الجمارك الإسرائيلي، نحو نصف مليون جنيه إسترليني، وهو ما يتناقض تمامًا مع الإعلان البريطاني عن تعليق 29 ترخيصا لتصدير "معدات هجومية"، مع الإبقاء على 200 ترخيص آخر بدعوى أنها تتعلق بمعدات "دفاعية" غير مرتبطة باستخدام الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وتابع التحقيق أن بريطانيا لم توقف فعليًا تصدير الأسلحة التي تُستخدم على الأرض في الحرب على غزة، خاصة تلك المرتبطة بمكونات طائرات F-35 التي تشارك بها مصانع بريطانية ضمن سلسلة التوريد الخاصة بشركة "لوكهيد مارتن".
رغم تعهد لندن بعدم تصدير أجزاء تستخدم مباشرة في الطائرات التي تنفذ ضربات في غزة، فإن الثغرات في نظام التراخيص سمحت باستمرار هذه الصادرات، وهو ما يمثل خرقًا لتعهدات رسمية سابقة أمام البرلمان والرأي العام.
وجاءت ردود الفعل السياسية داخل بريطانيا سريعة وغاضبة، حيث طالبت النائبة العمالية زارة سلطانة الحكومة بالكشف الفوري عن طبيعة هذه الشحنات، مؤكدة أن الحكومة "تزود إسرائيل بأسلحة تقتل المدنيين في غزة، وتخدع الشعب حين تصفها بمعدات دفاعية".
واعتبر النائب جون ماكدونيل، وزير مالية الظل السابق، أن ما كشفه التحقيق "يضع مصداقية وزير الخارجية ديفيد لامي على المحك"، مضيفًا أن "تضليل البرلمان، إن ثبت، يستوجب الاستقالة فورًا".
ويأتي توقيت الكشف عن هذه الصادرات ليضع بريطانيا في موقف صعب، إذ تواجه إسرائيل اتهامات متصاعدة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، وسط تحذيرات متكررة من الأمم المتحدة بأن ما يجري على الأرض قد يرقى إلى "إبادة جماعية".
وتتعالى الأصوات داخل المؤسسات الحقوقية البريطانية والدولية للمطالبة بفرض حظر شامل على تصدير السلاح لإسرائيل، وفتح تحقيق مستقل حول التورط البريطاني في دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية.