كانت عفويته كثيرًا ما تُصيب مَن حوله بالذهولِ، فكلامه عن تَشاكسه مع عِجلىّ النُّورج وجدالهما، وصراخ أخشاب المحراث حيِنَ يُقبِّل وجهَ الأرض بأسنانهِ الحِداد شىء من الخبل.

أخبار متعلقة

بريق الماضى.. قصة قصيرة لــ صفاء عبدالصبور

العاملة.. قصة قصيرة لــ بهاء الدين حسن

نعيمة والأراجوز.. «قصة قصيرة» لـــ أحمد عبدالعزيز صالح

جَاءت به أمه تحمله، بعد أن ألقى والده عليها يمين الطلاق، لم تجد غير أخيها «حسن»، فاستقبلهما وأحسن وفادتهما، تَعلَّم «عبدالعليم» كيَفَ يُوقِّر خَاله، واظبت على تلقينه الطاعة للعَائلِ الشَّهم، الذى انتشلهما من ضَياعٍ محتوم.

يُردِّد كطيور السماء مع كُلِّ صباح نشيد الولاء، أن يحفظ الله خاله، وأن يَهبه من العَافيةِ ليرد جميله، كَانَ فَحلًا قويًّا، صَلبَ العود، مَشدود العضل ذا بأسٍ شديد، غَير أنَّ قلبه الغَضّ، ورِقة طبعه، أكسباه قبولًا لدى الناس، أبهرهم كيف لعملاق مثله، يبكيه صوت «قِمرية» تصدح فَوقَ غُصن شجرة.. وجد سلوته فى أرغوله، ما إن يخلو بنفسه حتّى تنساب أنغامه عذبة، وكَأنّ تقاسيمه تتهادى لحنًا شَهيًا من ألحانِ السماء، تمَلأ الأجواء بعبقٍ فتان..

ترعرعت «سكينة» ابنة خَاله، وتَرعرعَ حُبّها فى قلبه حدائق واسعة، يَسقيها حنانًا كمَا يسقى شجرة «الحناء» التى غرسها بجوارِ النافذةِ، ما إن يَراها حتى يَشبّ حَريقَ الوجَد فى أحشائهِ، يصطلى فى صَمتٍ، وكأنما يتلذذ بنيرانه المتأججة، لم يكن خاله بمعزلٍ عن حبهما، لكنَّه تَوهّم أنَّ مشاعرهما البريئة ستزول، فابنته من رباتِ العفاف، وهو شاب عاقل يصون المعروف.

غَابَ عنه أنَّ الحُبّ مَخلوق مُتمرد، لا يخضع لسلطانِ، انزوى بنفسه يهدهد أمانيه، تطوف بمخيلته صورتها، فيزداد وجيب قلبه، فيعمد إلى أرغوله يَسكب عليه من لواعج وجدانه المَشبوب، ويهبه طَرفا من مُهجته الحارة، فتشبّ أنغامه سِحرًا حلالًا. حتَّى كانت أُمسية صيفية رَجعَ فيها كعَادتهِ، ليجد الدارَ وقد غَاصت بزوارها، وكُؤوس الشَّربات تَطوف، وابتسامة تحدٍ تَكسو وجه خاله، لقد خُطِبَت «سكينة»، دَارت الأرض وغامت الدنيا فى عينيه، انفض السامر، لكن أحزانه لم تنفضّ، هجر عشه، قالت «وداد» الدَّلالة إنَّها رأته يَجرّ عَربة بضاعة فى شارع الموسكى، وقال «مفتاح» سائق البيجو إنَّه يعمل فى مَطعمٍ بالتَّحرير، ويقول الخبثاء لقد أنهى حياته بعدما خَابَ ظَنُّه فى خَالهِ.

ثقافة الرجل والنُّورج قصة قصيرة

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ثقافة قصة قصيرة قصة قصیرة

إقرأ أيضاً:

النقض تؤيد حكم الإعدام للمتهم بقتل فتاة البراجيل

قضت محكمة النقض، برفض الطعن المقدم من المتهم بقتل ابنة خاله، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ فتاة البراجيل، وتأييد الحكم الصادر بإعدامه شنقًا.

وقضت محكمة جنايات جنوب الجيزة، بإعدام المتهم بقتل نجله خاله بعد فشله في الاعتداء عليها، بمنطقة البراجيل بأوسيم التابعة لمحافظة الجيزة.

وكشفت التحقيقات، أنّ المتهم "أندرو. ح"، قتل الطفلة المجني عليها "أمل . ن"، ذبحًا داخل منزلها في منطقة البراجيل بأوسيم التابعة لمحافظة الجيزة، بعد فشله في الاعتداء عليها.

ومنذ بداية الجلسة الأولى من محاكمة المتهم، وهو يطلب من هيئة المحكمة سرعة الفصل في القضية لاعترافه بارتكاب جريمة القتل في حق نجله خاله.

وطالبت أسرة الطفلة المجني عليها بسرعة القصاص من المتهم، معربين عن فخرهم بنجلتهم التي أبت أن يمسها المتهم حتى آخر نفس في حياتها، وفضلت أن تلقى مصرعها على يديه، قائلين إنّهم فخورون بابنتهم لأنها دافعت عن نفسها رغم صغر سنها، وأنّ ما سيهدأ النيران المشتعلة في قلبهم هو إعدام المتهم.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • نقاش بين خالد أبو بكر وراغدة شلهوب: أنتو ظالمين الرجالة
  • "الدِّين والخُلُق قبل المال والنَّسب" ندوة توعوية لوعظ الغربية للعاملين بمديرية الزراعة بالغربية
  • تأييد اعدام قاتل إبنه خاله " فتاة البراجيل "
  • النقض تؤيد حكم الإعدام للمتهم بقتل فتاة البراجيل
  • رسالة من مريم الى قلوب الذئاب.. لا أظنّها تصل! (قصة قصيرة من وحي العدوان على غزة)
  • محمد صلاح: فترة تشيلسي كانت أهم فترة في حياتي.. وغَيرت عقليتي وسلوكي
  • النمر: العشاء المتأخر قد يرهق قلبك حتى لو كانت السعرات محسوبة
  • عودة لاعبي بايرن ميونخ بعد رحلة قصيرة إلى إيبيزا
  • قلبه توقف فجأة.. وفاة بطل كمال أجسام برازيلي أمام الجمهور
  • خالد كمال لـ "الفجر": اتمنى العمل مع محمود حميدة والمشاركة بأفلام قصيرة في الإسكندرية